جواز اضطراري
لم يعلم ماذا عليه أن يقول فلم يستطع لسانه أن ينطلق سوى بكلمة آسف هزت مريم رأسها ثم أدخلها غرفتها سريعا وهرب هو الآخرإلى غرفته أما هي
ف لقد جرحتها كلمة
آسف كثيرا على ماذا يعتذر هل على تقبيله لها أم على تركه أياها ف بدلا من أن يخبرها بمدى حبه لها وشوقه إليها فقط يقول آسف وكأنه ارتكب جرم أو معصية وكأنها ليست زوجته ظل جسدها ينتفض حينما تذكرت تلك اللحظة فلقد كانت بداخلها مشاعر حب مكبوتة له وقد خرجت في تلك اللحظة
أما أدهم في غرفته انتابته أحاسيس عدة من تأنيب ل نفسه ومن تأنيب آخر على تركه إياها وهو يعلم انها تحتاجه وهو يحتاجها لكن هناك شيء ما بداخله يدفعه بعيدا عنها ثم يعود فيقول ما فعلته هو الصواب من أجلها هي ومن أجلي أنا لكن كان على ألا اقترب وأنا متأكد من حبها لي وتذكر حينما ذهب لبيت والديها لإحضار ملابسها من هناك كانت هناك أجندة تخصها قد طلبت منه إحضارها وقد أخبرته أنها تخص والدتها وتحب أن تقرأ فيها لتتذكرها وحينما فتح الدرج ليأخذها وقعت منه على الأرض وبالصدفة البحته فتحت على أخر صفحة كانت تكتبها مكان موضع القلم الذي كان بداخل الاجندة وحينما وقعت عيناه على أسمه قرأ السطور الأخيرة التي كانت مكتوبة علم أن الأجندة تخص مريم نفسها وليست والدتها كما قالت ما قرأه كان اعتراف صريح منها أنها أحبته لكنها تخشى تقلباته لم يكمل قراءة مذاكراتها لأنه اعتبر ذلك اختراق لخصوصيتها وانتهاك لها كما أنه لايريد التعلق بها أكثر لا يريد أن يقرأ ما يجذبه إليها ويحببه فيها أكثر فأغلقها واحضرها لها دون أن يخبرها أنه قرأ اعترافها بحبه لكن ما فعله تلك الليلة سيعذبها أكثر ظل هكذا طيلة ليلته وأخيرا قرر تجاهل ما حدث وتمنى أن تتجاهل هي الآخرى تلك اللحظة التي أفصحت عما يختلج في قلبه هو الآخر الشيء الذي حاول كثيرا في أخفائه
وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة
مريم أنتي جيتي أمتا
لسة جاية دلوقتي في أيه
لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من الدموع تتساقط متدافعة تعبت تعبت أوي يا مريم تعبت من كتر الضغط اللي عليا ضغط من جوزي وحماتي جوزي اللي ماشي ورا كلام مامته لمجرد أنها أمه يبقا صادقة وأنا كدابة مهما حصل لمجرد أنها أمه يبقا حقها تهني وتغلط فيا كل شوية هو لو كان بيحبني كان حافظ على كرامتي بس هو عمره ما حبني هو أصلا عمره ما حب حد هو أناني أناني أوي يا مريم تخيلي لو كنت عايزة اشتري هدوم بشتري من مرتبي لو حبيت أجيب هدوم للولد أوحتى نجيب أكل من بره بردو من مرتبي بالرغم أن مرتبه ماشاء الله كبير لكنه هو بيصرف على نفسه وبس لكن أنا والولد أقل القليل أو مش بتشتغلي اصرفي من مرتبك ف أول جوازنا كان مقعدني في البيت ولما كنت بحب أشتري حاجة كنت بطلبها من بابا تخيلي أن بابا كان بيديني مصروف شهري عشان لو احتجت حاجة متكسفش اطلبها منه ويبقا معايا فلوس بتاعتي هو عمره ما فكر أنه يسبلي فلوس ليا أصرف منها بالعكس كان بيحاسبني على كل مليم صرفته فكرت في الطلاق بعد كل اللي حكتهولك واللي بيحصل أكتر منه أضعاف مضاعفة لقيت نفسي بتحط تحت ضغط تاني بس المرادي من أهلي اللي مش عايزني أطلق عشان كلام الناس والپهدلة طب هو أنا دلوقتي مش متبهدلةهو كل اللي بيحصلي من جوزي ده مش پهدلة طب لما حماتي طول الوقت بتنتهك خصوصيتي بتدخل بيتي وتفتش وتلعب ف
عارفه يا مريم أنا متجوزة محمد بقالي 8 سنين لو عديت الأيام اللي عشتها في هدوء مش هيكملوا أسبوع تفتكري علاقة زي ديه أكمل فيها بس عشان الناس لأ طز بقا وألف طز اللي مضايق يروح يعيش مكاني خلاص كفاية كده بقا
نور حبيبتي محدش لازم يقررلك حاجة ومحدش هيعيش مكانك أنا مش هقولك اتطلقي أو لأ لأنك أدرى بحياتك مني لكن هقولك حاجة واحدة بس أنا معملتهاش أهم حاجة تبقي مبسوطة شوفي أيه اللي يبسطك وأعمليه وحاجة تانية أهم لو خدتي قرار الطلاق واتطلقتي اللي حواليكي هيفضلوا يطالبوكي بتنازلات كتير لمجرد أنك مطلقة أوعي تتنازلي أبدا فاهماني لأنك لو اتنازلتي مرة هتفضلي تعاني طول حياتك صدقيني والله
أومأت نور رأسها بالايجاب ثم قالت عندك حق
مرت الساعات التالية مكتظة بالعمل وانشغل الاثنان بالحالات الطارئة وانشغلت مريم عما حدث بالأمس حتى وإن كان حديث نور آلمها هي الآخرى لأنها قد ذاقت من نفس الكأس من قبل
انقضى اليوم وكانت مريم قد أنهكت للغاية جاءها أدهم وصارا معا حتى سيارته وعادا سويا لمنزلهما وخلت جلستهما في السيارة ايضا من الحديث إلا ب كلمات مقتضبة وسريعة
أخبرها أدهم أن سيعد طعام الغداء ويتركها تستريح في غرفتها قليلا لأنه يبدو عليها الإرهاق الشديد وافقت على اقتراحه أولا لأنها فعلا بحاجة للراحة ثانيا لأنها لا تود البقاء أو الحديث معه طويلا
انتهى أدهم من إعداد اطعام وطرق باب غرفتها وجاءت هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها
مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما ما حدث تلك الليلة التي باعدت بينهما بدلا من أن تقربهما
كانت دينا لا تكف عن سؤال مريم هل ما زال زواجكما صوريا وكانت مريم في كل مرة ترد بنفس الأجابة وسيظل صوريا نحن أبناء عم فقط يا دينا لا
تهتمي
وسيف لا يكف هو الآخر عن الحديث مع أدهم في نفس الموضوع وكان رد أدهم مماثل لرد مريم ولكن سيف ودينا لم يكفوا عن ذلك ألبتة وأخيرا جاء يوم حفل زفاف هذا الثنائي المرح
كانت مريم قد أختارت فستان من اللون الذهبي ذو الأكمام مصنوع من طبقتين السفلية من الستان الذهبي وفوقها تغلفها طبقة من الشيفون تبدأ أسفل منطقة الصدر التي يوجد عل جانبيها رسمة رقيقة من الجبير كان الفستان رائعا حقا كانت تشبه الأميرات تماما لكنها محجبة ولكن حجابها هذا أضفى عليها براءة وجمال أكثر رفضت مريم وضع أي من مساحيق
التجميل حتي مع إصرار دينا عليها ل وضع لمسات خفيفة منها كانت مريم مع دينا طيلة يومها ولم يرها أدهم منذ الصباح الباكر وكانت لم تريه الفستان التي أشترته لأجل حفل الزفاف وأخبرته أنه سيراه وهي ترتديه كانت تفضل أن تجعله مفاجأة له وكان هذا اقتراح من دينا التي أخذت منها الفستان وجعلته مع فستان زفافها حتى لا يراه أدهم ويتفاجيء بها يوم فرحها هي وسيف كانت تعلم أن مريم ستكن رائعة في ذلك اليوم في ذاك الفستان وبالفعل حدث ذلك بل أن دينا