الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 260 من 282 صفحات

موقع أيام نيوز


للمهمة وبلغني يا ياسين
برزانة تحدث إلي الرئيس شارحا بعدما وصل لنتيجة 
بعد إذن سعادتك يا أفندم أنا شايف إن الرائد كارم المعداوي مناسب جدا للمهمة ديوده لأنه حاصل علي تدريبات قتالية ده غير إنه ذكي جدا وعنده سرعة بديهة وده المطلوب
وافقاه الرأي واكمل إجتماعهم
بعد مرور حوالي إسبوعتحسنت مليكة بعد يومان لكنها رفضت العودة إلي منزلها وترك صغيرتها لحالها وخصوصا بعدما لاحظ الطبيب المعالج للصغيرة تحسنها الملحوظ بفضل تلامسها المباشر بمليكة وإرضاعها طبيعياوخرجا معا من المشفي علي منزل رائف المغربي بعدما رفضت عرض والدها بالذهاب والمكوث داخل منزلهويرجع أسباب رفضها هو عدم إبتعادها عن أطفالها أو تفريقهم عن جدتهم الحنون

داخل الأراضي الألمانية
كان ياسين يجلس بصحبة هولاء النسوة اللواتي كن يسهرن مع من تدعي بخديجة الراوي وذلك بعدما طلب الجلوس معهن ووافقن عندما علمن أنه زوج تلك المغدورةتحدثت إحداهن إليه بصدق 
إحنا قلنا علي كل اللي نعرفه عن اللي إسمها خديجة الراوي للشرطة لما إستدعتنا وسألتنا عن علاقتنا بيها
فقد كشفت الشرطة الألمانية عن شخصية خديجة من خلال رسمة قام
بها رسام مختص بعدما حصل علي وصف لها من موظفين الأوتيل الذين تعاملوا معها أثناء حجزها للحجرة 
واسترسلت المرأة بملامح وجه جادة 
صدقني إحنا ما نعرفش عنها أي حاجةإحنا إتخدعنا فيها زي مرات حضرتك بالظبطبس هي كانت عاملة كل ده ومرتبة له علشان توصل لها هي 
أومأ لهن وشكرهن علي تعاونهن معه وانسحب خاوي الوفاض
عندما حل الليل 
ذهب إلي منزل سليم الدمنهوري الذي إستقبله بحجرة المكتب وباغته ياسين بسؤاله المفاجئ عن علاقته بالمخابرات الألمانية مما أربك سليم ببادئ الأمر لكنه سرعان ما تمالك من حاله وسأله بنبرة صارمة 
هو سيادتك بتراقبني ولا إيه
الداخلة كدة غلط يا باشمهندس نطقها ياسين ببرود ثم استرسل بنبرة مرتفعة ونظرات تحذيرية 
شكل علاقاتك مع المخابرات الألمانية قوت قلبك لدرجة إنك ناسي إنك قاعد قدام عميد في جهاز مخابرات بلدك
واستطرد بنبرة صارمة لملامح وجه حادة 
وبدل ما تجاوبني علي سؤالي واقف تحقق معايالا ومن بجاحتك كمان بتلومني
أجابه بثقة لإقتناعه التام أنه لم يفعل شيئا يشينه أو يجعله موصوما بالعاړ 
علاقتي بالمخابرات الألمانية شئ ما يعيبنيش ولا يخليني أخجل أو أخاف وأنا قاعد قدامك أو قدام أي حد أيا كان هو مين
رفع ياسين حاجبه مستنكرا حديثه وأردف بنبرة حادة محذرة 
ده انت طلعت جرئ قويأنا كان ممكن أبلغ عنك الجهات المصرية باللي عرفتهوزي ما أنت عارف إن دي تعتبر خېانة وقضية تخابر من الدرجة الأولى
إكفهرت ملامح سليم الدمنهوري ثم هتف معترضا بنبرة مستاءة 
من فضلك تسحب كلمة خېانة لأن العلاقة اللي بيني وبين المخابرات الألمانية ما فيهاش أي ضرر ولا خېانة لبلدي
بنبرة متفهمة وصادقة تحدث ياسين لثقته في شخص سليم وعقله الواعي حسب ما ورد من معلومات عنه أثناء التحريات الذين قاموا بها رجاله
طب إتفضل إشرح لي علي الأقل علشان أطمن علي مراتك وولادك اللي ملهومش ذنب تدخلهم في مواضيع خطېرة زي دي
أومأ بتفهم وشعر پخوف ياسين الصادق علي أسرته مما نال استحسانهفتحدث بنبرة واثقة 
من حوالي تلات سنينزارني في مكتبي شخص مسؤل من المخابرات وطلب مني الحضور لمبني الجهاز وقالي إن الموضوع سري للغاية وممنوع أكشف عنه لأي مخلوق حتي لمراتي
واستطرد بإبانة
وبالفعل روحت في الميعاد اللي إتحدد ليواستقبلني في مكتبه شخص له وضعه هناكفي الأول أثني علي شغلي وسيطي اللي سمع في ألمانيا كلها في المجالبعدها طلب مني إني أكون الراجل بتاعهم وإني أعمل نسخ إحتياطي لأي نظام مراقبة أركبه في أي مكان عام أو حتي خاص ووقت ما يحتاجوه يلاقوهلأن كتير بتحصل جرايم والمجرمين بيقدروا يوصلوا لنظام المراقبة ويهكروه ويحذفوا التسجيلاتزي ما حصل في چريمة مرات سعادتك كدة بالظبط
واسترسل شارحا
أنا طبعا فكرت ووافقت لعدة أسبابأولهم إني قاعد في بلدهم ومن الطبيعي أنفذ الأوامر اللي تخدم أمنهم وتحافظ عليهوتاني سبب إنهم ما كانوش هيسبوني في حالي لو رفضتوأكيد كانوا هيرحلوني أنا وعيلتي بعد ما يلبسوني مصېبة
واستطرد موضحا بملامح وجه جادة
ده طبعا لو طلعوا كرما معايا وسابوني عايش وما أتعرضتش لعملية إغتيال زي ما حصل لكتير قبلي
وأكمل بتبيان
تالت سبب خلاني أوافق هو إنهم عرضوا عليا الحماية الكاملة وكتير من الإمتيازات اللي لا تقاوم في حال موافقتيوبصراحة حسيت إنه حقهم يضمنوا أمن بلدهم ويحاولوا يفرضوا سيطرتهم علي أراضيهم
واستطرد مؤكدا 
وأكتر حاجة خلتني أوافق بدون تفكير هو إن الموضوع بعيد عن أي أذية لبلدي
كان يستمع إليه

بتمعن شديد وبعد إنهاء سليم حديثه أردف هو بإطراء واستحسان 
هايل يا باشمهندسأنا كنت واثق من وطنيتك وإنك لا يمكن تكون جاسوس علي بلدك
واستطرد مطالبا 
وعلشان كدة أنا طالب منك تقف معانا وتمدنا بأي معلومات تعرفها من الجهاز عن أي حاجة وخصوصا التسجيلات والمعلومات اللي تخص الجماعات الإرهابية
زفر سليم وتحدث بنبرة ساخطة 
يعني سيادتك لسة من دقيقتين بس بتشيد بعقلي وبإني ما أعرضتش مراتي وألادي للخطړ
واسترسل متعجبا 
وجاي تطلب مني أتجسس علي مخابرات البلد اللي أنا عايش فيها لحسابكم!
دول لو عرفوا هيمحوني أنا وكل أهلي من علي وش الدنيا ومش هيخلوا لينا أثر نطقها موضحا له ما سوف سيحدث إذا ما تم كشفهفتحدث إليه ياسين مطمأنا إياه 
الموضوع مش بالخطۏرة دي يا باشمهندسثم أنت راجل ذكي وأنا متأكد إنك هتقدر تساعد بلدك من غير ما تورط نفسك وتنكشف
واسترسل ليحثه علي الموافقة 
إنت بموافقتك هتبقي بتقدم خدمة كبيرة لبلدكلأن زي ما أنت عارف ما فيش بينا

وبين معظم دول أوربا تبادل معلومات وده عن قصد
واستطرد موضحا 
ده غير علاقاتهم المريبة بالجماعات ديوكتير بتم إتفاقيات بينهم من تحت التربيزة علشان يضربوا بيها بلادنا ويدمروها بالإرهاب اللي هو في الأصل صنيعة أديهم
واستطرد مطمأنا إياه بعدما لاحظ توتره 
تأكد إن بلدك عمرها ما هتعرضك للخطړ لا انت ولا عيلتكومن اللحظة اللي هتوافق فيها علي الإنضمام لينا فورا هتكون تحت عنين رجالتنا وفي حمايتنا إنت وعيلتكوهنكون معاك في كل
لحظة
بعد محاولات عدة من ياسين وافق سليم تحت توجسهوأتفقا علي أن يرسل لهم جميع ما سيطلب منه من قبل المخابرات الألمانية واتفقا علي السرية التامة فيما دار بينهما لأمانه وأمان أسرته أولا
بعد مرور عدة أيام أخر
وصل ياسين إلي فرنسا حيث علم من خلال تحرياتهم والتي ساعده بها سليم عن طريق الكاميرات المتواجدة بالأماكن العامة والخاصة والتي أشرف هو علي تركيبها من خلال الشركة التي يعمل بها
داخل أحد المنازل المتواجدة بإحدي الضواحي المجاورة للعريقة باريسكانت تلقي بجسدها بإهمال فوق أريكتها بجوار ذاك العلاء بحالة يثري لهاملقيان بجسدان مرتخيان حيث كانا يتناولان أحد المشړوبات الكحولية التي حرمها الله وحرمتها جميع الديانات السماوية الثلاثبما لها من أثار سلبية ضخمة علي صحة الإنسان وأيضا تذهب العقل وتغيب الوعيإستمع كلاهما إلى رنين جرس الباب ليعلن عن زائر لمنزلهما
هتفت بنبرة حانقة
ده إيه قلة المزاج اللي علي المسا ديمين قليل الذوق اللي هيجي لنا في الوقت المتأخر ده
بيده أشار مترنحا باتجاة الباب واردف بصوت حاد
قومي إفتحي وشوفي مين الرخم ده
باعتراض ونبرة ساخطة أجابته 
هي كل حاجة ترميها عليا يا علاءما تقوم تفتح إنت
رد عليها بمعارضة
أنا تعبان يا ناهد ومش قادر أصلب طولي
أشاحت بيدها وأستندت علي حافة الأريكة وبصعوبة وقفت وتحركت باتجاة الباب بخطوات مترنحة وجسد يتمايل باضطراب بفضل عدم إتزانها من إفراطها في تناول مشروب الكحولوصلت إلي الباب وقامت بفتحهحاولت بصعوبة فتح عيناها المرتخيتان لتنظر لذاك الواقف أمامها بطوله الفارع ينظر عليها بعيناي مشټعلةفسألته مستفسرة بالفرنسية 
من أنت وماذا تريد!
وما أن إنتهت من كلماتها حتي وجدت ذاك الحانق وهو يباغتها بتسديد لكمة قوية بأنفها أفقدتها لوعيها في الحال وجعلتها تترنح قبل أن تقع منبطحة أرضا بفضل تلك اللكمة القوية
أشار إلي رجاله وتحدث بصرامة أظهرت كم النيران المشټعلة بداخله من مجرد رؤيته لتلك التي خدعت زوجته وكانت سببا رئيسيا بمقتلها 
لموا لي الژبالة دي وارموها جوة
جحظت عيناي ذاك العلاء الذي هب واقفا وهو يتناقل النظر بروع بين تلك المستلقية علي الأرض وذاك الضخم ورجاله المرافقين لهإقترب عليه ياسين وبقلب مشتعل باغته بتسديد عدة لكمات متفرقة في وجهه تحت صياح ذاك الجبان الذي تحدث بنبرة أظهرت كم زعره بعدما رأي وجه ياسين الذي رأه من قبل علي موقع تلك القناة الإخبارية
أنا مليش دعوة باللي حصل لمراتك يا باشاوالله ما أعرف أي حاجة 
لكمه بقوة جعلت أنفه ېنزف بشدة وبسباب لازع تحدث بصرامة أظهرت كم إشتعاله الداخلي 
ما عملتش حاجة يا أبن ال أومال مين اللي نقلها بعربيته ووصلها للأوتيل اللي كانت بنت الكلب دي مستنياها فيه
إرتجف جسده وبدأ قلبه يخفق بشدة وعلم حينها أن نهايته أتت لا محالوأن ما كان يخشاه طيلة الأيام المنصرمة وتسبب له بهاجس قد وقع وانتهي الأمر
بعد حوالي الساعةبدأت بتحريك أهدابها بصعوبة بالغة في محاولة منها بفتح عيناها بعدما حقنت بدواء تستعيد به وعيهاباغتها شعورها پألما شديدا بمنطقة الرأس نتج جراء لكمات ذاك الغاضب التي سددها لها منذ القليلإرتعش جسدها وشعرت بريبة حين أحست بتقييدها بالمقعد القابعة فوقهبارتياع قامت بفتح عيناها سريعا لتتأكد من هواجسها التي سريعا ما إقتحمت مخيلتهاإتسعت عيناها وتحدثت پذعر وهي تنكمش علي حالها من رؤيته الغاضبة أمامها
إنت مين وعاوز مني إيه!
بفجاجة أجابها وهو ينحني مقتربا عليها بفحيح كالأفعي 
أنا قدرك الأسود يا روح أمكأنا اللي ربنا حطك في طريقي علشان أسود أيامك وادفعك تمن اللي عملتيه من يوم ما الست الوالدة ولدتك وبلت البشرية بخلقتك دي
إرتعب جسدها وهتفت بعلو صوتها بعدما فقدت صبرها وأوشكت علي الجنون
إنت مين
أنا سيادة العميد جوز ليالي العشري اللي دبحتيها يا مچرمة
إرتعش جسدها بقوة وهتفت پذعر 
صدقني أنا مليش علاقة بقټلها ولا كنت أعرف أساسا إنهم ناويين علي كدةالشخص اللي إتفق معايا طلب مني أجيب له مدام ليالي وبنتهاولما لقاني مترددة قال لي إنه هيصورهم كام صورة علشان يضغطوا عليك بيهم وعلشان كدة أنا وافقت
ثم حولت بصرها علي ذاك المقيد بمقعده ويوضع علي فمة شريطا لاصقا ليحجب عنه محاولاته بالصياح أو الكلاموتحدثت
حتي إسألوا علاء أنا كنت حاكية له علي كل حاجة
أنا أسفة والنبي تسامحني جملة نطقتها پذعر فسألها ياسين متجاهلا توسلاتها 
تعرفي مين تاني غير الأتنين اللي جم الأوتيل وسلموكي الفلوس
هتفت بدموع حارة
والله العظيم ما أعرف غير اللي إسمه عزيز اللي إتفق معايا هنا في فرنسا وسلمني نص المبلغ والأتنين اللي سلموني باقي فلوس في الأوتيل
أشار ياسين إلي عابد الذي تحرك ووقف بجانب ذاك العلاء ثم نزع عنه الشريط اللاصق بشدة جعلته يتأوة بقوةهتف ياسين بنبرة ساخرة 
ما تسترجل يلا وتظبط نفسكخليت إيه للنسوان يا روح أمك
هز رأسه بطاعة وهو ينظر
 

259  260  261 

انت في الصفحة 260 من 282 صفحات