مريم
انطلقت كالرياح العاصفة مغادرة إياه هذه المرة و دون أن تنظر وراءها تماما كما فعل هو بها من قبل !.......................................................................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قلت لي ذات مرة ماذا علي أن أفعل لتكوني لي.. دعني أخبرك بهذا إذن لقد كنت دائما لك و لكن معك... لن أكون أبدا!
_ إيمان
حل الصباح و لأول مرة يبيت كلاهما متخاصمان فقد نفذت سلاف ما برأسها و عاقبته لكنه هذه المرة لم يقع في شراكها كليا لم يشأ أن يتقرب إليها ليلة أمس حتى لا تقابله بالجفاء و البرودة تحمل أن يطبق جفونه و يغفو دون أن تكون بين ذراعيه مثل كل ليلة و قرر أن يحل ما بينهما حين يستقيظا
و بعد فرغ من صلاته خرج و عرج عليهم بغرفة الأطفال ليجد سلاف قد أطعمتهم و ألبستهم ملابس غير التي ناموا فيها _ كعادة كل يوم _ و ها هي تنهي تمشيط شعر طفلها الأوسط كانوا جميعهم آية في الجمال و بهجة لنظره فمكث مكانه دون أن يصدر صوت يراقبهم و هو يبتسم بحب و مودة
ب ب بآااااااااااااااععع !
انحنى أدهم بلحظة و حمله بين ذراعيه هاتفا
حبيب بابا. روحي. صباح الفل يا نور عيني !
كانت قافيته الشهيرة دائما في محلها متناغمة مع اسم طفله نور.. احتضنه و قبله دون أن يحيد بعينيه عن زوجته التي ما زالت تعامله بجفاف و بل أزادت عليه التجاهل فلم يجد بدا من إتخاذ الخطوة الأولى كعهده سار ناحيتها حيث كانت تجلس فوق كرسي صغير و تضع في حجرها الصغير آدم تضع له المرطبات العطرية الخاصة ببشرة الأطفال ...
جاوبته سلاف دون أن تنظر إليه
كويس على دراعك أهو. العلاج إللي مشي عليه كان سريع الحمدلله
تمتم إثرها الحمدلله. الله يعافيه و يحفظه هو اخواته
و قبل الصغير مرة أخرى ثم أنزله على قدميه و إلتفت لأمه
عايزك يا سلاف من فضلك !
ردت بصوتها الناعم الطبيعي و لكن باللهجة اللا مبالية نفسها
أدهم بصرامة أنا مش عايز فطار. أنا عايزك.. حالا !!
و أدار لها ظهره فورا عاد أدراجه إلى غرفة النوم و انتظرها هناك و هو يقف مستعرضا محتويات خزانته لم تمر دقائق إلا و أتت إليه في الحال كما أمرها ...
نعم !
انبعث صوتها ناعما من خلفه فلامسه بنفس ذات النعومة و جعله تواقا أكثر إليها تنهد أدهم و إلتفت نحوها.. كانت تقف أمامه بمنتهى الأريحية كما لو أنها لم تضايقه أبدا مم استفزه
تعالي يا سلاف.. قربي عندي
أطاعته و مشيت إليه وئيدا حتى وقفت قبالته تطلعت إليه بشجاعة فظل فقط ينظر إليها لبضع لحظات دون كلام تنهد من أعماقه و هو يرفع كفه ليحط به جانب وجهها قائلا بلطف
هانوصل لفين يا سلاف في كل مرة نختلف فيها. ليه الخلافات بتاخد أكتر من قيمتها. بدل حبنا.. ليه مش هو إللي يتغلب على عنادك. ليه بتتعمدي تقسي كده و أنا عمري ما قسيت عليكي !
رفعت حاجبيها و رددت بذهول
لأ بجد. و الله.. انت عمرك ما قسيت عليا يا أدهم انت بتكدب يا دكتور أمال إللي عملته فيا إمبارح على السلم ده كان إيه !
عبس بتأثر متمتما
ماكنش قصدي. إنتي عارفة.. أنا في الأساس مابستحملش أشوف فيكي أي سوء. إزاي ممكن تفكري إني آذيكي يا سلاف !
بالفعل أقرت بصدق قوله فهو الوحيد من بعد والديها و جدتها المرحومة الذي حملها حرفيا في قلبه و عاملها بأبوة في المقام الأول قبل أن يكون زوجها و لكن لا يمكنها أن تتغافل أيضا عن عما فعله ليلة أمس كان جديدا و لا تريده أن يتكرر حتى و لو كان بدون قصد ...
كانت ستقول له ذلك لكنه استبقها بالقول
و بعدين اسلوبك كله غلط. يعني إيه تفرضي عليا عقۏبة كل ما تحصل بينا مشكلة أنا دايما بحاول أحل معاكي أي حاجة و إنتي كالعادة بتعندي. ليه بتعملي معايا كده. بتبقي مبسوطة لما كل واحد فينا يكون في طرف. ده بيعجبك.. ردي من فضلك يا سلاف !!
كان السأم المرير يجلل قسماته الوسيمة بشكل أنساها ڠضبها منه محيى كل شيء و لم يبقى أمامها سواه أثار حقيقته بداخلها و ماذا يعني لها زوجها أدهم يمثل لها الهواء الذي تتنفسه قلبها ينبض لأجله و لا تتخيل حياتها بلاه
جاءت ردة فعلها مندفعة.. حيث شبت على أطراف أصابعها و تعلقت بعنقه. و لكن !
الولاد !!! .. غمغمت سلاف
همس لها أدهم
أنا مش نازل طول النهار. و ماما مش هاتقول حاجة. دلوقت أكلمها تاخدهم عندها و نقضي الوقت ده كله لوحدنا.. إيه رأيك
توردت خجلا و هي تبتسم ثم قالت على استحياء
أوكي. حطهم في العربية بتاعتهم و نزلهم في الأسانسير.. و أنا. أنا هاخد شاور بسرعة و أرجع لك
ابتسم بدوره و قال بحماسة و هو يستل هاتفه ليحدث أمه
تمام. بس لو اتأخرتي عليا إنتي حرة. هاجي لك ناخد الشاور سوا !
لم تستطع تمرير مزحته الجدية كما تعلم ضحكت بانطلاق و شقاوة و ركضت بسرعة من أمامه أما هو و قد استعاد إشراقة وجهه و نشاطه زفر بارتياح شديد و مضى مسرعا ليحضر صغاره للنزول إلى جدتهم ...
كان عبء ثقيل عليه أن يلتقي بها مجددا و خاصة بعد مواجهة البارحة
مرة أخرى مدى غبائه حين قرر العودة إلى هذا البيت كان قد قطع صلته به مثلما قطعها معها منذ تلك الليلة لكنه تحامق و عاد.. ما الذي توقعه
ألن يأتي ذلك اليوم الذي يتواجها فيه
يا له من أبله حقا
و ها هو يكرر نفس الخطأ و يذهب إلى حيث هي بقدميه ...
صباخ الخير يا خالتو !
ارتاح كثيرا لأن التي قابلته عند
باب الشقة هي خالته و ليست هي
استقبلته أمينة بابتسامة ملء وجهها و دعته فورا للدخول
صباح الفل يا حبيب خالتك. خش يا حبيبي. أنا كنت لسا هاطلع أشوفك صحيت و لا لأ. الفطار جهز خلاص ..
لبى مراد دعوتها و دلف مطرقا رأسه تحسبا و قلقا من لقاء إيمان.. لكنه دحض مخاوفه عندما علا صوت خالته متجهة إلى رواق الغرف
الله يخليك يا مراد يا حبيبي تقف بس
عند الأسانسير تقابل ولاد أدهم و تجيبهم على هنا على ما أدخل أصحي إيمان !
و كأنه طوق الإنقاذ صاح من مكانه
أكيد حاضر يا خالتو. طالع أهو
و هرول إلى الخارج ثانية ليأتي لها بصغار أدهم الثلاثة فتح باب المصعد حين وصل إلى الطابق فإذا بالصغار متراصين بجوار بعضهم داخل عربتهم العريضة استقبلهم مبتسما و أسند الباب بقدمه ريثما يتمكن من إدارة العربة ليخرجهم
و قد نجح في وقت وجيز دفع بهم على مهل للداخل و هو يتأملهم لأول مرة مرددا بحبور و حنين للشعور الذي يفتقده بشدة
الله أكبر. ما شاء الله. ما شاء الله !
و أجفل فجأة حين عادت خالته راكضة شاحبة الوجه ...
إلحقني يا مراد !!
فزع مراد من حالتها و سألها من فوره
إيه حصل إيه !!
أمينة بهلع كبير
إيمان مش في أوضتها لا هي و لا لمى. و دولابها فاضي.. إيمان سابت البيت ! ........................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
8
هربت لأنك لو بقيت أمامي أكثر فإني أخشى أن يغويني شيطاني و أخطئ من جديد هربت لأنني ما زلت أحبك !
_ إيمان
طالع مراد خالته مشدوها للحظات قبل أن يدفعه عقله للحديث أخيرا
يعني إيه سابت البيت هي متعودة تمشي فجأة كده !
هزت أمينة رأسها نفيا
لأ يابني طبعا. إيمان عمرها ما عملتها !!
طيب إيه العمل دلوقت. أكلم أدهم ينزل يدور عليها ! .. و هم بإخراج هاتفه ليجري الاتصال
استوقفته أمينة فورا
لأ ماتتصلش بأدهم. سيبه ماتزعجهوش.. أنا هاكلمها الأول
و استدارت باحثة عن هاتفها الخلوي سرعان ما وجدته فوق طاولة جانبية أمسكت به و عبثت فيه لحظات ثم وضعته على أذنها و انتظرت
لم يطول إنتظارها إلا و صاحت ملتاعة
إيمان... إنتي فين يابنتي روحتي فين يا إيمان ردي عليا.... إيه و إيه إللي وداكي عند راجية.. طيب إزاي تمشي كده منغير ما تقولي لحد... لأ يا إيمان إللي عملتيه مايصحش أبدا. أقول إيه لأخوكي لما يسأل عنك... طيب هاترجعي إمتى.. ماشي يا إيمان. ماشي !
و أقفلت الخط معها مطلقة تنهيدة عميقة ...
نظرت إلتفتت نحو مراد ثانية و قالت
الحمدلله على الأقل اطمنت عليها ..
تساءل مراد بتردد
خير يا خالتو حصل إيه
خير.. قامت الصبح بدري على رسالة من عمتها راجية. أم المرحوم سيف أبو لمى. كلهم كان نفسهم يشوفوها هي و البنت وحشينهم. ف لمت هدومهم و راحت تقعد لها كام يوم عندهم
طيب الحمدلله طلع الموضوع بسيط ! .. علق مراد مرتاحا و تابع بضحك متوتر
أنا كنت مفكرها مشيت بسببي يعني
أمينة ببلاهة متعمدة
و هي هاتمشي بسببك ليه يا مراد !
تندى جبينه و هو يجاوبها هاربا بعينيه من نظراتها الثاقبة
يعني. ممكن تكون مش واخدة راحتها في وجودي.. و عندها حق بصراحة. أنا ماكنش ينفع أطب عليكوا كده و أقلب نظام البيت !
إرتفعت زاوية فمها و هي ترد بشيء من التهكم
بتتكلم كأنك حد غريب عننا. أنا فاكرة إنك انت و إيمان كنتوا قريبين من بعض في يوم من الأيام ...
و هنا نظر مراد إليها أجفل مرتبكا بادئ الأمر لكنه ما لبث أن قال بثبات متكلف
صحيح. كنا صغيرين و بتربط بينا صداقة قوية.. و لحد إنهاردة. إيمان غالية عليا أوي
تنامى صمت سحيق بينهما لدقيقة كاملة لم يتخلى مراد عن هدوئه إلى أن دعته أمينة بآلية و هي تدنو من عربة الصغار لتحررهم و ينطلقوا في أرجاء الشقة
طيب يلا على السفرة. الفطار لو استنى أكتر من كده مش هايتبلع.. و أنا عارفاك. بتحب الحاجة طازة. فريش يعني
تأكدت من سلامة الصغار الثلاثة ثم مشيت أمامه فتبعها وصولا إلى حجرة الطعام أشارت إليه ليجلس على