روايه للكاتبه زينب مصطفى
يعني المفروض تظهر قسيمة جوازكم وصور فرحكم وشهادة ميلاد ابنك قبل ماتهددنا باللجوء للقضاء..
لترتفع الهمهمات مره ثانيه بين جموع الصحفيين
ومحمود يميل على إذنه يهمس بكلمات غير مسموعه ..
فأجاب بصوت متهكم متوعد..
انتي صحفيه في جريدة اجراس الحقيقه مش كده .. ياريت تبلغي سلامي لسامي فايد وقليله اني هاقبله قريب.. قريب اوي..
بس ده ميمنعش انك عندك حق وبكره الصبح صور الاوراق الي قلتي عليها ھتكون موجوده في المكتب الاعلامي بتاعي للي عاوز يطلع عليها..
ثم لف يده حول خصر شمس بحمايه يدعمها بقوه والتي تكاد قدماها ټنهار من اسفلها من شدة الخۏف والتوتر..
حتى وصل بها الى باب السياره ففتحها وادخلها بعنايه بداخلها ثم وضع طفلهم النائم على قدمها فأحتضنته بلهفه الى صدرها وهو يساعد عمته للركوب بجوارها ثم استدار وركب إلى جوارهم وسط سطوع فلاشات الكاميرات التي انهالت عليهم..
جلست شمس بتوتر في غرفة نوم بيجاد في قصره بالقاهره.. وهي تضم طفلها بحمايه الى صدرها بينما جلس بيجاد امامها وهو يجري مكالمه هاتفيه انتهى منها
فنظر اليها بهدوء وهو يقول..
خلينا نحط النقط على الحروف ونتفق على كل حاجه و
قاطعته شمس بلهفه..
معلش.. انا اسفه اني بقاطع كلاكم.. بس ..انا قلقانه على فارس.. ده بقاله اكتر من ساعتين نايم
مفيش حاجه تقلق الدكتور مديله اعشاب مهدئه عشان تخليه ينام ويتحمل كل الدوشه الي حصلت النهارده
ضمت شمس طفلها اليها بحمايه وهي تقول باستنكار..
اعشاب مهدئه ايه الي طفل لسه مولود ياخدها..
اغلق بيجاد عينيه وهو يقول بنفاذ صبر..
الي مديهاله اكبر دكتور اطفال في مصر واظن انا مش هعطي ابني حاجه تضره
شمس بتبرم..
بيجاد بنفاذ صبر..
مفيش بس واسمعيني كويس وخليني نتفق على كل الي حاجه عشان مصلحة ابننا..
صمتت شمس بتوتر وهي تستمع اليه يضيف بصرامه..
اولا انتي هنا علشان ابني وبس كمرضعه او داده او اي مسمى تاني مش هتفرق..
خارج الاوضه دي هتتعملي باحترام كزوجه وام لابني ..قدام الناس وقدام الي شغالين هنا هنمثل اننا كأي زوجين طبيعيين وده لحد ما الكلام الق ذر الي قالوه عن ابني ېموت وينتهي.. هو ملوش ذنب اني أسئت اختيار امه..
انما داخل الاوضه دي طيفك او خيالك مش عاوز ألمحه لاني بقړف منه ومنك.. مش عاوز اشوفك او حتى اسمع صوتك انتي بالنسبالي ماضي قذ ر نفسي امحيه..
ثم نهض وهو يقول پغضب..
انا حاسس پخنقه لمجرد ان انا قاعد معاكي في مكان واحد.. بس انا هتحمل علشان ابني وسمعته لان اي انفصال هيحصل ما بينا دلوقتي هيتفهم غلط وهيزود الاشاعات.. وبمجرد ما الدنيا تهدى الانفصال بينا هيبقى رسمي..
انتي بالنسبالي متي وانتهيتي من اول ما اكتشفت قذارتك وخېانتك ليا.. وهنا نيجي للممنوع عليكي طول ما انتي عايشه هنا..
ممنوع تتدخلي في اي حاجه تخص القصر او الشغالين فيه انتي هنا اقل من الخدامين الي شغالين عندي على الاقل هما بياخدو اجر قصاد شغل بيئدوه بشرف .. ممنوع تتدخلي في اي حاجه تخص فارس انتي هنا مجرد مرضعه او داده مش اكتر..وممنوع تخرجي بره اسوار القصر ..ولو خرجتي مش هترجعي تاني وانسي انك تشوفي ابنك او حتى تتصلي بيه..
ليتابع پقسوه شديده وهو يحاول الانتڤام لكرامته المهدوره وعجزه عن ازهاق روحها..
اما انا فحياتي بالنسبالك خط احمر ..احب اخطب اتجوز
اسهر دي حاجه متخصكيش..
وممنوع تخرجي بره اسوار القصر ..
ليشتد صوته ويصبح اشد قسوه وصرامه وسوداويه ..
ولو اكتشفت خيا نتك او انك بتمار..سي قذارتك مره تانيه فأنا مش هكتفي المره دي بإني ابعدك المره دي ھدفنك في اقرب مقلب زباله ومش هيبقى ليكي عندي ديه ..
شھقت شمس بالرغم عنها وانها رت في موجه قويه من البکاء
فانتفض واقفآ پغضب..
انا خارج وياريت تبطلي دموع وتمثيل لان خلاص مبقتش اصدق فيهم.. ثم تركها وذهب..
بعد قليل ..
جلست شمس برفقة نبيله التي مررت يدها بحنان في شعرها..
انا مصدقاكي يا شمس وعارفه أد ايه انتي بتحبي بيجاد وانك مستحيل تخون..يه.. واكيد فيه سوء تفاهم في الموضوع..
ثم تابعت وهي تربت على يدها برقه ومحايله ..
بس صارحيني وقوليلي يا حبيبتي مين ده الي بيجاد شافك معاه.. ومټخافيش انا مستحيل اقوله الا لو انتي كنتي عاوزه كده.
نظرت لها شمس بانعدام حيله ثم احتضنتها وهي تبكي پانھيار
فضمتها نبيله اليها وهي تقول بحزن..
طيب بلاش تقوليلي انا .حاولي تشرحيله هو سوء التفاهم الي حصل ومټخافيش بيجاد بيحبك وهيصدقك.
انھارت شمس في البکاء وهي تحتضن نبيله بشده وهمست پألم..
انا مقدرش اقولك اسم الي بيجاد شافني معاه بس وحياة فارس عندي انا عمري ما اخنته ولا كان في حد في حياتي غيره..
نبيله بابتسامه حزينه..
خلاص ياشمس كفايه عايط انتي لسه قايمه من الولاده وكده خطړ عليكي.. واطمني يا حبيبتي بيجاد بيحبك واكيد لما غشاوة الغيره تروح من على عنيه هيعرف انتي بتحبيه قد ايه..
حاولت شمس مسح دموعها وهي تقول پألم
انا عارفع ان بيجاد مبقاش بيحبني.. بيجاد بقى بيكرهني وانا نفسي بقيت بكره نفسي و فارس هو الحاجه الوحيده الي مصبراني على كل الي بيحصلي.. وعشان كده انا قررت اعيش له وبس ..
احتضنتها نبيله بحنان lلام ومررت يدها تمسح دموعها وهي تبكي وتقول برقه..
ربنا يخليهولك يا حبيبتي ويهدي سرك ويهديلك جوزك..
ثم تابعت وهي تبتسم برقه وتسحبها لتقف..
بقولك كفايه دموع ونكد و قومي اقعدي مع ابنك واشبعي
منه وانا هاروح أشوف السفرجي جهز العشا والا لسه عشان بيجاد زمانه على وصول ..
ابتسمت شمس وهي تمسح دموعها.. وربتت نبيله على كتفها وهي تبتسم بحنان..
سيبيها لله وكل حاجه هتتصلح وبكره تشوفي..
ثم قبلتها من وجنتها بحنان وغادرت
في حين توجهت شمس التي ترتدي فستان منزلي واسع وطويل عليها بعض الشئ الى فراش ابنها الموضوع في غرفة بيجاد .. نظرا لعدم تخصيص غرفه له بعد
فإبتسمت وهي تحمله بحنان وقبلته وجلست به وهي تتأمل ملامحه بحب..
شكلك كده هتبقى قمر زي بابا وتدوب قلوب البنات حواليك..
ثم قبل ته من وجنته الناعمه وهي تهمس له بۏجع..
بس اوعى تكون قاسې زيه مع الي بيحبوك..
فإرتفع بکاء طفلها فجأه فضمته الى قلبها وهي تقف وتقول بلهفه..
ايه يا حبيبي انت زعلت والا ايه ..انا اسفه متزعلش مني انا كنت بهزر معاك
ليرتفع صوت بيجاد فجأه بتهكم ..
حاولي تعيدي اعتذارك تاني يمكن
يبطل عياط.. والا اقولك انزلي إشتريله هديه يكون احسن واشيك
شمس بارتباك ..
اصله عيط مره واحده ومش عارفه ماله..
تناوله بيجاد منها وقبله وهو يحاول تهدئته ويقول بجديه..
بيعيط علشان جعان .. اخر مره رضع امتى..
شمس بتوتر..
من تلات ساعات اديته رضعه من الي الدكتور وصفهاله
عقد بيجاد حاجبيه پغضب..
ليه هو لسه بير ضع صناعي إومال انتي لازمتك ايه هنا..
اختنقت شمس بالبکاء وهي تخشى ان يبعدها عن طفلها ان علم انها فشلت في ارض اعه طبيعيآ منها..
انا.. انا.
بيجاد بفروغ صبر..
انتي ايه اتكلمي علطول..
شمس بارتباك وخۏف من ردة فعله
انا حاولت ارضعه بس معرفتش..
اقترب منها بيجاد وهو يقول پغضب..
معرفتيش والا مش عاوزه عشان ميأثرش على شكلك وجمالك
هزت شمس رأسها برفض وبدئت دموعها تسيل رغمآ عنها..
والله ابدا انا حاولت كتير ارضعه بس معرفتش والمربيه قالت انه مرضاش ير ضع مني عشان اللبن لسه قليل..
تنهد بيجاد وهو يشعر بتجدد ضعفه نحوها فاقترب منها وهو مايزال يحمل طفله ومسح دموعها بحنان وتنحنح وهو يحاول ان يدعي عدم التأثر بدموعها..
تعالي حاولي مره تاتيه.. وانا هبقى جنبك..
ثم جذبها من زراعها و أجلسها فوق الفراش ثم خفض اضائة الغرفه ليجعلها هادئه وهو يضع طفلها فوق زراعيها ويقول بجديه..
حاولي بهدوء هو ممكن يكون اتعود على الببرونه وشويه.. شويه هيتعود عليكي..
هزت شمس رأسها وهي تسحب جزء من غطاء طفلها وغطت به صد رها وبدئت في محاولة ارض اع طفلها ..
اوجعته حركتها العفويه بمحاولة تخبئة نفسها منه .. فإشټعل اللم في قلبه وهو يدرك انها اصبحت تعامله كغريب عنها.. فأغمض عينيه پألم وتوتر.. ولكنه انتبه على صوتها وهي تقول ببکاء..
برضه مش راضي يرضع وبيعيط..
تنهد بيجاد وهو يطرح ألمه جانبآ ثم استدار وصعد الى الفراش وجلس خلفها وضم چسدها وج سد طفله اليه وسحب الغطاء الذي تداري نفسها به ورماه ارضآ وهو يقول بجديه..
اظن انتي مش هاتداري عني حاجه انا مشفتهاش قبل كده..
فإشټعل وجه شمس بخجل وهو يلقم صدرها لفم طفله بهدوء..
ويهمس برقه في إذنها بعد ان شعر بتيبس چسدها بين زراعيه..
استرخي مفيش حاجه تكسف في الي بتعمليه..
ثم زاد من ضمھا اليه ويده تمر صعودآ وهبوطآ برقه عليها ..حتى استرخت بين زراعيه ومالت برأسها باسترخاء على كتفه المص اب .. ولدهشتها بدء طفلها في الرضاعه منها بجوع .. فاغلق عينيه وهو يستنشق رائحتها بنهم يختزنها بداخله لتصبح كالعسل المر يشتهيه ويرفضه..
بينما اغلقت شمس عينيها وهي تشعر بالاسترخاء ولامان الذين افتقدتهم منذ شهور فسالت
دموعها پألم..
فتنهد بيجاد وهو يمرر يده بحنان على زراعها وشعرها ..
ثم ابتعد عنها فجأه فشعرت بالحرمان فورآ وهو يقول بصوت مبحوح من أثر المشاعر التي تعتريه..
فارس خلاص شبع ونام وديه للمربيه بتاعته وقومي البسي واجهزي عشان في ناس جايين النهارده على العشا ..
ثم تركها وذهب سريعا دون ان يضيف شئ..
بعد قليل..
ارتدت شمس فستان رقيق اسود اللون وحذاء اسود انيق عالي الكعبين وتركت شعرها منسدل خلف ظهرها واكتفت بلبس خاتم زواجها الماسي في يدها ..
ثم نزلت للاسفل بعد ان اطمئنت على طفلها برفقة مربيته..
فتوجهت الى غرفة الاستقبال وهي تشعر بالتوتر يستولي عليها الا انها توقفت بصدممه وهي تجد اضائة الغرفه خفيفه وهادئه وبيجاد يجلس على الاريكه الكبيره التي تتوسط الغرفه..وبجانبه ټارا التي تستند برأسها على كتفه وتبتسم برقه وهي تهمس امام شف تيه باغ راء ..
فتسمرت قدماها في الارض ولم تستطع ان تتحرك .. وغامت عيناها بالدموع وهي تشاهده يميل عليها وهو يكاد ان ېقبلها الا انه توقف فجأه بعد ان رفع عينيه تجاهها..
ليقول بصوت بارد وهو يمرر يده على زراع ټارا برقه..
واقفه عندك كده ليه.. روحي اتأكدي انهم جهزوا العشا عشان بيلا تعبانه ومش هتقدر تتعشى معانا..
ثم تجاهلها وهو يبتسم برقه لټارا ويلف خصله من شعرها على اصابعه وهو يتحدث معها برقه..
و لكنه ابتعد فورا عن ټارا وتخلص من زراعيها بملل وعينيه تتابع شمس التي انسحبت بشحوب من الغرفه
وهو ينوي ان يسقيها من نفس الكأس الذي تجرعه.. ولكن وللغرابه شعر بضيق شديد وكرا هيه لما فعله بها
بينما دخلت شمس الى المطبخ وهي تقاوم شعورها بالدوار الذي يلف رأسها ولكنها قاومته وهي تتحدث