روايه اصقلها شيطان
انت في الصفحة 21 من 21 صفحات
بقدوم حمدي ومعه سهيلة ونبيلة فأستقبلتهم بسعادة وظلت تتحدث معها وتسألها عن حالها وحال صغارها طمأنتها نبيلة أنهم جميعهم بخير ولا ينقصهم سوا وجودها معهم كما تعرفت سدرة على سهيلة وأحبتها فهى تحمل طيبة والدتها كما تحمل ملامح وجهها وفي ناحية أخرى ملئ الحزن قلب هارون لأنه ظن أن سدرة مازالت غاضبة منه وترفض مسامحته فترك الحفل وذهب ينفرد بنفسه في مكان منعزل في حديقة الدار الأمامية وعندما أفتقدت سدرة تواجده
قصدك ايه يا طنط انا مبدورش على حد.
غمزت لها زهرة بطرف عينها.
منا عارفة بس روحي إلحقيه قبل ما البت الملزقة على رأي خالتك تسبقك وتاخده منك.
ثم أعطتها ظهرها تواصل حديثها مع نبيلة وميسرة وبترت حديثها معها حتى تذهب له أغتاظت سدرة منهم وقررت الذهاب له لكي تضع حد لتلك المهزلة وتطلب منه الطلاق فيكفيها ما جعلها تشعر به وتعانيه في الأيام القليلة الماضية وقفت أمامه مرتبكة ومتوترة ونسيت ما جاءت لتقوله نظر لها هارون بضيق ثم ترك المكان ودخل للمبني حيث توجد غرفة مكتبه
أنت مبتردش عليا ليه يا هارون.
هز هارون رأسه برفق.
وعايزاني أرد عليك ليه......
أيه اللي بينك وبيني عشان نتكلم فيه.
مفيش صح.
أقتربت منه سدرة وهى تشير له بسبابتها.
لأ فيه وفي كتير كمان بس أهم حاجة دلوقتي أنك تطلقني فاهم.
ضړب هارون سطح مكتبه پغضب عدة مرات وصاح فيها.
كفاية بقى كفاية أنت أيه مبتحسيش.
عايزة أيه هه.......
عايزاني أطلقك حاضر هطلقك بس الأول أخد حقي منك يا سدرة.
حاولت سدرة التملص منه لكنها لم تستطع فصاحت به.
أنت ملكش حقوق عندي فاهم أنت واحد خاېن ما صدقت أنك تخلص مني عشان يخلالك الجو مع غيري.
أتسعت عين هارون بحدة وأشار لنفسه بسببته وهو يبتعد عنها.
وبعدين أمتى خلصت منك دا انا من يوم رجوعك وانا بعمل كل حاجة تريحك ومش راضي أضغط عليك ترجعيلي وبقول كفاية اللي هى شافته تقومي تتهمني بالأتهام ده انا هقولهالك تاني وتالت وعاشر انا لو مش عايزك هسيبك عادي وأخد اللي قلبي يرتاح لها لكن الظاهر أنك لغيتي عقلك ومش عايزة تشوفي أو تفهمي غير اللي ظنك السيء مصورهولك وبس.
أنت كداب أيوه كداب بأمارة ست شاهندة اللي راحة جاية متعلقة في دراعك تقدر تقولي قربها منك دا ليه.
أرتفع حاجبي هارون بدهشة ورفع أصبعه يشير إلى الخارج.
تقصدي أيه دي شا........
أنت بتغيري عليا يا سدرة.
لمعت عيناها بحزن ورفعت وجهها له تسأله
أيه مش من حقي أغير على جوزي.
تشكلت أبتسامة على وجه هارون وأومئ لها برفق.
أختك في الرضاعة!!!!.....
أومئ لها هارون بإيجاب.
أيوه أختي هى مولودة بعدي بكام شهر وكنا جيران وكانت مامتها صاحبة ماما جدا ولما مامتها تعبت وقت ولادتها ماما رضعتها طول
الفترة اللي كانت مامتها تعبانة فيها.
أسفة يا هارون بيه أصل سليمان وقع لعبته وفكر أن حمادة هو اللي خدها منه وانا روحت جبتها ليه.
أومئ هارون لها وأشار لها محذرا.
ماشي بس خدي بالك لتاني مرة ومتبيش طفل يضرب أخوه بعد كدا.
هزت رأسها بتأدب.
حاضر يا هارون بيه.
بقولك ايه أحنا هنا مش هنخلص من الدوشة تعالي معايا.
حاولت سدرة توقيفه.
استنى يا هارون أنت رايح فين الحفلة لسه مخلصتش.
لم يستجيب هارون لأعتراضها وسحبها خلفه بالقوة.
بالنسبة لينا خلصت ثم انا عندي كلام كتير عايز أقوله ليك قبل ما تحصل لينا مصېبة تانية انا أكتفيت.
أتسعت عيناها بدهشة ثم همست له.
مممم كنت عارفة أنك أنت اللي جايبه لما شوفت أسم الدار ولأستايل بتاعه نفس ذوقك.
طيب ليه ماما قالت أنها هى اللي أشترته ليا.
رفع حاجبيه متعجبا فهو لم يطلب منها ذلك.
معرفش قالت ليك ليه كدا بس أكيد عندها أسبابها.
أومأت سدرة قليلا وقالت لتغيظه.
مممم....... يمكن قالت كدا لما رفضته في الأول عشان عرفت أنه منك.
ضيق هارون حدقتيه بمكر.
ممممم رفضتيه عشان مني تمام وانا بقى هعرف أعاقبك أزاي عشان تبقي ترفضي حاجة مني.
عقصت سدرة حاجبيها بنزق.
مش كنت زعلانة منك.
مفيش زعل ما بينا تاني أبدا فاهمة.
انا أسف يا سدرة.
رفعت سدرة رأسها تنظر لها متعجبة.
أسف.......... أسف على أيه!........
زفر هارون بقوة يخرج انفاسه الجاثمة على صدره.
أسف على ظني السيء فيك قبل كدا بصراحة أكتر
متزعليش يا حبيبتي انا عاهدت نفسي أن ميكنش فيه بينا كڈب أو حاجة مخبينها في نفسنا خوفا من أنها ټجرح حد فينا كان لازم أصارحك وأعتذر منك ونصفي نفسنا قدام بعض عشان نبدأ صفحة جديدة مفيهاش حاجة تشوه منظرها.
زفرت سدرة بحزن وأومأت له.
وانا مش هقولك أني مزعلتش بس انا السبب اللي خلاك تظن فيا كدا فانا هعتبر زعلي دا عقاپ ليا على فعل غلط عملته وانا مش مدركة عواقبه كان كل همي وقتها أرضي واحد كنت فاكرة أني بحبه ونسيت أن رضا ربنا أهم من كل حاجة والحمدلله أنك اتأكدت من أنك أول راجل في حياتي.
وأغمضت عينيها تمنع دموعها من النزول.
ثم نظرت له بحزن.
فاكر يا هارون عمك ليلة ما ماټ قالك أيه.
أومئ لها هارون بإيجاب.
طبعا فاكر وفاكر لما وصاني عليك وقالي دي بنتي خلي بالك منها وفاكر كمان وصيته ليه أني أديكي فرصة تانية ومتخلاش عنك لأنك لسه صغيرة وساذجة وأنضحك عليك من شيطان عرف يطوعك لخدمته وعملك مسح مخ خلاكي متفرقيش ما بين الصح والغلط.
لمعت عين سدرة بحزن وهى تتذكر تلك الليلة.
وانا عمري ما هنسى كلامك ليا ليلتها ولا القلم اللي ضړبته ليا وأنت بتحذرني وبتقولي مشفش وشك طول منا موجود في البيت ده ومتخرجيش من أوضتك من غير أذني عشان منساش وصية عمي وأقتلك.
ثم أكمل بنبرة غاضبة.
كنت مقهور منك قوي وقلبي مكسور منك يعني أبقى محرم على نفسي الحب عمري كله ويوم ما قلبي يقع فيه تطلع حبيبته خاېنة وتسيبه لو تعرفي وقتها حبيتك قد ايه وتعلقت بيكي قد
حقك عليا انا كمان يا حبيبي بس حقيقي مكنتش في وعيي وكنت منساقة ورا شيطان زي ما عمك قال بس والله انا كمان حبيتك يا هارون ومحستش بده غير بعد ما أتجوزت عمو هارون فضلت ندمانة وحزينة وکرهت نفسي وكل حياتي لأني ضيعتك وضيعت حبك مني.
ضمھا هارون برفق ومسح على ظهرها.
خلاص يا حبيبتي انسي المهم أن أحنا مع بعضنا خلاص وأن شاء الله مفيش حاجة تفرقنا عن بعض تاني.
قبلت سدرة صدره وأغمضت عينيها بسعادة.
أن شاء الله يا نور عيوني.
أكتشفت أصابع سدرة طرف سلسلة في عنق هارون فتعجبت كثيرا فهذه ليست عادته نظرت له وسبابتها وأبهامها يعبثان بها.
من أمتى وأنت بتلبس سلسلة يا حبيبي.
أبتسم هارون ووضع يده على قفل السلسلة يفتحه ثم سحبها ووضعها في يدها.
السلسلة دي كانت السبب في أنقاذ حياتي من المۏت.
نظرت سدرة في يدها تتأملها فأتسعت عينها پصدمة ثم نظرت له.
دي سلسلتي وكانت ضايعة مني لقيتها فين.
أغمض هارون عينيه متذكرا لحظة عثوره عليها وأصابعه تتجه لأثر الچرح الظاهر
في صدره.
متزعليش مني يا شاهي على الي عملته معاك انا كنت بهزر يا حبيبتي.
مسدت شاهندة على ذراعها برفق.
بس حضرتك هزارك تقيل شوية يا طنط.
وضعت ميسرة يدها على فمها بحرج ثم بررت لها سبب ما فعلته.
ما هو أنت السبب يا شاهي فضلتي لازقة لهارون طول الوقت وعماله تقولي له يا بيبي يا بيبي فانا كنت متغاظة وهطق منك فكرتك عايزة تاخدي هاروني من بنتي.
صاحت شاهندة بدهشة.
What?.
أشارت لها ميسرة تهدأها.
من غير وطوطة أهدي منا خلاص عرفت أنك أخته في الرضاعة.
هزت شاهندة رأسها بضيق ورفعت يدها اليمنى والتي يوجد بها خاتم خطوبة في بنصرها.
وغير دا كمان انا مخطوبة وفرحي قريب.
هزت شاهندة رأسها بضيق.
والله يا طنط انا ما بعمل رچيم خالص وباكل كل حاجة ومفيش فايدة وبصراحة نفسي مناطق معينة عندي تزيد شوية.
هزت ميسرة رأسها بتفكير ثم تأبطت ذراعها ومشت معاها.
يعني أنت عايزة تتخني شوية.
أومأت لها شاهندة بإيجاب.
أوف كورس يا طنط نفسي.
غمزت لها ميسرة بطرف عينها.
يبقى أنت يلزمك حلتين تلاتة مفتقة على حلتين تلاتة سد الحنك.
رفعت شاهندة حاجبيها بتساؤل.
يعني الحاجات اللي قولتيها دي هى اللى هتخني.
هزت ميسرة رأسها بتأكيد.
طبعا يا حبيبتي خدي مني كلامي ثقة ومدوريش ورايا.
أبتسمت شاهندة بفرحة.
أوكيه قوليلي بقى الحاجات دي بتتباع فين عشان اشتريها.
شهقت ميسرة بعتاب.
ههاااا ودي تيجي بردو دا انا هعملهملك بنفسي.
أبتسمت لها شاهندة بأمتنان.
ثانكس طنط مش عارفة أشكرك أزاي.
هزت ميسرة رأسها بنفي.
لأ يا حبيبتي انا مش عايزة شكر دا أقل حاجة أعملها لك على بواختي معاكي.
جلست زهرة تضحك على ميسرة وما تفعله بشاهندة تلك البريئة الساذجة ثم نظرت لحمدي تسأله.
ها يا حمدي حددت فرحك مع الحاجة نبيلة.
أومئ لها حمدي بابتسامة.
أه يا ماما أن شاء الله حددناه بعد شهر على ما تكون جت من اسكندرية هى وبناتها وأستقرت هنا في الشقة اللي هارون أدهالها وكمان تكون أستكملت السوبر ماركت بتاعها هو لسه ناقص له حاجات بسيطة وتفتتحه بأذن الله.
هزت زهرة رأسها برضا.
ربنا يبارك له هارون أنه أقنعها تقبل مساعدته ليها وكمان تسيب بلدها وتيجي هنا عشان ترتاح من پهدلة وشقى شغلها.
أبتسم حمدي لها.
هارون طول عمره راجل ومعروف بجدعنته وصمم على مساعدة طنط نبيلة ورفض أني أحط قرش من معايا وبيعتبر أن اللي عمله ليها حاجة بسيطة قصاد مساعدتها ووقفتها جنب سدرة وهى متعرفهاش والحمد لله أن كل حاجة عدت على خير وسدرة وهارون أتصلحوا ورجعوا لبعض وانا خلاص هتجوز سهيلة.
استقرت الحياة بسدرة مع حبيبها بعد سنوات عجاف لم ترى فيهم سوا الحزن والبكاء والهجر والخذلان وقد من الله عليها وأستجاب لدعائها الدائم في جوف الليل وحملت في رحمها نطفة من صلب زوجها لم تكن أمنية سدرة وحدها بل كانت أكبر أماني هارون
أن يكون له طفلة تشبه أمها وها هى الأمنية قد تحققت وستصل سارة قريبا لتنير حياة والديها وتملأها سعادة وسرور وأختارت لها سدرة أسم والدتها الراحلة تيمنا به تزوج حمدي وسهيلة واستقرا في حياتهما برفقة والدته التي كانت تقضي معظم وقتها في دار سدرة لرعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة برفقة ميسرة وحسان فقد وجدوا جميعهم سلواهم وراحتهم حيث يوجد هؤلاء الأبرياء الذين حرموا من نعمة الأهل فكانوا لهم عوضا عنهم أنتهت قصتنا عن فتاة كادت تضيع عندما سلمت نفسها لشيطان الغوى يضلها ويبعدها عن دينها وخلقها التي تربت عليه ولولا أن أرسل الله لها ذلك الراهب الذي
كان بمثابة ناقوس دق في ساعة الخطړ حتى ينبهها ويرجعها عن
طريق أخره هلاك فكان لها ملاكا حارسا أرشدها وأعادها إلى الطريق الصحيح أتمنى أن تنال روايتي بجزئيها أعجابكم وأن تكونوا أستفدتم منها ولو قليلا دمتم بخير ودام جمعنا سويا.
تمت بحمد الله وتوفيقه.
الكاتبة سماح سماحه
أصقلها شيطان.