روايه للكاتبه سهام صادق
أصبح هنا
كانت سعيده للغايه بأنها حصلت على الوظيفه دون وساطه
فسارت بالدور الخاص بالإدارة بعد أن اخبروها بالاجتماع الخاص بهم حتي يفهموا سياسة المشفى فالخطئ والإهمال لن يغفر فالمشفي مازالت تبني كفائتها بكادرها الطبي المعين بجداره
ووصلت أمام الغرفه لتجد بعض الزملاء يدلفون فأتبعتهم وهي متحمسه بالعمل داعيه الله أن لا يراها فارس رغم أنها تعلم أنه إذا لم يراها اليوم سيراها حتما في اي لحظه اخري
أولا احب اعرفكم بنفسي انا الطبيب يوسف هشام الشريك الثاني طبعا سياسة المستشفي هنا بتختلف تماما عن اي مستشفي سوا حكومي أو خاص احنا بنحاول نتبع النظام الأوربي حتى طقم الأطباء والممرضين ديما هنبعتهم لأمريكا في دورات تدريبية بعض الأطباء هنا أنهوا دراستهم بالخارج هنا في جداره وكفاءه
ولم تكن تعلم أن نظراتها تلك خطت بخطوتها الثانيه نحو قلب أحدهم تؤكد له أن مشاعره بدأت تحيا
تهللت اسارير امينه وهي تسمع الموافقه التي تمنتها منذ أسبوع لتخرج من غرفتها هاتفه بأسم ابنتها
فأنتبهت سلمي علي صوتها وخرجت من غرفتها تحمل مشروبها المفضل من الأعشاب
فرحتك ديه وراها خبر حلو اكيد
فأتسعت ابتسامه امينه واتجهت نحو غرفة الجلوس تجلس على احد الأرائك تتنهد براحه
زينه وافقت
فبهتت ملامح سلمي من الخبر واتجهت نحوها
ياماما حرام عليكي تظلمي البنت انتي عارفه ان ابيه فريد ملهوش في الحب والمشاعر ولا حتى قالك انه أعجب بيها انتي كده هتخليها زي اللي بيزرع أرض بور
اخوكي أرض بور
فتنهدت سلمي بسأم وجلست جانبها تشرح لها
أنتي عارفه اني مقصدش كده اقصد ان فريد اخويا عمره ماجرب الحب ولا المشاعر حبه منصب علينا احنا بس الأفضل انه يوم ما يتجوز يتجوز انسانه قلبه دق عشانها عشان يقدر يتغير معاها كده حياته مش هتتغير وهتبقي شغل في شغل ولا هيبقى عنده لحظه لزوجه وبيت واهي هتكون تقضية واجب وخلاص
كلامك مش عجبني ومش مقتنعه بي وبكره تشوفي اختياري
فنهضت سلمي من جانبها بعد أن استاءت من ذلك الأمر
انا مش عارفه ازاي ابيه فريد طاوعك
فأبتمست امينه بحب
عشان يرضيني ربنا يريح قلبك يابني زي ما بتريحني
وحركات عيناها بضيق وهي تطالع نظرات سلمي المستنكره
لتطالعها سلمي وهي تعلم أن الكلام موجه إليها وضحكت وهي تعود لغرفتها
أندفع فريد ناهضا من جانب والدته بعدما أخبرته بالموافقه وتحديد الموعد ليذهبوا فيه من أجل الاتفاق
انتي بتقولي ان اهلها متوفين وعايشه مع بنت عمتها الاتفاق هيكون مع مين
فنظرت له وامينه وهي لا تعرف بما سترد به
مش عارفه يابني بس اكيد ليها عم او خال
وعادت بالذكريات لتتذكر ان عمتها كان لديها شقيق اخر
بكره هسأل نجاة مين هيكون موجود عشان الاتفاق ديه برضوه بنتهم ولازم يطمنوا عليها
فتح باب شقته الخاصه متعجبا من
قدوم شقيقه الذي لم يعد يراه الا قليلا منذ افتتاح المشفي
تعالا يافارس ادخل
فدلف فارس للشقه يتبعه ممازحا
نفسي اعرف ليه مشحططنا كده انت فوق واحنا تحت بتعب انا من الطلوع والنزول
فألتف نحوه فريد يرفع احد حاجبيه بمكر
ده علي اساس اني بشوفك غير ان فيه أسانسير هتتعب ازاي
فأستلقي فارس علي الاريكه يفرد ذراعيه ضاحكا
مش مستهله دول خطوتين
ليجلس جانبه فريد بشفتي تنفرج منها ابتسامه بسيطه
قول اللي عندك انا سامعك
فأعتدل فارس في جلسته وتنهد ببطئ يرتب بعض الكلمات
سلمي قالتلي علي عرض ماما ليك والبنت اللي اختارتها انت مرتاح لتصرفها ده فريد انت محتاج تحب وتتحب انسي الشغل والشقي انت بقيت دلوقتي فريد الصاوي
فمرر فريد يده علي وجهه بأرهاق
الحب مش في قاموسي يافارس وامك عايزه تجوزني فأنا هرضيها واتجوز وكده هخلص ونرتاح
فطالعه فارس للحظات مفكرا
انت شوفت البنت ديه
فشرد فريد في ملامحها فأبتسم فارس وهو يري شرود شقيقه
يبقي البنت عجبتك وكده احنا في بدايه الطريق
فأنتبه فريد لحديثه لينظر اليه بجمود
طريق ايه اللي احنا في بدايته
لتلمع عين فارس بمكر خفي مبتسما
بكره هتعرف
الفصل السابع
رواية عاصفة الحب
بقلم سهام صادق
تركت هاتفها بآلم بعد ان حادثت خالها تسأله اين اصبح هو
فسألتها نجاة بعدما أرتدت ملابسها أستعدادا لقدوم الضيوف
خالك رد عليكي قالك هو فين دلوقتي
فهوت زينه علي المقعد الذي خلفها
قالي انه جاله شغل ومعرفش يجي
ابتلعت نجاة كلمات سبابها
كان بلغنا من بدري بدل ما الناس قربت توصل
وعندما لاحظت دموع زينه چثت علي ركبتيها تخفف عنها
الدنيا تلاهي يازينه لو بابا الله يرحمه كان عايش كان هيفرح اووي
فرفعت زينه عيناها نحوها لتنهض نجاة صائحه
وجدتها انتي فاكره انك مالكيش حد انتي ناسيه مين كان الحج صالح
واندفعت تخرج من باب الشقه وهي تتذكر احدهم
دلفت لغرفته تحمل التقرير الطبي عن القسم الذي تم تعينها فيه
لم تكن تنظر لوجه من يجلس معه ويحادثه ولكن عندما سمعت الصوت الذي تعرفه تماما رفعت عيناها ليقف فارس مقتربا منها
شهد انتي بتعملي ايه هنا
وعندما طالع هيئتها علم انها تعمل بالمشفي فألتمعت عين يوسف وحدق بهم
انتوا تعرفوا بعض
فأبتسم فارس وهو يطالع وجه شهد التي دارت عيناها بعيدا عنهم
شهد بنت خالتي
اتضح كل شئ ليوسف وسبب وجودها في حفل افتتاح المشفي وحرك كفه اسفل ذقنه متسائلا
بنت خالتك وجات تقدم في الوظيفه من غير ما تطلب وسطتك عجيبه
لتصدر نحنحه خافته من شهد التي مدت يدها بالتقرير
ده التقرير يادكتور يوسف
ووضعته علي سطح المكتب ليضحك فارس من هروبها
حسابنا بعدين علي اني اعرف شغلك بالصدفه هنا
فتحولت ملامح يوسف للجمود وهو يستمع لمزاحه معها ونظراته لشهد التي غادرت بصمت
فأبتسم فارس وهو يتنهد
مش هتتغير ديما بعيده عن العيله ولوحدها منطويه
وجلس علي المقعد المقابل ليوسف يحرك رقبته بأرهاق
انا تقريبا بشوفها بالصدف وممكن كل كام سنه
كان يوسف يركز في ملامح صديقه وتفاصيل كلامه عنها ثم تمتم بجديه
خلينا نكمل موضوعنا
لا تعلم لما بدأت تتذكر مشاهد خطبتها من مازن وكيف كان احساسها من سعاده لانها خطبت مثل رفيقاتها وستجرب مثلهم ذلك الشعور وفاقت من شرودها علي صوت نجاة الهامس عندما دلفت للمطبخ
يلا يازينه
وأشارت نحو صنية الضيافه مبتسمه فنظرت زينه لما تحمله بأيدي مرتشعه
لا أثبتي كده وبلاش توتر
وخرجت نجاة أمامها تطالع الجالسين مبتسمه وامينه تنظر نحوهم براحه وبالمثل كانت سلمي ولكن عيناها كانت مركزه علي من ستكون زوجه شقيقها
تعالي جانبي ياحببتي
فأنزاحت سلمي قليلا لتجلس جانبها زينه تخفض عيناها بخجل
وجلست نجاة وقد زاد ارتياحها عندما حرك لها الشيخ جاد كما اتففوا رأسه بالموافقه اذا اعجبه فريد فهي لم تجد غيره تثق به وحنكته كما ان قرابتهم شجعتها لتطلب منه هذا تطلب رغم انها تعلم انه لم يعد يخرج من داره الا للشدائد
ومر الوقت وتم الاتفاق علي كل شئ الا نقطه الزواج الذي تم تحديده بعد شهران من الان فهتف الشيخ جاد
شهرين ازاي يابني العروسه لسا ناقصها حاجات كتير في جهازها
فتنحنح فريد بهدوء
بعدما طالع والدته بأن تلتزم الصمت
ياشيخ انا مش عايزها غير بشنطة هدومها وده مش تقليل منها مش ده شرع ربنا برضوه جهاز العروسه ده مشاركه ومساهمه منها بس مش اجبار عليها
تحدث بحنكه جعل زينه ترفع عيناها نحوه غير مصدقه ان يوجد رجلا هكذا بدء قلبها يخفق مع ثاني فعل يفعله معها
الاول كان المال الذي تبرع به والان يشعرها انها شيئا ثمين وتذكرت عائله مازن عندما طلبوا من زوج والدتها بطريقه غير مباشره ان يجلب لها طقم من الذهب كهديه للعروس في الخطبه مثل باقي عائلتهم فتلك هي عادتهم لم يبخل عليها السيد هشام حتي انه كان سيفعل ذلك من دون طلب
لا تعلم لما بدأت المقارنه بين فريد ومازن ولكن قلبها هو من بدء يقارن وكأنه يريد ان يدخل بقدميه لطريق الحب
تنهدت كاميليا بحزن وهي تقشر البطاطس وتحادث نفسها
يعني ياامينه تسيبي بنتي سهر وتروحي تجيبي لابنك واحده غريبه
وحركت شفتيها بأستنكار
حظكم مايل زي امكم يابناتي
فأقتربت منها سهر بخطوات بطيئه ثم صړخت خلفها
بتكلمي نفسك ياكوكو
فأنتفضت كاميليا وألقت السکين من يدها تشهق بفزع
منك لله ياشيخه
فمالت سهر نحوها تقبل وجنتها متمتمه
عامله اكل ايه النهارده
فهتفت كاميليا بضيق
فريد رايح يخطب النهارده غيرك وبتسألي عن الاكل يابرودك
فجلست جانبها واحتوت يداها بين كفيها
كل شئ قسمه ونصيب ياماما غير ان فريد بعتبره اخويا الكبير وعندي ده احسن من الجواز
فحدقت بها كاميليا بغل
اه هتاخده واحده تانيه شوفي خير ابن خالتك والعز هيروح لواحده غريبه
فتنهدت سهر بسأم من نفس الحديث الذي اصبحت تسمعه
يعني يبقوا ولاد اختي حاجه قيمه واسيبهم للغرب
لتدفع سهر المقعد الجالسه عليه بعد ان علمت ان الاسطوانه اليوميه قد بدأت
واتجهت نحو غرفتها ترمي نفسها علي فراشها وتضغط علي قلبها بآلم
هتفضل لحد امتي مش عارف تصرخ وتقول انك مش شايف غير واحد وبس ومش عايز غيره
دلفت اليها نجاة وعلى وجهها الراحه بعد ان جلست قليلا مع الشيخ جاد بعدما ذهبت عائله فريد الصاوي تتحدث معه وتسمع رأيه بأنصات وحدقت بزينه التي اتكأت على فراشها تتلاعب بخصلات شعرها بشرود
انا كده ارتحت واطمنت اكتر الحمدلله اني فكرت بالشيخ جاد بلا عم مسافر ولا خال مش فاضي
فأنتبهت زينه لحديثها فهمست برقه
بتقولي حاجه يانجاة
فأتسعت عين نجاة ثم لطمت خدها كي تفيق
أنتي لحقتي تقعي في حبه
فلم تتمالك زينه ضحكاتها بعد أن عادت لأرض الواقع
صراحه حبيت قصه حياته وازاي هو فخور بنفسه من غير خجل وهو بيحكي كان ايه زمان
فجلست نجاة جانبها تتلمس اثر الراحه والسعاده في صوتها
نفس الحاجه اللي قالها عنه الشيخ جاد رغم أنه وصل لمكانه كبيره الا انه منساش أصله وولاد الأصول بس هما اللي مبينسوش اصلهم
فطالعتها زينه بصمت لتتسأل
هو ليه انا مشوفتش الشيخ جاد قبل كده حتى في وقت تعب عمي صالح
فهتفت نجاة وهي ترتخي بجسدها فوق الفراش
وقت تعب ومۏت بابا كان
عند ابنه في السعوديه بس جيه زارني يطمن عليا بعد مارجع وعرف الخبر ساعتها انتي مكونتيش موجوده
وتابعت بمحبه لما فعله ذلك الرجل الطيب معها
أول ماروحتله وطلبت منه وجوده فرح وبكى وافتكر بابا الله يرحمه
وتنهدت نجاه بحزن وعندما استشعرت زينه ذلك حاولت تلطيف ما صنعته بسؤالها
ايه رأيك في سلمي
فتذكرت تلك الفتاه التي أحبتها من بعض كلماتها المرحه المحببه
تعرفي في الأول قولت البنت ديه متكبره بس لما