الابتلاء بقلم شيماء حسن الصيرفي
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
أم إيمان وقالت
ربنا يرزقك ببنت الحلال يا رب
ويرزق إيمان بنتك بابن الحلال يا رب
قالتها أمي وبصتلي وهي بتبتسم بخبث
في اللحظة دي بصيت لإيد إيمان لاقيتها فاضيه ومفيهاش دبله فتكلمت بسرعة وقلت
هي الأستاذة إيمان متجوزتش
سألت بلهفة ومنتظر الإجابة ردت عليا أم إيمان بحزن وقالت
لا اتفق معانا يتجوز بعد سنتين وفضل يماطل ويقول كام ست شهور في ست شهور لغاية مالسنتين بقوا أربعة وفي الأخر طلقناها
ربنا يرزقها بإبن الحلال يا رب
قلت جملتي واستأذنت منهم
دخلت أوضتي وفضلت اتنطط من الفرحة زي ميكون مراهق لسه سامع اعتراف الحب من حبيبته
مكنتش مصدق إنها متزوجتش وممكن تبقى من نصيبي الفكرة دي كانت مخلياني طاير من الفرحة طير
كان ناقص تقولها مبروك على فسخ خطوبة بنتك
مكنتش مصدق نفسي يا أمي ڠصب عني معرفتش اتحكم في فرحتي
بكرة إن شاء الله هروح اخطبهالك
قالتها أمي وهي بتحضني خرجت من حضنها وأنا بقول
لا تروحي تطلبعا دلوقتي لا يلدغ للمؤمن من جحر مرتان
ردت عليا أمي وهي بتضحك وقالت
يوه يقولوا علينا إيه
وفعلا رضخت أمي لرغبتي وراحت لهم
بمجرد خروج أمي حسيت إني قاعد على جمر ومنتظر رجوعها بفارغ الصبر كنت كل شوية أبص من الشباك أشوفها جت ولا لسه كنت منتظرها زي الطفل اللي منتظر أمه ترجع من السوق
جريت على أمي أول مدخلت من باب الشقة ضحكت على شكلي وقالت
أول مقعدت اتكلمت بلهفه وقلت
عملتي إيه
اتكلمت بفرحه وقالت
اتكلمت مع امها وابوها ورحبوا وقالوا انهم يتشرفوا بيك بس الرأي رأي في إيمان
يعني أه ولا لأ
سألت پخوف ردت أمي وقالت
باين على أمها وابوها موافقين بس لازم رأي إيمان عشان كده أخدت معاد منهم يوم الخميس تروح هناك رؤية وتقعد مع إيمان
جهزت ولبست أشيك ما عندي رشيت عطر فخم ولبست ساعتي أخدت الشيكولاته اللي اشتريتها واتجهت لبيتهم
وقفت قدام بابها وضربات قلبي زي ميكون في سباق وحاسس بتوتر محسيتش بيه قبل كده أخدت نفس طويل ورنيت للجرس ثواني وفتح والدها الباب
رحب بيا ودخلت وراه قعد معايا هو ووالدتها اتكلمنا شوية وشرحتله ظروفي وإني شبه مستقر في كندا بسبب شغلي ولو حصل نصيب هاخدها معايا وهننزل اجازات
دقايق وخرجت والدتها وناديتها دخلت بخجلها اللي كان مخليها أميرة قعدت وبعد دقايق خرج والدها وولدتها وسابونا لوحدنا
بصيتلها لأول مرة بدون ما أغض بصري لاقيت ملامحها بقت أحلى بكتير من طفولتها حسيت إني مش عاوز أنزل عيوني من عليها حابب أفضل باصيصلها وبس
فضلت باصصلها دقايق حمحمت إيمان بخجل فنتبهت وسألتها عن حالها وبدأت اتكلم معاها حكيتلها عن نفسي سريعا وشغلي وطبيعة
العيش هناك سألتني أسأله كتيرة وجاوبت عليها بكل حب
قولتلها ان والدتي هتعيش معانا في نفس البيت لاني مش هسيبها لوحدها مهما كان وكمان قلتلها لو حابه يبقى ليها بيت مستقل هنا معنديش مشكلة أما طول واحنا برة امي معانا
في نهاية جلستنا سألتها شوية أسئلة في تربية الأولاد واجابتها كلها عجبتني أكنها قاعده جوا دماغي واجزمت انها لازم تبقى من نصيبي
شوية وجه والدها وهي خرجت سألت والدها هيرد عليا أمتى قالي بعد أسبوع
اتنهد كان نفسي أقوله مينفعش أجيب المأذون دلوقتي ازاي هنتظر أسبوع
مر عليا خمس أيام وكنت خاېف جدا من الرفض عارف أن الغربة بنسبالها ممكن تكون صعبة عليها وعلى أهلها بس سهل انها تعتاد عليها
اللي كنت خاېف منه إنها ترفض لوجود أمي معانا بس حتى لو رفضت لسبب دا فأنا عمري مهسيب أمي لوحدها في السن دا بعد كل التعب اللي تعبته لأجلنا ودا أبسط شيء أقدمه ليها إنها تفضل وسطينا
موبيلي نور معلن اتصال كان من والدها مسكت الموبيل بتوتر ورديت عليه
خۏفي كان باين في نبرة صوتي وهو حس بيه لذلك قالي الخبر على طول
ان شاءالله تنورنا أنت والوالده يوم الجمعة تقرأ الفاتحة
مكنتش حاسس بضربات قلبي من شدتها وهي بتعلن الفرحة مكنتش مصدق انها وافقت وهتبقى من نصيبي سعادتي وصلت حد السماء دموعي نزلت من الفرحة
خرجت من الحالة اللي كنت فيها بالعافية وقلت
إن شاء الله يا عمي
قفلت الخط واتجهت لأمي حضنتها بشده وقلت
ابنك هيبقى عريس يا أمي
قلتها بفرحه ردت عليا وقالت
مش قلتلك هتبقى من نصيبك
قالتها أمي وهي بتطبط عليا
كنت منتظر يوم الجمعة على أحر من الجمر وأخيرا إيمان بقت من نصيبي اتفقت مع والدها على كل التفاصيل اتفقنا إني هكتب كتابي عليها قبل ما أسافر وهعمل ورقها وأرجع نعمل فرح وأخدها ونسافر
وبالفعل وافقوا على كده
واتفقنا إن الخطوبة وكتب الكتاب بعد أسبوع
المرادي شكلي بالبدلة أحلى مش كده
قلتها وأنا ببص لأمي ضمتني بحب وقالت
طبعا لإنك العريس
خرجت من حضنها ومسكت إيدها بوستها وقلت
عمري مكنت هوصل للحظة دي بدونك يا أمي أنا لا شيء من غيرك
نهيت كلامي ولاقيت أمي پتبكي بفرح كان رد فعلها إنها أخدتني في حضنها
روحنا بيت إيمان اللي كان متزين ومليان سعادة قعدت وشوية جه المأذون وخرجت أجمل أنثى شوفتها في حياتي كانت جميلة لا جميلة دي كلمة بسيطة في حقها كنت بجاهد عشان أشيل عيوني من عليها
وأنا قبلت الزواج من إبنتك الآنسة إيمان
كنت بردد ورا المأذون بفرحة كبيرة مش مصدق نفسي إني بكتب كتابي على اللي قلبي ملكها
نهى المأذون وبدأت المباركات تنهل علينا الكل باركلنا بفرحة جت وقفت جمبي مسكت إيدها كان نفسي أضمها لكن مرضيتش أعمل دا احترام لوالدها قلت لنفسي يكفي إني ماسك إيدها وأقدر ابصلها بدون مانع
الكل مشي وتركونا لوحدنا مكنتش مصدق إني قاعد معاها وهي زوجتي كنت باصصلها ومبتسم
حمحمت وهي بتتكلم بخجل وقالت
هتفضل باصصلي كتير
رديت بفرحة وقلت
أه لأنك حب الطفولة والشباب والأمنية اللي كنت بتمناها طول حياتي
بصيتلي ببسمة مليانه خجل وقالتلي
بجد
ابتسمت وبدأت احكيلها عن حبي ليها ازاي هي كانت امنية بعيدة المنال
مع كلماتي كانت ابتسامتها توسع والفرحة ظاهرة على وشها طلعت كل اللي في قلبي اتجاها حسيت إني كنت منتظر اليوم اللي أخرج فيه مشاعري بفارغ الصبر
جه يوم سفري كنت زعلان إني سايب أمي وإيمان هنا بس كنت بحاول أهون على نفسي إن كلها شهرين وراجع
جت أكتر لحظة بكرهها كان البيت مليان بالحبايب أمي واختي وزوجها وإيمان وأهلها
دخلت أوضتي أخرج الشنط سمعت خبط على الباب المفتوح لاقيتها ايمان بصيتلها فقربت ووقفت اتجاهي
خلاص هتسافر
قالتها بحزن قربت اتجاها وقلت
كلها شهرين وراجع
اتكلمت وهي بټعيط وقالت
شهرين يا بخيل! يعني ستين شمي وستين ليل!
مسكت إيدها واتكلمت وقلت
معلشي اتحملي الشهرين لأجل العمر كله
هزت دماغي وهي پتبكي قربت مسحت دموعها وبوست جبينها
خرجت ودعت الجميع ضميت أمي بشدة كنت خاېف وانا سايبها لوحدها حاسس إني سايب بنتي
سافرت ورجعت لحياتي تاني حياتي اللي البرودة بتكسوها كنت بجهز ورق إيمان وبحاول أخلصه بسرعة لأجل اجيبها هي وأمي وترجع حياتي دافيه زي الأول
مر الشهرين اللي كانوا
أصعب شهرين في حياتي وأخدت أجازة أسبوع لأجل إني أنزل اتزوج إيمان وأخدها هي وأمي ونرجع
جهزنا كل شيء للفرح بس أمي رفضت إنها تسافر معايا زعلت منها أوي بس هي فضلت على رأيها قالتلي إنها ملحقتش تشبع من أختي وقالتلي إنها هتيجي بعدها بشهرين أو تلاتة
كنت عارفة إنها قاصدة تعمل كده لأجلي أنا وإيمان رغم كده كنت زعلان ومش عاوز اسيبها لوحدها خاېف عليها خصوصا إنها بعيدة عن ريم بس مامت إيمان كان بتطمني وقالتلي إنها وصتيهم
جه يوم الفرح أكتر يوم انتظرته لبست واتجهت لبيت إيمان ثواني خرجت عليا مقدرتش اتكلم من جمالها
كانت لابسة فستان ابيض هادي جدا وحاطه ميكاب بسيط مخليها ملكه جمال قربت منها وعطيتها الورد
أخدته مني على استحياء وهي بتبتسم في وشي
مسكت إيدها ونزلنا سوا وصت زغاريد الستات كنت سعيد وفرحان أوي اقدر اقول إني عرفت لسعادة طعم
من شدة سعادة أمي بيا كانت پتبكي وريم كانت فرحانة أوي بيا مكنتش متخيل إن زواجي هيدخل على قلبهم كل الفرحة دي
مكنتش متخيل كرم ربنا عليا رزقني بكرم مكنتش في يوم اتوقع إني هبقى فيه ورزقني بنعم كتيرة مكنتش اتوقع في يوم إني أبقى فيها عرفت معنى الابتلاء اللي هو ما هو الا رحمة لينا من ربنا وعلى شدة الإبتلاء بيعظم الجزاء
بنت أبو علي
شيماء حسن الصيرفي
عزيزي القاريء متنساش تتفاعل وتقولي رأيك بعد نهاية الحدوتة