انت حقي
الټفت برأسه ناحية حنين لثواني و أكمل سيره إلي غرفته
في اليوم التاليحملت حنين أحد الملفات و قالت فروحه أنا خمس دقايق بس و جايه
فرح راحه فين!!
حنين هروح لعز أسأله عن حاجه
فرح تمام
اتجهت حنين إلي مكتب عز بينما ظلت فرح منشغله بالملفات التي أمامها لتشعر بعد مرور دقائق بخيال يقف بجانبهاتركت فرح ما كان بيدها واستنشقت العطر الذي يملأ أركان الغرفة لتعلو ابتسامة هادئة ثغرها و تلتفت بوجهها علي يمينها لتجده يقف بجانب مكتبها و يديه في جيوبه ينظر لها بابتسامة
ماهر بحدة مصطنعه ممكن أعرف الملف دا متراجعش ليه!!
فرح بجدية مصطنعه أي ملف
وضع ماهر الملف أمامها وهو يحاول أن يخفي ضحكته لتفتح فرح الملف بسرعة لتجد ورقة مكتوب عليها بحبك ابتسمت فرح بسعادة و أمسكت بقلمها وكتبت و أنا بعشقك
الټفت فرح إلي ماهر وقالت بنظرة طفولية وحشتني
كتمت فرح غيظهاوقالت ماهر أمشي يلا بدل ما أقطع علاقتي بيك
جلس ماهر علي الكرسي المواجهه لمكتب فرح وقال لا يا حبيبي أنتي أدبستي رسمي
أما في مكتب عزأغلق عز الملف قائلا عرفتي هتعملي إي
حنين أيوة تمام كدا
عز علي فكرة بعد الشغل هنروح الفيلا القديمة
حنين بدهشة بجد!!!
عز أيوة كان لازم ناخد أي خطوة بقي و أنا كلمت عمو عامر الصبح و بعتلي المفتاح
عز آه بإذن الله
اتجهت حنين عائدة إلي مكتبها تتابع عملها بعد أن ألقت التحية علي ماهر الذي عاد لعمله بدوره
الفصل 37
أما في غرفة غادةتأكدت غادة من إغلاق الباب و فتحت هاتفها قائلة كل دا عشان تكلمني
المجهول معلش كان عندي شغل
غادة بضيق المهم هنعمل إي في ولاد فيروز دول
المجهول متقلقيش أنا بس أوصل اللي عايزه و هتلاقي اللي بينتقم منهم من غير ما يكون لينا يد نهائي
المجهول سيبي الموضوع دا عليا و أنا هحله زي اللي قبله و اللي قبله
غادة أما أشوف
بعد دوام العمل اتجه عز بصحبةحنين إلي الفيلا التي شهدت علي حب يولد بين فيروز و حسن
ترجل عز من السيارة و أمسك بيد حنين و دخولوا إلي الفيلا يتفقدون كل جزء فيهاذبلت الزهور و سقطت أوراق الأشجارغلب الحزن و الكرب علي كل ركن من أركان المنزلاتجه عز بنظره إلي الحديقة و تذكر بصعوبة آخر مرة كان يركض فيها في هذا المكان و هو ممسك بيد والدهتجمعت الدموع في عينيه و كأنه يري والده عندما حمله و رفعه لأعلي و هو يضحكأما حنين فنزلت بمستواها قليلا إلي الأرض و أمسكت بوردة ذابلة تمسح الأتربة عنهاتحسست حنين الوردة و تذكرت والدتها عندما كانت تقص عليهم أنها كانت تزرع كل أنواع الأزهار في حديقة المنزلدمعت عيون حنين و رفعت نظراها تتأمل جدران المنزل من الخارجتذكرت كم مرة وقف بيها والدها حسن أمام باب المنزل يقص عليها حكايات هادئة كي تنامشعرت و كأنها تري والدها يقف أمامها و هي بين يديه يقص عليها إحدي قصصهجذب عز حنين من شرودها و ضغط علي يدها قائلا يلا عشان ندخل
احتمت حنين خلف عز خوفا من الحشرات و الظلام الذي يعم المكان و عز يطمئنها علي قدر ما استطاع
حنين پخوف تفتكر هنلاقي المفتاح دا فين!!
عز هنطلع ندور في أوضة بابا و ماما الأول
سارا التؤامان بجانب بعضهما علي السلم الذي كانوا يسيرون عليه في طفولتهم وهم ممسكين بيد والدهم و والدتهمليغوص عز في ذكرياته بليلة مرض أمه
كانت فيروز متمدده علي الفراش بضعف بعد أن غليها الحزن و سيطر عليها المړض
طلب من عز و حنين أن ينتبهوا لكلامها وقالت بعد ما جينا مرسي مطروح عمكوا طه جابلي شنطةمن باباكوا و جواب صغير
و لما فتحتهم الشنطة معظم اللي فيها ورق لشغل باباكوا و حاجات أنا مقدرتش أفهمها بس اللي أقدر افهمه إنه دليل ضد اللي قتل أبوكوا حقكوا عليا إني مقدرتش أجيب حق حسن بس ڠصب عني
حنين بدموع ماما عشان خاطري ارتاحي أنتي تعبانة مش وقته كلام
فيروز بابتسامة أنا فضلت ساكته كتير يا بنتي المهم الجواب اللي كان مع الشنطة كان طلب من أبوكوا إني مفتحش قضية قټله لو حصله حاجه إلا لما تكبروا و تقدروا تحاربوا عشان حقه و انا نفذت كلامه و الشنطة دي فيها الورق اللي أخدته من الفيلا يوم ما هربت بيكواالشنطة كان ليها مفتاحين واحد في الفيلا اللي عشت فيها مع أبوكوا و التاني كان معايا بس رميته عشان عارفه إني لو سبتكوا في أي لحظة و انتوا لسه مكملتوش تعليمكوا هتنشغلوا و أنا مش عايزه كدا أنا عارفه إن في يوم هترجعوا قصر آل توفيق و يوم ما ترجعوا أطلبوا من عمكوا عامر يوديكوا الفيلا و هناك هتلاقوا المفتاح
back
فاق عز من شروده علي صړخة حنين ليلتفت لها بسرعة ويقول بخضة في إي أهدي
حنين پخوف فأر يا عز فأر تعال نمشي من هنا المكان هنا يخوف
عز بهدوء حنين أهدي و افتكري إحنا جايين هنا ليه متسبيش إيدي يا حبيبتي
تنهدت حنين پخوف و تعلقت بيد أخيها و دخولوا غرفة فيروز و حسن
وقفت حنين أمام مرآة والدتها ومسحت من عليها الأتربة ونظرت لها بعيون دامعة وشعرت كأنها تري والدتها أمامها تمشط شعرها لتسقط دمعة من عيونها وتقول بصوت منخفض ربنا يرحمك يا ماماأما عز فاتجهه إلي طاولة في اصي الغرفة عليها آلة حاسبة و قلم وبعض الأوراقحمل عز الأوراق ومسح عنها الأتربة ليري علامات طفيفة لأرقام يبدو أن والده كان يحسبهامسح عز الأتربة عن الآلة الحاسبة والقلم و وضعهم معه
عز بجدية يلا نبدأ
حنين بنشاط يلا
انشغل التؤامان بالبحث في كل أركان الغرفة عن المفتاح أو أي ورقة و لكن دون جدويمرت ساعتين و هما منشغلين بالبحث ولكن دون فائدة
خرج التؤامان من باب الفيلا و استقلوا السيارة ليقول عز لما نرجع من مطروح نبقي نبدأ تاني
حنين بتنهيده تفتكر هنلاقيه
عز بإذن الله
في اليوم التاليبعد أذان الفجرسارت حنين بصحبة أخيها إلي مرسي مطروح لحضور حفل زفاف أحد جيرانهم و رؤية أهل الحي الذي تربوا فيهمرت ساعات السفر بسرعة وعز وحنين يتبادلون أطراف الحديث إلي أن وصولوا إلي الحي ليجدوا الجميع في استقبالهم و في مقدمتهم العم جميل الذي بكي بمجرد أن رأئهم من فرحته
ظل عز و حنين يستقبلون التحيات من الجميع و خصوصا أطفال الحي إلي أن هدأت التهنئات و صعدوا إلي المنزل بعد أن شكروا أحد جارتهم علي ترتيبها للمنزل
أما في قصر آل توفيقكان اليوم العطلة للجميع فأخذ ماهر فرح في نزهة بمفردهمأما أمجد فأخذ طفلته المدللة رقية و أخته الصغيرة جهاد إلي مدينة الملاهي أما عامر فاستغل يومه كله مع زوجته يعوضها عن تقصيره في حقهاو أدهم كعادته في مرسمه و معه فنجان القهوةو غادة كعادتها في الخارج مع صديقتها
مع حلول الليلتزين الحي بإضاءات البهجة و ألقيت الأزهار في كل مكانارتفع صوت الأناشيد الدينيةو انقسم الحي إلي جزيئين جزء يضم السيدات و جزء مخصص للرجال لتبدأ مراسم الزفاف معلنه تجمع قلبي عاشقين في الحلال
بعد انتهاء الزفافاستقل عز سيارته و بجانبه أخته بعد أن ودعوا أهل الحي بوعد بلقاء جديد
مع دقات الساعة الثالثة بعد منتصف الليلسكنت سيارة عز قصر آل توفيقلتهبط حنين من السيارة بتعب و تجد عامر و سناء انتظارهم بقلقرفعت حنين حاجبيها بتعجب و حملت حقيبتها وعز يسير بجانبها إلي أن وصلوا إلي الحديقةليتنفس عامر الصعداء ويقول أخيرا وصلتوا
سناء بتنهيدة حمدلله علي سلامتكوا
عز و حنين الله يسلمكوا
بعد أن تأكد عامر من سلامة أولاد أخيه صعد برفقتهم درجات السلم يستمع إلي حكايتهم الموجزة عن يومهم في الحي إلي أن وصولوا للطابق العلوي و اتجه كلا منهم إلي غرفته
في اليوم التاليسافر عز وعامر إلي مطروح مرة أخري وتمت إجراءات نقل جثمان فيروز بانب جثمان حسنليشعر عز أن والدته تسكن الآن براحة بجانب زوجها و تسعد حنين بهذا الخبر لأن بعد الآن لن تكون هناك مشقه عندما تريد أن تزور والدتهابعد نقل الچثمان اتجهت العائلة بأكملها لزيارة فيروز بينما ظلت غادة في القصر تسب وټلعن لفيروز و طفليها اللذان يظهران كل معاني القوة
و في أحد الليالي في حجرة حنين
مدد عز بجسده علي الأريكة التي ينام عليها لتقول حنين مالك يا زيزو
عز بتنهيده مش عارف متلخبط أوي يا حنين
حنين بغمزة إي بتحب ولا إي
رسمت ابتسامة صغيرة علي شفاه عز وقال هو لما يبقي نفسي اشوف حد في في كل لحظة في حياتي بس مبقدرش أرفع عيني عليه عشان مكسرش ثقة حد بيا ولما قلبي
بحس إنه هيخرج من ضلوعي لما أسمع صوت ضحكتها و لما تبقي الإنسانة الوحيدة اللي قلبتلي كياني بدون أي إنذار يبقي إي
حنين بضحك تبقي اتوكست وحبيت يا زيزو
نظر عز لحنين بضحك وألقي في وجهها إحدي الوسائد قائلا أتوكست تصدقي قفلتيني نامي نامي
أمسكت حنين الوسادة بضحك وقالت علي فكرة جهاد الإنسانة الوحيدة اللي اتمنتها زوجة وحبيبة ليك بس خالي بالك عمو عامر واثق فيك متكسرش ثقته حتي و لو بنظرة ليها
عز بتنهيدة جهاد
حنين بمرح لا أنا بغير علي فكرة
عز بابتسامة أتوكسي شيفاني رايح أتقدم
ألقت حنين بالوسادة علي عز و قالت بنفس نبرته أتوكس تصدق قفلتني نام نام
اڼفجر عز ضاحكا و وضع الوسادة علي رأسه وبات في سبات
عميق
بعد مرور أسبوع شاق علي عز وحنين في البحث عن هذا المفتاح المجهولجلست حنين علي أحد الكراسي في غرفة والدهم و والدتهم وقالت أنا تعبت يا عز خلينا نرتاح شوية
مسح عز بعض الأتربة من علي ملابسه وقال يبقي أحسن برده
حنين بشرود مسبناش مكان في الفيلا إلا وقلبناه عشان نلاقي المفتاح و في الآخر مفيش
عز بتنهيده أصبري يا حنين لسه المشوار طويل
حنين ربنا م
انقطعت حنين عن الكلام و هرولت إلي خزينة ملابس والديها ليقول عز في إي
حنين بسرعة بص يا عز بص في ورا الدولاب دا حاجه والله و الله
عز أنتي اتهبلتي يا بت باين
حنين طب حركه معايا كدا
وقف عز بجانب حنين و ازاحوا خزينة الملابس عن الحائط لتقول حنين وهي تتحسس الجدران في حاجه هنا أنا متأكده
عز أهدي كدا و فهميني في إي دا كله ورق حائط
حنين