مريم
عليك و أبقى ناشز يرضيك أبقى ناشز !
عض أدهم على شفته و كظم غيظه بصعوبة فهو يعلم تلك اللعبة التي تلعبها معه و كم يكره و بشدة ما تنوي أن تمليه عليه كعقۏبة فليس هناك ما هو اسوأ أن تمسح له بالتقرب إليها دون أن تبادله شيئا هي التي دائما ما تذوب بين ذراعيه و لكنها قادرة على أن تتحول إلى البرود التام إن أرادت أن تعاقبه
سلاف بلاش الطريقة دي قلت لك 100 مرة.. مش واخدة بالك إني بحاول أصالحك
تقلدت البرودة نهجا في كلامها و هي ترد عليها بينما تلف خصلة شعرها الشقراء على سبابتها
أنا ماطلبتش مصالحة منك يا أدهم.. عمري ما طلبت !
شد على قبضتيه مواصلا طمر الڠضب بدواخله و ارتأى أن يبتعد عنها قليلا حتى يتمكن من تهدئة أعصابه و التفكير في سبيل أكثر لطفا إليها.. أخذ نفسا عميقا و قال
و ظل يردد آخر كلمة و هو يمضي إلى الخارج بينما بقيت مكانها تضحك في صمت و تقسم بينها و بين نفسها بأن تضاعف العقاپ له هذه المرة كما ضاعف هو قسوته عليها ...
مضى وقت ليس بقليل و هما يقفان قبالة بعضهما بلا حراك هكذا كصنمين خاليان من الحياة بعد أن طرحت عليه سؤالها ران الصمت تماما بينهما حتى شاهد مراد وجهها يعتصر ألما... لطالما كانت نقطة ضعفه
لم يتحمل أكثر من ذلك و أفسح لها لتدخل مغمغما باسراع
ادخلي يا إيمان. ادخلي بسرعة !
كان يخشى أن يقبض عليهما بأي لحظة لذلك سمح لها بالدخول فقد بدا أنها بصدد إحداث ڤضيحة لو لم يحتوي الموقف بسرعة ولجت إيمان بخطى وئيدة و هي تضم شالها الأسود إلى صدرها بينما يغلق مراد الباب بعدها مباشرة
أنا جيت و أنا فاكر إني مش هالاقيكي هنا. ماسمعتش بخبر مۏت جوزك غير من خالتي. و عرفت إنك رجعتي تعيشي هنا تاني.. و الله لو كنت أعرف ماكنت آ ...
ماكنتش ورتني وشك صح ! .. قاطعته بعدائية سافرة
كويس إنك لسا فاكر عملتك. أنا كنت بدأت أشك إن إللي حصل بينا ده كان في خيالي أنا و بس.. لما مشيت و سبتني بمنتهى البساطة بعد ما ...
إيمان أرجوكي ! .. هو الذي قاطعها هذه المرة بإشارة من يده
لكنها لم تأبه و واصلت بشراسة و قد إتقدت عيناها
و أضافت كأنما حلت عليها الصدمة لأول مرة
كدبت عليا.. خدعتني !!!
رغم حقيقة ما تقول إلا أنه إنبرى للدفاع عن نفسه بغلظة
لأ يا إيمان أنا ماكدبتش عليكي و لا خدعتك.
أنا فعلا كملت الجامعة هنا. لكن بعدها علطول سافرت و درست برا فوق إللي درسته هنا. إنتي عارفة إن شهادات العالم التالت مش معترف بيها في أوروبا. و أنا كنت ببني مستقبلي. ماكنتش سامح لأي حاجة تعطلني و ماكنتش شايف غير كاريري و كياني. انتي أكتر واحدة كنتي عارفة أحلامي
و انت قضيت على أحلامي أنا ! .. تمتمت بصوت متهدج أثقلته دموعها الحبيسة
عماني حبي ليك. نساني نفسي و ربي. سلمت لك نفسي بارادتي و وقعت عشان بحبك.. تعرف. ساعتها و لآخر لحظة كنت مديالك الأمان. كنت متخيلة إني حتى لو رميت نفسي تحت رجليك انت لا يمكن تخون ثقتي فيك. كنت مطمنة جدا و مستنية تفوق و تعتذر لي و تقول لي إنك مش هاتسبني و لا تتخلى عن حبنا.. لكن أنا إللي فقت من أوهامي على غدرك بيا. و بعدين ندالتك لما مشيت و لا بصيت وراك حتى.. انت دمرتني يا مراد !
انسحق فؤاده بتواطؤ دموعها مع كلماتها عليه كان هذا موطن ضعفه بالتحديد لهذا السبب و قبل إثنى عشر سنة هو لم يستطع السيطرة على مشاعره عندما غدر بها كما قالت و وقعا على الرغم من أنه فعل ذلك الإثم مرارا منذ بلوغه و حتى قبل زواجه بفترة لكنه لم يستطع أن يغفر لنفسه جرها معه إليه
تزوج و عشق على أمل أن ينساها و ينسى ما فعله بها في لحظة طيش لكن ها هي تذكره و ها هو يكتشف بأنه لم يزل أسير جريرته في حقها ...
إيمان ! .. تحدث مجددا بلهجة خاضعة كأنما يرجو لو يركع أمامها و يطلب العفو
مافيش كلام ممكن يوصف مشاعري ناحيتك سواء زمان أو دلوقتي. انتي غالية أوي عندي. و الحقيقة إنك مش لوحدك إللي اتعذبتي.. أنا مقدرتش أسيطر على نفسي ليلتها. كنت صغير و مش دارك. إيمان انتي عارفة ان اتربيت في مجتمع متحرر. أنا من يوم ما اتولدت و أنا عايش برا مع أبويا وأمي. أصلي عربي و مسلم و عارف تعاليم ديني. بس ڠصب عني اتطبعت بطباع ناس تانية.. انتي عارفة أول علاقة عملتها في حياتي كان عندي كام سنة.. 15 سنة. تخيلي. شهيتي للعلاقات من النوع ده إتفتحت من بدري أوي. و ماكنش في حدود طول ما كنت عايش برا. كان شيء عادي جدا و اتعلمت إنه سهل و مسموح بيه طالما في قبول بين الطرفين.. و لما رجعت و شوفتك و قربنا من بعض و حبيتك. كنت عاوزك أقرب ليا من مجرد علاقة حب سطحية. كنت عاوز أحبك بالطريقة إللي اتعلمتها لأنها الطريقة الوحيدة إللي بقدر أعبر بيها عن حبي. ماكنتش قابل إنك دايما تبعديني عنك و مش موافقة حتى إني ألمسك بأي شكل.. وهمت نفسي إني ممكن أستغنى عنك و أسيبك عادي. بس أنا كنت خلاص غرزت فيكي يا إيمان. كنت وقعت في حبك و ماتأكدتش من ده مية في المية غير لما بعدت عنك بجد.. سامحيني يا إيمي !
كانت مستغرقة في تفاصيل ما يروي عليها تائهة بين كلماته و معانيها حتى فرغ.. ردد لسانها باستنكار بينما دموعها تسيل
انت لسا هاتكدب ما اتخليت عني و عرضتني للڤضيحة أنا و أهلي إللي هما أهلك.. لسا بتقول بتحبني !!
علا صوتها المكتوم في صدرها بقدر من الانفعال ما جعله يتمرد لوهلة على تعاطفه نحوها خاصة و هي تبدي كل هذا القدر من البغض و الحقد عليه ...
إنتي ليه محملاني الغلط كله لوحدي
أمال أحمله لمين انت استغليت ضعفي و حبي ليك !!
زفر بقوة و بدا كأنه مضطر أن يواجهها بالحقيقة ...
أنا ماعملتش
حاجة ڠصب عنك ! .. قالها مراد دون أي أثر للندم
لو كنتي بينتي ذرة رفض واحدة عمري ما كنت غصبتك يا إيمان.
انفعلت و تسارعت أنفاسها و هي تحملق فيه بشراسة إذ ذكرها بالنصف الآخر من قصتها الأليمة و الذي لم تطلع أحد عليه أبدا غير زوجها الراحل حتى كانت تخشى التفكير فيه بينها و بين نفسها ...
نكأ الچرح الغائر مرة أخرى و احتقن وجهها بشدة أخافته أطلت دموع الڠضب و الخزي من عينيها و هي تثور ۏجعا من أعماقها
لآخر لحظة كنت فاكرة إني حبيتك بجد.. بس تعرف. كنت غلطانة.. أنا ماحبتش غير سيف. سيف إللي رغم إني اعترفت له بالحقيقة قبل الجواز من يأسي و كرهي لنفسي. و كنت مستعدة لأي عقاپ.. ماعملش معايا أي حاجة. قبلني زي ما أنا.. مش زيك انت. ماكنش زيك. انت اصلا مافيش حد زيك... انت أكتر ندل و جبان عرفته في حياتي.. انت خطيتي و غلطة عمري كله يا مراد !!!
حملق فيها مصډوما و هو يعلق
إنتي بتهرجي صح قولي إن ده مش بجد.. إنتي اعترفتي لجوزك بإللي حصل بينا يا إيمان !!
لم يكن يصدق الحماقة التي اقترفتها لكن أكدت له ثانية و الدموع ملء عينيها
أيوة اعترفت له. أمال كنت عاوزني أخدعه و أخليه يتحمل غلطة غيره انت فاكرني زيك !
هز رأسه مشدوها و ردد
إنتي مچنونة. ليه عملتي كده ليه حولتي حياتك و بإيدك لچحيم.. كان ممكن تبدأي من جديد !!
ابدأ من جديد .. عقبت بشبه صړاخ و قد أغضبتها كلماته بشدة
انت صاحي لكلامك هو انت واحد كنت اعرفه فترة و سيبنا بعض. انت من دمي و ډبحتني. نهشتني و إدتني ضهرك و مشيت.. انت خاېن !!!
لم تعطه فرصة ليستوعب فداحة فعلته على ضوء اتهاماتها و إذ نناهى لسمعه صوت جرس المصعد بالخارج تحرك بسرعة البرق و شد ذراعها بقوة و دار حول نفسه إلتصق ظهرها بصدره و حپسها بين ذراعيه و كمم فمها الباكي بكفه الآخر
سكن كليا و بقى ينصت فقط ...
لحظات و سمع جرس الباب يدق مرتين.. صمت.. ثم دق مرتين
تسارعت نبضات قلبها بينما تصبب جبينه عرقا و هو يستمع إلى الصوت المنبعث من الخارج و الذي لم يكن سوى صوت أدهم محدثا نفسه
شكله نام و لا إيه.. الله يكون في عونه أكيد ماحطش منطق بعد السفر ده كله في يوم واحد !
و أرهف مراد السمع أكثر ليتبين بأن خطوات أدهم قد ابتعد بل أنه استقل المصعد و اختفى من الطابق نهائيا الآن فقط أفلت مراد أسيرته من بين ذراعيه و غمغم معتذرا بارتباك
أنا آسف.. بس انتي لازم تنزلي حالا. احنا ماينفعش نشوف بعض اصلا يا إيمان. كل حاجة بينا انتهت
لم تتحرك قيد أنملة فارتاب و استدار ليقف في مواجهتها دنى برأسه لينظر في وجهها جيدا ...
إيمان.. انتي كويسة. إيمان مالك !!!
ارتفع رأسها رويدا رويدا حتى تشابكت نظراتيهما و رمقته بنظرة أفزعته من داخله ثم قالت و هي تمسح دموعها بظاهر كفها دون أن يرف لها جفن
أنا بكرهك.. وعد مني يا مراد. أنا هاحفرك من جوايا.. شكرا
ليك. عشان انت إنهاردة و أخيرا ادتني أهم سبب عشان أمحيك من حياتي... شكرا !
لم يكاد يأتي بأي فعل حتى رآها و قد إلتفتت و