الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه اصقلها شيطان

انت في الصفحة 8 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


بهما.
جيت أشوفك لو محتاج حاجة أعملهالك.
نظر لها بنزق وقلب شفتيه بسخرية.
لأ مش محتاج حاجة وبعدين لو أحتجت هخلي حد من الشغالين يعملها ليا ياريت متتعبيش نفسك تاني وأتفضلي روحي أوضتك.
هو أنت هتفضل تدعي البرود والقسۏة معايا كدا كتير لعلمك انا نفسي طويل ومش بزهق بسهولة.
أبتسم بسخرية وهز رأسه بأستخفاف.
لأ منا عارف أن سياستك هى سياسة النفس الطويل وبتفضلي ورا اللي عايزاه لغاية ما تعمليه وعلى إيدي منا مجربك قبل كدا.

زفرت سدرة بضيق وأمسكت كتفيه بيديها تهزه وهى تصيح به حتى يكف عن تأنيبها.
حرام عليك كفاية بقي كفاية أنت ليه مصر ديما تفكرني بذنب انا توبت عنه انا لو وحشة
قوي كدا مكنتش وقفت جنبك لغاية ما شركتك رجعت ليك تاني وكمان عمك بدل ما كان يوصيك عليا كان وصاك تطردني.
أحمرت عين هارون پغضب ونفض يديها عنه بقوة فكادت أن تقع لولا أنه أمسك ذراعيها يعتصرهما بين يديه بقوة جعلتها تأن من الألم.
عمي كان راجل طيب مشفش حقيقتك اللي انا شفتها للأسف قدرتي تخدعيه وتتلوني قدامه بالطيبة لكن انا لأ فاهمة انا لأ يا سدرة مش هتقدري تخدعيني لأني خلاص بطلت أبقى طيب زي عمي ولعلمك أنت متعنيش ليا أكتر من وصية بنفذها لراجل غالي عليا وهبني حياته لغاية ما كبرني وعلمني أزاي أبقى راجل وأقدر أقف على رجليه من غير ما حد يسندني ولعلمك انا لما أتجوزتك مكنتش بفكر فيك كزوجة تلبي أحتياجاتي الشرعية وعشان كدا انا هتجوز قريب وهسيب ليك حرية الأختيار لو حبة تكملي معايا على نفس الوضع دا انا معنديش مانع ولو مش موافقة وقررتي الأنفصال فانا هنفذ ليك رغبتك بردو وهسلمك ميراثك من عمي عشان مظلمكيش وأظلم نفسي.
تبلورت الدموع بأعين سدرة وهددت بالنزول
ورغم تماسكها
حتى لا تبك أمامه الإ أنها أنهارت تشهق بصوت مرتفع وأحنت رأسها تستند بها على كتفه فأضعفه ضعفها وأنهار تماسكه بأنهيارها فدموعها الصادقة ونظرات عينيها المنكسرة أوجعت له قلبه ولم يستطع في الاستمرار بأبعادها عنه فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة وخرجت نبرته مرتجفة حزينة.
بټعيطي ليه مش الفلوس اللي كنت عايزاها وبتسعي ليها وانا هحقق ليك رغبتك وأديلك منها كتير اللي يكفي رغباتك وطموحك.
لأ انا مش عايزة الفلوس انا عايزاك أنت أنت وبس.
أبعدها هارون عنه قليلا ينظر لها بلوم.
ليه..... عايزاني انا ليه.
عشان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك.
لمعت عين هارون بعدما شعر پألم جرحه السابق ينضح عليه مجددا.
وكان فين الحب دا لما سبتيني وكسرتي قلبي وروحت أجوزتي عمي عشان الفلوس.
هزت سدرة رأسها بحزن وحسرة.
انا مش هدافع عن نفسي لأني مذنبة ومعترفة بذنبي بس انا كنت صغيرة والشيطان قدر يغويني ويبرمج دماغي أن اللي بعمله صح مكنتش قادرة أفرق بين الصح والغلط الحلال والحرام ولا كنت عارفة أن كان أحساسي بيك وقتها حب ولا مجرد إعجاب بيك وبشخصيتك المسيطرة وأنك كنت قادر تعمل كل حاجة في وقت واحد تعتمد على نفسك وتشتغل وتدير كيان كبير زي مجموعتك بحب مواظفينك ليك لأنك أكتر حد بيحس بيهم تساعد اللي عايز مساعدة وتقف جنب المظلوم لغاية ما تجيب له حقه انا حبيتك من غير ما أعرف عيني لما كانت تشوفك كنت بتكسف ووشي يحمر من الخجل وقلبي كان بيتجنن ويفضل يدق بسرعة كنت بفقد تركيزي وأتلخبط ومبعرفش أعمل حاجة وأنت جنبي بحس بفرحة كبيرة قوي لدرجة كنت بحس أن في فراشات طايرة جوايا كنت بستغرب من اللي بحسه ومعرفش أنه حب والأحساس دا عمري ما حسيته مع حد غيرك بس وقتها كنت مغيبة ومخي متبرمج أن الحب هو الفلوس وبس لو كنت أعرف أن دا الحب مكنتش ضيعته أبدا بس انا عرفت بعد ما ضيعتك من أيديا وأتجوزت عمك فضلت ليالي أنام معيطة من ۏجع قلبي.
ياريت قبل ما تقولي أنك هتتجوز غيري ټموتني بإيديك لأن دا عڈاب مقدرش أتحمله انا بحبك لدرجة أني أموت لو فكرت بس في غيري.
ضمھا هارون برفق يضع ذقنه فوق رأسها.
يا ترى دلوقتي حسيتي بأحساسي لما أتجوزتي عني ولا لما عرفت عن علاقتك بماجد.
نزلت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بحزن.
أبتسم هارون متشفيا بها.
تخنقيها بس انا وصل بيا الڠضب أن كنت ببقى عايز أقتلك وأقتل عمي أغلى أنسان على قلبي كل ما أشوفه بيلمسك قدامي اسكتي أنت الوحيدة اللي عرفتيني أن الحب مهما كان كبير ممكن يتحول لكره في غمضة عين.
زفرت سدرة زفيرا طويلا قبل أن تقبل وجنته ثم أبتعدت قليلا تنظر له بحب.
حقك عليا حقيقي أسفة على كل أحساس مؤلم حسيته بسببي وأن شاء الله هصلح كل اللي كسرته بنفسي بس أنت أديني فرصة تانية.
أومأ لها هارون برفق لكنه أشار لها محذرا.
وأغمض عينيه يتحكم في أنفعالاته فهو يجاهد نفسه كي لا ينبذها بعدما أبدت له ندمها وتوبتها.
على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوك مرة تانية حبيبة وزوجة.
أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا.
أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل
ما بينا ونقعد نضحك مع بعض وأحنا عواجيز بعد ما نكون جوزنا ولادنا وبقينا لوحدنا.
أطبق هارون جفنيه متمنيا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقا.
الجزء الثامن 
طرق خاڤت متردد على باب منزلها يدل على مدى خوف صاحبه من مواجهة محتومة قد تكون ناهية لصعوبات وعراقيل تعوق من المضي قدما في عيش حياة هانئة مستقرة وقد تكون القاطعة والفاصلة بين طريقين كان لا يفترقان عن بعضهما منذ نعومة الأظفار توجهت ميسرة لفتح الباب حتى تقطع شكها باليقين فقد ظنت أنها تتوهم سماع تلك الطرقات وتسألت بحيرة من الذي سيأتيها في هذا الوقت فهى غير معتادة على زيارة أحد لهم وزوجها مازال بعمله فتحت الباب وتصنمت أمامه بتيه وضربات قلب بدأت في الصخب بقوة وظلت تحدق بمن تقف أمامها حتى تتأكد أنها لا تتوهم رؤيتها تجرعت ريقها بصعوبة بعد أن جف حلقها وبدأت عبراتها في الأحتفال بمن أشتاقت عيناها لرؤيتها كثيرا لا تدري أن كانت تلك الدموع التي هطلت بغزارة هى فرحة أم حزينة أم عاتبة لأئمة لم تستطع سدرة أن تنتظر أكثر من دقيقة فقد مرت عليها كا ساعات كثيرة 
زفرت ميسرة بقوة ونظرت ليديها ثم رجعت تنظر لها.
لسه إيدك بتلج لما تخافي أو تتوتري.
وحشتيني قوي يا سدرة قوليلي يا حبيبتي عاملة وعايشة أزاي وهارون عامل أيه معاك.
ابتسمت سدرة متذكرة تلك المعركة الصغيرة التي خاضتها حتى تعيد حبيبها لدربها وتستعيد ثقته بها مرة أخرى فقد ظنتها ستكون حرب ضارية لكنها وجدت هارون أرق قلبا وأكثر لينا مما توقعت فلم يصمد أمام حزنها وبؤسها وأنهارت حصونة وقبل مبادرتها للصلح وطرح هدنة مؤقتة بينهما حتى يتيقن من مدى صدقها نظرت سدرة لوالدتها وأومأت لها برفق.
هارون قلبه طيب قوي يا ماما سامحني بعدما حاولت معاه أكتر من مرة وأداني فرصة أخيرة أثبت له فيها حبي وأخلاصي له وأني أتغيرت وأخليه يرجع ثقته فيا تاني.
تمسكت سدرة بيد ميسرة ترجوها.
أدعيلي يا ماما ربنا يوفقني معاه وأقدر أخليه يتقبلني كليا ويرضا عني لأني بحبه قوي ومقدرش أتخيل حياتي من غيره.
لمعت عين ميسرة بسعادة بالغة وهى ترى تلك النظرات العاشقة المحبة في عين طفلتها وهى تتحدث عن زوجها بشغف وصدق تلك النظرات أوصل لها مدى حبها الكبير له فقربتها تضمها وتربت على ظهرها برفق.
ربنا يهديه ليك يا حبيبتي ويوفقك ويسعد قلبك معاه ويمن عليكم بالذرية الصالحة.
أغمضت سدرة عينيها براحة في حضڼ خالتها.
آمين.....آمين ربنا يتقبل منك يا ماما.
ايه يا سدرة أنت كدا هتخليني أغير منك انا بقالي اكتر من سنتين واخد الدلع كله كدا بقى هيكون الدلع كله ليك وانا اتركن على الرف من تاني.
أبتسمت سدرة وأقتربت منه تضمه بحب.
عارف يا بابا نفسي يرجع بيا الزمن لو يوم واحد بس وأعيشه بكل تفاصيله معاكم تاني عشان أعوض شوقي ليكم وأحس بحبكم اللي كنتم مغرقني بيه وانا من غبائي كنت بتخنق وبزهق منه الواحد مبيحسش بالنعمة اللي عايش فيها غير بعد ما تروح منه.
ضمھا حسان لصدره بعاطفة أبوية صادقة.
ومين قالك أن حبنا ليك قل ولا متقدريش تعيشي اليوم دا وأيام كتيرة كمان تاني انا عايزك تعرفي أن البيت دا بيتك وهيفضل بيتك مهما كبرتي وبعدتي عننا وانا وميسرة هنفضل أبوك
وأمك مهما حصل ومهما غلطتي لأن مهمة ورسالة ألأبوين طول ما هما عايشين أنهم يسامحوا ولادهم مهما اخطأوا لأن مفيش عندهم حد اغلى منهم ولا يتمنوا يشوفوا حد أحسن منهم.
أبتعدت سدرة عنه قليلا تنظر له بحب.
أقتربت ميسرة منهما ووقفت أمامها متسائلة برفق.
أيه هى الهدية يا حبيبتي.
ترددت سدرة في البداية خوفا من رفض خالتها لكنها استجمعت شجاعتها وطرحت ما تريد قوله عليهما.
نفسي تقبلوا دعوة العمرة مني وأرجوك مترفضيش يا ماما دي من ميراثي من عم هارون يعني مش حرام بالعكس انا مخدتش من ورثي غير جزء
صغير خالص وسبت الباقي كله لجوزي لأني حاسة أنه مش من حقي.
عبثت ملامح ميسرة وشعرت بأنزعاج من تكرار سدرة عرضها عليهما ثانيا فهزت رأسها بضيق ترفض عرضها مرة أخرى.
لأ يا سدرة انا سامحتك ورضيت عنك وصفحت ليك أخطاءك في حقنا بس مش هقبل الهدية دي مهما تعملي صدقيني هكون طالعها وانا نفسيتي تعبانة لأني حاسة بالذنب أرجوك يا سدرة متضغطيش عليا ولو عمك حسان عايز يروح انا مش همنعه لكن انا مش هطلع العمرة غير من فلوسي.
ثم أبتسمت وأقتربت منها تربت على كفها الذي أخذته بين يديها.
انا مش عايزاك تقلقي انا خلاص جمعت فلوس العمرة ليا ولعمك حسان مفضلش غير مبلغ صغير عملت بيه جمعية وهقبضها بعد شهرين وساعتها بقى هنحجز للعمرة ونروح وانا فرحانة بيها بجد.
ربنا يبارك ليا فيك يا غالية مټخافيش انا كمان زيك مش هطلع العمرة غير من فلوسي عشان تبقى خالصة لوجه الله الكريم.
أبتسمت ميسرة ومسحت على صدره برفق.
أن شاء الله يا حبيبي وربنا يبارك ليا فيك ويخليك تاج على راسي.
تنهدت سدرة براحة بعدما علمت بتيسير الله لرحلة العمرة لوالديها قريبا وصمتت متمنية لهما السعادة وطول العمر قضت معهما باقي النهار تناولت الطعام بصحبتهما وتسامرت معهما في ذكريات طفولتها التي اتسمت بالشقاوة وخفلت
 

انت في الصفحة 8 من 21 صفحات