روايه اخطائ بقلم شهد محمد جادالله
من كل ده
وقوليلي ايه الأخبار
اشرأبت منه برأسها وكأنها ستخبرها سر من أسرار الحړب وتابعت
هقولك اصل الجديد كله عندي يا نادو
خلاص بقى يا دعاءانت اللي استفزتيني وقولتي كلام مايتقلش
قالها فاضل بعدما مل من مراضتها
كثيرا ولكنها لم تقبل بعد ان تغفر له حتى أنها هتفت بغيظ
كان لازم بنتك تعرف حقيقة أمها وبعدين انا مغلطتش و مهما عملت يا فاضل مستهلش انك تمد ايدك عليا قدام بنتك والحيزبونة اللي اسمها محبة
حقك عليا اتعصبت وكمان كنت زعلان على البنت تخيلي محبة قالتلي انها كانت عايزة ټموت نفسها لولآ لحقتها في أخر لحظة
شهقت دعاء متفاجأة
هي حصلت ټموت نفسها بنتك اټجننت
زفر بضيق وأضاف
انا مش متخيل إني كنت هخسرها يا دعاءعلشان كده طلبت منك متضغطيش عليها البنت نفسيتها متدمرة حاولي وتصحبيها
بعد ايه بقى ما انت ضړبتني وكسفتني قدامهم يعني ده جزاتي إني كنت خاېفة على مصلحتها
ربت فاضلعلى خصلاتها بحنان وطلب منها راجيا
لأ... بس انا مش عايز نضغط عليها بعد كده سبيها براحتها يا دعاء انا معنديش استعداد اخسرها ده انا كمان بفكر اعرضها على دكتور نفسي
أومأت له بنعومة تعرف تأثيرها عليه وهمست بدلال وهي و تعبث بأزرار قميصه
ابتسم هو وسايرها بكل طواعية
قوليلي ايه يراضيك
طلبت بعدما التمعت عيناها بوميض يعلمه جيدا ويعلم ما سيأتي بعده
تشتريلي البيوتي سنتر اللي كان نفسي فيه وتكتبه بأسمي
تنهد هو وأومأ برأسه يوافق على مطلبها
ولكنها لم تكتفي كعادتها وتابعت
ومش بس كده عايزة أغير العربية
ماشي كل طلباتك مجابة
لتتهلل أساريرها وهي تشعر بسعادة عارمة كونه سيحقق لها أحلامها التي كانت تظنها بعيدة كنجوم السماء لولاه
بينما هو لم يكن حانقا بسبب تطلبها بل يتفهم تماما أن
تلك المعادلة الصعبة بينهم وتلك الفجوة بين اعمارهم لم تكن تندثر لولآ المال ولذلك لديه يقين دائم انه كفيل ان يعوض به كل شيء
وعلى فمه بسمة عابثة تكاد تصيبها بالغثيان
وإن كادت تسير نحوه كي تنهره اتسعت عيناها حين لمحته من بعيد و كرد فعل سريع منها لوحت له ببسمة واسعة كي تنبه ذلك الغبي أمامها وتحثه على الابتعاد وبالفعل تفهم حانقا وانسحب بخفة وهو يشعر أن الغيرة تفتك به.
لتسرع هي بخطواتها نحو يامن كي تلهيه وتسأله بعيون زائغة
ايه المفاجأة دي
أبتسم هو وأجابها
كنت في مشوار قريب من هنا و قولت اشوفك قبل ما تروحي
هزت رأسها وهي تجول بعينها تتأكد أن ذلك الغبي تفهم الوضع وإن لم تجد أثر له تنفست بأرتياح استراب من ردة فعلها وسألها
مالك بتدوري على حد
نفت برأسها وحاولت أن تستعيد ثباتها قائلة
لأ ابدا حبيت المفاجأة
تنهد يحاول أن يتغاضى عن توترها المبالغ به واقترح
طيب تحبي نشرب قهوة في اي كافيه
هااااا اه قهوة...
قالتها قبل أن تزفر وتطلب راجية
بس نشربها واحنا بنتمشى على الكورنيش
هز رأسه موافقا وسار نحو سيارتها قائلا
معنديش مانع بس خلينا نروح بعربيتك علشان عربيتي ركنتها بعيد عن الزحمة
أومأت له ببسمة ماكرة وقالت مشككة
والله تلاقيك لا كنت في مشوار ولا حاجة وبتشتغلني
قهقه هو وأجابها بمشاكسة
على طول قفشاني كده
لتتسع ابتسامتها الآسرة وتسأله بكل غرور
تنكر إني وحشتك
تنهد تنهيدة عميقة وأجابها وهو يشرع بالركوب بفتح الباب الذي يوازي بابها
مقدرش أنكر
يا مغلباني
لتلتلمع عيناها بزهو لا مثيل له و تجلس خلف الموقد وتنطلق به غافلة عن عيون الآخر التي تتربص بها وتتوعد بأشد الوعيد إن كانت تتلاعب به
أنت كويسة
سؤال لعين كاد يفتك برأسه ليعرف أجابته وقد كتبه برسالة نصية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من مرة وقام بحذفه فمنذ ما حدث في أخر مرة اوصلها بها وهو لا يعلم شيء عنها وقد أخبرته مربيتها انها لن تغادر المنزل ولن تذهب لجامعتهامما جعله يكاد يجن ويطمئن عليها حقا لا يعلم ما حل به ولا يريد تفسير الآن كل ما يعلمه أنه قطع وعد لها ولابد أن يفي به
ولذلك تشجع وضغط على شاشة هاتفه ليتم الأرسال وعندها وجد نفسه يتلهف لردها بشدة ولكن بلا جدوى لم تجيبه حتى شعر باليأس وفكر جديا أن يهاتفها مباشرتا وفي خضم أفكاره وجد الهاتف يأخذ عنوة من يده بواسطة يد صغيرة
سارقة يعرف صاحبتها فمن غيرها فاطمة ابنة
شقيقته المشاكسة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات رفع حاجبيه بغيظ من فعلتها ولكنها رمقته بطرف عيناها قائلة بتذمر طفولي
زهقانة و عايزة العب يا خالو
هز محمد رأسه وضړب كف على آخر بقلة حيلة عندما وجدها بالفعل تقوم بتشغيل احد الالعاب التي ترغمه أن يحتفظ بها على هاتفه لينقض عليها مشاكسا يقبض على مقدمة ملابسها من الخلف
بت انت رخمة ليه كده مش تستأذنيني الأول قبل ما تاخدي التليفون من ايدي مش يمكن موافقش
رفعت عيناها الشقية له وثأثأت
انت خالو... و مش تقولي لأ
واللهي ده أيه العشم ده يا اوزعه!
شهقت واستنكرت قوله
انا مش اوزعه... يا ابو رجلين طويلة
هز رأسه بلا فائدة و ضربها بخفة على جبهتها قائلا
بطلي لماضة احسن هعلقك في النجفة
نفت برأسها قائلة وهي تمط فمها وتنظر له نظرة جرو وديع
مش ههون عليك يا حمود
قهقه محمد على شقاوتها وتلك الطريقة التي تحدثت بها ليوافقهاقائلا
ماشي يا اوزعه بس جيم واحد بس علشان تروحي تكتبي الواجب
قهقهت هي بحماس وجرت نحو الفراش تتوسطه تدعوه بمشاكسة
ماشي تعال بقى ألعب معايا
فما كان منه غير ان ينصاع لها ربما يلهي ذاته ويكف عن التفكير في صاحبة الفيروزتان البائسة
أما هي فقد قررت أن تتم ما برأسها بعد أن علمت هوية صاحبة الرقم التي سجلته وجعلت أحد أصدقاء سعاد أن يساعدها و يأتيها بكافة المعلومات عنها فقد اكتشفت أن غريمتها صائدة رجال و تعمل لديه بشركته ولذلك لم تتردد وخاصة انه اخبرها
في الصباح انه سيذهب ليعاين
أحد المواقع التي يشرف على تنفيذها و وها هي
تقف امامها بكل ثبات وثقة تتأمل هيئتها بتدني تعمدته تحاول ان تجد ما يميزها عنها ولكنها واقفة الآن أمام امرأة تناقضها بكل شيء فهي ذات خصلات شقراء مموجة وعيون حادة ماكرة تلمع بالثقة وانف شامخ و منتفخة قامت بطلائها بلون قاني لم تجرؤ هي حتى أن تضعه لزوجها أما هيئتها فكانت ترتدي جيب قصير للغاية يظهر ببذخ وبلوزة بيضاء تلتصق عليها
عكس هيئتها تماما فهي بسيطة الملامح وملابسها محتشمة لحد كبير ولكن ذلك لا يمنع جاذبيتها وجمالها الألهي فهي تتمتع ببشرة خمرية وعيون رمادية وخصلات بنية متوسطة الطول تناسبها كثيرا قد تكون لا تتمتع بذلك الجسد الصارخ بالأنوثة كالذي لدى الآخرى ولكن لنقول أن جسدها متناسق بفتنة خاصة بها قطعت منار وصلة تأملها قائلة
افندم مين حضرتك...
تنهدت رهفوظلت تتمعن بها بشعور لا يضاهيه شيء قط فأسوء شيء من الممكن أن يحبط المرأة ويهدم كبريائها انها تضع ذاتها مقارنتا بأنثى أخرى لا تمت لطبيعتها بشيء و الأنكى أن زوجها مال لها رغم كم التناقض بينهم طال صمتها مما جعل منار تزفر حانقة من نظراتها الغير مبررة
في حاجة حضرتك
أجابتها رهف بنبرة واثقة وهي تجلس مقابل لها
فيه حاجات .......وعلشان كده جيت يا أنسة ......مش انسة برضو ولا انا غلطانة !!
رفعت منار نظراتها لها وأخبرتها ببسمة خبيثة
غلطانة...
أممم اكيد مطلقة ..... مش كده ......او ممكن عانس ياحرااااام
قالت أخر كلمة بأسف مصطنع وهي تمط فمها مما جعل الآخرى ترشقها بنظرات حاقدة مشټعلة لتسترسل رهف وهي تنظر لها بتدني واضح
على العموم في الحالتين حقك !!
لم تفهم منار إلى ماذا ترمي وسألتها بغيظ
حق ايه مش فاهمة وانت مين اساسا علشان تتكلمي معايا كده
احتدت نظرات رهف بشراسة قتالية هي ذاتها استغربت أنها تكمن داخلها واستطردت قائلة وهي تشرأب برأسها نحوها تتعمد أن ترهبها
حقك تستغلي أي فرصة علشان تعوضي حظك براجل زي جوزي
مهلا الأن تفهمت كل شيء فتلك هي زوجته الساذجة وقد تفهمت لم يتهرب منها ولذلك
أطلقت ضحكة صاخبة ثم أجابتها بكيد وهي تضع ساق على آخر
مش محتاجة استغل الفرص يا مدام .....وبعدين جوزك هو اللي هيتجنن عليا ومش ذنبي أنك مش مالية عينه
نخرت الغيرة قلبها ولكنها تمالكت ذاتها وردت بتدني أغاظ الأخرى وجعلها تطلق شرار من عيناها
لو مال ليك فهو معذور أصل الحاجة
الرخيصة بتبهر و بتزغلل العين لترفع سبابتها أمام نظراتها وتحذرها بجدية شديدة جعلت الآخرى تريد الفتك بها
القرار راجع ليك...ابعدي عنه أحسنلك علشان اللي بتخططيله ده مش هيحصل... خليك عاقلة ووفري على نفسك الفضايح والجرص
فااااااهمة ولا اعيد تاني..... قالت تحذيرها الأخير وهي تعتدل في وقفتها وترشقها بنظرة قاټلة متوعدة من عيناها حتى انها غادرت دون ان تعطي فرصة للآخرى أن ترد
لتصرخ منار بغيظ وتتوعد لها
يا أنا يا أنت يا رهف هانم
أما هي فبعد أن خرجت من مكتبها كادت تخور قدمها من شدة توترها ولذلك احتمت بأحد الأركان وأخذت تحاول أن تطلق زفرات متتالية كي تهدأ من روعها فيبدو أن قناع الشجاعة والقوة التي كانت تتقمصه سقط عنها وإن استعادت شيء من ثباتها هرولت للخارج وهي تحمد ربها أنها استطاعت أن تتخطى تلك اللحظة الحاسمة بحياتها
بحاول ابقى كويسة
كلمة
مقتضبة ظهرت على شاشة هاتفه كإشعار مما جعله ينتفض مرة واحدة ويجذب
الهاتف من يد الصغيرة متحججا
يلا يا طمطم كفاية لعب انت وعدتيني تكتبي الواجب
نفت فاطمة برأسها واجابته بلماضة
عايزة ألعب شوية كمان وبعدين عادي ما انت وعدتني من شهر توديني الملاهي ومودتنيش
زفر محمد بنفاذ صبر و وعدها من جديد كي يتخلص منها ويتفرغ لمحادثة تلك التي تحتل كافة تفكيره
حقك عليا و وعد لو كتبتي الواجب هوديك بكرة
صفقت في حماس وقفزت على الفراش بسعادة عارمة ثم انصاعت له ليزفر هو براحة ويتطلع لهاتفه ليجدها مازالت متصلة ليراسلها على النحو التالي قائلا
قلقت عليك وكنت متردد أكلمك
غاب ردها مما جعله يلعن تسرعه ولكن أتاه اخيرا مطمئننا
ياريتك ما ترددت انا بجد محتاجة اتكلم مع حد
زفر براحة وباشر محادثتها بواسطة الكتابة
وانا معاك