الأحد 24 نوفمبر 2024

اخطائي الجزء الثاني

انت في الصفحة 19 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


قربنا فلا طاقة لي على جفاك.
بينما هو كان مرتبك بشده يعتصر عينه ويتحاشى ملامستها بأي شكل من الأشكال مشتت لايعلم ماذا يفعل كل ما كان متأكد منه حينها أنه ايضا اشتاقها ولكن يصعب عليه التعبير فقد تعالت وتيرة أنفاسه وزلزل قاع قلبه ككل مرة تكون بذلك القرب منه ليمنح عقله الذي يؤرقه هدنة رادعة ومع سكونها تهدلت ملامحه براحة واقترب برأسه يتناول نفس عميق من رائحتها المسكرة التي تنفذ لحواسه تخدرها تاجج

بداخله تلك المشاعر المستترة التي لطالما كبحها ولم يصرح بها
وعند تلك النقطة دق ناقوس الخطړ واستفاق عقله من غفوته لينتفض كالملسوع ويبتعد عن حيزها وهو يستغفر الله بسره لعدة مرات ويلعن ذلك الشيطان اللعېن الذي جعله يقدم على ذلك لتطالع هي بتوجس مستغربة ردة فعله في حين هو صمت لبرهة ثم قال بعدما أجلى صوته الأجش بحمحمة قوية
مكنش لازم أطلع اصلا ولولآ أن شهد حماتها تعبت وكانت مستعجلة تروحلها هي وطمطم مكنتش سمعت كلامها ولا حطيت نفسي في موقف زي ده...
نظرت نظرة حائرة مفعمة بخيبة الأمل في صميم بندقيتاه ثم تساءلت وهي تلملم خصلاتها خلف اذنها بغيظ
خاېف على سمعتك للدرجة دي!
اجابها بعقلانية وهو يفتح باب الشقة وينوي المغادرة
عليكم مش عليا...
حانت منها بسمة باهتة بعيون اندثر بها لمعتها وقالت وهي تبتعد عن الباب كي تفسح المجال له
على العموم شكرا وقول ل شهد بلاش تتعب نفسها بعد كده أحنا تقلنا عليكم اوي...انا اول ما نادين تبقى كويسة هنمشي ومش هضايقكم تاني
زفر هو حانقا ولعڼ غبائه ومنعها من الابتعاد متمسك برسغها معتذر لها اخيرا
ميرال انا اسف علشان مسمعتكيش...بس ڠصب عني مقدرتش اتحمل أنك كدبتي عليا...
احتل الحزن عيناها حين صرحت بذلك العتاب الذي يثقل قلبها
بس انا مكذبتش عليك...انا خبيت علشان مخسركش لكن لما أنت عرفت صارحتك ومأنكرتش وفهمتك انا ليه عملت كده...انا مقولتش إني صح...ومقولتش كمان إني مش غلطانة ولا مظلومة اه نادين افترت عليا وألفت قصص وحكايات عني بس ده ميمنعش أن جزء بسيط من كلامها صح وانا عمري ما أنكرته بالعكس أنا بعترف غلطت ولما انت عرفتني مكنتش ملاك و كنت ضايعة وعمري ما انكرت ده أنا صريحة معاك من أول يوم يا حمود...وكنت بعبر عن مشاعري

وعن احتياجي ليك بكل الطرق بس أنت دماغك ناشفة و عمرك ما كنت صريح حتى مع نفسك ولا معايا...ولا حسستني انك متمسك بيا ومن أول غلطة اتخليت عني
عجز عن الرد حتى انها لاحظت نفور عروق يده التي تدل على تلك الحړب الضارية التي تقام بداخله لذلك حاولت أن تخترق دفعات عقله قائلة
أنا اللي أسفة...إني فرضت نفسي ومشاعري عليك...أنت مش مجبر تصدق كلام نادين ولا مجبر تصدق كلامي...والقرار بأيدك...
قالت أخر جملة بكبرياء وهي تجذب باب الشقة حتى تفتحه على مصراعيه مما جعل لسانه يتلجم ينظر لها نظرات عاجزة ذات ألف مغزى ولكن تبا لعقله وقناعاته التي سيطرت عليه وجعلته يفر هاربا من أمامها وكأنه يؤكد ظنونها لذلك قررت أنها لن تبادر بعد الآن فإن حقا يحبها ويتمسك بها فهو يعلم ما يتوجب عليه فعله من اجلها.
أما عن تلك الطامعة التي اغشى الجشع عيناها فكانت تستشيط غيظا فإلى الآن لم يريح ذلك الغبي قلبها ولم ينفذ ما اوكلته به...لا وما يغيظها أكثر أن التوقيت مناسب بشدة فهي تعتقد أن ميرال كما اخبرتها خارج البلد ترفه عن ذاتها ومن الجيد أنها غائبة حتى لا تتأثر وټنهار بعد تلقين ذلك المتعجرف درسا قاسېا كي يبتعد عنها...
ولكن أين الغبي الذي وكلته بذلك فمنذ أن حاكته واتفقت معه وانقطعت كافة أخباره مما جعلها تكاد تصاب بالجنون فإهدار الوقت ليس لصالحها 
وها هو يجيبها بعدما هاتفته ربما للمرة الألف بعد المائة و وجدت هاتفه خارج النطاق
تحت أمرك يا هانم
أنت فين يا غبي وليه منفذتش لغاية دلوقتي
اجابها هو بلا مبالاة وبنبرة تقطر بالإجرام
لمؤاخذة كده اعدلي أنا مش غبي ...ومنفذتش علشان كنت محپوس...ولسه خارج بعد ما اتورطت في خناقة واتطسيت حكم...يظهر أن قدمك قدم الشوم عليا يا هانم ومن ساعتها وأنا حالي واقف
تأففت هي بنفاذ صبر
افففف اخلص هتنفذ امتى
اجابها بخبث مقيت وبثقة مچرم مخضرم بالإجرام
قبل ما انفذ لازم تعرفي الجديد المحروسة بت جوزك قاعدة معاه في بيته
اتسعت عين دعاء وأكدت عليه وهي ټلعن تلك الكاذبة بصوت جهوري وصل صداه لتلك التي كانت تسترق السمع من خلف الباب.
يااااااااااااامن
صړخت بأسمه بعدما راودها كابوس مفزع رأت به حالها تقف على حافة الهاوية وهو يفلت يدها تاركها كي تلقي مصيرها المحتوم من غيره...وبالطبع الأمر كان بمثابة نزع روحها من جسدها حين شهقت بقوة ونهضت جالسة تجول المكان بعيناها بړعب وبأنفاس متعالية.
انتفضت ميرال على أثر صړختها وهرولت إليها تربت على ظهرها وقالت بسعادة متناهية
نادين حمد الله على سلامتك انت كويسة متقلقيش
يااااااااامن
همست بأسمه پضياع وبنبرة لاهثة متلهفة جعلت ميرال تعجز عن الرد لتكرر نادين
انا فين... ومين اللي جابني هنا ويامن....يامن فين
انا وحمود اللي جبناك هنا بعد اللي حصل
لم تعير حديثها اهمية وقالت وهي تهب من الفراش بعدما نزعت تلك الابرة الوريدية من يدها غير عابئة بتقطر دمائها
يا خبر ماما ثريا زمانها قلقانة عليا أنا لازم أروح...
ضغطت ميرال على شفتها السفلية بقوة تمنع ذاتها من البكاء لوهلة ثم نطقت بحرص شديد وهي تقترب منها
نادين أنت مش فاكرة اللي حصل
نفت برأسها وهدرت بحماس ظهر جلي على وجهها الذابل دون أن تستخدم عقلها ودون أن ترهق ذاتها بإيجاد سبب مقنع لثغرات ذاكرتها 
انا لازم ارجع البيت زمان يامن قلقان عليا هو قالي أنه راجع أصل لازم نحضر للفرح يا ميرال هو وعدني أنه هيقدمه ومفيش وقت لازم أحضر نفسي
لټضرب جبهتها وتضيف
تخيلي لسه ما اشترتش فستان الفرح...ياااه أنا نفسي اجيب فستان منفوش بذيل طويل وكمان يامن لازم أختار بدلته بنفسي هختارهاله بيضا أنا بحب اللون الأبيض اوي عليه علشان بيشبه لون قلبه ياااااه وحشني اوي...اوي يا ميرال
كانت تتحدث بعدم اتزان ودفعة واحدة وهي تبتسم بسمة مريبة وتدور حول نفسها بطريقة غير متزنة بالمرة جعلت ميرال تكتم شهقاتها بكف يدها متحسرة على حالها ولكن الآخرى كانت بالفعل على حافة الجنون حين صاحت
ميرال فين هدومي انا عايزة ارجع بيتنا يامن وحشني أوي وماما ثريا 
حاوطت ميرال ذراعيها وقالت تحاول أن تعيدها لرشدها
نادين كفاية وفوقي ...أنت ازاي مش فاكرة اللي حصل...
جمدت نظراتها لوهلة ودار بؤبؤ عيناها ثم أنكرت وهي تنزل يدها
مفيش حاجة حصلت...مفيش ... مفيش...
ألقت حديثها بملل بوجهها وتركتها واتجهت لتلك الخزانة تفتحها على مصراعيها تبحث بها عن ملابسها ولكن لم تتعرف على شيء يخصها لذلك كانت ترتدي أول شيء طالته يدها لتلمح سترة جلدية قاتمة تعلم صاحبها معلقة داخلها لتتناولها بأيدي مرتعشة وتتمعن بها و ومضات خاطفة ظلت تترأى أمام عيناها وحين توقف عقلها عند تلك الصړخة الحاړقة بأسمه شهقت شهقة ممزقة لأبعد حد وخارت كافة قواها ساقطة على ركبتيها وتلك الكلمات القاټلة تتردد بداخل عقلها تهلكه اكثر وترغمه أن يتخلى عن إنكاره المؤقت أنت طالق من اليوم أنت بره حياتي يا نادين يا راوي
وهنا صړخت صړخة مدوية واخذت تهز رأسها

بقوة لعلها تسقط كل ما فيها ولكن هيهات 
كان يتردد صدى الكلمات و يتردد ويتردد وكأنها تأمرت مع الجميع كي تقضي عليها
چثت ميرال تؤازرها بدمعاتها قائلة 
نادين اهدي...علشان خاطري اهدي
صړخت هي پقهر من بين شهقاتها التي تقطع نياط القلب
يامن...طلقني وصدق طارق 
أنا لازم أروحله وافهمه انا لازم اقوله وهو اكيد هيصدقني
اجابتها ميرال بقلة حيلة
دورنا عليه في كل حتة وملقنهوش 
قبضت هي على منكبين ميرال وصړخت بها پجنون وبنبرة هستيرية وهي تهزها تستنكر ما تفوهت به
كدب كدب هو مستحيل يسبني هو عارف أني مقدرش اعيش من غيره هو عارف إني مليش غيره ومستحيل يعمل فيا كده أنا لازم اروحله... لتتركها وتضم ركبتيها لصدرها وتتأرجح للأمام والخلف بعدم اتزان متمتمة
ايوة أنا لازم اقابله واقوله الحقيقة وهو اكيد هيصدقني هو بيحبني يا ميرال وهيسامحني هو علطول بيسامحني...
ضمتها ميرال لها تحاول أن توقف اهتزازها وقالت بحزن من بين شهقاتها 
هنلاقيه وهنقوله على كل حاجة وإن شاء الله هيصدق...بس اهدي علشان خاطري وكل حاجة هتبقى كويسة
نفت برأسها وصاحت بإلحاح غريب 
عايزة ارجع بيتنا...عايزة ارجع بيتنا وديني ل ماما ثريا هي هتصدقني وهتقنعه
مش هناك والله بس هوديك وهريحك بس اهدي علشان خاطري
اومأت لها بهوان وترجتها وهي تتحامل على ذاتها و تنهض ترتدي سترته وتضم بها ذاتها وكأنها تستجدي قربه
دلوقتي يا ميرال...
انصاعت ميرال لها دون معارضة ولبت رغبتها في سبيل أن تجعلها تستوعب الأمر بذاتها.
كنت فين يا هانم
قالها پغضب شديد وهو ينقض يقبض على ذراعيها مما جعلها تتلعثم قائلة
كنت...كنت في النادي قاعدة مع صحابي في ايه مالك متعصب ليه كده...
في ده يا هانم 
قالها وهو يرفع الحبوب أمام نظراتها التي زاغت لتوها حين تخلصت من قبضته و جذبته من يده متبجحة
انت بتفتش في حاجتي ليه!
نعم انت هتستهبلي...أنا عايز أعرف بتاخديه ليه من ورايا
أجابته وهي تلوح بيدها ساخطة
يوووه بقى أنت بقيت لا تطاق بجد انا زهقت
تعالي هنا وجاوبيني... 
قالها بسخط عظيم لطالما تشاركاه وهو يقبض على ذراعيها بقوة جعلتها تهدر بوجهه دون أي خضوع وبثقة عارمة
عايز تعرف ليه علشان مش عايزة اجيب ولاد من واحد زيك...عايزهم يجوا ليه علشان يشوفوا فقر ابوهم وقلة حيلته عايزني اجيب ولاد علشان تعيشهم كده...
قالت جملتها وهي تنفضه عنها وتؤشر على محيط المكان بإزدراء
هو ده اللي وعدتني بيه يا سونة هي دي العيشة اللي قعدت توصفهالي وتمدحلي فيها...انت ضيعت كل احلامي بغبائك وسبت واحدة غبية زيك تاخد فلوسك و وقفت تتفرج...
استفزه حديثها بشده لذلك كعادته جبن عن تحمل الأخطاء وألقاها على عاتق غيره متقمص دور الضحېة 
أنت السبب...أنت اللي خسرتيني كل حاجة
حانت منها بسمة هازئة وقالت بإحتقار
غبائك هو السبب مترميش عليا
ليؤكد هو بإنفعال والندم يتأكل قلبه
أنت اللي خلتيني خسرتها وخسړت معاها كل حاجة أنت اللي اقنعتيني أنها مش ضحېة وانها لئيمة وقليلة الأصل وخلتيني بكل غباء أروح اساومها على حريتها...
أجابته بنبرة مستفزة للغاية وهي تلوح بيدها 
وحتى دي معرفتش تعملها وروحت طلقتها بكل سهولة وخلصتها منك...ودلوقتي قاعد تندب حظك زي الولايه وبصراحة بقيت مثير للشفقة
ثارت ثائرته وصړخ بها
أنت ايه شيطان...أنا أزاي كنت مخدوع فيك كده
اجابته بكل برود وثقة وكأن ما تقوله هو المنطق بحد ذاته
وانا كمان اتخدعت فيك واظن كده نبقى خالصين و اللي بينا لازم ينتهي اكرم ليا وليك
جعد حاجبيه وتساءل بتوجس
يعني ايه
يعني أنا مبقتش طيقاك وکرهت حياتي معاك
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 60 صفحات