انت حقي
بتذكر ماما لما كنا مرة بنرتب الشقة قبل العيد اللي تعبت فيه قالتلي حركي الدولاب و نضفي حواليه عشان تلاقي اللي أنتي عيزاه ساعتها مفهمتش وقولتلها ماما هو في حاجه واقعه ورا الدولاب ضحكت وقالتلي اصبري يا حنين و كملنا تنضيف عادي
حنين بابتسامة الوقتي فهمت تقصد إي
عز بانتباه مفيش حته حديد هنا أي حاجه نكسر بيها
هرولت حنين إلي أسفل الفيلا تبحث عن أي أداة حديدة بينما نظر عز إلي الجدار وألقي ورق الحائط الذي كان يغطيهبعد دقائق صعدت حنين ومعاها قطعة حديديدة كبيرة وقالت لاقيتها في الجنينة
عز أبعدي ورا كدا
تحركت حنين عدة خطوات إلي الخلف وعز يحاول أن يصنع أي فتحة في الجدار إلي أن صنع فتحة متوسطة الحجم لتصرخ حنين بفرح و هي تنظر من الفتحة دي الأوضة اللي ماما قالت عليها ياعز
صنع عز فتحة كافية لمرور منها و دخل للغرفة و حنين تتبعه معهم كشافات للإضاءةظل عز وحنين يبحثان عن المفتاح داخل الغرفةخطړ ببال عز أن يكون خلف خزينة الملابس في تلك الغرفة شئ آخر ليحرك الخزينة بمساعدة حنين و يسقطوا ورق الحائطلتتسع عيونهم دهشة من الباب الحديدي الموجود أمامهم
مسح عز علي شعره بعصبية وقال و دا هنفتحه إزاي
الحلقة 38
أشارت حنين إلي زر أحمر اللون في منتصف الباب وقالت جرب دا كدا
ضغط عز علي الزر بسرعة لتفتح الباب ويظهر باب خلفه وعليه لوحة مفاتيح كخزائن المال
حاول التؤامان مرة إدخال الرقم ولكن دون جدويإلي أن قالت حنين ما تجرب عيد جواز بابا و ماما
كتب عز تاريخ كتب كتاب حسن وفيروز ليفتح الباب بسرعة و تشتعل إضاءة تدريجيا لتنير المكان المظلم و توضح الصور للتؤامان لتزداد دهشتهم من السلم الذي يوجد علي امتداد بصرهم
أمسكت حنين بيد أخيها وهبطوا سويا علي السلم الذي كان ينير تدريجيا إلي أن وصلوا لغرفة يكسو علي ملامحها الأتربةأثاثها راقي وهادئيوجد بها مكتبة صغيرة وجهاز حاسوب قديم ومكتب و باب حديدي آخر كالسابق ليدخل عز تاريخ كتب كتاب والديه مرة أخري ويفتح الباب لسظهر خلفه مكتب حسن الذي كان ينهي به أعماله
عز بسرعة يبقي المفتاح هنا
انطلق عز وحنين إلي المكتب الموجود بالمخزن السري و وضع عز كل الأورق الذي يجدها في حقيبة بينما حنين تحاول أن تفتح الدرج الأخير في المكتب ولكن دون فائدة ليقول عز
حاسبي يا حنين
ابتعدت حنين قليلا و أحضر عز قطعة أثرية كانت علي المكتب و حطم بها واجهة الدرج ليظهر أخيرا المفتاح يعلو بعض الملفاتلېصرخ التؤامان بفرحة وتحتضن حنين أخيها وهي تصيح لاقيناه أهو يا عز هيييييييييييه
حمل عز المفتاح و الأوراق و وضعها في الحقيبة وقال نروح بقي عشان ھموت وافتح الشنطة
حملت حنين الحقيبة وتمسكت بيد أخيها وصعدوا السلم مرة أخري و أغلق عز الباب الحديدي ثم خرجوا إلي غرفة والديهم عن طريق الفتحة و أزاح عز حطام الجدار و أرجع خزينة الملابس أمام الفتحةو استقلوا السيارة واتجهوا مسرعين إلي الفيلا
بعد ساعةفي قصر آل توفيقتحديدا في غرفة عز
أغلق عز الباب بالمفتاح و أحضرت حنين الحقيبة التي أوصتهم بها فيروز و الحقيبة التي أحضروها اليوم من الفيلا وجلس الأخوان علي الفراشأمسك عز بالمفتاح و وضعه في الحقيبة وتنهد براحة عندما فتحت الحقيبة
كان الحقيبة تحتوي علي فلاشة صغيرة وكثير من الأوراقأمسك عز ببعض الأوراق وحنين بالبعض الآخر وبدؤا في القراءة وعلامات الدهشة تزداد علي وجههم
أسقطت حنين الورق بلا شعور وهبطت معاها دمعة حارة من عيونها وقالت بصوت ضعيف بابا
كان عز تحت تأثير صډمته من الملفات التي بين يديه يقلبها بسرعة ويدقق النظر فيها ما تلك العبارات القاټلة جوابات تهديدات پالقتل ملفات لتورط رجال أعمال تبين مدي حقارتهم في تورطهم في عمليات تجسس ضد بلادهم مع منظمات صهيونية ملفات تبين تورط أحد أصدقاء حسن في عمليات عالمية للتجارة بالسلاح
زادت دموع حنين و شهقاتها لينتبه لها عز و يقول بخضة في إي يا حنين في إي
أشارت حنين بيدها إلي بعض الأوراق التي كانت تحملها ليحملها عز بسرعة و تتجمع الدموع في عينيه وهو يقرأها و كانت تلك الأوراق بيد حسن يحكي فيها ما حدث منذ زواجه بفيروز
أسقط عز الورق من يده پغضب وصاح و الله لأقتلهم ولاد الموتوا أبويا
اتجهت حنين مسرعة إلي أخيها وقالت بترجي عشان خاطري أهدي يا عز
عز پغضب بعد اللي قرئتيه دا وعيزاني أسكت أنتي شوفتي بعينيك بابا قايل إي
حنين پبكاء خلينا نفكر يا عز عشان خاطري خلينا نعمل فيهم زي ما عملوا في بابا وماما
احتضنت حنين عز بكل قوتها وقالت عشان خاطري يا عز بلاش تتسرع وخلينا نفكر
حاول عز أن يخفف من عصبيته ومسح علي ظهره أخته بحنان وقال طيب أهدي يا حنين
عاد التؤامان إلي مكانهم ورتبوا الأوراق وأخفوهالتقول حنين بصوت يغلب عليه البكاء أول حاجه لازم نعملها إننا نوصل لدكتور الطب الشرعي
عز تفتكري لسه عايش
حنين حسب كلام بابا هو كان شاب في العشرينات يعني لسه عايش بإذن الله
عز تمام الدكتور دول سبيه عليا أما أنتي حاولي توصلي لمعلومات عن الشركات اللي بابا ذكر اسمها بخصوص إنهم بيقوموا بتخابر وتجارة سلاح
حنين و الإتنين اللي بابا حكي عنهم في الورق
عز بنظرة قوة لا دول بقي أنا هعرف إزاي أوقعهم بنفسي
حنين پخوف عز عشان خاطري خالي بالك من نفسك عشان خاطري أنت الحاجه الوحيدة اللي ليا
عز بابتسامة مټخافيش يا حنين أخوكي قدها
استمر التؤامان في حديثهم عما سيفعلوه ومخططاتهم للإنتقام لوالدهمإلي أن قالت حنين بتعب أنا عايز أنام
عز طب خلاص روحي أوضتك و أنا هغير هدومي و أجي
حنين عز متتأخرش أنا مبعرفش أنام لوحدي و بخاف
عز مطمئنا حاضر
سارت حنين إلي غرفتها بينما دخل عز إلي الحمام الملحق بغرفته لأخذ حمام بارد لعله يخفف من درجة غليان رأسه من التفكيروضع عز رأسه تحت الماء وقطرات بارده تسقط علي جسده وهو مغمض العينينيتذكر دموعه في صغره عندما يري كل طفل مع والدهتذكر كم مرة بكت أخته علي فقدانها لوالدها تذكر والدته و كم مرة رآها تبكي في الخفاء وهي تحتضن دبلة زوجها
فتح عز عيونه بتعب لتختلط دموعه بقطرات الماء وېلمس بيده سلسلة والده المعلقة بصدره ويضغط عليها بقوة ويكمل حمامه سريعا ويبدل ملابسه وسار في طريقه لغرفة أخته
دق عز الباب عدة مرات ولكن دون أن يجد إجابةظن أن حنين مازالت تأخذ حمامها فانتظر قليلا وأعاد الطرق علي الباب ولكن دون أن يجد إجابة
بدأ القلق يتسرب إلي جسد عز ففتح الباب بقلقليجد الغرفة فارغة و مرتبةاقترب عز من الحمام الملحق بالغرفة وطرق الباب بقلقولكن دون أن يجد إجابة
عز بقلق حنين أنتي جوه يا حنين في حاجه
لم يجد عز إجابة مما زاد قلقه وحسم أمره و حاول فتح الباب ليجده مغلقا من الداخل
استجمع عز قوته وظل يركل الباب بجسده إلي أن ټحطم و ددخل عز إلي الحمام ليجد أخته ملقي في أقصي الحمام بجانب البانيو
اتجه عز مسرعا إلي حنين وهو يحرك جسدها پخوف قائلا حنين يا حنين حبيبتي فوقي بقي بطلي الهزار دا يا حنين
نظر عز حوله بعيون دامعة و أحضر إسدال أخته وألبسها إياه فوق ملابسها وأحكم حجابها وحملها بين يديه
في بهو القصر كانت تجلس جهاد
مع والديها يشاهدون أحد الأفلام العربية القديمة لتصرخ جهاد عندما رأت عز يحمل حنيناتجه عامر وسناء باتجاه عز بسرعة وقالوا في إي
عز بنبرة باكية معرفش معرفش أبعدوا أبعدوا
ركض عز بجسد أخته الصغير واستقل سيارته وحنين في الكرسي الخلفي له وقاد بسرعة چنونية
بعد ساعتينفي ممر المستشفييجلس عز علي أحد الكراسي مسند رأسه بين يديه ودموعه متحجرة في عيونه تأبي الخروج و إظهار ضعفها إلا في حضور أختهوبجانبه أمجد وماهر و أدهم و أمامهم فرح ورقية وجهاد و علي مسافة منهم يجلس عامروسناء وناصر وسميرةأما غادة كانت تجلس علي أحد الكراسي بمفردها تنظر إلي عز بنظرة شماته بعد أن توصلت لنقطة ضعف عز
خرج الدكتور ليلتف الجميع حوله ويقول عز بلهفه أختي فين
الدكتور مطمئن آنسة حنين بخير واضح إنها اتعرضت لضغط عصبي جامد وكمان مفيش اهتمام بأكلها وضعف نفسي وجسدي كل دا أدي إنها توصل للمرحلة ديعموما هي هتفضل معانا يومين كدا وبإذن الله هتبقي بخير
عز طب ممكن ادخل اشوفها
الدكتور مفيش مشكلة بس هي هتفوق الصبح
عاد الطبيب إلي عمله و اطمئن عز علي أخته وعاد مع باقي العائلة بعد أن انتهي موعد الزيارة
مع دقات الساعة الثالثة بعد منتصف الليلسار متخفيا بين طرقات المشفييبحث عن الغرفة التي توجد بهااستغل فرصة أن الممرضة أنهت وضع المحلول لها ودخل الغرفة بسرعةتأكد من غلق الباب وسار بخطوات ثقيلة باتجاه الفراش التي تسكن عليهتأمل وجهها الصغير الذي يكسوه
معالم الحزنأحضر كرسي وجلس أمامها لا يفعل شئ سوي النظرلها وكأنه يحفر كل تفصيله في وجهها في عقله
تنهد بحزن وقال بصوت رجولي عذب حنون هادئ مټخافيش احلق هيرجع وقريب أوي كمان متسبنش أنتي بس متحرمنيش من خيالك اللي لما بلمحه بتملكي كياني حنين أنا بحبك بحبك أوي
ألقي نظرته الأخيرة عليها واختفي من جديد بين ظلام الليل الدامس لتفتح حنين عيونها بضعف وتنظر حولها كأنها تبحث عن صاحب الصوت الذي سمعته ولكن لم تجد أحدظنت انها كانت تحلم لتغلق عينيها مرة أخري بتعب
في اليوم التاليفي أحد حجرات منزل مهجور يتسلل بعض أشعة الضوء من النوافذ الحديدية التي تشبه نوافذ السچنرائحة الدخان تبعث من الحجرة لتزيد من إعاقة الرؤيةتجلس سيدة يبدو عليها الثراء وبجانبها رجل يغلب علي وجهه التجاعيد ينظر لها پشهوة و أمامه شاب في منتصف العشرينات قاسې الملامح