روايه للكاتبه شهد الشورى
عتاب هتقولي زي كل مرة انا حذرتك هقولك كنت ساذجة و غبية مفيش حد بيتعلم ببلاش و اديني اتعلمت
اغمضت عيناها ثم جلست على الفراش خلفها
سبع سنوات لوم و عتاب من جدها سبع سنوات مهما حاولت أن تتناسى ما حدث لا تستطيع تلك الليلة لم تبكي لم تلوم لم تعاتب فقط
نظرت له ثم اڼفجرت ضاحكة تتذكر نظراته لها جيدا كان ينظر لها باندهاش كأنه كان بنتظر اڼهيارها صړاخها لكنها خالفت توقعاته
بجانبها على الفراش ثم قال بهدوء
مين قال انك اتعلمتي ها قوليلي اتعلمتي ايه بالعكس انا شايف حفيدتي بتطفي يوم بعد يوم شايف عنيكي نظرة الحزن دايما فيها وقفتي حياتك على كده ضيعتي ٧ سنين من عمرك في شغل و بس هو هيتجوز اهو و كمل حياته
تنهد ثم حاوط وحنتها بحنان ثم قال بهدوء
جيانا حبيبتي لازم تعرفي قيمة نفسك مش اي علاقة تنتهي تكتئبي و تضايقي مش اي شخص يخرج من حياتك تعتبريه خساره في ناس مكنتش تستاهل تدخل حياتك اصلا و خروجهم من حياتنا بيبقى اكبر نعمة خلي كلامي ده في بالك دايما الحياة لسه قدامك طويلة و هتعيشيها و تشوفي كتير محدش مين ما كان يستاهل تغيري من نفسك أو من شخصيتك او تعملي اي حاجة مش حباها عشانه حياتك هتعيشيها مرة واحدة و بس
انا مكنتش بعترض على تصرفاتك و لبسك و كل ده لاني كنت عارف انك حابه ده حابه نفسك كده لكن لو غيرتي من نفسك عشان نظرة الناس ليكي و عشان ترضيهم يبقى عمرك ما هترتاحي و لا عمرك هترضي الناس عارفة ليه لان مهما عملتي مش هترضيهم و الناس دول مش هيعيشوا حياتك لا انتي اللي هتعيشيها و بس اوعي تغيري من نفسك عشان خاطر حد اللي هيحبك هيحبك زي ما انتي انتي لو حبيتي نفسك زي ما انتي الكل هيحبك كده
انا جدك و شعري الأبيض ده مش من فراغ انا شوفت كتير في حياتي و اعرف الكويس من الۏحش و الولد ده زي ما قولتلك من الاول لو كان بيحبك كان هيحافظ عليكي و يدخل البيت من بابه مش سرقه و من الشباك فهماني يا حبيبة جدو اللي حصل زمان درس و اتعلمي منه صفحة و اطويها و ابتدي من جديد
ارتمت باحضانه تمنع نفسها بصعوبة من البكاء ليته يعلم انها لا تستطيع تجاوز الأمر هكذا فقلبها الأحم
اه بتاع بنات و فيا كل العبر بس بحبك اعمل ايه يعني انا مقدرش اغير الماضي بتاعي بس اقدر ابني مستقبل و حاضر معاكي اثبتلك فيه كل يوم حبي و عشقي ليكي
ثم ركع على ركبتيه قائلا بعشق و هو ينظر لعيناها
مقدرش اسيبك تمشي و ابعد عنك بعد ما لقيت حظي في الدنيا مقدرش اسيب سعادتي تمشي من بين ايديا من غير ما اعافر لحد ما اوصلها
ارتفع رنين هاتفها اخرجته من جيبها لترد وقد كان الرقم مجهولا لتقول بهدوء
الو
لكن لا رد كررت النداء مرة أخرى و لا تسمع شيء لتتوقف عيناها على تلك السيارة التي تقف على بعد ما من بنايتهم لكن هذا لا يهم ما يهم هو ذلك الذي يستند بجسده عليها و ينظر لها و الهاتف على اذنه ينظر لخصلات شعرها التي تتطاير بفعل الهواء
لتفيق هي من شرودها و كادت ان تغلق الخط لينطق اسمها
جيانااا
نظرت له و انزلت الهاتف من على اذنها
ثم اغلقت الهاتف و دخلت للداخل و اغلقت عيناها تحاول النوم و الهروب من تلك الذكريات التي تهاجم رأسها الآن هيئته و هو يجلس هكذا على إطار السيارة من الامام ذكرتها كيف كان يقف قديما ينتظرها حتى تخرج للشرفة و ينظر لها بهيام كيف كانوا يتحدثون بالهاتف حتى يذهب كلاهما في النوم
نفضت تلك الذكريات عن رأسها و هي تنهر نفسها بشدة ثم اغمضت عيناها و ذهبت في
ثبات عميق هروبا من ذلك الواقع الأليم
بأحد المخازن المهجورة التي لا يصدر منها سوا صوت صړيخ يشق سكون الليل ناتج عن ركلات و لكمات قوية عڼيفة
اما بالداخل نجد رجلان ملقيان على الأرض يتلوا الاثنان من الألم ليضرخ أحدهم پغضب
انت مفكر أن اللي بتعمله ده هيعدي على خير انت متعرفش انا مين انا سراج الفيومي ابويا هيوديك في ستين داهية
ليقترب منه الآخر و ضحك بسخرية ثم قال بشړ
طب و حياة ابوك اللي للأسف معرفش يربي لهجيبه هنا و يترمي جنبك يا دلوعة ابوك
ڠضب سراج من اهانته بتلك الطريقة ليقول
بخبث مستفزا الآخر
مش كنت تقول ان البنت تلزمك و عجباك كنا قسمنا مع بعض و اتفقنا بدل اللي بيحصل ده
ڠضب تمكن من الآخر لينقض عليه و يمطر عليه العديد من الركلات و اللكمات و سيبه بأفظع الشتائم
ابتعد عنه يلهث بقوة من آثر ذلك المجهود قم بثق عليه باشمئزاز و قال لاحد رجاله
الكلبين دول يتربوا تلت ايام و ارموهم و الواد ده تاخده من ايده ترميه قدام ابوه و تقوله ان عملت اللي هو فشل يعمله و ربيت ابنه و لو فتح بوقه و نطق بكلمة تجيبه هو و ابنه على هنا
ثم غادر المخزن و المكان بأكمله يمسح بيده على وجهه عدة مرات يحاول ان يهدأ من نفسه بعدما اشتعلت تلك النيران بصدره بعدما استمع لكلمات
ذلك الحقېر
أشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد و انتهاء ذلك اليوم الطويل و الشاق عليهم جميعا
تناول الجميع الأفطار و شاركهم مي و
رغدة الذين أتوا للاطمئنان على تيا و قامت بعزيمتهم على عيد مولودها غدا ثم غادروا و طلب الجد الذي يقيم معهم بالمنزل من تيا ان تصعد لغرفته ترتاح و ذهب هو لمنزل آسر و سمير بالطابق الأسفل ليطمئن عليهم
ثم ذهبت رونزي لترد على هاتفها ليقترب رامي من جيانا قائلا بحرج
جيانا انا اسف
جيانا بجمود مصطنع
اسف على ايه
رامي بحرج
مكنش قصدي اقول اللي قولته و اسف عشان بجحت في كلامي مع اني غلطان
نظرت له ثم قالت بعتاب
زعلتني منك اوي يا رامي نظرتك ليا زي نظرة الناس مسترجلة و عانس طب هما غرب لكن انت اخويا لما زعقت فيك كان من خۏفي عليك
اومأت لها ثم قبل جبينها و قال باسف
عارف والله حق عليا انا بطلت السجاير و معدش بشرب خالص و بعدت عن صحابي دول
نظرت له بشك ليقول سريعا لا بابتسامة
اه والله العظيم زي ما بقولك توبة خلاص
اومأت له بابتسامة حنونة ليحتضنها هو نعم يشاكسها دائما و ربما يضايقها بكلماته دون قصد منه لكنه يحبها كثيرا والدته الثانية التي دائما تقف بجانبه و تدعمه بحلمه بأن يلتحق بكلية الشرطة و الذي كان سيضيعه بټدمير صحته بالټدخين فقط لانه استمع لكلمات رفاقه و جرب ذلك الشئ و
من حينها اقدم على الټدخين إلى أن رأته شقيقته منذ عدة ايام
بمكان نذهب إليه لأول مرة بأحد الأحياء الشعبية بتلك البناية المتهالكة بمنزل صغير ذو اثاث متهالك يصدح صوت القرآن عبر التلفاز بينما تجلس سيدة على الاريكة في منتصف الثلاثون من عمرها تمتلك جمال هادئ مثل شخصيتها تماما تمكث بذلك المنزل بمفردها منذ سنوات
تمسك بالمسبحة بيدها و تذكر الله بصوت خفيض لتسمع صوت طرق على الباب ذهبت لتفتح بعدما ارتدت اسدالها و ما ان فتحت الباب و رأت الطارق قالت بهدوء
عاش من شافك يا حامد و لا نقول حامد باشا بقى
تنهد ثم قال دخل للداخل دون أن يستأذن بالدخول حتى تركت الباب مفتوح و اقتربت منه ليقول هو
عايزة ايه يا نعمة و جيتي سألتي عليا ليه
ابتسمت بهدوء ثم قالت
كنت جاية انصحك و اوعيك و اقولك ان الطريق اللي انت ماشي فيه ده آخرته وحشة ده انت حتى في يوم من الايام كنت جوزي و ابو ابني الله يرحمه !!!!
كز على أسنانه و قال پغضب
طريق ايه و كلام فارغ ايه اللي بتتكلمي عنه انا شغلي كله سليم و مليش في الشغل الشمال ده
ابتسمت ثم قال
الكلام ده تضحك بيه على الناس مش على نعمة نعمة اللي عرفاك و حفظاك اكتر من نفسك
نظر لها مطولا لتتابع هي بعتاب
ليه يا حامد ايه اللي يخليك تمشي في الطريق ده هتعمل ايه بفلوس حرام تتمتع بيها في دنيتك و تخسر بيها اخرتك ذنبهم ايه الناس الغلابه اللي بيموتوا بسببك ياخي افتكر حتى أن ابنك كان من ضمن الناس الغلابة دي اللي ذنب كل واحد فيهم هيبقى في رقبتك
نظر لها ثم هدر پعنف
اخرسي و متفتحيش بوقك بكلمة و إياكي ثم إياكي تهوبي ناحية القصر او الشركة تاني
نظرت له مطولا بصمت ليقول هو پغضب
بتبصيلي كده ليه
ابتسمت بسخرية ثم قالت بحزن
مستغربة من اللي شيفاه و بسأل نفسي فين حامد اللي مكنش يقدر يأذي نملة فين حامد الطيب اللي كان عمره ما يقبل يصرف قرش حرام على
نفسه و بيته
اشارت عليه بيدها ثم قالت
انا شايفة قدامي دلوقتي واحد اتعود ع الحړام و بقى أسهل حاجة عنده الأذية شايفة واحد غريب عني مش انت حامد و مستحيل تكون حامد اللي انا عرفته و حبيته في يوم من الايام و استأمنته على نفسي
ابتسم بسخرية ثم هدر پغضب
فوقي بقى الطيبة و الأخلاق ما بتأكلش عيش ما انا كنت ماشي في حالي و جنب الحيط و كانت ايه النتيجة ابني ابني اللي ماټ قدام عيني و بيتي اتهد الزمن ده مينفعش فيه غير كده من أربع سنين و انا أقسمت اني لازم اجيب فلوس بأي طريقة كانت معاك قرش تسوى معكش يبقى متسواش
نظرت له بحسرة ثم قالت
امشي يا حامد امشي و مش هقولك غير اتقي ربنا ربنا بلاش تخسر اخرتك توب و ارجع لربنا عشان خاطر يوم ما تقابل ابنك يوم الحساب تعرف تحط عينك في عينه
نظر لها ثم غادر المنزل پغضب شديد و اخذت هي تدعو له باكية
ربنا يهديك يا حامد ربنا يهديك
بشركة الزيني للحديد و الصلب
يجلس فريد خلف مكتبه يباشر عمله بتركيز شديد يحاول الهاء نفسه عن التفكير بها لكن دون جدوى تذكر امر الحاډث الذي قال جده انها تعرضت له غادر مكتبه متوجها لمكتب ابن عمه ايهم و ما ذهب لهناك لم يجد السكرتيرة بمكتبها
فدخل للداخل دون أن