الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اخطائي الجزء الثاني

انت في الصفحة 47 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


غيرك... أنا كنت بحلم بيك جنبي كل ليلة وعندي امل انك هترجع لغاية ما بعتلي ورقة طلاقي...أنت وجعتني أوي ومكنتش قادرة اتخيل أنك خلاص خرجتني من حياتك...لتشهق وتضيف بندم حقيقي من بين نحيبها

اجري عليك واتحامى فيك... أنا اكتشفت إن أنت كل اهلي وناسي وعزوتي ومفيش حد هيخاف عليا أدك... أنا بحبك... بحبك... وعلى قد ما بحبك على أد ما بكره نفسي إني عمري ما ريحتك ارجعلي يا يامن.. .. عاندت قلبي وعاندتك وكنت السبب في اللي حصلك يارتني مۏت ولا أني كنت سبب في اذيتك...

لتخور بها قدميها وتجثو بجوار فراشه راجية وهي مازالت تتشبث بيده وكأنه هو طوق نجاتها
أنا حامل يا يامن....لتبتلع غصتها المريرة وتستأنف بيأس وبتشائم اصبح ملازم لها وهي تريح جانب وجهها على راحة يده
أنا مش هعرف اربيه لوحدي أنا مش هعرف اكون أم مش هعرف....انا واحدة غبية عمرها ما عرفت تحافظ على حاجة
كفاية إكده ارچوك هتتسبي في اذيتي انا دخلتك بس رأفة بيك
قالها الممرضة وهي تنهضها من جلستها ارضا بجانب فراشه لترفع عيناها الدامية لها وتغمغم من بين شهقاتها بهستيرية
هيبقى كويس مش كده
طمنيني وقوليلي أنه مش ھيموت ويسبني
نكست الممرضة رأسها بأسف وحاولت مواساتها 
ادعيله وخلي عشمك في ربنا كبير
شهقت بحړقة قاسېة وغمغمت بخزي من نفسها
بس ربنا مش هيقبل دعائ واحدة زي أنا كلي ذنوب
اجابتها الممرضة بإيمان قوي
متجوليش إكده يا بنتي واستغفري ده ربنا قال في كتابه العزيز قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
استهدي بالله يا بتي واستغفري ربنا وسلمي أمرك ليه واوعاك تيأسي ده ربك غفور رحيم ومش هيردك واصل
هزت رأسها باقتناع تام وتمتمت بنشيج قوى نابع من توبتها الصادقة وندمها الذي ينهش بها وهي ترفع نظراتها للأعلى
يارب...يارب سامحني و رجعهولي يارب اشفيه ومتوجعش قلبي عليه
اتى الموعد المتفق عليه وها هم يجلسون بغرفة الصالون ينتظرون حضورهم وهم بأحسن حلتهم ويجلبون معهم باقة رائعة من الورود و زيارة فاخرة تليق بعزة نفسهم.
فكان هو متوتر للغاية من تلك الشروط التي سوف يخبره بها فكل ما يخشاه أن تكون أمور مادية فوق استطاعته ولا يستطيع تنفيذها في حين كانت شهد والصغيرة في عالم موازي يطالعون كل شيء بانبهار شديد.
هار اسوح هو في كده أيه الابهة دي يا حمود! ده متحف يا اخويا مش بيت هو ابوها ده بيشتغل ايه! ده لو تاجر مخډرات بيته هيبقى اقل من كده!
زفر محمد بتوتر قائلا وهو يحل رابطة عنقه بعض الشيء كي يستطيع التنفس بشكل أفضل
شهد ابوس ايدك بلاش فضايح اسكتي عيب كده افرضي حد سمعك
لوت شدقيها وهمهمت مستنكرة
يوه انا قولت حاجة انا عايزة اطمن يا خويا ده هيبقى جد عيالك
شهد مفيش حاجة من دي و افصلي لو بتحبي اخوك انا اصلا متوتر بما فيه الكفاية
ربتت على ساقه بمؤازرة ثم طمئنته بفطنة
ياخويا صل على النبي والنعمة خير ده ابوها جه لغاية عندك يعني متقلقش وإذا كان على الشروط اللي قال عليها اكيد هتبقى في مقدرتك ابوها مش هيعجزك هو عارف ظروفك كويس
هز محمد رأسه لها يحاول أن يستبشر بحديثها لتمنحه هي بسمة حانية وهي تعدل من رابطة عنقه التي أفسدها بتوتره
متقلقش يا قلب اختك بإذن الله ربنا هيتمم فرحتك على خير
يارب يا شهد وميحرمنيش منك ابدا 
حانت من ذلك الذي يقف على عتبة الباب بسمة هادئة بعدما شهد على ما دار بينهم وكم شعر بالراحة لتلك العائلة الصغيرة المترابطة و المفعمة بالدفء والاستقرار الذي يفتقده هو وصغيرته التي تخطته قائلة
بابي يلا ندخل نرحب بالضيوف انت قولت معاهم بنت وانا عايزة ألعب معاها
انتبهوا عليهم لينهضوا في حين تقدم كاظم وصغيرته ببسمة رزينة يرحب بهم
اهلا وسهلا اتفضلوا بعتذر بس عمي معاه المحامي في أوضة المكتب وثوان وهيكون معانا
هز محمد رأسه بتفهم بينما شهد ظلت منكسة راسها بحرج في حين أن الصغيرة تقدمت من طمطم قائلة
ازيك انا سنا وانت اسمك ايه
ابتسمت طمطم بأعجاب وهي تتمعن ب سنا التي تشبه عرائس الباربي في هيئتها بعيونها التي تشابه لون السماء وخصلاتها الشقراء الناعمة المنسدلة.
انا طمطم انت حلوة اوي شبه الاجانب 
قالتها بعفوية لترد شهد وهي تشملها بنظراتها الحانية
بسم الله ما شاء الله عليها ربنا يخليهالك زي القمر
قولها جعل كاظم يبتسم ويوضح
هي فيها شبه كبير من مامتها أصلها إيطاليا
انطفأت ملامح الصغيرة واطرقت برأسها قائلة
الله يرحمها راحت عند ربنا
غامت عين

شهد وضمتها لها بحنان قائلة
ياحبيبتي يا بنتي ربنا يرحمها معلش هي في مكان احسن
بابي قال أن مامي في الجنة
هزت شهد رأسها ثم قائلة بتعاطف وعيناها تكاد تفيض بدمعها
طب خلاص بقى روقي كده بالله عليك إلا هعيط و أنا اصلا فرفوشة ومليش في النكد.
طب ممكن اخد طمطم تلعب معايا
وافقت شهد ببسمة مرحبة واعطت ابنتها اشارة بعيناها أن تنصاع لها وما أن خرجوا تنهدت وهمست بحزن لحالها
اللي قال اليتيم يتيم الأم صدق والله
اهلا يا محمد بعتذر عن تأخيري
تحمحم بحرج ومد يده يصافحه بأدب 
ولا يهم حضرتك يا فاضل بيه
وكعادتها لم تستطيع ضب لسانها فقد ردت متهكمة
قعدت تقول لو اتأخرتوا هرجع في كلامي واهو ربنا نصرنا وانت اللي اتأخرت بس احنا ولا هنتأثر
قهقهوا جميعا على حديثها ليدعوهم فاضل أن يستريحوا 
وما أن فعلوا تناوبوا النظرات بينهم في انتظار من سيشرع بالحديث ليتحمحم محمد يجلي صوته الأجش ويقول بشيء من الارتباك
انا جيت لحضرتك زي ما الأصول بتقول يا فاضل بيه اطلب ايد ميرال
ابتسم فاضل بسمة هادئة ورد بقبول
وانا معنديش مانع يا محمد
تهللت أسارير الجميع و دخلت محبة مهللة بزغودة فرحة وهي تحمل كاسات العصير وتضعها على الطاولة ثم وقفت بجانب ميرال و ربتت على كتفها بحنو مباركة 
ليضيف فاضل بجدية بعدها
انا صحيح وافقت بس زي ما قولتلك ليا شروط
ابتلع محمد رمقه وأجابه
وانا تحت امرك
هز فاضل رأسه برضا ثم نظر لأبنته و وجد البسمة لا تفارق وجهها والسعادة تشع من عيناها ليتنهد بعمق ثم يقول بجدية شديدة
انا وكلت المحامي هيصفي كل شغلي برة وهستقر هنا
تفاجأت ميرال قائلة
بجد يا بابي يعني مش هتسافر تاني وتسبني
نفى فاضل وأكد لها ببسمة حانية
لأ يا قلب بابي خلاص مش هخلي أي حاجة تبعدني عنك
نهضت ميرال وقبلته بوجنته ثم جلست مرة ثانية ليستأنف فاضل حديثه أمام نظرات محمد وشهد المتأهبة
هتسيب شغلك و هتمسك إدارة شركاتي انت وكاظم اصل هو كمان قرر يستقر في البلد وبعد الجواز هتيجو تعيشوا معايا انا مش هعيش في القصر الكبير ده لوحدي 
تقلصت معالم محمد بعدم رضا ورد بكبرياء وبعزة نفس طاغية وبقناعات مازالت راسخة بعقله
بس كده حضرتك بتلغيني و
قاطعه فاضل 
انا مش بلغيك بالعكس أنا هساعدك تحقق طموحك ومتقلقش أنا مش هديك اكتر من حقك في الشغل على أد تفانيك هتاخد أجرك
فاضل بيه أرجوك أنت بتصعبها عليا يعني ممكن اتفهم موضوع الشغل لكن صعب اجي اعيش هنا واسيب شهد وطمطم ارجوك بلاش الشرط ده
أنت قولت هتعمل المستحيل علشانها وبيتهيألي اللي بطلبه منك شيء هين وفي استطاعتك ولا انت مش قد كلمتك
تناول نفس عميق ونظر لها نظرة 
تفهمت منها ما يدور برأسه وكيف لا تعرف و تلك القناعات الراسخة دوما ما يفحمها بها لذلك حاولت تعارض والدها قائلة
بابي بلاش تضغط عليه هو
قاطعتها شهد بوضوح دون ذرة لؤم واحدة
بصراحة يا بيه ومن غير لف ولا دوران أنت بتصعبها عليه أنا لو كان عليا مش هاممني غير راحته وسعادته وعلشان انا عارفاه وفاهمة دماغه خلينا نقسم البلد نصين بحيث متبقاش بتلغيه لتلوي شدقيها وتضيف
ده غير أن الناس مش هتسكت و هتقول أنه بجوازه من بنتك طمعان فيك
استنكر فاضل قولها
ملناش دعوة بالناس المهم أنا عارف معدنه وأيه اللي في ضميره من ناحية بنتي وبعدين أنا مدين لأخوك بحياتي وحياة بنتي وعلشان كده مأمنه عليها وهي أغلى شيء عندي في الدنيا تفتكري مش هأمنه على مالي
ليعقب محمد 
فاضل بيه حضرتك مش مدين ليا بحاجة انا عملت الواجب ولو أي حد مكاني كان عمل كده
نفى كاظم برأسه ورد بالنيابة عن فاضل
لو أي حد مكانك مكنش عمل اللي أنت عملته وكان قال مليش دعوة ومكنش جازف علشان يدافع عنه...مش كل الناس في جدعنتك وشهامتك واخلاقك يا محمد 
ابتسم محمد بسمة عابرة من مدحه له وأجابه بإرتباك
شهادتك ليا على راسي يا استاذ كاظم بس...
كاد يشرح له وجهة اعتراضه على مطلب ابيها لولا ان فاضل قاطعه بصرامة قائلا وهو يهب من جلسته كي ينهي الجدل 
اسمع يا ابني إذا كان على جوازكم في شقتك انا ممكن اتغاضى عنه بس

هتعمل حسابك هتلاقيني كل يوم فوق راسك أما بالنسبة للشغل ده شرطي الوحيد ومش هتنازل عنه وبرفضك ليه اعتبر أن طلبك مرفوض
نهضت ميرال تتمسك بذراع والدها كي تمنعه من المغادرة ونظرت ل محمد نظرة راجية وعيناها تلتمع بدمعها
محمد علشان خاطري بابا اتهاون بلاش ترفض
رغم تهاون ابيها الذي ارضاه وحقق رغبته في الاستقلال إلا أن دموعها المتحجرة بعيناها طعنته و وضعته بصراع بين رغبة قلبه وبين عقله الذي يعج بتلك القناعات الراسخة فكيف له ان يرفض ويكسر قلبها وكيف يحرم ذاته من حلال قربها الذي لطالما طمح به ربتت شهد على ساقه كي تحثه على الموافقة بينما هي تركت ذراع والدها و اندثرت سعادتها وكاد يتهدل دمعها وهي تراه صامت لم يتفوه بشيء يريح قلبها
لتهمس بأسمه راجية 
محمد
نظر لها نظرة عميقة مطولة وكأنه يحسم أمره بها ثم تنهد متمتا بعدما طغى صوت قلبه على كل شيء
موافق يا فاضل بيه بس تأكد إني عمري ما هقبل اخد اكتر من حقي 
اتسعت بسمتها من بين دموعها التي تهدلت تزف فرحتها وطالعته بنظرة تفيض فيض بمكنونها بينما الجميع زفرو بارتياح في حين قال كاظم متعجلا
على خيرة الله نقرأ الفاتحة بقى
رحبوا بالفكرة ليجلس فاضل وبجانبه ميرال ثم يقومون جميعا بقراءة الفاتحة وإن انتهوا باركهم جميعا وتعالت زغاريد شهد ومحبة المبشرة ليخرج هو من جيب بنطاله علبة مخملية ويخرج منها اسوارة ذهبية وخاتم يماثلها في التصميم على شكل فراشة رقيقة مذهلة مرصعة بفصوص فيروزية اللون تشابه لون عينها التي أوقعته بها. 
لتقترب منه وتمد يدها اليمنى له ليضع الاسوارة حول معصمها ثم يليبسها الخاتم ببنصرها متمتا بسعادة عارمة وعيناه تهيم بها
مبروك يا حلو 
اتسعت بسمتها وهي تتناوب نظراتها بين يدها وبين وجهه ثم تمتمت بعدم تصديق
قلبي بيرقص يا حمود مش مصدقة
ليحرك شفاهه دون صوت بتلك الكلمة النادرة
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 60 صفحات