جواز اضطراري
يا سيف والعزاء كان في الصعيد وأنتا عارف بقا الجو هناك حر وشمس ازاي
عزاء وحر وشمس وصعيد ماشي يا معلم خليك فاكر أهوه أنك بتكدب على أخوك بس ماشي هعديهالك المرادي أهم حاجة تكونوا اتبسطوا في العزاء
سيف مش فايقلك على الصبح وهو في حد بيتبسط في العزاء سلااام
سلام يا أدهومتي
اتلم يلا واسترجل سلام يا حلوة
وفي نهاية اليوم كانت مريم بإنتظار أدهم ليعودا معا وكانا على وشك الرحيل إلا أن سيف قد أوقفهما ونظر لها بخبث قائلا
صمتت مريم لحظة قبل أن تنطلق شفتيها بتردد ونعم بالله
بس هو أنتو كنتو واقفين في الشارع طول اليوم عشان الشمس تعمل فيكو كده
قالت مريم أنتا عارف بقا يا دكتور سيف شمس الصعيد صعبة حبتين تلاته
رد أدهم داعما لها ويعرف منين هو عمره راح الصعيد ده أخره يروح يصيف ف أي حته ابعد حتة راحها تلاقيها اسكندرية
يخربيت خفة ډم أهلك غور يا سيف خلينا نروح والله أنتا رايق
قال سيف قبل أن ينطلقا محاولا إثاره غيرة أدهم بس المفروض أننا نشكر شمس الصعيد يا دكتورة مريم على اللي عملته
ردت مريم بعدم فهم على أيه
لكن أدهم فهم أنها مغازلة من سيف ف هو يقصد لون بشرتها صار أجمل فاغتاظ كثيرا ولكنه لم يعلق سوى بأنه قال ل مريم
انصرفا قبل أن ينتظر رده فهو لو نطق بحرف آخر للكمه في وجهه كيف يغازل زوجته في محضره لكن سيف لا يعلم بأنها زوجته وأيضا هو يعلم أنه فقط يثيره حتى يؤجج الغيرة في قلبه ويجعله يعترف بحبه ل مريم وبينما هو في تفكيره تسائلت
هو سيف كان قصده أيه لما قال المفروض نشكر شمس الصعيد هو
لا متاخديش في بالك هو سيف كده بيحب يستظرف
مراليوم دون جديد يذكر وفي اليوم التالي كانت مريم سهر في المستشفى وكان جدول أدهم مختلف في هذا اليوم ف كان هو صباحا وهي ليلا وكان سيف هو الآخر لديه نبطشية وكانت تقف خارج غرفتها ف تحركت قليلا ف وجدت سيف أمامها
أزيك يا دكتور سيف
الحمد لله أزيك أنتي يا دكتورة
صحيح كنت سامعة من أدهم أنك هتخطب قريب أيه مش يلا بقا عشان نفرح فيك
لا والله عايزة تفرحي فيا والله أنا نفسي مش عارف هخطب أمتا أصل دينا مأجلة الخطوة ديه وأنا لحد الآن مش عارف ليه
اتكلم معاها أكيد ليها أسبابها
أنا مبقتش متأكد أصلا أنها بتحبني وأنها عايزة تتجوزني ولا لأ
أزاي يعني أنا آسفة على التدخل والله بس أنتا بالنسبالي أخ ويهمني مصلحتك
ربنا يرجعهالكم بالسلامة
بصراحة يا دكتورة مريم أنا كنت محتاج أخد رأيك في موضوعي مع دينا كويس أنك فتحتي الموضوع أنتي بنت وأكيد هتفهميها أكتر مني
قولي أيه المشكلة مالها دينا
مش عارف كل أما أقولها نحدد معاد الخطوبة وأروح أقابل والدك تقولي لأ استنا مش مستعدة مستعجل ليه كده
أنتا متأكد يا دكتور أنها بتحبك وعايزاك
أحنا بنحب بعض من زمااان هي أول حب وآخر حب في حياتي هي بنت الجيران كنا طول الوقت مع بعض يمكن ف أول علاقتنا كنت متأكد أنها بتحبني وهي نفسها صارحتني ب ده بس معرفش أيه اللي غيرها طول الوقت أنا اللي عايز أقعد معاها أنا اللي بكلمها أنا اللي بهتم بكل تفاصيلها
بس هوه ده
أيه ده
أنتا مديها اهتمام أوفر محسسها أنها محور الكون ف هي ضمنتك حست أنك موجود وسوري مدلوق عليها وفي نوع من البنات لما بيحسوا كده بيبتدوا يعاملوا الراجل بطريقة جافة لازم تخليها تغير عليك تحس انك مش ملكها تحس أنك ممكن تضيع من ايديها
اعمل أيه يعني
غريب اوى يا دكتور
هو أيه
حبك ليها بالرغم أنك شخصيه قوية بس حساك قدامها ضعيف لازم تبقى قوي لازم تقلل شويه من اهتمامك من مكالماتك من زنك عليها كده لازم تحس وتلمس أن في تغيير من ناحيتك أحكيلها عن أي واحدة وقولها أنها زميلتك واشكر فيها واتكلم عنها شعلل الغيرة في قلبها ساعتها هنشوف بقا إذا لسه بتحبك ولا ده كان مجرد تعود على وجودك في حياتها
شكرا بجد يا دكتورة ربنا يخليكي مش عارف أشكرك أزاي بجد هحاول أعمل كده وأما أشوف
طب أسيبك أنا بقا عشان بيندهوا عليا في الاستقبال تقريبا في حالة سلام
سلام
مرت أيام ولم تقابل سيف فيها وكانت الحياة هادئة إلى حد كبير بينها وبين أدهم لقد بات يعاملها أفضل من ذي قبل بدأ يثق بها أكثر وهذا ما أضفى على علاقتهما هدوءا نسبيا ولكن يبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ففي إحدى الأيام والتي كانت تبدو أنها مثل سابقتها إلا أنه حدث شيئا غير متوقعا في ذلك اليوم ذهبا معا للمستشفى كلا منهما في جهته وفي منتصف اليوم وجدت اتصالا من سيف الذي طلب منها أن تحضر إليه في غرفة الآشعة لأمر ضروري وعاجل وبالفعل ذهبت إليه في الحال ف لقد كانت جالسة في مكتبها بالمستشفى بعد أن أنهت المرور على بعض الحالات ولم تكن هناك أية حالة طارئة وحينما رأته سألته
خير يا دكتور في أيه خضتني
بصي بقا أنا وقعت من السما وأنتي استلقتيني أنتي لازم هتساعديني
أساعدك في أيه
دينا
مالها
جاية دلوقتي
جاية هنا في المستشفى
أه
طب وأيه يعني
مهي جاية تشوف الدكتورة زميلتي اللي عمال بحكي عنها واتكلم عن رقتها وأسلوبها وشياكتها وأناقتها والكلام
اللي اتفقنا عليه عشان أخليها تغير
أيوه وبعدين قالتها مريم بترقب
أجابها سريعا دون توقف وبعدين بصراحة بقا ومتزعليش مني أنا معرفش حد غيرك أو مجاش في بالي إلا أنتي فأنا كلمتها عنك أنتي ولازم لما تيجي تشوفك
أنتا بتهزر أزاي عملت كده وأنا أيه اللي يدخلني في حاجة زي كده أنا بقولك قولها أي كلام كده مش تتكلم عن حد بجد وبعدين تشوفني ليه أصلا
مهو ثم هرش في رأسه
مهو أيه قول كمل أنا شكلي كنت غلطانة لما نصحتك وأنتا هتلبسني في حيطة
والله مټخافيش مفيش حيطة ولا حاجة
قول كل الكلام ياسيف لو سمحت هي أصلا دينا جاية ليه
بصراحة بقا أنا النهاردة زودت العيار حبتين
لأ والله وزودته أزاي بقا إن شاء الله
قولتها أنا لسه بفكر في موضوع جوازنا ومش عارف إذا كنت عايز أقابل باباها ولا لأ وإني مش فاضي أصلا عشان أكلمها لإني قاعد معاكي دلوقتي وبنتكلم ف موضوع مهم ف هي الجنونة بتاعتها طلعت وقالتلي أقفل يا سيف أنا جيالك عشان أشوف اللي غيرتك عليا ديه
يا حلاوة أيه العك اللي أنتا نيلته ده وأنا بقا مطلوب مني أعمل أيه أقف أفرج ست دينا عليا ولا أقعد أحب فيك قدامها ولا أيه
لأ طبعا مقدرش أقولك كده بس أنتي ست وأكيد تعرفي أزاي تجننيها وبعدين أنا مقولتلهاش أنك بتحبيني ولا حاجة
يا سيف خلي بالك أنتا كده ممكن تخسرها ممكن في لحظة كرامتها تنقح عليها احنا كنا بنتأكد بس من حبها ليك اللي بقا واضح زي الشمس بس أنتا حبيت اللعبة سيف أنا هقف معاك المرادي بس لكن تظبط معاها بقا وتروح تتقدملها وكفاية كده بدل ما أنا والله اللي هروح أقولها الحقيقة وأنتا حر
حاضر حاضر والله بس بقا عشان هي جاية علينا أهيه
قربت
أه جدا
تقمصت مريم الدور جيدا وألبست نفسها شخصية آخرى في ثواني وقالت
مش عارفة أشكرك أزاي والله يا سيف على ذوقك انتا والله راجل مفيش منك يا بختها اللي هتتجوزك
وهنا ظهرت دينا خلف مريم بعد أن سمعت جملتها تلك فأجابتها وهي مازالت خلفها
طبعا يا بختي بيه سيف ده أحلى حاجة حصلتلي
نظرت مريم خلفها مين حضرتك
قالت دينا بتحفز بعدما رمقتها بنظرة تفحص من رأسها حتى أخمص قدميها متقولها يا سيف وبعدين أخس عليك مش تعرفنا ببعض مين ديه
نظر سيف إليهما مصطنعا التوتر مريم دكتورة مريم دكتورة جراحة هنا ودينا جارتي من زمان
مدت مريم يدها ل دينا لتصافحها وكان الشرر يتطاير من عيني الأخيرة والتي كادت أن تفتك ب مريم وسيف معا
بس الواضح أن سيف مش عارف يكمل التعارف صح ولا أيه يا سيف
لم تنتظر أن يجيبها سيف ف استطردت قائلة
أنا مش بس جارته أنا خطيبته كمان
خطيبته ردت مريم متصنعة الدهشة ثم أردفت قائلة بس هو مش لابس دبلة ف ايده ثم نظرت مرة آخرى ل سيف قائلة مقولتليش يعني يا سيف أنك خاطب أشمعنا ديه محكتليش عليها
ردت دينا بحدة أكثر ويقولك ليه هو يعني بيقولك كل حاجة
أه سيف بيحكيلي عن
كل حاجة في حياته أحنا أصدقاء جدا بس الغريبة أنه محكليش عنك أصلا معقولة يا سيف القمر ده يتنسي
رد سيف وهو يحك ذقنه بأصابعه يعني مجتش فرصه
ردت مريم مجتش فرصة تقولي أنك خاطب معقول
قال سيف مهو احنا لسة متخطبناش
تنهدت مريم قائلة الحمد لله وقعت قلبي
ردت دينا وهي بالكاد تتحكم في أعصابها حتى لا تشد مريم من حجابها ثم ټصفعها على وجهها وقلبك وقع ليه يفرق معاكي أنه يبقا خاطب في أيه
لا أنتي فهمتيني غلط أصل مش معقولة واحد زي سيف شاب مرح بيحب الهزار والضحك وسوري يعني يبلي نفسه بالجواز والخطوبة والكلام ده مش قصدي عليكي طبعا أنتي قمر بس عموما الجواز نفسه كفكرة مش لايقة على سيف
لأ معلش الكلام ده لو هيتجوز حد تاني لكن معايا أنا هيعيش علطول في حب وضحك وفرح طول العمر
هههههههه اطلقت مريم ضحكتها التي زادت من جنون دينا ثم أردفت قائلة سوري يعني ديه أحلام بس أرض الواقع غير على العموم يا سيف ربنا يهنيكوا بس رأيي فكر تاني قبل ما تاخد الخطوة ديه
رد سيف حتى يزيد من جنون دينا مهو أنا فعلا بفكر حاسس أن كلامك صح موضوع الجواز ده مش لايق عليا أنتي أكتر واحدة فهمتيني يا مريم والله
ردت مريم بابتسامة وقد وجهت بصرها تلقاء سيف وقد تعمدت تجاهل وجود دينا طبعا مش أصدقاء على العموم أنا ماشية بقا عشان أسيبكم مع بعض باي سوري معلش نسيت أسمك أيه
ردت دينا وهي تزفر آخر أنفاسها قبل أن ټضرب مريم اسمي دينا متهيألي سهل
شعرت مريم أن دينا لو انتظرت لحظة آخرى ستها فقررت الانصراف سريعا بعد أن قالت جملتها الأخيرة
فرصة سعيدة يا دينا
ردت دينا بإقتضاب وبإبتسامة سمجة شكرا
وبعدما انصرفت مريم وقبل أن تتحدث دينا جاءت سيف مكالمة لم تستغرق ثواني لكنها كانت كفيلة بأن تجعل أدهم يسمع الحديث الذي سيدور بين دينا وسيف من بدايته فقد كان في طريقه إلى الغرفة الموجود بها ليسأله على آشعة لمريضة كان قد طلبها منه في الصباح لكن وقبل أن يدخل سيف مكتبه سمع صوت دينا وهي تتحدث إليه بصوت عالي قائلة
ممكن أعرف بقا مين مريم دي عشان تتكلم معاك كده
وطي صوتك يا دينا احنا ف مكان شغل
لأ والله شغل وكان فين الشغل والهانم بتقولك ميرسي أوي يا سيف أنتا مفيش منك وأنتا قد أيه ذوق وبلا بلا بلا اللي كانت بتقوله لما دخلت عليكوا المكتب
عادي كانت طالبة مني حاجة وعملتهالها زميلة يعني
زميلة بجد وهي الزميلة ديه بتحكيلها كل حاجة عنك ليه ها الزميلة ديه عمال تحكيلي عنها بقالك فترة ليه ومعرفش رقة أيه وجمال أيه وطول الوقت مريم مريم ويا بخت اللي هيتجوزها وهي تقول يا بخت اللي هتتجوزك وأيه نزغرط بقا ونجيب الدبل ونبل الشربات
أيه الهبل اللي بتقوليه ده
لأ والله اللي أنا بقوله هبل ليه مشوفتش وشها اتغير أزاي لما قولتلها إني خطيبتك وتقول أصل سيف مش لايق عليه الجواز هي قصدها مش لايقة عليك أنا لكن هي طبعا تبقى لايقة عليك أكيد ودكتورة زيك بقا
أنتي اټجننتي خالص يا دينا أنا ومريم زمايل مش أكتر
طب ماشي هصدقك بس تيجي بكرة تقابل بابا وتخطبني منه ساعتها بس هصدق أن مفيش بينكوا حاجة وخلاص
بكرة! بكرة صعب أوى يا دينا ورايا حاجات كتير وبعدين أنتي خدتي وقتك براحتك أنا كمان من حقي آخد وقتي
تآخد وقتك في أيه تآخد وقتك عشان تفكر هتسيبني أزاي وتروح للدكتورة بتاعتك أنا دلوقتي بقيت متأكدة أنك بتحبها هي على العموم كل اللي بينا انتهى ربنا يوفقك معاها سلام يا سيف
دينا استني بس استني يا مچنونة
في أثناء خروجه للحاق بها وجد من يجذبه من يده ولم يكن هذا الشخص سوى أدهم الذي استمع لكل الحديث الذي دار بينه وبين دينا التي كان يعلم جيدا من سيف مدى عشقه لها كانت كلمات دينا كأنها طعنات تلاقها أدهم في قلبه ف ماذا فعلت مريم مع سيف هل أحبته سمحت ل غريب أن يدخل قلبها وهي زوجة له وهو الذي كان يظن أنه ظلمها معه كلهن خائنات حقيقة لا مفر منها لا توجد في الكون كله إمرأة بريئة في عينيه إلا أمه عفاف امسك سيف من معصمه بقوة ثم نظر له بحدة قائلا
أيه اللي سمعته ده يا سيف
مش وقته يا أدهم خليني ألحق المچنونة اللي مشيت ديه
لأ وقته ومش هتتحرك من هنا إلا لما تفهمني أيه اللي بينك وبين مريم
نظر له سيف وقد خطرت بباله فكرة وشرع في تنفيذها على الفور ثم أجابه قائلا
وأنتا مالك يا أدهم
تطاير الشرر من عيني أدهم ثم جذب سيف من بالطوه الأبيض قائلا أنتا مالي ! مريم بنت عمي وأنتا عارف كويس أنطق بدل ما اتهور عليك ومش هيهمني احنا في الشغل ولا فين
أمسك سيف يد أدهم وابعدها عنه في أيه يا أدهم طب أهدى كده
ملكش دعوة أهدى ولا اتزفت قولي في أيه بينك وبين مريم
بصراحة يا أدهم أنا مقدرش أخبي عليك أنتا بالذات أنا شكلي كده بحب مريم
تحب مين يا روح أمك أنتا هتستعبط وديني يا سيف لو ما اتكلمت عدل ل هظبطك
وأنا بكلمك عدل يا أدهم هي