بهيه
بعد الآن في أحد منكم أيها اللئام وسأبيعكم في سوق الرقيق ببضعة دراهم فأنتم لا تساوون شيئا والكلاب أحسن منكم وأكثر قيمة
في المساء لما هم موسى بإغلاق دكانه دخل ثلاثة صعاليك وقلبوا قماقم العطر فسالت على الأرض وهشموا الأواني التي يقطر فيها الأزهار ولما حاول أن يمنعهم أشبعوه ضړبا
وبصقوا عليه وحين انصرفوا تحسس الرجل الډماء على رأسه وقال أعلم من فعل ذلك وسأجعله يدفع الثمن
في الليل حلمت بهية حلما عجيبا ورأت أنها تقف في الحي أمام دكان النجار وقد إشتد البرد ورأت السوس يأكل الخشب النفيس ولكثرته كان يخرج من الباب والنوافذ ويصعد في الحيطان لما استيقظت من النوم أخبرت زوجها
لكن بهية رأت نفس الشيئ ثلاثة ليالي متتابعة وفي اليوم الثالث قال النجار هذه السنة لن أشتري الصندل والأبنوس بل حطبا وصوفا كأن هذه الرؤيا رسالة لنا من الله سأخرج صدقة لفقراء المدينة وأرمم المسجد اللهم اجعله خيرا واهدينا لما فيه طاعتك
أما عدنان فألح على أيه ليعطيه مالا ويبدأ تجارته فرح الشيخ مسعود وسأله ماذا تنوي أن تشتري إن شاء الله
قال مسعود لكن النجار يمسك السوق وحرفائه كثيرون إبتسم عدنان وقال سأبيع بنصف الثمن وأحطم تجارته فنحن أكثر مالا وقوافلنا تجوب البلدان ولن يأثر رخص اثمان الخشب علينا في حين سيفلس ذلك النجار اللعېن ويرجع كما كان معدما ولما يصبح السوق لي وحدي سأضاعف ثمن الأخشاب ولن يبيعها غيري
أجاب الفتى نعم يا أبي سترى كيف سأصبح شهبندر التجار وأتفوق عليك في الربح
إشترى عدنان الأخشاب وأنفق فيها الأموال الطائلة وإكترى المخازن وملأها وقال في نفسه الآن سأغرق السوق وما علي إلا أن أنتظر بيع النجار لدكاكينه وسأشتري كل ما يملك حتى القصر الذي يسكن فيه
أما النجار فلقد تضاعفت ثروته من بيع الحطب والصوف ولما إنتهت أيام الصقيع لم يعد أحد يقدر على الإقتراب من عدنان الذي تغير لونه وساءت طباعه من شدة القهر وصار يتهرب من أبيه الحاج مسعود لكي لا يسأله عما فعله بالمال
المشكلة لم يكن معه مال كاف لشراء سفينة قوية وجمع البحارة فتسلل خفية إلى أين يواري أباه ماله وأخذ صندوقا من الذهب وقال في نفسه لم أتعود أن أمد يدي لرزقك يا أبي لكن تسامحني هذه سلفة وسأرجعها لما أحصل على الأخشاب النفيسة .
بعد أيام