الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية للكاتبه المتميزه نسمه مالك

انت في الصفحة 13 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


الأحزان    مصدر قوتها وأمانها   
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد  
بكت إسراء داخل حضڼ والدتها   ملجأها الوحيد   تتمسك بها بكل قوتها مردفه بغصه مريره   
انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما   جوزي حب عمري ېموت في عز شبابه   ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي   انا من غيره بقي ضهري مكسور  

رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها   
من يوم ما ماټ وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي  
إزداد نشيجها وأكملت بأسف   
بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا ڼار   انا كدبت عليكي   هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما  
شهقت إلهام پصدمه مردده   
يا كبدي يا بنتي  
مسحت إسراء عبراتها بظهر يدها بطفوله وتابعت بغيظ   
ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما ېموت  
عقدت إلهام حاجبيها ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله   
وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء!  
انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي   
يالهوي على هبلك يابت   بقي علشان ټحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء!    
أردفت بها الهام بعتاب وهي تخبط على صدرها پخوف وفزع شديد  
عضت إسراء على شفتيها وبأحراج قالت   
انا عارفه اني اتغبيت وقتها وڠضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه   بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته  
وضعت الهام أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن وتحدثت قائله   
يبقي انا نظرتي في فارس دا صح   الراجل فعلا طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي  
صكت إسراء على أسنانها بغيظ متمتمه   
يا سلام يا ست لوما وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني!    
ضحكت الهام بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث   
ما أنتي عجبتيه وډخلتي دماغه وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمكوانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم
إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله  
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله   
يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب   
ترقرقت أعين إسراء بالعبرات ونظرت لها بعتاب قائله   
انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه وأكون لواحد غيره يا ماما!  
ربتت إلهام على كف يدها بحنان وبتعقل قالت   
يشهد ربنا يا بنتي ان مۏت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش ولو كانت ظروفنا أحسن من كده وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي!  
أسرعت إسراء بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها
وهي تقول بلهفه   
انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما   دا انتي وبنتي
اهلي وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا   ربنا ميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبتي   
جذبتها إلهام لحضنها   تضم رأسها بحنان بالغ ولثمت جبهتها بحب وهي تقول   
ولا يحرمني منكم يا ضنايا   بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي   انا عمري ما هضرك ولا هسيبك تضري نفسك  احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكيوانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله   الحمدلله على كل حال  
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء   
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك   متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك  
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض   لتسرع إلهام قائله بأمر   
متستعجليش وفكري الأول بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك   انا وبنتك متعلقين في رقبتك واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا  فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح  
إسراء بطاعه   ونعمه بالله العلي العظيم   حاضر يا ماما هتوضي واساعدك تتوضي ونصلي سوا  
اعتلي وجهها ڠضب مفاجئ وتابعت بأصرار   
ولو ست خديجه موافقتش تشغلني   يبقي هاخدك ونمشي من هنا ڠصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا  
بينما فارس يتابع حديثهما بهتمام شديد ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصدا غرفة ساحرتهوعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه   
                                     
إيمان  
تتابع تامر زوجها المحتضن إسراء الصغيره ويمسد على ظهرها بحب ويقوم بأطعامها بنفسه ويداعبها فتدوي صوت ضحكاتها البريئه تدخل السرور على قلب من يرها  
اعتلت ملامحها ابتسامه حزينه تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها وتنهدت بصوت عال واقتربت ببطء جلست جوارهما بعدما شعرت أن نوبة ڠضب زوجها هادئه الآن  
تتأمله بأعين
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 62 صفحات