الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 263 من 282 صفحات

موقع أيام نيوز


علي ملامحها الأسي تأثرا بانزعاجه الذي أصابه من رفض يسرا لطلبه لإتمام زواجهمابسط ذراعه وقام بوضع كفه ليحتوي به خاصتهاإنتفض جسدها أثر لمسته التي جعلت القشعريرة تسري بهوبسرعة قامت بسحب كفها ووضعه تحت الطاولة مما جعله يبتسم براحة وتحدث معتذرا عن حديثه الذي ازعجها
أنا أسف يا سارةأنا كنت بفضفض معاكي في الكلام وما كنتش أقصد أضايقك أبدا

رفعت بصرها إليه وتحدثت بإيضاح 
أنا مش متضايقة منك يا رؤوفأنا زعلانة علشان إنت متضايق ومش عارفة أعمل إيه علشان أرضيك
هز رأسه ليرفع عنها الحرج 
مش مطلوب منك تعملي حاجة يا حبيبتيأنا اللي أڤورت في زعلي من الموضوع
واسترسل موضحا
في الفترة الأخيرة بقيت بشتاق لك قوي وعلشان أشوفك لازم أسافر من أسوان لإسكندريةوده بيضطرني إني أقصر في شغلي وزي ما أنت عارفة أنا بحب الإلتزام جدا وخصوصا في شغلي
واستطرد بإبانة 
وده كان السبب في إني اطلب من أبلة يسرا إننا نتجوز بعد ست شهور واتضايقت جدا لما ما قدرتش ظروفي
ثم نظر لها وابتسم وتحدث ليخرجها من حالة الاسي تلك 
سيبك من كل الكلام ده وإعتبريني ما قولتهوشوقولي لي 
وبوجه متهللا استطرد باستفهام 
تحبي تسهري فين النهاردة
إبتسمت واردفت بدعابة 
هو أنت فاكر إن ياسر هيخليني أسهر كمان معاك
سألها باستفهام وكأنه تذكر 
هو الواد ده إيه اللي جري لهفجأة كدة قلب وبقي يعترض علي خروجك أو قعادك معايا لوحدنا
إبتسامة رقيقة إرتسمت علي وجهها وتحدثت 
ياسر كبر وبقي راجل وابتدي يغير عليا منك
ما هو ده اللي كان

ناقصني فعلامش كفاية عليا رزالة ياسين المغربي هكذا تحدث ناحبا حظه تحت ضحكات سارة التي خرجت بطلقائية
كان يتحرك داخل الرواق المتواجد بمبني جهاز المخابرات في طريقه إلي مكتب ياسين المغربي حيث إستدعاه لكي يتم التنسيق بينهما بشأن تأمين حراسة أيسل التي ستباشر دراستها من بداية من الغد
قطع طريقه أحد أصدقائه ويدعي أحمد سميرحيث تحدث إليه قائلا بإعلام 
إبن حلالأنا كنت جاي لك المكتب علشان عاوزك في موضوع مهم
قطب جبينه وسأله مستفسرا 
خير يا أحمد بيه
تعالي نتكلم في مكتبك أحسن قالها وهو يمسك ذراعه ويحثه علي العودة إلي مكتبهقاطعه كارم الذي أمسك كفه وأوقفه عن سحبه معه وتحدث علي عجالة 
بعدين يا سيادة النقيبعندي ميعاد مهم مع سيادة العميد ياسين المغربي
هتف بإيضاح 
ما أنا عاوزك علشان الموضوع ده بالخصوص
ضيق كارم عيناه بعدم استيعاب فاسترسل الآخر برجاء
أنا سمعت إن سيادة العميد عينك مسؤول علي طقم الحراسة اللي هترافق بنته لجامعتها في القاهرة
واستطرد برجاء
فأنا كنت عاوزك تعتذر له وتبلغه إن عندك ظروف تمنعك من السفر يوميا
واستطرد بتفكر محاولا إيجاد عذرا يتقبله ياسين ويقتنع به
ممكن مثلا تقول له إنك ما تقدرش تسيب بباك ومامتك لوحدهم وتسافر يوميا من إسكندرية للقاهرة والعكس
رفع كارم أحد حاجبيه باستنكار وتحدث متسائلا 
وأنا إيه اللي هيخليني أعتذر عن مهمة إختارني ليها سيادة العميد وأيده في إختياره معالي رئيس الجهاز شخصيا!
دي خدمة هتقدمها لي يا سيادة الرائد وأنا مش هنسا لك الجميل ده أبدا جملة نطقها أحمد باستعطاف واسترسل متوسلا
بإبانة 
المهمة دي مش هتفرق معاك في حاجة لأن تاريخك في الجهاز مليان بالإنجازات اللي بتشهد لكبدليل إننا نفس الدفعة وإنت إترقيت وبقيت رائد في وقت قصير جدا
واستطرد بما جعل الشك يتسلل داخل كارم
لكن بالنسبة لي هتبقي نقطة تحول في مسار تاريخي كله لو قدرت أنجح فيها وأقدمها علي أكمل وجه
رمقه كارم بنظرات متفحصة ثم تحدث مستغربا حديثه
الحقيقة أنا مستغرب كلامك جدا يا أحمدكلامك منافي لكل اللي إتعلمناه في الجهازوبصراحة مش قادر أستوعبه
إنت متخيل بتطلب منى إيهإنت جاي بكل بساطة تطلب مني أخالف التعليمات وأحط نفسي في موقف سخيف وكل ده ليه
واستطرد متهكما 
كل ده علشان أساعدك في إنك تظهر كفائتك في حماية بنت ياسين المغربي 
واستطرد بتساؤلا 
طب ما تظهرها بمهاراتك وفي أي مهمة تانية!
هتف في محاولة لشرح وجهة نظرة 
إفهمني يا كارمأنا
لم يدعه يكمل حديثه وقاطعه قائلا بإيضاح 
قولت لك إني معنديش وقت يا أحمدسيادة العميد مستنيني في مكتبه وكده هتأخر عليه
قال كلماته وانطلق في طريقه بإتجاة مكتب ياسين دون إستماع لحرف أخر من ذاك الأحمد الذي نظر عليه بسخط وتحرك عائدا إلي مكتبه
بعد بضعة دقائق كان يجلس أمام ياسين الذي تحدث بهدوء
مهمتك هتبدأ من بكرة يا سيادة الرائدأيسل هتكون في إنتظارك الساعة تسعة الصبح
أومأ قائلا بتنفيذا للأوامر
أوامر جنابكتسعة بالثانية هكون في إنتظار الدكتورة
واستطرد بإعلام
فيه حاجة حصلت ولازم جنابك تعرفها
خير يا كارم نطقها مستفسرا فبدأ كارم بقص ما أخبره به ذاك الأحمد وأردف بنبرة تشكيكية 
أنا شاكك إن

أحمد سمير ممكن يكون الشخص اللي كلمنا عنه المچرم اللي إسمه عزيز قبل ما يتعدم
بملامح وجه ثابتة تحدث ياسين نافيا
أحمد سمير مش أكتر من ظابط طمعان في ترقية سهلة يا كارم
قطب كارم جبينة فاستطرد الأخر بإبانة
بالإضافة إلي إنه شخص وصولي حابب يتقرب مني ومن سيادة الرئيس بترأسه لفرقة الحراسة
وإيه اللي خلاك متأكد من كلامك ده يا أفندم هكذا سأله كارم فأجابه ياسين شارحا 
أنا عارف رجالتي ودارسهم كويس يا كارم
ده غير إن كلام الخاېن اللي إسمه عزيز كله كڈب وملوش أي أساس من الصحة كلمات صرح بها ياسين مما شتت عقل كارم وجعله يتسائل باستفسار 
طب والراجل بتاعه اللي قال لنا عليه!
عقب بثقة وثبات 
دي حكاية إخترعها علشان يشتت عقولنا بيها ويخلينا دايما شاكين في كل اللي حوالينا
واستطرد بحصافة 
اللي بيعمل ما بيقولش يا كارمولو فعلا كان مدرب عنصر إرهابي وقريب مننا زي ما قالإيه اللي هيخليه يكشفه قدامنا بكل بساطة ويخلينا ناخد إحتياطتنا
واستطرد بإعلام 
ده غير إن طول الفترة اللي فاتت وأنا حاطط عيون علي كل رجالة الجهاز وراصد تصرفاتهموالحمد لله رجالتنا كلها طلعوا زي الفلوده اللي أكد لي شكوكي إن الخاېن ده كان بيحاول يشتتنا مش أكتر
أومأ له كارم وتحدث بمصادقة علي حديثه 
كلامك صحيح يا أفندم
تحدث ياسين من جديد بإعلام
بس تفسيري ده لا ينفي إن فيه خطړ كبير بېهدد حياة أيسل
واسترسل بتوضيح 
وده أكده كل المتهمين اللي حققنا معاهم في قضية مراتي الله يرحمها
واسترسل موضحا 
ما تنساش إن جماعة داعش أكيد عاوزة ټنتقم وترد لنا الضړبة والخساير الكبيرة اللي خسروها علي إدينا في أخر عملية 
ده غير المنظمة اللي خسړت بسببنا كتير من رجالتها اللي إتقبض عليهم في فرنسا وألمانيا وبريطانيا
أومأ كارم بتأييد واستطرد ياسين منبها إياه
علشان كدة عاوزك تاخد أقصي إحتياطاتك وتفتح عنيك كويس قوي يا كارم
إطمن جنابكإن شاء الله هكون عند حسن ظن سعادتك بيا كلمات نطقها كارم ليطمئن بها سيده الذي وضع ثقته به وأمن علي حياة إبنته بين يداي ذاك الكارم
ليلا 
بالطابق الأعلى من منزل سيادة اللواء عز المغربي وبالتحديد داخل غرفة أيسل 
دخل إليها والدها وجلس بجانبها فوق التخت وتحدث بعدما قام بإحتضانها 
ظابط فرقة الحراسة اللي هترافقك لجامعتك هيكون موجود علي الساعة تسعة يا سيلاعاوزك تكوني جاهزة قبل وصوله لأنه دقيق جدا في مواعيده ومش عاوزه ياخد عنك فكرة غلط من أولها
واستطرد مؤكدا عليها تحت صمتها 
عاوزك تسمعي كلامه وتنفذي تعليماته بالحرف الواحدلأن أي حاجة هيعملها هتكون لضمان أمنك وسلامكمفهوم يا سيلا
أومأت بهدوء وأردفت بنبرة جادة 
مفهومأي أوامر تانية يا سيادة العميد
زفر بضيق وتحدث بحدة وصل إليها بفضل طريقتها التي أثارت حفيضته 
بطلي تتكلمي معايا بالإسلوب الستفز ده
سألته متعجبة بنبرة جادة 
هو حضرتك زعلت ليه من إسلوبي يا بابي!
ثم استرسلت بإيضاح إستفز داخله أكثر
حضرتك بتكلمني بإسلوب رسمي وشبه أمر زي ما تكون بتكلم ظابط شغال معاكوأنا رديت باللي حضرتك متعود تسمعه منهم
واسترسلت بتساؤل مستفز 
يبقي فين الغلط اللي أنا عملته!
تغاضي عن ڠضبها ثم تحدث مستفسرا بهدوء 
أنا مش فاهم إنت ليه متضايقة بالشكل ده
واستطرد متعجبا 
واحدة غيرك المفروض تكون فرحانة إنها راجعة لكليتها بكرة
هتفت بامتعاض 
أي كلية اللي أنا راجعة لها يا بابي
واستطردت متعجبة بنبرة حانقة عبرت بها عن كم إستيائها الذي يسكنها 
هو حضرتك
مش واخد بالك ولا إيه!
أنا كنت طالبة في هامبورغ ومستنيني مستقبل باهرفجأة كدة لقيت نفسي مرمية في جامعة القاهرة وسنة بحالها ضاعت عليا بعد قرار حضرتك بمنعي من دخول الإمتحان
هز رأسه باستسلام من تلك التي لا تكل ولا تمل من ذكرها لذاك الموضوع وكأن حياتها توقفت من بعدهتحدث إليها بنبرة جاهد بإخراجها هادئة
أنا كام مرة شرحت لك سبب تصرفي وقولت لك إني كنت مجبر ومعنديش حل تاني!
واستطرد بعيناي حنون 
يا بنتي إفهميأمانك عندي وقتها كان أهم من أي حاجة تانية في الدنيا
واسترسل مذكرا إياها
طب ما أخوك وقتها كان عنده مسابقة بطولة في الكونغ فو في دبي وكنسلتها له وقتهالكن حمزة كان قد المسؤلية وتفهم الوضع اللي كنا فيه
أنا أسفة يا بابيإعتبرني ما قلتش حاجة جملة نطقتها بملامح وجه

متجهمة فهز رأسه باستسلام وتحدث بيقين 
جهزي نفسك لبكرة وخليكي دايما متأكدة إن ربنا ما بيكتبلناش غير اللي فيه الخير لينا
تنهدت وأومأت له بهدوءإقترب منها وقام بسحبها لداخل أحضانه وتحدث بنبرة حنون وهو يقرب شفتاه من رأسها
أنا مش عاوزك تخلي اللي حصل يهدك ويقلل من عزيمتكإنت قوية وهتقدري تثبتي نفسك في أي مكان هتكوني فيهجامعة القاهرة جامعة عريقة ومصنفة عالمياوإن شاء الله تقدري تثبتي وجودك ويبقي لك بصمتك فيها
هزت رأسها بهدوء وتنفست براحة بعدما شعرت بالسلام داخل أحضان أبيهافاسترسل وهو يشدد من ضمته الذي كان يحتاجها أكثر منها 
أنا عاوزك تفهمي حاجة واحدة بسإن أنا معنديش في حياتي كلها أغلي منك إنت وإخواتك
تنهدت بهدوء وتحدثت من داخل أحضان أبيها الحانية
وأنا كمان معنديش أغلي منك في حياتي كلها يا بابي
شعورا بالراحة تغلغل داخل روحه جراء كلماتهاإبتعد قليلا ثم قام بتقبيل جبهتها وتحدث مستفسرا بعيناي تقطر حبا 
مش ناقصك أي حاجة
بإبتسامة طفيفة تحدثت 
لا يا بابيوأكيد لو إحتجت حاجة هقول لحضرتك
إبتسم لها واحتوي بكفه وجنتها الناعمة وټلمسها بحنان ثم تحدث بنبرة رؤوفة
تصبحي علي خير يا حبيبتي
عقبت بإبتسامة هادئة 
وإنت من أهله يا بابي
إنسحب إلي الخارج واغلق خلفه الباب تاركا إياها بعقل مشتت ساخط علي ما وصل إليه حالهاوقلب حزين لم يعد كما كان
في تمام الساعة التاسعة صباحاتحركت خارج المنزل متجهة إلي الحديقة وذلك لتستقل السيارة المجهزة بالحراسة التي أبلغها عنها والدها كي تقلها إلي جامعتها الجديدة داخل القاهرةوجدت من يقف وهو ينظر عليها بترقب ويبدوا أنه كان بإنتظارهانظرت عليه وجدته شاب يبدوا أنه بأواخر العشرينات من عمرهفارع الطول يمتلك ج سدا رياضي قوي البنيان ويرجع هذا لنتيجة تدريباته القوية الخاصة بعمله كضابط داخل جهاز المخابرات الحړبية شملته بنظرة إستخفافية وتحركت بإتجاه وقوفه
أماء لها برأسه بخفة وتحدث بإحترام وهو ينظر إليها من خلف نظارته الشمسية التي يرتديها وتزيده وسامة فوق وسامته 
صباح الخير يا دكتورةمع حضرتك الرائد كارم المعداويقائد الحراسة المكلف من جهاز
 

262  263  264 

انت في الصفحة 263 من 282 صفحات