السبت 30 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه الرائعه

انت في الصفحة 38 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

بالكتير و اليوم اللى بعده يبقى يوم الحفلة و....
قاطعها الأب قائلا حيلك حيلك.. ايه يا بنتى دا كله... مش لما نبلغ خالك و جدتك الاول و ناخد رأيهم عشان ميزعلوش.. مش كفاية انك مش بترضى تروحى تقضى معاهم الأجازة.
سهيلة بخجل مكدبش عليك يا بابا.. انا بكون مش عايزة أبعد عن يوسف عشان كدا مكنتش برضى اسافرلهم و لو سافرتلهم و قعدت أكتر من أسبوع بكون على آخرى.
الأب انتى فاكرانى مش عارف!... انا عارف كل حاجة بتفكرى فيها و حاسس بيكى... دا انتى اللى طلعت بيكى من الدنيا يا حبيبة قلبى.. و ربنا عوضنى بيكى عن أمك الله يرحمها.
سهيلة ربنا يخليك ليا يا حبيبى يا رب... خلاص يلا كلمهم دلوقتى.
الأب يا بنتى مينفعش... لازم أروحلهم.. دا من باب الذوق و التقدير.
ردت بحماس طب قوم يلا البس بسرعة... بنها مش بعيدة.. يلا يا بابا..
ضحك والدها على فرط حماستها و استسلم لچنونها و ذهب كل منهما لغرفته لتبديل ملابسهم ثم استقلوا السيارة متوجهين لمدينة بنها مسقط رأس والدتها المتوفاة و عائلتها.. 
بالطبع بعد أن أخبروا يوسف و يحيى بضرورة أخذ رأى خالها و جدتها فى أمر هذه الزيجة.
الفصل السابع و العشرون
فى شركة أل سليمان ... 
عندما وصلت زينة الى الشركة انتابتها رغبة شديدة فى رؤية يوسف فهى قد اشتاقت اليه منذ آخر لقاء بينهما عندما تركها و ركب سيارته و انصرف ظلت تفكر بحجة لكى تراه عن طريقها خطرت ببالها فكرة أن تذهب لعمها إبراهيم لكى تراه و تطمئن على صحته و أن تساعده و ربما تسنح لها الفرصة بتقديم القهوة ليوسف بدلا عنه. 
بالفعل دخلت لعمها ابراهيم و ألقت عليه السلام و جلسا سويا يتحدثان.. 
زينة صحتك عاملة ايه يا عم إبراهيم! 
إبراهيم رضا يا بنتى الحمد لله و أقل من كدا رضا. 
زينة ربنا يديم عليك نعمة الصحة و العافية يا رب 
إبراهيم تعيشى يا بنتى. 
سألته بتحمس لمساعدته تحب أساعدك يا عم إبراهيم! 
إبراهيم متشكر يا بنتى مش عايز اتعبك. 
زينة تعبك راحة أؤمر انت بس. 
إبراهيم ربنا يسعدك يا بنتى.. هقولك على فكرة حلوة. 
اقتربت منه و أجابته بابتسامة متحمسة قول. 
العم ايه رأيك تودى القهوة للأستاذ يوسف و بالمرة تباركيله. 
قطبت ما بين حاجبيها متعجبة أباركله على ايه! 
إبراهيم انتى متعرفيش انه هيخطب و لا ايه!
اتسعت عيناها على آخرها وزادت وتيرة تنفسها و تحجرت الدموع بمقلتيها من الصدمة لا تصدق ما ألقى الان على مسامعها فقالت بصوت متحشرج خرج منها بصعوبة هيخطب مين! 
تعجب من تغير حالتهالكنه لم يبالى و أجابها الانسة سهيلة بنت عمه. 
هذا ما كانت تخشى سماعه فنهضت منتفضة و هرولت الى مكتبه و لم تنتظر أن تأخذ الاذن من رامز بالدخول و انما فتحت الباب مباشرة و دخلت اليه بوجه متجهم من الصدمة. 
بينما يوسف تفاجأ من دخولها بهذه الطريقة و نهض سريعا من مقعده و تكهن من ملامحها المصډومة أنها قد علمت بأمر خطبته و لكن عليه أن يتحلى بالجدية و أن يصمد أمام حالتها المذرية المٹيرة للشفقة فهذه اللحظة ستكون حاسمة فى انهاء طريقهما الذى لم يبدأ من الأساس. 
يوسف بحدة انتى ازاى تدخلى كدا يا انسة! 
ردت بملامح جامدة وشفتيها ترتجف من الصدمة المفجعة زينة... رفعت حاجبيها وهى تسأله باستخفاف و لا نسيت اسمى! 
حاول ان يتحلى بالصرامة فرفع صوته يسألها بحدة عايزة ايه.. انا ورايا شغل كتير! 
سألته و هى تستجديه أن ېكذب ما سمعت انت صحيح هتخطب! 
أجابها بصرامة زائفة اسمها حضرتك! 
تقدمت خطوتين حتى وصلت لمكتبه الحائل بينهما و استندت بيديها عليه و مالت اليه قليلا و سألته بحزم و عينيها متسعة على آخرهما رد عليا يا يوسف.. انت صحيح هتخطب! 
تعجب يوسف من القوة و الجرأة التى تتحدث بها ولكنه يعلم أنها مچروحة و الجريح يهذى بما لا يدرى فأجابها بعصبية أشد ربما تستفيق من هذيانها الزمى حدودك.. انا مديرك و مسمحلكيش ترفعى الالقاب. 
سألته و كأنها لم تسمعه ليه! .. انت بتحبنى أنا.. ليه ټعذب نفسك و تعذبنى معاك! 
يوسف بحدة مصطنعة ايه التخاريف اللى بتقوليها دى! 
طرقت على المكتب بكفها الأيمن بعصبية زائدة دى مش تخاريف.. دى حقيقة.
قطب جبينه متعجبا من العصبية التى لم يعدها فيها من قبل لكنه سكت قليلا ينظم أنفاسه المتلاحقة حتى يستطيع الصمود أمامها بقناع
البرود و الجمود الذى تقنع به.
لاحظت صمته فدب بداخلها أمل جديد فى امكانية استعادة حبها الذى أصبح على حافة الهاوية اقتربت منه بشدة و نظرت بعينيه بعمق و قالت بخفوت و عاطفة جياشة أنا بحبك. 
أغمض عينيه پألم و أحس باڼهيار قلبه و كيانه فبم سيرد عليها بعد هذه الكلمة التى أصابته بما يصعب عليه تحمله بعد ذلك لم يعد قادرا على خداعها أكثر من ذلك فأولاها ظهره عله يستعيد رباطة جأشه قليلا و يستطيع أن يستمر فى التحلى بالجمود و الصرامة فقال لها امشى.. امشى دلوقتى يا زينة. 
وقفت خلفه و أمسكت ذراعه بكفيها و أخذت تهزه و تصيح و هى تبكى و شلال الدموع ينهمر من مقلتيها انت كمان بتحبنى... انا بحبك.. و انت بتحبنى.. صح! .. انت بتحبنى يا يوسف.. قول ان انت بتحبنى. 
كان يوسف مستسلما للمستها و يستمع لها بقلب يبكى دما فقال بصوت متحشرج و ملامح منكمشة من فرط الألم امشى.. عشان خاطرى امشى دلوقتى. 
أجابته و هى تشهق من البكاء و استحال لون جفنيها الى الأحمر الداكن همشى.. بس قولى انك بتحبنى انا مش عايزة منك حاجه انا عشمانة بس ف كلمة حبك منك عارفة ان انا مش من مقامك و عندك حق ف اللى بتعملو معايا عارفة ان احنا مننفعش لبعض او بمعنى أصح أنا منفعكش و ان انت تستاهل واحدة زى بنت عمك مش زيى بس ريح قلبى... أوعدك همشى و مش هتشوفتى تانى بس قولها... قول ان انت كمان بتحبنى زى ما بحبك.
استدار فى مواجهتها و أجابها بنبرة منكسرة و ملامح منكمشة من الحزن و الألم الذى فاق احتماله اللى انتى عايزة تسمعيه مش هيغير فى واقعنا حاجة...طرقنا مختلفة يا زينة و عمرها ما هتتقابل.
أجابته برجاء و استجداء اللى بيحب بيضحى عشان يوصل لحبيبه.
هز رأسه يمنة و يسرة و أجابها بحسرة و هو يؤكد على كلماته تمن تضحيتى غالى اوى مش هقدر عليه.
قطبت جبينها باستنكار و أجابته بمزيد من الحسړة و الالم ياااه... للدرجادى!
انتقل من مكانه و وقف قبالتها و أجابها بصدق و تأكيد انتى مش عارفه حاجة يا زينة و عمرك ما هتقدرى الدوامة اللى انا فيها عشان كدا بقولك امشى و مش عايز أشوفك تانى.
كانت تستمع اليه بقلب جريح و الدموع تنهمر من مقلتيها لا تصدق أنها خسرته للأبد فاسترسل حديثه بجدية استمرى ف شغلك
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 50 صفحات