أبو البنات ينام متعشي
وزوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لا تقوى على عمل المنزل من طبخ وغسيل ولا يوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان.
ولكن آشوفك يا فهد، جسمك سمين ونظيف وملابسك نظيفة ومكوية. وأنت مثلي بناتك تزوجوا وتعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل.
قال فهد له: شوف يا صديقي. ابنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح وفي يدها فطورنا تطعمنا وتحممنا وتغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها. وابنتي الوسطى تحضر لنا في الظهر وتجلب لنا الغداء وتكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها. وابنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل وفي يدها عشاءنا. تعشينا وتحممنا وتنومنا وتغطينا. هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال عيسى: لا، لا أعرف ماذا يعني.
أجابه فهد: هذا يعني بأن أبو البنات ينام متعشى وأبو الأولاد ينام على جوع. دنيا غريبة!
شعر عيسى بالحسرة والندم لأنه كان قد سخر من صديقه فهد في الماضي لأن له بنات فقط. في حين أن بنات فهد كنّ سندا له في شيخوخته ورعايا له بعكس أولاد عيسى الذين تركوه.
درس عيسى من هذه التجربة أن الأولاد والبنات على حد سواء نعمة من الله ومصدر للراحة والسعادة في الحياة. ما يهم في الأبناء هو صلات المودة والرحمة وحسن المعاملة لا الجnس أو العدد. نام عيسى تلك الليلة وهو يدرك أن الرضا بالقضاء والقدر أفضل خيار.