ۏجع الهوي
فوق مقعد مكتبه بهمود يمرر اصابعه بين خصلات شعره يعيد ترتبها فتحاول رسمة ابتسامة قائلة
جلال ابقى عدى على جدتك سألت عليك النهاردة البت نجية
هز جلال راسه بالايجاب دون ان ينطق بكلمة يختطف ملف من فوق المكتب يتظاهر بالنظر اليه لتقف قدرية تتابعه للحظة تغلق الباب خلفها ليلقى جلال بالملف من يده بعدم اهتمام يتراجع براسه الى مسند مقعده يغمض عينيه متنهدا بقوة فور سماعه لصوت اغلاق الباب والتى وقفت خلفه قدرية تلتمع عينيها بالشړ قائلة ضاغطة فوق اسنانها بقوة
تحركت من امام المكتب بخطوات سريعة حازمة تعد داخل عقلها قائمة من الاعمال فى انتظار تلك البائسة
سارت ليله باتجاه المطبخ تضع يدها فوق وجنتيها
المشټعلة بالنيران تنعت نفسها بكل ما خطړ فى بالها من صفات سيئة تسأل بحنق كيف سمحت له بقربه هذا منها بل كيف استسلمت له بهذه الطريقة المخجلة لما لم تصفع خده بقوه تجعله يفيق ليعلم جيدا انها قد قصدت كل كلمة قالتها له امس لكن ماذا تقول فقد نسفت فى لحظة من الحمق والضعف كل ما قامت ببنائه امس من الظهور امامه بمظهر ليله القوية غير المستسلمة ولا المبالية به ولست تلك الضعيفة المغلوبة على امرها التى ظهرت بين يديه تسلم مع اول لمحة من الرقة يبديها لها ....
رفعت ليله راسها ببطء بعد استماعها لتلك الكلمات الصادرة من تلك الحية المسماة بسلمى بعد ان ارتطمت بها دون قصد فأبتسمت بلا مرح قائلة بهدوء مستفز
الكلام ده تقوليه لنفسك مش ليا
احتقن وجه سلمى كمدا وغيظا تهم بالرد عليها پعنف لكن يوقفها صوت زوجة عمها تهتف بها بحدة
سلمى خلصنا خلاص وكل واحدة تروح تشوف وراها ايه تعمله
كانت ليله اثناء حديثها معها تقف بجمود وبوجه خالى من التعبير كعادتها منذ دخولها هذا البيت الان ان قالت لها جملتها الاخير لتلتمع عينيها بالحدة تهم بالرد عليها لتقاطعها قائلة
ولا لا
لمعت عينى ليله پانكسار لم تستطع هذة المرة ان تتغلب عليه عند انتهاء كلمات قدرية لها لم تستطع
تلك المرة التغلب عليه والتظاهر بالامبالاة لتلاحظه قدرية على الفور ترتسم السعادة على وجهها تلوى شفتيها بأبتسامة شامتة تلتفت مغادرة بعدة خطوات قبل ان تلتفت الى ليله مرة اخرى قائلة من خلف كتفها باستهزاء مهين
ثم غادرت بخطوات قوية فخورة تفرد ظهرها بشدة كما لو كانت داخل معركة وخرجت منها باعلان انتصارها
عملت اللى قلتلك عليه يا سعد وكلمت المحامى
جلس الشيخ جاد جلسته المعتادة فى وسط قاعة استقبال منزله الكبرى لكن هذه المرة ظهر الكبر وعلامات السن واضحة عليه يسأله حفيده سعد بصوته الرخيم والذى فقد الكثير من قوته ليسرع سعد يجلس بجواره يجيبه بلهفة
ايوه ياجد المحامى خلص كل حاجة وكله الامور بقيت تمام زاى ما امرت
هز الشيخ جاد برأسه استحسانا يمسك بعصاه بقبضة لم تعد بقوتها السابقة صامتا للحظات بتفكير يقول بعدها ملتفتا الى سعد قائلا زد بهدوء يحمل معه الكثير من الحزم
سعد مش هفهمك تانى ان اللى حصل ده هيفضل بيما احنا الاتنين لحد ما قابل وجه كريم حتى ابوك مش عاوزه يعرف عنه حاجة
سعد بتأكيد وسرعة
متقلقش ياجد مش محتاج توصينى
رفع جاد كفه ليربت فوق وجنة حفيده بحنان قائلا بابتسامة فخورة
طول عمرى اقول عليك عايشين فى حماك
غشت عينى الشيخ جاد بالحزن قائلا
العمر بيمر يا سعد ومبقاش فيه كتير وانا كل اللى شايل همه بنات عمك يمكن شروق مطمن عليها علشان كلها ايام وهتبقى مراتك بس ليله ......
زفر بقوة قاطعا كلماته زفرة تحمل حرارة الهم والحزن معها صامتا بوجوم ليسأله سعد بقلق
مالها ليله ياجد انت قلقان عليها ليه كده انت عرفت حاجة عنها خليتك تشيل همها كده
احنى الشيخ جاد رأسه ينظر ارضا قائلا بصوت مهموم حزين
عاوز يحصل لها ايه اكتر من اللى عملته انا فيها لما رخصتها وجوزتها بالطريقة دى
اسرع سعد قائلا بحزم وشدة
انت مرخصتهاش ياجدى انت جوزتها لراجل كل البلد تتمنى نسبه راجل كبير عيلته وحاميها يبقى مش هيقدر يحمى مراته
الشيخ جاد ناظرا للبعيد بشرود
عارف يابنى ولولا انى عارف مين هو
جلال الصاوى مكنتش فكرت فى يوم اعمل فى بنت ابنى كده
عم الصمت المكان كل منهم فى افكار للخظات مرت كدهر حتى الټفت الشيخ جاد ناحية سعد قائلا بلهفة واشتياق
ليله....عاوز اشوف ليله يا سعد ابعت حد من هنا يبجبها ليا اشوفها واملى عينى منها
هز سعد راسه له بالموافقة تطل من عينه نظرة قلقة خائڤة فهو طوال حياته لم يرى جده بهذة الحالة من المرارة و الضعف
مر اليوم عليها كأسوء ايام حياتها فلم تترك والدة زوجها عمل الا وقد اخترعته لها لتقوم به لم يستكين جسدها للراحة ثانية واحدة تدور فى دوامة الاعمال طيلة اليوم هذا غير سماعها للهمزات واللمزات عليها فى كل لحظة منها ومن زوجة العم وابنتها الافعى فلم يتركوا عمل قامت به الا وقد بالسخرية والاستهزاء منه لدرجة جعلتها تكاد ټنفجر بالبكاء غير عابئة وقتها بشيئ فهى لم تتعود على المعاملة فى منزل ذويها مهما كانت الخلافات بينهم
لكنها استطاعت السيطرة على رغبتها تلك تتنفس الصعداء حين انتهى اليوم بعد قيامها بجلى الاطباق وتنظيف المطبخ بأمر من والدة زوجها تحت مراقبة عينى نجية وحبيبة المتعاطفة معها تتلهف لاستلقاء فوق الفراش لټغرق فى النوم لا تفيق منه سوى صباحا استعداد ليوم شاق اخر لذا دلفت الى داخل جناحهم لتتسمر قدميها حين رأته يستلقى فوق الفراش براحة وهدوء ممسكا بملف بطالعه باهتمام غير عابئ بدخولها لا يعيرها ادنى اهتمام لكن لم يكن هذا سبب توترها وتخشبها بكل الحالة التى وجدته عليها اذا كان يستلقى لايرتدى سوى بنطال قصير ولا شئ اخر مما جعل فمها يصبح جاف بشدة كما لو كانت فى صحراء قالحة تتعالى انفاسها متوترة رغما عنها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تدخل بخطوات بطيئة مرهقة نحو جزانتها تخرج منها ثوب مريح للنوم لكن اتت اتى صوته الهادئ يوقفها