المقداد والمياسة
ولنا الشجاعة والبراعة والندا
ولنا الهمز والاجلال والاعظام
ولما سمعت المياسة شعره أخذتها الحمية والنخوة العربية وحملت على سادة قريش ونادت أيها السادة هلموا إلى الميدان فهنا يظهر الشجاع من الجبان وبرز لها فارس بعد فارس وبطل وبعد بطل حتى حاروا في أمرها وأذهلتهم قوتها وشجاعتها.
وكان للمياسة ابن عم هو المقداد بن الاسود الكندى الذى ولد و نشأ يتيما معدما واسمه المقداد بن عمرو وأمه هي تميمة وكان يرعى الإبل والخيل مع عبيد كندة وخدمهم فتعلم فنون القتال والفروسية من مشاهدة الفرسان والعربان ورعى الخيل في البيداء وحينما علم بمنازلة المياسة لسادة قريش وانتصارها عليهم طلب من أمه أن
والناس تغلق دونه أبوابها
حتى الكلاب إذا رأته عابرا
نبحت عليه وكشرت انيابها
فتجرأت أمه تميمة وذهبت إلى بيت خاله وطلبت فرسه ورمحه وسيفه فقالت لها زوجة خاله أنهم هدية للمقداد وخرج للمياسة في ميدان المبارزة ملثما لا يعرفه أحد وحمل عليها حملة منكرة فتطاعنا بالرماح حتى تكسرت وتضاربا بالسيوف حتى تلمت وعضت الخيل على المراود وعلا بينهما الغبار وأظلم النهار حتى غابا عن الابصار وهما في كر وفر وطعن وضړب وازدحم الناس حولهما ونظرا لأنهم لا يعرفون المقداد فى لثامه قالوا أنه الشيطان ولاموا جابر بن الضحاك وقالوا له ابنتك من كثرة غيها راودها شيطان من الجان ولم يزل المقداد والمياسة في كر وفر وحملت عليه المياسة وصاحت صيحة عظيمة وطعنته بكل ما تملك من قوة فتلقاها بثبات وضړب جواده بالسوط فخرج من تحته كالريح فبادرته بطعڼة أخرى فزاغ منها إلى تحت بطن الجواد واقتلع المياسة من على جوادها ورماها على الأرض وقامت المياسة وهي خجلانة متغيرة اللون