انت حقي
لحن هادئ معلن فرحته بإقترابه من أن تصبح حبيبته حلاله
جلس عز علي كرسي وجهاد في الكرسي المواجهة له وهي تفرك يدها بخجل
عز لنفسه هم بيقولوا إي في الحاجات دي آه آه لاقيتها عز بصوت هادئ مبروك
جهاد بصوت مرتعش الله يبارك فيك
عز معلش يعني لو قراءة الفاتحة جيت بسرعة و أنتي معرفتيش تحضري نفسك
جهاد بتوتر لا عادي
عز تحبي تسألني في إي بقي
عز مطمئن أهدي كدا و خدي نفس إحنا مش في امتحان فيزيا
تنهدت جهاد بقوة وقالت هو أنت طلبت تتجوزني ليه و اشمعنا أمبارح
عز مممم عشان مش شايف واحدة غيرك تنفع تكون مراتي وتشيل اسمي أما بقي باقي الإجابة خليها بعد كتب الكتاب أحسن
جهاد بخجل ماشي
استمر الكلام بين عز وجهاد في أمور مختلفة وكثيرة ليعلم كل فرد عن الآخر تفاصيله وحياته
أما حنين شعرت من الملل من نظرها في الهاتف و الكل مشغول في حديث معيناستئذنت من عز أن تذهب للتمشي قليلا في الحديقة وسارت في طريقها إلي الحديقة الخلفيةجلست حنين علي كرسي أمام حوض من الأزهار و رفعت نظرها إلي السماءو الصوت الذي كان في المستشفي مازال يتردد في بالها
لمحت حنين أدهم يتقدم في اتجاهها وكعادته يضع كاب السويت شيرت علي رأسه
اقترب أدهم من الكرسي الذي تجلس عليه حنين لترتسم معالم الدهشة علي وجهه ولكن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه و يكمل سيره إلي أن وصل إلي أحد أسوار القصر و ارتفع بجسده بخفة ليجلس علي سور القصر و ظهره لحنين
تعجبت حنين قليلا من
الټفت أدهم بعينيه ناحية حنين وابتسم ابتسامة مکسورة و عاد النظر إلي السماء
بعد مرور أسبوع الجميع منشغل في التحضيرات لزفاف أمجد و رقية و ماهر و فرح و عقد قرآن عز وجهاد الذي سيكون ليلة الزفافكانت حنين منقسمة بين انشغالها مع الفتيات وانشغالها بالبحث عن أي دليل للأشخاص المذكورين في كلام والدهاو لم يختلف الحال كثيرا عند عز فكان مقسما بين عمله والتحضير لعقد قرآنه وانشغاله مع أولاد عمه وبحثه عن الطبيب المجهول ولكنه طلب المساعدة من طارقصديقه من مرسي مطروحأما غادة كانت تحسب الأيام علي احر من الجمر في انتظار تنفيذ مخططها
تجمع الجميع حول طاولة في مطعميتكلمون في أمور الزفاف وكيف سيتم تنظيم القاعة المنفصلة وكيف سيتم عقد القران إلي أن دق هاتف عز
حنين بهمس في إي
عز بتنهيده وهمس بعدين
أكمل الشباب كلامهم وعادوا في طريقهم إلي القصر بينما أخبرهم عز أنه سيذهب مع حنين في مشوار هام
تعجبت جهاد من تصرفه و حاولت أن تفهم منه ولكنه أخبارها أنه امر عادي و ألا تشغل بالها
أما حنين لم تكف عن طرح سؤال واحد و هو عز إحنا راحيين فين
وكانت إجابة عز واحدة أيضا أصبري
بعد مرور ساعةوقفت سيارة عز أمام عمارة مهجورة وقال أنزلي
حنين پخوف لولا إنك أخويا كنت قولت إنك هتخطفني
عز بضحك طب أنزلي بس
هبطت حنين من السيارة وتمسكت بيد عز پخوف وصعدوا طابقين من العمارة ليقفوا أمام أحد الشقق ويدق عز البابفتح أحد الأشخاص الباب لتفتح حنين فمها بدهشة قائلة طارق مش أنت في مطروح
طارق هو أنت لسه مقولتلهاش يا عز
عز أيوة المهم الأمانة فين
طارق جوه و زي ما طلبت كل الورق اللي كان عنده هتلاقيه في الشنطة اللي علي السفرة
نظرت حنين حولها پخوف لتجد ثماني رجال يجلسون امام شاشات الحاسوب ورجلين يجلسون امام إحدي الغرف
حنين پخوف عز هو في إي
عز استني يا حنين
طارق أنا هنزل أجيب أكل للرجالة و أنت أدخل جوه للزبون
عز معلش بتعبك معايا
طارق بلاش هبل يا عز دا إحنا إخوات و أنا وعدتك إني هكمل معاك للآخر
عز ربنا يخليك يا طارق
أغلق طارق الباب خلفه واستقل سيارته لإحضار الطعام بينما ألقي عز السلام علي الرجال و اطمئن أن ما طلبه يسير علي أكمل وجهوقف عز أمام باب الغرفة وقال لأحد الرجال أفتحوا الباب
فتح أحد الرجال المفاتيح الحديدية التي تغلق البابليدخل عز ومن خلفه حنين
دخل التؤامان الحجرة وحنين تتفحصها بعيونها پخوفحجرة شبه خاوية لا يوجد بها إلا كرسيان صغيران و فراش صغير يجلس عليه رجل في عقده الخامس ينظر لهم پغضبويديه مقيدة في الفراش
حنين پخوف إي دا يا عز
أجلس عز أخته علي أحد الكراسي و هو علي الكرسي الآخر وقال بحدة دكتور شاكر المهدي من أمهر دكاترة الطب الشرعي في الغش و الرشاوي والمتاجرة بأعضاء الناسكان متجوز لحد ما شاف مراته في سريره مع واحد غيره
شاكر بعصبية أخرس يا كلب أنت مچنون أنت مفكرني هسكتلك يبقي
عز مقاطعا بصوت رجولي أرعب شاكر وحنين لما أكلم تسكت يا كلب
وضع عز قدم علي قدم و أكمل كلام بسخرية المهم حاول ېقتل مراته بس الراجل اللي كان معاها ضربه لحد ما أغمي عليه و لما صحي لاقي مراته هربت معاه المهم كان ليه بنوتة كدا نعم التربية بتشتغل في بيوت ډعارة
حنين پخوف من نظرات شاكر وطريقة أخوها عز يلا نمشي
قام عز من موضعه وأنحني في اتجاه حنين وقبل رأسها قائلا مټخافيش أنا معاكي
اتجه عز ناحية فراش شاكر وقال بصوت غاضب حصل غي يوم حاډثة أبويا يا شاكر
حنين پصدمة عز إي علاقته بمۏت بابا
عز بسخرية دا اللي هعرفه من الدكتور لو حابب يخرج من هنا علي رجله
أكمل عز كلامه وهو ينظر لشاكر پغضب حصل إي في حاډثة حسن السيوفي
شاكر پغضب معرفش حد بالإسم دا
عز ممممم شكلك عايز تتطول معايا
اتجه عز إلي أخته و أحاط كتفها بيده وخرجوا من الغرفة وقال عز للرجال سيبوه كدا يومين ثلاثة و كملوا شغل في اللي طلبته منكوا
الرجال حاضر
هبط عز إلي سيارته بصحبة اخته التي كانت في حالة من الصدمة وقبل أن يقود عز السيارة قالت حنين مين دا يا عز
عز دا الدكتور بتاع الطب الشرعي اللي طلع تصرح إن بابا ماټ مۏته عادية
حنين پصدمة نعموهتسيبوه كدا
عز الدكتور دا وراه بلاوي و انا عايز أوصل
لكل حاجه براحتي
حنين ومين الرجالة اللي فوق دول كمان
عز هتفهمي كل حاجه في وقتها
حنين بضيق يا عز مينفعش نخبي حاجه عن بعض خصوصا في الموضوع دا
عز يا حبيبتي صدقيني أنا مش بخبي عنك حاجه بس لما
قطع كلام عز وحنين سيارة تقترب منهم وتقف أمام سيارة عز
عز بقلق خليكي هنا متنزليش
هبط عز من سيارته في نفس اللحظة التي هبط هو الآخر من سيارتهرفع يده ببطء وأنزل الكاب الذي كان يغطي رأسه لتتسع عين حنين وعز دهشة ويقولوا في صوت واحد أدهم
خرجت حنين من السيارة واتجهت ناحية عز ليقول عز بقلق في إي يا أدهم
أشار له ادهم أنه يريد الحديث معه في مكان منعزلليصحبه عز إلي الشقة العلوية ويطلب من الرجال أن يخلوا أحد الغرف لهملتجلس حنين بجانب عز وأدهم في مواجهتهمأشعة شمس بسيطة تنير الغرفة
حرك عز يده بمعني في إي
نظر لها بحزننظرة أربكته وأربكتهالملم شتات نفسه وحرك شفتيه ببطء شديد ليظهر صوت رجولي يحمل في طياته آلام و حزنليتكلم أدهم قائلا أنا عارف مين اللي قتل عمو حسن
اتسعت عين عز وحنين دهشةاسئلة كثيرة دارت بذهنهمأدهم يتكلم!! ما الذي يعرفه عن مقټل أبيهم!! لماذا ظل صامت سنين!! منذ متي وهو يتكلم!! أهي خدعة منه منذ سنين !! أم ماذا!!
حركت حنين رأسها پعنف وهي تحاول جاهده ان تتذكر متي سمعت هذا الصوت و لكن كانت محاولاتها كلها فاشلةنظر لها أدهم نظرة ذات معني لم تفهمه هي وأخرج ملف كان يخفيه في الجاكيت
حرك أدهم مرة أخري شفتيه ولكن بتعب وبات يحكي لعز وحنين ما الذي يعرفه عن مقټل والده وكيف عرفه و ما مضمون تلك الأوراق!!
سأله عز هل فقدت حقا قدرتك علي الكلام أم ماذا
رفض أدهم الإجابة عن هذا السؤال و طلب منهم ان يظل هذا سر بينهم وألا يعلم احد أنه يتكلم
انصاع التؤامان لرغبة أدهمو بدأ الثلاثة في وضع مخططهم للإيقاع پقتلة حسن وما تخفيه طيات ملفات أدهم وكلامهم
يتبع
الحلقة 41
بعد هذا اليوم وأصبح الثلاثة يلتقون كل يوم سرا في العمارة المهجورةيحاولون جاهدين أن يصلوا إلي دليل مثبت علي القتلةبينما الدكتور شاكر كما هو ملتزم الصمت
و في أحد الأيامبينما هم مجتمعين كعادتهمرن هاتف عز باسم جهادفاستئذن منهم وخرج للحديث في الشرفة و ترك الباب مفتوحا
نظرت حنين إلي ادهم بحزن لا تعلم من أين أتي بتلك القوة التي جعلته قادر علي تحمل كل تلك الهموم ولا يشارك بها أحد!! تعلم أن مازال بداخله أسرار و أسرار ولكن لماذا يظل صامتالماذا هذا الحزن في عينيه!!
تنهدت حنين بحزن وأعادت النظر إلي جهازها الحاسوبخطڤ أدهم نظرة عابرة إلي حنين وأمسك بفنجان قهوته ليجده خالياقام أدهم من موضعه لتحضير فنجان قهوة آخر ليجد أن البن قد نفذزفر أدهم بضيق وعاد إلي موضعه وأكمل النظر إلي حاسوبهأما حنين قامت من موضعها هي الأخري وخرجت من الغرفة
تحت نظرات أدهم المتعجبة والمشټعلة غيرة من خروجها فجأة وسمعها تنده علي طارق بعد أقل من دقيقةعادت حنين ومعاها ثلاث أكواب عصير مانجو و وضعتها علي المنضدةحملت كوب بيد مرتعشة وقالت أدهم أتفضل
رفع أدهم نظره عن الحاسوبوابتسم ابتسامة صغيرة وقال
بعد دقائق معدودةخرج عز من الشرفة وعلي وجهه ابتسامة صغيرةحمل كوب العصير و أعاد النظر إلي حاسوبه وهو يقول لنفسه أنا غلطان إني قولت أستني فرح ماهر وأمجد عشان كتب الكتاب انا اللي جبته لنفسي
بدء العد التنازلي لحفل زفاف ماهر و فرح و أمجد و رقية القصر في حالة الإستعداد القصويالكل مشغول بين تحضيرات عش الزوجية للعرسان و شهر العسل و قاعة الزفاف و الضيوف و الفساتين و كتب كتاب عز و جهاد اللي هيكون في اليوم داماهر و أمجد الإتنين علي أحر من الجمر في انتظار يوم الفرحكل واحد مستني اللحظة اللي حبيبته