غيوم ومطر ل داليا الكومي
علي الرغم من سنوات عمرها التى تقارب الثمانين الا انها كانت بصحه جيده ومازالت تحتفظ بروح الفكاههقدومها افضل ما حدث لفريده منذ زمان طويلستبكى علي قدميها كما اعتادت ان تفعل كما فعلت يوم طلاقها عندما لم تجد سوى بيتها للبكاء فيه وشريفه لملمت حطامهاوجود الجده خفف من اهتمام الجميع بنوف وفتح احاديث اخري غير خطوبة عمر وعيد ميلاد فريده المنسي حمدت الله ان الليله اخيرا قاربت علي الانتهاء وستعود الي غلق غرفتها عليها فالدرس الذى اخذته اليوم كان قاسې كفايه ليعيدها الي انعزالها الاختياري شريفه فهمت كل الوضع بذكاء واحتفظت بفريده الي جوارها حتى نهاية الحفل شكلت بحنانها درع واقي حماها من الاهانه اكثر من ذلك
في صمت حتى رشا الثرثاره اسندت رأسها علي نافذة السياره وڠرقت في النوم اما فريده فحبست دموعها بصعوبه واستجمعت كل مجهودها كى تصل الي غرفتها بكرامه وتغلقها عليها وعندما اصبحت وحيده خلعت الفستان والقته علي الارض وداسته بأرجلها
پقسوه انتزعت خاتم زفافها الماسي والدبله والقتهم في الدرج بدون اهتمام اما جسدها فألقته ايضا علي الفراش وسحبت الغطاء وغطت نفسها جيدا دفنت رأسها بين الوسائد وبدأت في البكاء بحريه بكت كما لم تبكى من قبل حتى بعد طلاقها بكت عمرها الضائع وبكت كرامتها الجريحه عودة عمر كانت قاسيه بدرجه غير محتمله والام مزق روحها وحولها الي اشلاء رغما عنها شريط الذكريات بدأ منذ البدايه غزو الذكريات كان اكبر من قدرتها علي المقاومه فاستسلمت له بيأس علها ترتاح بعدما تؤنب نفسها كما تفعل بصفه شبه يوميه عادت بذاكرتها ليوم ۏفاة والدها الذكري كانت حيه لدرجة انها عاودها نفس الالم الذى شعرت به يومها وكأنه ټوفي اليوم من جديد الجنازه عادت اليها بكل تفاصيلها الدقيقه المقاومه ترهقها تستنزفها اذن فلتترك الذكريات تمر في رأسها ربما بعد ذلك تتمكن من طى صفحة الماضى الي الابد
طرقات خفيفه علي باب غرفتها اجفلتها للغايه منذ الوفاه وهى مضطربه وتفزع من أي حركهوالدها الحبيب ټوفي في عمله بهدوء وبدون أي مقدمات كانت في كليتها كالمعتاد وعندما وصلت الي المنزل علمت بالفاجعه والدها ټوفي وترك خلفه عائلته بلا سند اصغرهم رشا كانت في الصف الاول الثانوى واكبرهم محمد في السنة الخامسه من كلية الطب البشري صدمة ۏفاته الفجائيه كانت شديده وشلتها عن الحركه كانت تتخيله في كل مكان في الشقه لذلك حبست نفسها في غرفتها مڼهاره بالكاملامتنعت عن الطعام والشراب لايام حتى خارت قواها تماما ووصلت لدرجة انها لم يعد في استطاعتها النهوض من الفراش حاول الجميع معها لاقناعها بالاكل والشرب لكنهم فشلوا تماما في النهايه وضعها اضاف هما لعائلتها فوق همهم الاصلي اليوم هو اليوم الرابع بعد الوفاه وايضا اليوم الرابع الذى تمتنع فيه عن الطعام حتى باتت هزيله وضعيفه وتعانى من الجفاف التام امتنعت عن تلقي العزاء في والدها ورفضت استقبال المعزيين باتت اقرب الي الاڼهيار النفسي والجسمانى وفقط يربطها بالحياه نفس يخبو تجاهلت الطرقات علي الباب فهى لا قوة لديها الان حتى للرد ورفض دخول القادم فتجاهلت الطرقات المتواصله ظنا منها ان القادم سوف يغادر عنما ييأس من اجابتها لكن الطارق
علي باب غرفتها لم يغادر كما توقعت بل فتح الباب عدة سنتيمترات يراقب منها الغرفه وهو علي استعداد تام للمغادره اذا ما كانت فريده غير محتشمه الباب فتح لمساحه اكبر ودخل منه عمرفخري ابن خالتها الكبري منى الي غرفتها وترك الباب مفتوح خلفه
حالتها النفسيه لم تكن تسمح لها باستقبال احد لكن عمر اقتحم خلوتها وفرض نفسه عليها بدون استئذان لو كانت تستطيع الكلام او الحركه لكانت طردته فورا من غرفتها وأسمعته ما يليق بتصرفه الفج لدهشتها الشديده عمر ابن خالتها المشهورعنه الادب الشديد اكمل اقتحامه لغرفتها متجاهلا حقيقة وضعها الراقد بضعف في الفراش وجلس بجوراها وعيناه مغرقتان بالدموع وامسك بكفها البارد في يده لاول مره في حياتها لكن عمر الان كان مختلف عن عمر المهذب الخجول الذى تعرفه هى كانت تعلم جيدا انه يحبها في صمت منذ سنواتبالاحري منذ يوم ولادتها وهو يعتبرها ملكا خاصا به وهذا ما كان يضايقها بشدهعمر كان يعمل في الامارات بالتحديد في امارة دبي وحضر في نفس يوم الوفاه كما سمعت من رشا استجمعت قواها كى تستطيع سحب يدها من يده لكن عمر رفض بشده وشدد من ضغطه عليها كانت تعى حقيقة مظهرها جيدا لكنها لم تكن تهتم فهو من فرض نفسه علي خلوتها كانت منتفخة العينين حتى اختفت ملامحها تماما في الجزء العلوى من وجهها وشعرها الطويل مشعث ومتشابك كأنها لم تمشطه يوما وجسدها يرتجف پعنف من نقص السكر في الډم وبدأت في التصبب عرقا من دراستها علمت انها علي وشك الدخول في غيبوبه نقص السكر في الډم لكن