قصة جهنم كيلو 300
فردوا قائلين لي أن أتوقف عن التفكير بهذا الأمر وأنني أزعجتهم منذ بداية الرحلة. قلت لهم إنني أريد النزول والعودة إلى الرياض. وصفوني بأنني مجنون، لكني أصررت على النزول والعودة، وقلت إنني لن أكمل الرحلة معهم. فنزلوني على الطريق.
ذهبت إلى الجانب الآخر من الطريق وبدأت ألوح للسيارات حتى يوقف أحدهم لي. بعد فترة طويلة من الانتظار، توقف صاحب شاحنة وركبت معه. كان يبدو حزينًا وساكتًا، فقلت له: "أخي، عسى أن لا يكون عليك خلاف؟ ماذا عن التحدث قليلًا؟" فأجاب بأنه لا يوجد مشكلة، ولكنه مر بحادث قبل قليل.
والله لم أشهد حادثًا أكثر فظاعة من هذا في حياتي. سألته: "هل كانوا عائلة أم شباب؟" فأجاب: "لا، كانوا شبابًا." وذكر أن سيارتهم كانت تشبه سيارة زملائي. فانفجعت وسألته مؤكدًا، فأقسم بالله أن هذا ما رآه.
في ذلك الوقت عرفت أن الله قد أخذ أرواح أصدقائي بعد أن نزلت من سيارتهم واستمروا في الطريق. قلت: "أشكر الله على إنقاذي من بينهم، ولا أعلم هل وجهوا إلى جهنم كما كنت أرى في اللوحات. لا أتمنى ذلك لهم، لكني أعرف كيف كانت معاصيهم. الحمد لله." بالتأكيد، لم يكن في نيتي القيام بطاعة لله عندما خرجت من الرياض.
بينما كنت أستوعب تلك الأحداث المروعة وأفكر في مصير زملائي، بدأت أتفهم أن هذا الحادث كان له تأثير مهم على حياتي.
قررت في ذلك الوقت أن أغير طريقتي في العيش وأعود إلى الله بخطى ثابتة.
بدأت بالتدريج في تغيير طريقة حياتي: أدركت ضرورة الصلاة في أوقاتها والالتزام بقراءة القرآن الكريم والدعاء يوميًا. كما حاولت إقامة صلة جديدة مع الله عز وجل والبحث عن الرضا عن طريق تقديم المساعدة والدعم للآخرين.