السبت 30 نوفمبر 2024

مظلومه

انت في الصفحة 21 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يريده ان يحتك بنيرمين  او ان يكلمها فتظاهر عمر  بتجاهله لوجودها واكتفى بمجرد الترحيب بها فقط
وذلك طبقا للخطة التى رسمها حتى يكتسب ثقة نيرمين  اولا
وليطمئن سيف  من ناحيته ثانيا
سيف  لنيرمين  تقدرى تروحى معاها دلوقتى علشان تعرفك هتعملى ايه
خرجت نيرمين  مع مدام آمال لتعرفها بما ستقوم به من اعمال

اما عمر  فظل واقفا ينتظر من سيف  ان يأذن له
تعجب سيف  من هدوئه غير المعتاد 
سيف مالك ياعمر  واقف ليه
عمر انت مقولتليش امشى افتكرتك لسة عايزنى فى حاجة
ابتسم سيف  قائلاايه الرسيان والهدوء ده 
انا مش واخد على كده
عمر يعنى كده مش عاجب وكده مش عاجب اعمل ايه بقى
سيف ههههههههههه بهزر معاك
طب ياريتك تفضل كده
عمر المهم دلوقتى فيه حاجة تانى عايزنى اعملها
امسك سيف  بعدة ملفات وطلب منه ان يراجعها قائلا
اه ياريت تاخد الملفات دى تراجعها علشان انا عايزها ضرورى بكره
عمر ايه ده هراجع دول كلهم النهاردة
سيف معلش انا عارف انهم كتير بس ضرورى تخلصهم علشان الشغل اللى متعطل ده
عمر  وهو يبتسمخلاص علشان خاطر عيونك هخلصهم النهاردة
سيف هههههههههه مش بقولك انا مش واخد على كده
اخذ عمر  الملفات وهو يبتسم لسيف  قائلا تؤمر بحاجة تانى
سيف لا متشكر اوى كفاية عليك كده
استاذن عمر  وخرج وسيف  مازال غير مصدق لما رآه
هل هذا هو عمر  لقد توقع سيف  ان بمجرد خروج نيرمين  مع مدام آمال سيحاول عمر  ان يخرج وراءها الا انه لم يفعل
كما انه جاء مبكرا على غير العادة واخذ الملفات ليراجعها دون ان يتململ من مراجعتها مثلما كان يفعل فى السابق
شعر سيف  بالحيرة تجاه الامر هل عمر  قد تغير بالفعل
ام ان ذلك وراءه شئ آخر
خرج عمر  من مكتب سيف  مارا بمكتب نيرمين  ومدام آمال واقفة معها تشرح لها طبيعة عملها ولكن عمر  مر بهما دون ان ينظر اليهما وبيده الملفات وتوجه الى مكتبه مباشرة
تعجبت نيرمين  هى الاخرى من تصرفه الرزين الذى لم تتعود عليه منه
فلم يضايقها بنظراته كما كان يفعل ولم يحاول مغازلتها ولم ينظر اليها نظرات جريئة كما كان فى السابق
فى حقيقة الامر كانت سعيدة بتغيره هذا وتمنت ان يدوم ولكنها لم تتأكد بعد ان كان هذا سيدوم ام ان الفرصة لم تكن متاحة لديه لوجود سيف  ومدام آمال
بعد ان تعرفت نيرمين  على طبيعة عملها من مدام آمال جلست على مكتبها وبدأت بالفعل مزاولة نشاطها
صحيح ان العمل كان شاقا فالسكرتارية لم تكن بالنسبة اليها عملا شاقا كهذا كانت تتوقع انها تستقبل العملاء وترد على الهاتف وتنظم المواعيد الا ان الامر اتضح انه اشق من ذلك
وبالرغم من هذا كانت سعيدة لانها تشعر انها تقوم بانجاز الكثير من الاعمال وشعرت باهميتها ومدى اتقانها فى العمل
مرت ساعات العمل بمشقة وتعب وكان اليوم الاول بالنسبة اليها بالرغم من اجهادها الا انها استمتعت كثيرا
وفى الدقائق الاخيرة كانت نيرمين  منهمكة فى اداء عملها فرن الهاتف 
سيف فاضلك كتير
نيرمين فاضلى حاجات بسيطة
سيف طب حاولى تخلصى بسرعة علشان احنا كده اتاخرنا هاا
نيرمين دقايق وهخلص ان شاء الله
سيف اوك باى
واصلت نيرمين  عملها بانهماك شديد وفوجئت بخروج سيف  من مكتبه ووقف امامها وهو يبتسمايه ده انتى لسة مخلصتيش
نيرمين خلاص قربت دقيقة واحدة
سيف لا كفاية كده وسيبى الباقى لبكرة
نيرمين  لا الشغل شغل
مافيش مجاملات هنا
ولا ايه
ضحك سيف  من تلك الجملة لانها تلمح له على ما قاله لها اثناء دخولهما الشركة
ثم قالانا بأمرك انك تسيبى باقى الشغل لبكره يلا بقى علشان منتاخرش عن كده
هو شغلك هييجى على دماغى ولا ايه
ابتسمت نيرمين طب ثانية واحدة بس مفاضلش غير ورقة واحدة بس
سيف  ولا نص ثانية يلا بقى
وضعت نيرمين  الاوراق مكانها فى درج المكتب واغلقت عليها بالمفتاح
ثم اخذت اغراضها وانصرفت مع سيف  لتركب معه السيارة
كان يراقب ركوبهما السيارة من بعيد عمر 
كان فاتحا باب سيارته متأهبا للركوب وهو ينتظر حازم صديقه ليوصله فى طريقه
وظل ينظر اليهما الى ان جاء حازم
حازمايه يا عمر  بتبص على ايه
عمر هااانت جيت
حازممن بدرى 
انت كنت سرحان فى ايه
عمر مافيش اركب ياللا
تحركت سيارة سيف  فى طريقها للقصر
وعندما مرت بنفس المكان التى راته فى الصباح شعرت باحساس غريب وتذكرت لحظة خروجها من الغابة من تلك الناحية
اخذت تتنفس بسرعة شديدة
لاحظ سيف  ذلك للمرة الثانية فالټفت اليها مالك يا نيرمين  
نيرمين  انا حاسة ان المكان اللى عدى ده انا مشيت فيه قبل ما اوصل القصر يوم الحاډثة
سيف  للسائقوقف العربية
ثم الټفت لنيرمين  فين المكان ده
قامت نيرمين  بفتح الباب ونزلت من السيارة ونزل سيف  ايضا واتجه اليها قائلافين المكان اللى انتى شوفتيه
اشارت نيرمين  اليه وهى تسير ناحيته ثم وقفت امام الناحية اليمنى المليئة بالاشجار وهى تتنفس بسرعة ملحوظة كانها ترى ما يخيفها
اقترب منها سيف  ليهدئها ثم قال اهدى يا نيرمين  
وقوليلى افتكرتى ايه
نظرت اليه والخۏف فى عينيها ثم قالتهو ده المكان اللى عملت فيه الحاډثة
الفصل الثالث عشر
نيرمين  واقفة بمواجهة الغابة تنظر اليها وآثار الخۏف على وجههاوسيف  ينظر اليها محاولا تهدئتها فقال
نيرمين  بصيلى 
قوليلى حاسة بايه
وجهت نيرمين  نظرها اليه فاستكمل سيف ممكن تقوليلى كل اللى افتكرتيه بالظبط
نيرمين  وهى تحاول ضبط انفاسهاكنت سايقة العربية وانا مڼهارة اوى
مكنتش مركزة وانا سايقة وفجأة لقيت عربية قدامى كنت هصطدم بيها حاولت اتفادها فانحرفت العربية عن الطريق جوا المكان ده وانقلبت بيا اكتر من مرة 
كنت ھموت فضلت متعلقة جوا العربية وانا پصرخ لان الڼار كانت مسكت فى العربية 
بس الحمد لله قدرت اخرج منها باعجوبة 
نظر سيف  فى عيون نيرمين  وهو متأثر بما يسمعه منها فقالوبعدين
ايه اللى حصل تانى حاولى تفتكرى
جلست نيرمين  على جزع شجرة طويل ملقى بجانبها ووضعت يديها على وجهها محاولة ان تسيطر على بكائها ولكن لم تستطع
جلس سيف  بجانبها وهو يتأملها وقالانا عارف ان اللى مريتى بيه كان صعب بس خلاص ربنا نجاكى
نيرمين  وهى تمسح دموعهاكنت خاېفة افتكر اللى فات لانى كنت حاسة ان فيه حاجة هتوجعلى قلبى وطلع احساسى صح
سيف  بحزنايه اللى افتكرتيه ووجعك يا نيرمين 
نظرت نيرمين  اليه ودموعها تنساب بغزارة وقد احمرت وجنتاها وشفتيها من كثرة البكاء وهى صامتة 
سيف خلاص مش هضغط عليكى علشان اعرف 
انا شايف انى اسيبك تهدى الاول وبعد كده لو حبيتى تقوليلى انا هسمعك
سكت للحظات ثم وقف ومد اليها يده لتقوم قائلاانا شايف ان الوقت متاخر يللا نمشى من هنا ونبقى نشوف الموضوع ده بعدين
نظرت اليه نيرمين  بعد ان جففت دموعها التى مازالت تنهمر وامسكت بيده لتقوم 
قبل ان تمشى استوقفها قائلا بصوت حانىهتركبى العربية بحالتك دى
ممكن بقى تبطلى عياط
انا مش عايز اشوف الدموع فى عنيكى الجميلة دى
انتى متعرفيش انا قد ايه پتألم لما بشوفك كده
ثم ابتسم لها قائلاممكن بقى تبتسمى
نظرت اليه وهى تشعر ببعض الراحة من كلامه الذى خفف عنها بعض الالم وحاولت ان تبتسم
سيف لا انا عايز الابتسامة تبقى اكتر من كده
فابتسمت نيرمين  له بعد ان جففت باقى دموعها
سيف الله شوفتى الابتسامة على وشك حلوة ازاى
صحيح بتبقى زى القمر وانتى زعلانة بس برده لما بتضحكى وشك بينور
زادت بسمتها فامسك بيدها واصطحبها الى السيارة لتذهب بهما الى القصر
كانت نيرمين  تحاول ان لا تبكى لما تذكرته من فراق والدها وظلت فى حيرة بعد ان تذكرت كل شئ عن نفسها لقد اصبح الامر اكثر تعقيدا
كانت تمكث فى القصر لانها لا تتذكر شئ عن نفسها
الان وقد تذكرت فاين ستذهب ام ستظل طيلة عمر ها فى هذا القصر ولكن باى حجة فقد زالت حجتها
صحيح ان سيف  يحبها ولكنه لم يتقدم بخطوة رسمية تجاهها
كان هذا الامر يجول بخاطرها وكاد قلبها يختنق من شدة حيرتها
0000000000000000
وصلت السيارة الى القصر وفتحت نيرمين  الباب ولم تنتظر من السائق ان يفتح لها الباب كما يفعل مع سيف  فبادر سيف  هو الاخر بفتح الباب لنفسه عندما رآها تفعل ذلك ووقف امامها قائلابقيتى احسن
ابتسمت نيرمين  ابتسامة خفيفة تحاول بها اخفاء الحزن الذى بداخلها وهى تومئ براسها دليل على تحسن حالتها
وقفت امام الباب بجوار سيف  
فتح سيف  الباب واشار لها بالدخول اولا تقدمت نيرمين  بخطوات بطيئة وقلبها ېنزف حزنا انها تشعر بالضيق 
ويتخللها احساس انه لا حق لها فى الاقامة فى هذا البيت بعد اليوم
تقدمت وهى تسرح فى خيالها المعبأ بالآلام تجاه الماضى وفوجئت امامها بوجود امراة تبلغ بضع وخمسون عاما ترتدى ملابس انيقة جدا وتضع مكياجا هادئا وشعرها مرفوع لاعلى بطريقة جذابة تناسب عمر ها وتضع قدمها اليمنى على اليسرى بطريقة ارستقراطية
وبجوارها فتاة تبلغ من العمر  ست وعشرون عاما تقريبا هذا ما خمنته نيرمين  ترتدى منى جيب قصير وفوقه بادى كات ضيق وعليه جاكيت طويل بفرو على الرقبة والاكمام وشعرها ينساب على كتفيها تضع مكياجا صارخا
لقد كانت جذابة بحق وتفوح رائحة هاتين السيدتين برائحة جذابة
استوقف نيرمين  هذا المشهد وحدقت بهما دون ان تنطق كل هذا حدث فى لحظات
عندما رآهما سيف  اندهش بشدة وقالعمتو
انتى جيتى امتى
نظرت نيرمين  وعليها علامات التعجب والاندهاش فى نفس الوقت ولم تتحرك من مكانها
تقدم سيف  اليها ومد يده وسلم عليها وهو يبتسممقولتيش ليه انك جاية علشان استناكى فى المطار
عمتهيعنى هو انت كنت بتسأل 
انت ولا اكن لك عمة
سيف صدقينى يا عمتو انتى متعرفيش انا مشغول جدا
عمته وهى تنظر الى نيرمين  باستهزاءواضح فعلا انك مشغول
ثم الټفت الى سلمى  قائلاازيك يا سلمى عاملة ايه
نظرت اليه سلمى  بدلالازيك كده من غير ما تسلم
شعر سيف  بالاحراج فمد يده مسلما عليها فسلمت عليه سلمى  وهى تنظر فى عينيه قائلةوحشتنى اوى
سيف قبض يده وقربها على فمهاحم احم
ما تتفضلى واقفة ليه ياسلمى 
ابتسم لنيرمين  محاولا تلطيف الجو
تعالى يا نيرمين  اعرفك على عمتو
تقدمت نيرمين  وهى تشتعل غيظا من سلمى  لما راته من جرأة فى ملابسها وافعالها
بدأت الغيرة تتسلل اليها
سيف اقدملك عمتى سوسن  هانم
ودى سلمى  بنت عمتى
ابتسمت نيرمين  لهما وهى تمد يدها الى سوسن  هانم فابتسمت سوسن  بابتسامة جافة وسلمت عليها بجفاء
احست نيرمين  بشئ من الذل ولكنها تجاهلت الامر وسلمت على سلمى  التى لم تختلف كثيرا عن امها
ثم قالت سلمى  باستخفافمش تعرفنا
سيف ودى بقى نيرمين 
سلمى  وهى تنظر لوالدته ا بابتسامة سخرية نيرمين 
افهم منها ايه الاجابة دى
تضايق سيف  من رد فعل سلمى  قائلا
بعدين هبقى اشرحلكوا
المهم انتوا اتعشيتوا ولا لسة
سلمى لا طبعا احنا مستنيينك 
سيف خلاص انا هخلى دادة تقول للشغالين يحضروا الاكل علشان زمانكوا ميتين من الجوع
نيرمين طب عن اذنكوا
قررت نيرمين  ان تصعد الى غرفتها بعد ما راته من تجاهل شديد لها من قبل عمته وابنتها وكانت تشعر بالغيظ الشديد
كل الاشياء السيئة تحدث لها فى وقت واحد
دخلت نيرمين  غرفتها واغلقت على نفسها وجلست على السرير وقلبها يشعر بضيق شديد فلم تخلع ملابسها وظلت جالسة تفكر فى سلمى  وهى تقول فى نفسها وانا كنت ناقصاها دى كمان
يا ترى هيحصل ايه تانى انا مش قادرة استحمل اللى بشوفه ده
لبسها استغفر الله
العظيم يخلى الحجر ينطق
معقولة هى بالنسبة لسيف  عادى يعنى
اكيد لا
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 118 صفحات