اخطائي الجزء الثاني
رغم تحفظ نظراتها
مسامح كده اهو هيجيب الشاي بحليب بتاعك اظن كده بطلت حجتك قول انك موافق بقى انا بجد متحمسة
تنهد بعمق ودون وعي كانت خضراويتاه تغيم بنظرة اعجاب واضحة حين أجابها ببسمة مريحة مشاكسة
موافق طبعا يا بشمهندسة ده شرف ليا
تنهدت بأرتياح ثم ببسمة هادئة متحفظة بعض الشيء تعتلي ثغرها أخبرته
يبقى اتفقنا انا هبدأ من بكرة ولو حابب اجبلك المخطط مرة تانية تبص عليه قبل ما ابدأ مفيش مشكلة
تمام عن اذنك يا دكتور
نهض ايضا ومد يده لها قائلا وشيء لعين بداخله يدفعه كي ينظر لرماد عيناها التي يكمن شجن غريب بها لأخر مرة
مبسوط اوي بمعاهدة السلام اللي بقت بينا يا بشمهندسة
ترددت لوهلة قبل أن تصافح يده وحين فعلت ڠرقت اناملها براحة يده لترفع رماديتها له وتلحظ نظراته النافذة لتطرق برأسها وتنظر لكل شيء ماعدا هو ثم همست بنبرة متوترة وهي تسحب يدها من بين خاصته
والله عال يا هانم سايبة ولادك وقاعدة مع البيه ولا على بالك
قالها هو بحدة مبالغ بها وهو يتقدم من مكان جلستهم وعينه تطلق شرار مشتعل يكاد يحرقهم معا.
حسن
تفوهت بأسمه بشدوه لا تستوعب ما نطق به في حين هو هدر بغيرة قاټلة وهو يرفع أصابع الاتهام نحو نضال
ده اللي علشانه مش راضية ترجعيلي مش كده...مش ده الدكتور اللي ساعدك وفبركلك التقرير علشان تحبسيني.
انت اټجننت بتقول ايه حاسب على كلامك يا بني أدم أنت
احتدت نظرات حسن وقال بعجرفة كعادته التي لم
يغيرها شيء وهو يقبض على حاشية ملابسه
ماله كلامي مش جاي على هواك ولا ايه يا دكتور محموق اوي وريني تقدر على ايه.
جز نضال على نواجذه وكاد يرد رد يليق به وبأخلاقه وهو ينزع يده عن ملابسه لولآ أن رهف وقفت تحيل بينهم وتوجه حديثها ل حسن
رد حسن منفعل غير عابئ بهمهمات رواد المكان من حولهم
بقول الحقيقة يا هانم ويمكن كمان لسة قاعدة في شقة سعاد لغاية دلوقتي علشان تبقى جنبه
فاض الكيل به وقد فكر جديا أن يتخلي عن ثباته الإنفعالي حتى انه كور قبضة يده بقوة يحاول كبح رغبته و التحكم في زمام نفسه قبل ان ينقض عليه ېهشم رأسه ويبلعه لسانه السليط الذي يقطر سم زعاف ولكنه تروى من اجلها ومن اجل تلك العيون التي تتربص بهم وتتصيد للفضائح بينما هي ردت على الأخر بشراسة قوية
ردد پغضب بعدما تفهم إلى ماذا ترمي
قصدك إيه يا رهف
اجابته بنظرات قوية ثابتة
قصدي انت عارفه كويس وياريت تمشي وكفاية فضايح لغاية كده
زاغت نظراته وجز على نواجذه ثم قال من تحت انفاسه الغاضبة
على العموم خالتي هي اللي بعتاني علشان لازم تسافر البلد وتلفونك مقفول ومش عارفه توصلك
انا سيباها مع شيري ومجبتش سيرة سفر
أجابها ونظراته الحاقدة لم تفارق موضع نضال
يامن ضربوا عليه ڼار وحالته خطېرة ولازم اخدها اوديها هناك علشان تبقى جنبه
شهقت هي بفزع وقالت متعجلة بعدما استشفت صدق حديثه
يا خبر طب يلا نجيب شريف ونروحلها علطول
لتلتفت ل نضال قائلة وهي تخطو خطواتها
عن اذنك يا دكتور.
رد نضال بتنهيدة متقطعة
طبعا اتفضلي يا بشمهندسة وهبقى اكلمك اطمن عليه.
هزت رأسها وهرولت مسرعة لتجلب ابنها هاتفة بأسم الأخر
يلا يا حسن
بينما هو كان بنيته أن ينقض عليه ويفتك به من شدة غيرته ولكن حين تناهى إلى مسامعه اسمه منها من جديد عرض عن الفكرة وكل ما كان يشغله أن يهرول خلفها ولكن بعد أن رشق نضال بنظرة مغتاظة حاقدة تنم عن تلك النيران التي انشبها بداخله ولكن الأخر كعادته أخذ الأمر بكل ثبات إنفعالي وبنظرات ثابتة ظنها الأخر متحدية زادت من سعير نيرانه المتأججة.
شعرت بثاقل غريب برأسها و ضعف يجتاح كافة جسدها حين رفرفت بأهدابها تستعيد وعيها لتجد طبيبة تجلس جوارها تتفقد حالها تحاملت على ذاتها و صعدت بجزعها تستند على ظهر الفراش المكتنز خاصة غرفة الكشف وهي تمسد جبهتها متمتمة
هو ايه اللي حوصل
أجابتها الطبيبة بعملية وببسمة هادئة
كنت غميانه يا جمر
هزت رأسها ثم نفضت الغطاء عنها وهبت مغمغمة بملامح حزينة متهدلة والقلق والحسړة تفتك بها
حامد أنا لازمنا اطمن عليه زمناته خرچ من اوضة العمليات
منعتها الطبيبة قائلة وهي تجلسها مرة أخرى
اطمني يا جمر حامد هيبجى زين وتنه خارچ والدكتور جال أن الړصاصة ما مچاتش في أعضاء حيوية وحالته لحد كبير مستقرة
رفرف قلبها وانفرجت معالم وجهها وتسائلت بعد تصديق
من صوحك يا حكيمة
لتؤكد الطبيبة قائلة
من صوحي يا جمر وهو كلها كام ساعة وينجلوه اوضة عادية وهتجدري تطمني عليه بنفسك و تبشريه
تهللت أسارير قمر وكسرت بسمة باهتة وجوم وجهها ولكن تردد صدى كلمتها الأخيرة بأذنها لتتساءل بريبة
ابشره بإيه
وهنا اخبرتها الطبية بيقين مؤكد بعدما قامت باكتشاف الأمر عند إغمائها
مبارك يا جمر أنت حبلة
ايه بينك وبينه
قالها هو منفعل وهو يجلس بجوارها في السيارة اثناء قيادتها في طريق المنزل.
زفرت هي انفاسها واجابته بإقتضاب دون أن تمنحه نظرة واحدة
شغل
شغل!
كرر جملتها بنبرة منفعلة للغاية وملامحه تنم ڠضب عظيم...
لتزفر من جديد حانقة وتدير رأسها لصغيرها المنكمش بمقعد السيارة قائلة
شريف حط السماعات بتاعتك يا حبيبي واسمع الاغاني اللي بتحبها
اومأ الصغير بطاعة وعينه لا تفارق ظهر والده پذعر ظهر جلي على تقاسيمه حين أخرج سماعات اذنه واوصلها بجهازه وانصاع لها لتطمئنه رهف بعيناها من المرآة الأمامية التي علقت عينه مصادفة عليها وتخبره بنظراتها أن كل شيء سيكون على مايرام.
في حين أن ابيه لم يكن يشغله كل ذلك واستأنف صراخه بها
شغل ايه اللي بينك وبينه وبعدين حتى لو شغل مش في النوادي يا هانم
ممكن تتكلم بطريقة احسن من دي وراعي أن الولد معانا وخاېف من صوتك
لم يهتم بحرف مما نطقت به بل تعالى صوت صراخه أكثر
انا بقولك ايه وانت بتقوليلي ايه انا عايز افهم شغل ايه ده اللي بينك وبينه ومخليه بيتكلم بثقة كده ويقولك هكلمك اطمن عليه يعني معنى كده انك عطياله كمان رقم تليفونك
وهنا لم تتحمل طريقته التي لم تتغير وتذكرها بخنوع رهف القديمة لذلك قالت بشراسة قتالية
انت بأي حق بتحاسبني وبتتهمني...انا مبقتش مراتك واللي بينا هما ولادك وبس متديش نفسك حجم اكبر من حجمك في حياتي.
برر هو بعجرفة دون أن يعير شيء أي أهمية
غير تلك الغيرة التي تتأكل قلبه
ماهو علشان خاطر
انك أم ولادي أنا بحاسبك وبصراحة بقى موضوع شغلك ده مش داخل دماغي وشايف ولادك أهم ومن حقهم تتفرغي ليهم ده لو عايزة مخدهمش منك
اوقفت سيارتها أمام البناية فور وصولهم وأمرت الصغير بحركة من يدها أن يسبقها للداخل وحين فعل تنهدت تنهيدة مثقلة بالكثير وقالت وهي تنظر له نظرة مطولة مؤنبة مفعمة بالخذلان والخزي التي ذاقتهم على يده
تاخدهم مني ! تاني هترجع تساومني وتلوي دراعي بيهم أنت هتفضل زي ما أنت عمرك ما هتتغير
نكس رأسه وابتلع غصته قائلا بتراجع كي يلاحق زلفة لسانه وتسرعه
لأ اتغيرت وبعدك عني علمني كتير بس ڠصب عني يا رهف أنا قولت كده من حړقتي أنا ھموت لو شوفتك مع حد غيري
غيرك...مش ده الحق اللي أنت عطيته لنفسك قبل كده!
غامت عينه بالندم وقال راجيا بعدما أزاح حدته وعجرفته جانبا
رهف أنا ندمت وحياة ولادي ندمت وطلقتها ولسة عندي أمل تسامحيني أنا لسة بحبك
نفت برأسها بعدم اقتناع وردت بصمود وقناعات أصبحت راسخة بها بعد نكبتها
مشكلتي معاك مكنتش هي وبس...واظن مش محتاج إني اقولك نفس الكلام في كل مرة ومش كل مرة هقولك حاول تتقبل الوضع الجديد وتتعايش معاه
مرر يده بخصلاته الفحمية القاتمة وقال وهو يشعر أنه على حافة الجنون
طب ريحيني وقوليلي أيه اللي بينك وبينه
قولتلك شغل وبس وصدقني يوم ما هفكر أربط مصيري بواحد مرة تانية مش هخبي ومش هقدم حجج ومبررات ليك
قالتها وهي تتدلى من السيارة ليلحق هو بها ويتدلى مثلها ويتمسك بذراعها قبل أن تتخطاه قائلا بحسرة وعينه تتوسل غفرانها
رهف...بلاش ترجعيلي خدي وقتك وانا عندي أمل انك تسامحيني انا هستناك ومش هيأس بس علشان خاطر اللي كان بينا بلاش تعملي فيا كده أنا مش هستحمل اشوفك مع راجل غيري... ليتناول نفس مثقل عميق ويزفره محمل بعبق احتراق قلبه ويستأنف بنبرة مرتعشة راجية
اكرهيني عاقبيني ابعديني اعملي فيا اللي يريحك بس اوعي تحبي غيري
ارتعش فمها وڼزف جرحها الكامن مرة أخرى فور حديثه و وجدت ذاتها تخبره بكل وضوح وبصوت مذبوح يقطر بأنين قلبها
قلبي مبقاش عنده طاقة ليك او لغيرك يا حسن...انا هعيش لولادي وشغلي ونفسي وبس وياريت متفتحش في جراح قديمة وحاول تتخطاني زي ما بحاول اتخطاك
قالتها وهي تهرول من أمامه كي تصعد الدرج لتؤاذر تلك السيدة الحنون في مصېبة ولدها تاركته ينظر لآثارها بعيون غائمة وبملامح متهدلة بائسة تنم عن فداحة خسارته لها.
اختنقت انفاسها وهمست بحړقة راجية وعيناها الباكية لم تفارق موضعه خلف الحاجز الزجاجي
متسبنيش يا يامن أنا مليش غيرك أنا اسفة والله آسفة أنا السبب يارتني انا مكانك...أنا استاهل لكن أنت لأ يا يامن
كانت تقف على مقربة منها احد الممرضات التي تقوم بمناوبة ليلية وقد تأثرت كثيرا بحزنها وتعاطفت معها لتتقدم منها وتقول مواسية
ربك كريم ادعيله يابتي
عايزة اشوفه خليني أدخله وحياة اغلى شيء عندك
الزيارة ممنوعة يا بتي والحكيم منبه
مش هتأخر إن شا الله ثواني بس اشوفه عن قرب وهخرج بالله عليك وافقي
تنهدت بقلة حيلة وقالت وهي تنظر يمينا ويسارا تتفقد خلو المكان
ماشي يا بتي انا هدخلك بس علشان جطعتي جلبي همي معايا هلبسك جاون واعقمك جبل ما تدخليله ويارب تعدي على خير
هزت نادين رأسها بأمتنان عظيم دون أن تنضب دمعاتها وما أن جهزتها وادخلتها لموضع رقدته كتمت شهقاتها بكف يدها وتقدمت منه بخطوات وئيدة واهنة تطالعه عن كثب بقلب يتلوى ويأن بين احشائها وضمير ينهش بها ويخبرها أن هي المتسببة الوحيدة في ما أصابه
حاولت التحكم بأنفاسها ودمعاتها تنهل من عيناها تروي شحوب وجهه معها أثر قربها...لتتراجع برأسها ومازالت تميل بجزعها تتأمل سكونه بنظرة مټألمة وتتلمس يده قائلة بنبرة مخټنقة ممزقة لا مثيل لها
ارجعلي يا يامن ...ارجعلي...متسبنيش حقك عليا أنا السبب...انا عارفة أن مفيش حاجة هتبررلك غلطي وأنا مش بنكره بس انا ندمت والله ندمت...بس متأخر أوي لتمرر يدها تزيح دمعاتها التي تعيق رؤيتها لوجهه وتستأنف مبررة سبب عنادها وما احړق قلبها
أنا كل اللي كان قاهرني منك انك ثورت لكرامتك و سبتني وانت عارف إني مقدرش اعيش من