أنا لها شمس
والأشجار
حلوة قوي يا دكتورةفيها أنواع ورود أول مرة أشوفها
اومأت لها لتجيبها بجدية
علام باشا بيحب الزرع ويقدره جدا علشان كده بيهتم بالجنينة وبيشرف عليها بنفسهأول ما يسمع عن نوع جديد من الزهور أو النباتات يبعت يجيبه ويشارك الجنايني في زرعها
اندمجت معها بالحديث لأكثر حد فقد كانت شخصية عصمت اكثر من رائعةتوقعت رفضها لتواجدها بينهم ونفورها من وجود يوسف لكنها فؤجأت بالنقيض فقد كانت ودودة هادئة محبة تمتلك قلبا رقيقا ولسانا لين لا ينطق سوى بكل طيباما اجملها إمرأة
إنضمت صغيرة فريال إلى خالها ويوسف لتندمج معهما بالسباحة والإنطلاق بعد مدة خرج فؤاد ليترك الصغار تحت مراقبة إحدى العاملات المختصة بشأن الإهتمام بالصغيرةلف خصره بمنشفة كبيرة وأخذ يجفف شعر رأسه بإحدى المناشف الصغيرة تحت خجل حبيبته وهو يقف أمامها بمظهره المفعم بالرجولة لتسحب بصرها بعيدا عنه وتثبته بالاسفل تحت إبتسامة عصمت التي لاحظت خجلها الشديد من فؤاد برغم أنه أصبح زوجها رسمياانتبهت على صوته وهو ينطق باسمها بجدية
رفعت وجهها تتطلع عليه من جديد لتسأله مستفسرة
هنخرج فين!
أجابها بصوت رخيم وهو يهز شعره لتتناثر منه قطرات المياة
مشوار مهم
طب ويوسف نطقتها وهي تنظر لصغيرها بتوجس ليخبرها بطمأنة
يوسف معاه عزة وبعدين متقلقيش إحنا مش هنتأخركلها ساعتين وهنرجع على طول
نظرت له بتيهة لتنتبه على صوت عصمت حيث نطقت بهدوء
أخرجي يا حبيبتي مع فؤاد ومتشليش هم يوسفأنا هخلي بالي منه مع عزة لحد ما ترجعي
ابتسمت تشكرها بامتنان وصعدت للأعلى بصحبة عزة لتترك الصغير بصحبة عصمت وعلام الذي انضم إليهموقفت تتطلع عليها بتأمل بعدما ارتدت ثوبا باللون الأسود وحجابا يماثلهنطقت بحذر خشية من حزنها
ضيقت بين عينيها تتأمل ملامحها لتقول بتعجب
شكلك إتجننتي خلاص يا عزةإنت نسيتي إن بابا لسة مافاتش على ۏفاته إسبوع!
هتفت بمقاطعة
هو أنا بقول لك تلبسي له أحمرعندك لبس حلو أنا جايبه معايافيه طقم زيتي حلو قوي وواحد تاني لونه بني
ريحي نفسك أنا مش هلبس غير الإسود نطقت جملتها بصرامة لتنطق الأخرى باعتراض كعادتها
على فكرة بقىإنت كده بتخالفي أوامر ربنا لان الدين سامح للبنت بتلات أيام بس حداد على أبوها
زفرت بضيق لتهتف باستنكار وحدة
اومأت لها وقبل أن تنسحب استمعتا لطرقات خفيفة فوق البابفتحت ليظهر ذاك الانيق وهو يرتدي بنطالا من الچينز يعتليه قميصا منمقا من القماش القطني باللون البينك الخفيف واضعا بلوفر من الصوف فوق ظهره لتتهدل ذراعي البلوڤر فوق كتفيه مما زاد من سحر جاذبيته وأظهره بشكل عصرينطق وهو يتأملها بعيني مسحورة
جاهزة
إمم قالتها بخجل وهي تتوارى من نظراته المتفحصة لها لينطق بنبرة حنون
طب يلا
عدل من وضعية ذراعه في دعوة منه لتتأبط الاخرى ذراعه وتحرك بها إلى الاسفل ليستقلا السيارة ويتحركا بها إلى الخارج تحت نظرات الجميع حيث انضمت فريال إلى والداهانظرت فريال حولها لتتفقد إبنتها وجدتها تهرول بسعادة بصحبة ذاك الصغير وهما يمرحان ويلهوانتنهدت وباتت تتعمق بالنظر للصغير وللغريب أنها شعرت براحة والتعاطف معه رغم عدم تقبلها لوالدتهأشفقت على حاله وحالته النفسية التي حتما تأثرت حال إنفصال والداه
إيه رأيك يا بابا لو نعمل حفلة كبيرة ونعزم فيها كل قرايبنا ومعارفنا بمناسبة ترقية فؤاد
أجابها بهدوء ورزانة
أنا فكرت في كده فعلا يا فريال بس تراجعت عن الفكرة لما افتكرت إن أبو إيثار لسه مټوفي من أيام
تعمقت بالنظر لوالدها لتنطق متعجبة
وإحنا مالناثم قرايبنا ومعارفنا ميعرفوش إن فؤاد إتجوز أصلا
تحدثت عصمت لتجيب على تساؤلات ابنتها المتعجبة
مالنا إزاي يا بنتي هي إيثار دي مش مرات فؤاد ولازم يحترم مشاعرها وحزنها على أبوها!
تنهدت بضيق قبل أن تقول بإيضاح
يا ماما يا حبيبتي كلنا عارفين طبيعة الظروف اللي أجبرت فؤاد على جوازه منها بلاش تتعاملوا مع الوضع وكأنه بقى فرض وإن الجواز بقى أمر طبيعي
تنهدت عصمت وتحدثت لتضع النقاط فوق الحروف
أخوك متجوزها عن إقتناع مش مجرد جواز صوري علشان يحل لها مشكلتهاوده واضح جدا من معاملته ليها ومن التغيير اللي كلنا ملاحظينه عليه
ابتسمت ساخرة لتنطق
هو فيه راجل متجوز ست عن اقتناع وكل واحد
منهم قاعد في أوضة
تطلع علام إلى ابنته التي لا تتقبل إنضمام إيثار للعائلة وترفض وجودها بقوة ليقول بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش كي يضع لتلك المناقشة العقيمة حدا
الموضوع ده خاص بأخوك ومحدش ليه الحق يقرر إذا كان جوازه منها شكلي ولا هيكمل معاها غيره هوومحدش فينا ليه الحق في الكلام فيه
تذمرت بجلستها وبدا على وجهها العبوس لكنها اجبرت على الإلتزام بالصمت منعا لإيثارة حنق والدها
عودة إلى تلك الجميلة التي استقلت المقعد المجاور لذاك الجذابلوهلة لم تستوعب ما حدث وجعلها بين ليلة وضحاها زوجة لذاك الوسيم حلم كثيرا من الفتيات الفاتنات وربما هناك من هي الاجدر منها بإستحقاقه لكنها بالاخير من حظيت بلقب زوجة فؤاد علامضغط على الزر المسؤل عن تشغيل الموسيقى لينطلق صوت السيدة أم كلثوم وهي تنشد بكلمات يبدوا أنها أختيرت بعناية وعن قصد
رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنياعمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه
قد ايه من عمري قبلك راح وعدى يا حبيبي قد ايه من عمري راح
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
الټفت بجسدها تنظر إليه ببلاهة وذهول فقد استمعت لتلك الغنوة باليوم الاول الذي شاكسها به وهو يخبرها بأن اللون النبيذي يليق بها ويجب عليها الإكثار من إرتدائهتعجبت لتلك الصدفة الغريبةابتلعت لعابها حين وجدته يتطلع إليها بعينين هائمتين ويحرك شفتاه مع كلمات الغنوة وهي تقول
ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخافأخاف لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
أشاحت بعينيها بعيدا ليباغتها بكف يده الذي تلمس ذقنها برقة ليحثها على النظر لعينيه وهو يقول
هتفضلي تهربي كده كتير
ليستطرد متعمقا بعينيها بطريقة أشعلت حواسهما وألهبتها
عيونك ڤاضحة أسرار قلبك وكشفاهايعني ملوش داعي كل اللي بتعمليه ده
تنفست بعمق قبل أن تنطق بنبرة صادقة
ده مش هروب يا فؤادده خوف وعدم شعور بالأمان ملازمني من يوم ۏفاة بابا
ترقرقت الدموع بعينيها لتتابع پألم ېمزق قلبها
عاوزني أكمل حياتي إزاي بطريقة طبيعية بعد اللي إخواتي وأمي عملوه فيا!
انتفض قلبه حزنا عليها ليأن حين لمح شبح لدموعها ليصف سيارته سريعا على جانب الرصيف وعلى الفور فك وثاق حزام الامان ليقترب عليها فأكملت هي بما شطر قلبه لنصفين
إخواتي كانوا هيرجعوني عبدة تحت رجلين نصر ومراته لولا ظهورك في الوقت المناسب يا فؤاد
واستطردت بدموعها التي انهمرت بغزارة وهي تنطق بأنين
إنت فاهم يعني إيه أرجع أعيش مع راجل مخلاش حاجة تحسسني بالذل والألم إلا وعملها فيا!
ششش قالها وهو يجذبها ليسكنها داخل أحضانه ويضمها بقوة ليشعرها بوجودهوللعجيب أنها تمسكت بتلابيب قميصه وتركت العنان لدموعها لتنسابوضع كفه فوق ظهرها وبات يحركه صعودا وهبوطا بطريقة ناعمة استشعرتها تلك الباكية وبالفعل هدأت من روعها قليلامال على رأسها وضمھا بشمول وهو يهمس بحنو
عيطي يا حبيبي عيطي وخرجي كل اللي واجعك
ظلت تبكي بحړقة لوقت تعدى العشرة دقائق وهو يهدهدها كصغيرته ويهمس لها بكلمات مطمأنة كي يشمل روحها بالحنانفاقت على كلماته الهامسة بجانب أذنها
إهدي يا قلبي وإوعي تخافيأنا معاك
تحمحمت وابتعدت عن احضانه ليسألها باهتمام
بقيتي أحسن
اكتفت بهزة من رأسها ليتنهد بأسى لحالتها ثم تحرك عائدا إلى مقعده ليتابع القيادة من جديد بعد قليل توقف بها أمام متجرا كبيرا للمصوغات الماسية والذهبيةتنهد براحة ونظر لها ليقول بهدوء
يلا يا حبيبي
تعجبت لتسأله باستفسار
هنروح فين!
إنزلي وهتعرفي
ترجل من السيارة واستدار سريعا ليفتح لها البابمد يده لتضع كفها داخل خاصته ليحتضنها بشمول ويتحركا للداخل وهو يرفع قامته بكبرياء يرجع لسعادته بامتلاكهاولج لداخل المتجر ليهرول عليه مالك المكان متحدثا بترحيب عالي
أهلا وسهلا نورت المكان يا باشا
توترت من فخامة المكان والقطع النادرة الظاهرة من الڤاترينات الزجاجية ليتابع الرجل بإنحناء كتعبيرا عن تقديره لها
أهلا يا هانمشرفتينا
هزت رأسها بشرود ليجيبه فؤاد بصوت قوي
أهلا بيك يا خليلجهزت لي اللي قولت لك عليه
على الفور أجابه بطاعة
كل طلباتك إتنفذت زي ما جنابك أمرت بالظبط يا باشا
أشار الرجل بكفه صوب الصالون المذهب المتواجد لاستقبال الزائرين من صفوة المجتمع وقدم لهما مشروبااقتربت منه لتهمس متسائلة
إحنا جايين هنا ليه يا فؤاد
مال عليها ليهمس بحبور
علشان نجيب شبكتك يا عروسة
ابتلعت لعابها ليمسك كفها يساعدها على الجلوس وهو يعاملها كالأميرات المدللات جلست وجاورها الجلوس واضعا ساقا فوق الأخرى ليأتي الرجل ممسكا بعلبة فخمة ليضعها صوب أعينهم لتكشف عن قلادة ألماسية تبهر من يتطلع إليها وټخطف بصرهتلاه رجلين من العاملين بالمتجر ممسكين بعلبتين الأولى بها خاتما أقل ما يقال عنه بأنه تحفة فنية صنع بحرفية عالية أمسك بالخاتم وبات يتطلع عليه ثم قربه من عينيها ليسألها بتوقير
إيه رأيك يا حبيبي
حلو قوي نطقتها بنبرة متوترة ليباغتها بلمس كفها وإلباسها إياه ليدخل بأصبعها بسهولة وكأنه صنع بمقاس إصبعها خصيصا لتسأله باستغراب
منين عرفت مقاس صباعي
البركة في عزة قالها هامسا وهو يتذكر منذ يومان حيث طلب من عزة أن تجلب له خاتما دون إخبارها لاخذ المقاس وقد فعلتابتسمت إيثار ليرفع هو كفها واضعا قبلة إحترام فوق أصبعها التي ترتدي بداخله الخاتم تحت شعورها بقشعريرة لذيذة سرت بجسدها أمسك علبة القلادة ليسألها من جديد
عاجبك
كفاية الخاتم نطقتها باستحياء ليجيبها الجواهرجي بتفاخر
كفاية إيه بس يا هانمدي شبكة خطيبة فؤاد باشا علام
حرم فؤاد علام قالها مصححا للاخر وهو يتطلع عليها بفخر واعتزاز جعلها تنظر إليه بعيني مسحورةنطق الرجل بحماس
ألف مبروك يا باشا مبروك يا هانم
ميرسي نطقتها بخجل ليسألها من جديد مؤكدا عليها
مقولتيش رأيك يا حبيبي
حلو قوي يا فؤاد قالتها بخجل ليتحدث إلى الجواهرجي بنبرة جادة
جهزت لي الخلخال يا خليل
اتسعت عينيها بذهول لينفتح فاهها تلقائيا وهي تنظر ببلاهة لذاك الرجل الذي تحدث وهو يتلقى علبة أخرى من يد المساعد لديه
موجود يا باشا ونفس الصورة اللي جنابك بعتها لي على الواتس
خلخال يا فؤاد! همست بها ليؤكد بعدما همس بأذنها
خلخال يا سارقة عقل فؤاد
تحمحم الرجل ليسألها باحترام
إيه رأيك يا هانم
تطلعت إليه لتقول وهي تشير بكفها باتجاه حبيبها الذي أصيب بهوس غرامها وانتهى الامر
إسأل الباشا
كظم إبتسامة كادت أن تنفلت منه رغما عنه ليتحدث إلى ذاك المسمى بخليل
هايل