اخطائي الجزء الثاني
حلو انا كمان بحبه ومتعود عليه
مش ريحة البرفان .ريحة جسمك
ابتلع ريقه عندما دفعته برفق تمدده على السرير
جف حلقه ثم رفع رأسها بأنامله وقال بنبرة متهدجة
نادين حرام عليك
ابتسمت تلك البسمة الماكرة التي أوقعته بها ثم اقتربت من وجهه بشكل خطېر هامسة بنبرة غريبة هي ذاتها تستغربها
وحشتني اوي يا يامن
قهقهت هي ولكنه كتمها حين ..
اليوم هو اليوم الموعود التي طالما انتظرته بفارغ الصبر فقد اتموا كافة التحضيرات وتم حجز أحد القاعات الصغيرة التي تناسب إمكانياته فلم يقبل مساعدة من فاضل بأي شكل من الأشكال وكم كانت فخورة هي به وبعزة نفسه بعدها فهي لا ترغب في حفل زفاف اسطوري بل كل ما تطمح به هو حفل صغير يسعها بقربه والأقربون لقلبها.
تحفة يا ميرال تجنني
اتسعت بسمتها وهي ترى انعكاسها في المرآة ثم قالت بسعادة تتقافز من عيناها
بجد حلو يعني هعجب حمود
يابت بطلي سهوكة بقى القلوب اللي طالعة من عينك ملت الأوضة
قالتها نغم بمشاكسة مما جعل ميرال تجيبها وهي تخرج لسانها
وماله مهو بقى جوزي جوزي .جوزي
كررت اخر كلمة وهي تدور حول نفسها مما جعلهم يقهقهون على جنانها وتعقب نغم
لتسايرها نادين وهي تتذكر مالك قلبها وتقبل دبلته التي تزين بنصرها بتنهيدة مسهدة
معلش معذورة الحب بيعمل اكتر من كده
رفعت نغم سبابتها بوجههم محذرة
وانت كمان لأ بقولكم ايه انا سنجل راعو مشاعري وبطلوا نحنحة منك ليها
قهقهوا من جديد تزامنا مع دخول محبة التي فور رؤيتها أخذت تبكي من شدة سعادتها لتعاتبها ميرال
اجابتها محبة وهي تكفكف دمعاتها
مش مصدقة يا بنتي إني عيشت وشوفتك بالفستان الابيض
ميرال قائلة
ربنا يخليك ليا يا دادة ويديك طولة العمر علشان تربي ولادي كمان
ربتت محبة على ظهرها بحنو وأخذت تطلق الزغاريد هي وشهد حتى تردد صداها ليبعث البهجة في في الأجواء التي بدأت لتوها حين دلف فاضل إليها كي يصطحبها ليسلمها لزوجها وفور رؤيته إياها دمعت عينه ودثرها متأثرا
مررت ميرال يدها على ظهره بحنو داعية
ربنا يخليك ليا يا بابي
قائلا بغيرة ابوية
هياخدك مني الولد ده
محدش يقدر ياخدني منك أنت حبيبي قبل منه
ابتسم بسعادة متناهية ثم اخذ يدها يعلقها بذراعه وتقدم بها عبر ذلك الرواق الكبير الذي يوصل لتلك القاعة التي سيقام بها الزفاف وحين لمحته يقف من بعيد يواليها ظهره تقافزت ضربات قلبها وتعالت انفاسها وهي تشعر أنها بحلم جميل وكل ما يمر بها هو من نسج خيالها
لثوان وقف كل منهم منبهر بالأخر دون حديث وكأن كافة امانيهم واحلامهم متجسدة أمامهم لتتسع بسمته شيء فشيء مع بسمتها
تعالت الزغاريد تزامنا مع وضعه ليدها بذراعه ثم سيره بها لداخل القاعة
الصغيرة التي تضم عدد قليل من الاقارب والاصدقاء
وقد صدحت أصوات الأغاني الدارجة تعلن عن بدء فقرات حفل الزفاف كما هي متعارف عليها
وقفت تتأملهم من احد الزوايا اثناء رقصهم تلك الرقصة الهادئة حين باغتها هو
عقبالنا يا شهد
ابتسمت قائلة بخجل
إن شاء الله
طب امتى مش هترضي عني بقى
قولتلك إني موافقة بس بعد ما اطمن على حمود وميرال
انا معاك ومستعد استناك العمر كله يا شهد
تهربت بنظراتها منه واشټعل وجهها حرجا من جملته ولم تعرف ماذا تجيب ليزيدها هو عليها
على فكرة أنت مختلفة النهاردة
ابتسمت بهدوء وهي تطالع فستانها النبيذي المحتشم وتسألت بتوجس وهي تتأكد بأناملها من لفة حجابها
حلوة يعني!
لأ.
شهقت متفاجئة في حين اكمل هو برزانة
انت علطول حلوة يا شهد مش النهاردة بس ومش ده اللي اقصده
أمال ايه أنت بتقول فوازير يا كاظم
ابتسم بسمة هادئة على نطقها لأسمه ثم عقب بإعجاب شديد
منكرش الفستان والميكب ظهروا جمالك اكتر بس انا بحب اشوفك على طبيعتك من غير رتوش
فركت يدها متوترة وقالت بتلقائية
والنعمة دي عيونك
حانت منه بسمة مستمتعة على تلقائيتها وهمس بعيون مسبلة
على فكرة عيونك أنت احلى صافية وفيها دفى غريب بيخلي الواحد يرتاح بعد ما يبص فيها
مهلا هل الأرض تدور بها أم ذلك أثر حديثه فقد رفعت نظراتها كالمغيبة ثم ابتلعت رمقها من نظراته التي ارجفت اوصالها وكشفت الستار عن تلك المشاعر الكامنة التي كانت تناست تواجدها من الأساس لتتلعثم بحرج
نهار اسوح براحة عليا ربنا يخليك
تنهد وقال وهو يشمل خجلها بنظرة تعدت الاعجاب بمراحل عارمة
انا مقولتش حاجة لسه يا شهد
شهقت واستنكرت وهي تتهرب من نظراته
كل ده ولسه مقولتش لأ انا همشي من قدامك احسن واروح اشوف البنات
قالتها وهي تهرول من امامه هاربة حتى لا يغدقها اكثر بأقاويله التي تكاد تبعثرها وتفقدها اتزانها.
بينما على الجانب الأخر كانت تجلس بجواره على الطاولة تتنهد تنهيدات حالمة وهي تشاهد ميرال ومحمد يتمايلون على أنغام تلك الرقصة الهادئة ليباغتها هو
تحبي ترقصي
هزت رأسها واسندت رأسها على كتفه قائلة
لأ يا حبيبي أنت لسه تعبان ومش عايزة اتعبك كفاية جيت معايا
انا بقيت كويس على فكرة والدكتور بنفسه قالك كده ليه مش مقتنعة
ايوة مش مقتنعة يا يامن وهفضل خاېفة عليك لغاية متأكد بنفسي أنك أحسن
رفع حاجبه بمكر وتسائل
طب وهتتأكدي ازاي
تنهدت وقالت بعدم معرفة
هاا معرفش
طيب سبيني اكدلك بطريقتي لما نروح
اجابته ببسمة ماكرة
نبقى نعمل مفاوضات ونشوف
قلب عينه وحاول استعطافها
حرام عليك والله انا لو في حاجة تعباني فهو انت
هتبقى مفاوضات سلمية يا يامن
تأهب متسائلا
بجد سلمية من غير شغب ولا احتجاج
هزت رأسها ب لا لتتسع بسمته البشوشة ويقول مشاكسا
طب حيث كده يلا بينا عايز اروح دلوقت بس الاول هوديك مكان هيعجبك
هتوديني فين
متستعجليش هتعرفي
طب خلينا شوية وطالما اعترفت انك بقيت احسن تعالى نرقص الأول
قالتها وهي تجذبه من يده لحلبة الرقص ويشاركون العروسان رقصتهم
أما عنهم فكانوا يتمايلون على أنغام تلك الأغنية الرومانسية الهادئة حين كانت هي تتشبث به وكأنه طوق نجاتها التي لن تفرط به مهما حدث مما جعله يميل على اذنها مشاكسا
هو انت ماسكة حرامي يا ميرال
نكزته برفق بكتفه ورفعت نظراتها له قائلة ببسمة واسعة
اه حرامي سرق قلبي وعقلي وكل كياني
كل ده لأ ده الموضوع خطېر ومش لازم يتسكت عليه
لأ ما انا مسكتش واتجوزته وهحبسه في قفص الزوجية ومستحيل هطلق سراحه ابدا
قهقه هو بكامل صوته الذكوري وطوح رأسه بأستمتاع على حديثها لتهيم بضحكته كعادتها وتهدر قائلة بنبرة تعدت العشق بمراحل عارمة
يخربيت جمال ضحتك والله بحبك بحبك يا حمود
وانا بحبك اكتر يا حلو
أما عن نغم فكانت تجلس برفقة والدها تشاهدهم من موقعها ببسمة هادئة ولوهلة أتى هو برأسها وتذكرت مقابلته لابيها بأحد الايام السابقة و تذكرت ايضا تلك الدقائق المعدودة التي تحدثت معه بها فقد وعدته انها ستستخير ربها ويبدو أن تلك الراحة التي تسكن قلبها مبشرة بالخير. لتتنهد تنهيدة عميقة مطولة ثم تهمس لذاتها
اللهم اجعله سند كسند الرسول لعائشة حين إحتمت خلف ظهره خوفا من أبيها.
كانت الأجواء مبهجة للغاية والسعادة تعم على الجميع لحين انتهى الحفل وكاد يغادر بها لولآ أن فاضل اقترب منه قائلا وهو يربت على كتفه
خلي بالك منها يا محمد ميرال امانة في رقابتك ارجوك حافظ عليها
ميرال في عيني وجوة قلبي يا فاضل بيه متقلقش عليها
ابتسم فاضل بارتياح لتقترب شهد ايضا وتقول بسعادة وبدمعات حانية
مبروك يا ميرال ربنا يهنيكم ويسعدكم يارب
الله يبارك فيك يا شهد عقبالك
لتقترب وتهمس بأذنها
حرام عليك تاخري اكتر من كده أبيه على آخره
نكزتها شهد ببسمة عابرة من بين دمعاتها الفرحة
بطلي عياط يا بركة ولا عايزة تنكدي عليا في يوم زي ده
لا يا اخويا ربنا يعلم أن فرحتي بيك الدنيا مش سيعاها
طب بطلي عياط بقى واديني زغروتة حلوة من بتوعك
أنصاعت له واطلقت زغرودة فرحة مجلجلة
ربنا يخليك ليا يا
شهد
ابتسمت شهد باتساع وأخذت تدعوا لهم وأمنوا الجميع على دعواتها حتى تلك المختبئة هناك التي أتت خصيصا بعد هجر سنوات كي ترى ابنتها التي تخلت عنها يوم زفافها.
غادروا العروسان وانصرف الجميع وإن كاد يغادر هو تجمد بأرضه وهو يراها تسير بخطى وئيدة متعثرة.
في بادئة الأمر هيأ له أن الأمر من نسج خياله ولكن حين دقق بها تأكد انها هي اسرع بخطواته إليها زاعقا بأسمها
صافيناز
توقفت مشدوهة والتفتت له تطالعه بنظرات خاوية ليتحدث هو بشدوه تام
بتعملي ايه هنا!
جاية اشوف بنتي يا فاضل ولا دي كمان عايز تحرمني منها
مش قصدي انا
قاطعته هي
انت السبب يا فاضل انا عمري ما سمحتك
انت اللي عمرك ما حبتيني ولا اتمسكتي بيا وبنتك
انت اللي خيرتني ومكنش عندي استعداد اقضي الباقي من عمري مزلوله ليك علشان بس ترضى غرورك وانانيتك وإذا كان عن الحب ده مش بأدينا وڠصب عننا ملناش سلطة عليه
انا لومت نفسي كتير بعد اللي حصل وصدقيني لو رجع الزمن بينا كنت احترمت رغبتك ومحرمتكيش من بنتك
رددت كلمته بنبرة مريرة
بنتي
ليه مباركتلهاش
هقولها ايه يا فاضل مهما حصل مش هتسامحني إني اتخليت عنها واسبابي مش هتقنعها
انا اخترت حياتي زمان بكامل ارادتي ومنكرش إني عمري ما نسيتها مفيش أم بتنسى ولادها بس مكنتش عندي الشجاعة اواجهها لا زمان ولا دلوقت
سامحيني يا صافيناز انا اللي..
قاطعته من جديد بإقتناع
ده اختياري انا يافاضل ومش ندمانة عليه ومتأكدة أن ربنا عوض بنتي
عن اذنك عزتمستنيني و زمانه قلقان عليا هو والولاد ولازم ارجع على اول طيارة
ذلك آخر ما نطقت به قبل أن تغادر تاركته يبتسم بسمة ساخرة على ذلك الزمن الذي لم يغير بها شيء حتى تفضيلها لذلك ال عزت التي تخلت من أجله عن كل شيء واولهم قرب ابنتها.
ايه رأيك
قالها وهو يقف بها على أعتاب تلك الڤلا الكبيرة التي ابتاعها مخصوص من أجلها
جالت المكان بعيناها منبهرة بكل شيء وتسائلت
رأي في ايه يا يامن الڤلا تجنن بتاعة مين وجايبني ليه هنا!
اجابها بنظرات حالمة
بتاعتنا يا قلب يامن كنت عاملهالك مفاجأة قبل ما.
ابتلع باقي حديثه ولم يشاء أن يتذكر الأمر لتتفهم هي وتقترب قائلة
حبيبي بس ده كتير عليا اوي
مفيش حاجة تغلى عليك
بس انا بحب البيت هناك ومش عايزة اسيبه ده كل ركن هناك لينا ذكرى فيه
بس انت وعدتيني نبدأ من جديد صحيح لينا ذكريات جوة البيت القديم بس انا عايز نعمل ذكريات تانية اجمل من اللي فاتت والبيت ده هيشهد عليها
طب وماما ثريا هترضى
امي المهم عندها تشوفنا مبسوطين واكيد مش هتمانع
تنهدت ببسمة واسعة قائلة بسعادة