حكاية بنت
انت في الصفحة 1 من 97 صفحات
يعني ايه أنا هعيش بين كل دول انت عايزني اعيش بين تسعة رجاله في بيت واحد
_ دول أهلك ونص الرجاله الي بتتكلمي عنهم هما أخواتك!
قالها والدها وهو ينظر إليها بتعب فصړخت به ثانية ودموعها بدأت تنهمر على وجنتيها
_ وانت كنت فين كل السنين دول ليه اخدتني دلوقتي بعد العڈاب الي كنت بعيشه في بيت خالي
إقترب منها ومسح دموعها بحنان
إبتعدت عنه وعيناها تنظران إلى الفراغ بحيرة
_ انا مش فاهمه حاجه! ماما كانت بتقولي ديما انك مت وانا صغيرة .. انت اتجوزتها ليه وسبتها ليه وازاي مكنتش عارف انا مېته والا حية!
_ هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي المطلوب منك دلوقتي انك تثقي فيا وتثقي في اني لو كنت عارف انك عايشه مكنتش هسيبك ابدا بسخالتك الله يكرمها جاتلي وقالتلي انك لسه عايشه وحكتلي عن كل الظلم والعڈاب الي كنتي بتعيشيه بعد ۏفاة مامتك وخالك ده هحاسبهعن كل الي عمله فيكي بس في الوقت المناسب.
تطلعت إليه بنظرات ضائعة فإبتسم لها بحنان ليطمئنها وكأن تلك الإبتسامة كانت إذنا منه لترتمي بين أحضانه وتبكي بشدة كل الظلم الذيعانت منه في سنواتها الأخيرة .. ربت على ظهرها بحنان أبوي شعرت به لأول مرة في حياتها أغمضت عينيها براحة وظلت في أحضانه لفترة قصيرة قبل أن تبتعد فجأة وتعقد ذراعيها أمام صدرها بتذمر
أخرج زفيرا طويلا دليلا على نفاذ صبره وقال
_ انتي خاېفه من ايه يا بنتي انا موجود واخواتك برضه موجودين وجدك واعمامك واولادهم كلهم محدش منهم هيفكر يأذيكي بالعكس هماهيحموكي المفروض تنبسطي لان عيلتك كلها رجاله مش تعترضي!
لوت شفتيها بإعتراض واضح وعدم إقتناع فقال بحذر
أجابت بسرعة وفي عينيها خوف ورجاء
_ لااا خلاص! أنا هفضل معاك في أي مكان بس متودينيش ليه تاني!
_ مستحيل اسمح انك ترجعيله حتى لو انتي الي طلبتي مني مش هسمح لحد يأذيكي وانا موجود بعد كده وزي ما وعدتك خالك هحاسبهعن كل الي عمله والمرادي مش هسكتله زي زمان!
_ حصل ايه زمان
قرص خدها بمرح قائلا
ثم أمسك بيدها وأضاف
_ يلا نروح للبيت دلوقتي.
_ ليه احنا دلوقتي فين
_ في شقة تانيه طلبت من خالتك تجيبك هنا عشان اتكلم معاكي.
دخلت القصر بأعين تكاد تنطق من الإعحاب بجماله وكبر مساحته وقفتفي منتصف قاعة الجلوس وإلتفتت إلى والدها قائلة بعدم تصديق
_ هو ده البيت الي بتتكلم عنه! ده كلمة قصر قليله اوي عليه!
_ عجبك
أجابت وهي ترفع يديها بسعادة كطفلة صغيرة
_ جدا!
ثم سألت بحماس
_ اوضتي فين
_ استني أعرفك على العيلة وبعدها هوديكي ليها.
قال ذلك ثم سحبها معه بإتجاه غرفة ما ډخلها وهو مازال يسحبها إلى أنإتضح لها أنها غرفة مكتب ..
كان يجلس خلف المكتب رجل يبدو في الثمانين من عمره قدمه إليها والدهاوإتضح لها أنه جدها عبد الرحمان العمري كبير العائلة والذي رغم كبرسنه إلا أنه لايزال محافظا على لياقة جسمه ورجاحة عقله لا تنكر أنهاإرتاحت له حين رحب بها بحب وحنان.
وبمقابلته يجلس رجلان أحدهما كان يبدو في أواخر الخمسينات والذيعلمت من والدها بأنه عمها الأكبر محمد العمري إبتسمت له ببعضالتوتر لكنه قابل إبتسامتها بنظرة باردة ولم يكلف نفسه عناء الترحيببها.
شعرت ببعض الخۏف منه لكنها تجاهلت ذلك عندما قدم لها والدها الرجلالثاني والذي كان يبدو في بداية الخمسينات وهو عمها الصغير أحمدالعمري رحب بها بشدة وإبتسم لها بمرح جعلها ترتاح من ناحيته أيضا..
جلست إلى جوارهم عندما طلب منها والدها أن تنتظره هناك إلى أن يجمعالشباب .. والدها هو أكرم العمري والأوسط بين أخويه يبدو رجلا حنوناولا تنكر أنها أحبته وأحبت حنانه منذ أول لقاء بينهما إبتسمت حين تذكرت كيف كانت تجلس بالشقة بإنتظار خالتها وتفاجأت به يدخلبسرعة ويتقدم إليها ويسحبها إلى أحضانه قبل أن تستوعب أي شيءمما يحدث .. أفاقت من أفكارها على صوت جدها يقول
_ تعالي يا بدور.
إقتربت منه بإستغراب وبعض من الخۏف فملس على شعرها بحنان متسائلا
_ انتي لسه خاېفه مننا
نفت برأسها بصمت لكن نظرة من عينيها هربت إلى عمها محمد بدونقصد ففهم أنها مازالت تشعر بالخۏف من ناحيته إبتسم لها ثم إقترب منأذنها وهمس
_ مټخافيش منه هو طبعه كده وهتتعودي عليه.
أومأت برأسها بإبتسامة ولكنها لم تنطق بحرف ربما لأنها تشعر ببعضالحرج من وجودها مع عائلة لا تعرفها رغم أنها تنتمي إليها .. شعر عبدالرحمان بذلك فقال
_ تعالي نطلع