الإثنين 25 نوفمبر 2024

اخطائي الجزء الثاني

انت في الصفحة 30 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


من شدة الترف وما تحويه الغرفة من فضيات و مقتنيات وتحف ثمينة تضج بالفخامة والرقي
وبالطبع لا يوجد أي مقارنة بين حياته وحياتها وذلك ما جعله يرتبك قليلا ويزفر أنفاسه دفعة واحدة و يمرر يده على مؤخرة عنقه كي يخفف من ربكته ويهدأ حاله ولكن تناهى إلى مسامعه صوت طرقات حذاء انثوي تقترب من موقعه زادته ربكة على ربكته


حين علم هوية صاحبتها فمن غيرها تلك الصفراء التي يقطر الخبث من عيناها...نهض من جلسته ينظر لها نظرة عميقة مطولة ذات مغزى
جعلت بسمة مستخفة تعلو ثغرها وهي تراه متأنق بشدة و باقة الورود التي جلبها مسنودة على الطاولة الصغيرة لتطالعه بتكبر وتقول ببسمة مستفزة
ليك عين تيجي لغاية هنا
زفر بقوة وقال بكامل صوته الأجش بكل ثقة
انا جاي اقابل فاضل بيه ياريت تديله خبر
قهقهت هي بإستفزاز وتهكمت
أنت مچنون رسمي...أنت فاكر فاضل ممكن يسمعك اصلا
لازم يسمعني ومش همشي من هنا غير لما اقابله
إصراره اغاظها لذلك قالت متهكمة كي تذكره
يظهر أن العلقة اللي اخدتها مكنتش كفاية علشان تعقلك
جز على نواجذه بقوة وهز رأسه قائلا بغيظ
ويظهر برضو شوية العيال اللي بعتيهم ليا مقالولكيش إني طحنتهم وعلمت عليهم و لو مكنوش خدوني من ظهري وعلى خوانة كنت سلمتهم بأيدي وخليتهم يعترفوا أنك أنت اللي وراهم...
زاغت نظراتها وشحب وجهها حين أضاف ايضا بكل ثقة
بس متقلقيش ملحوقة اصل الواد اللي اعتمدتي عليه واد خايب ومفضوح وليه صحيفة سوابق تسد عين الشمس وانا اديت اوصافه بالملي للبوليس وعرفنا هو مين...ليبتسم بسمة واثقة للغاية ويقول متهكما
قريب اوي سنقرهيتقبض عليه ودورك جاي يا دعاء هانم
هزت قدميها بحركة متوترة وقالت بتبجح
مش هتعرف تثبت حاجة يا جربوع وتصدق أنا غلطانة كان لازم اقولهم يخلصوا عليك ويدفنوك في الصحرا علشان تكون عبرة لأمثالك
قهقه محمد بكامل صوته الأجش مستخفا من ټهديدها... لتستشيط هي غيظا قائلة
انت
كادت تسبه لولآ صوت فاضل الذي نفضها
دعااااااااااء....
تعالت انفاسها وتلبست دور البراءة قائلة كي تداري على فعلتها مغيرة سير الحديث
تعالى يا فاضل شوف بجاحة البيه السواق جاي عايز يقابلك
نظر لها فاضل نظرة مطولة لم تتفهم منها شيء ثم أمرها بإنفعال
اتفضلي سبيني معاه...
هو انت هتسمعه اصلا وتقعد معاه!
هز رأسه وكرر بملامح لاتفسر
اتفضلي يا دعاء
دبت الأرض بكعب حذائها وغادرت الغرفة ليجلس فاضل و يدعوه للجلوس قائلا بجدية
جاي ليه اتكلم من غير مقدمات..
اجلى محمد صوته وقال بشجاعة وهو يجلس من جديد 
بصراحة انا جاي اطلب ايد بنت حضرتك
استنكر فاضل
افندم
تمسك محمد برزانته واستفاض بهدوء وبكل ادب
انا...عارف أن طلبي غريب وزمان حضرتك بتقول إني مچنون ونسيت الفوارق بينا بس أنا محتاج حضرتك تفهمني أنا دخلت من الباب وبطلب ايدها رسمي من حضرتك....انا للأسف معنديش ضمانات بس كل اللي اقدر اقوله لحضرتك إني هكون أمين عليها وهصونها وهتقي الله فيها أنا دلوقتي شغال في شركة كبيرة والحمد لله اثبت جدارة وبشتغل كمان شغلانة تانية علشان ازود دخلي... وانا طموحي ملوش أخر وإن شاء الله ربنا هيكرمني
أنت جريء...وطلبك أجرأ...وللأسف مقولتش حاجة اقنعتني مهما كان اللي وصلتله أو اللي هتوصله مش هيغير حقيقة أنك كنت سواق عندي وأنا لا يمكن اجوز بنتي الوحيدة لواحد زيك...
مسد محمدجبهه بأبهامه وسبابته مرتبك من رفضه الصريح له ولكنه لم ييأس وقال بإصرار
فاضل بيه أنا مقدر موقفك كأب وعارف ممكن تكون أخد فكرة غلط عني وتكون مفكر إني طمعان فيها وففلوسك...أنا الحمد لله عيني مليانة وعمري ما طمعت في حاجة مش بتاعتي ولو حضرتك عايز تاخد أي ضمانات عليا أنا معنديش أي مانع علشان اثبتلك حسن نيتي...ليضيف بحرج شديد وهو منكس الرأس
أنا طالب حلال ربنا وعندي أمل فيه كبير وبتمنى تديني فرصه اثبتلك أن فكرتك عني مش في محلها
طلبك مرفوض أنا معنديش بنات للجواز وأي حاجة هتحاول تثبتها متشغلنيش أنا اللي يهمني الشكل الاجتماعي وأظن أنك عارف حجمك كويس ومتخلنيش اجرح فيك اكتر من كده
تناول نفس عميق يحفز به ذاته ويحثها على المثابرة ثم استمات قائلا حين رأه يهب واقفا ينهي المقابلة
فاضل بيه ارجوك...بلاش يكون حكمك قاسې عليا وعليها اديني فرصه...
المقابلة انتهت أنا معنديش وقت اضيعه اكتر من كده...عن اذنك عندي شغل ومتهيئلي أنت عارف باب الخروج منين
قالها فاضل وهو ينسحب من الغرفة ولكن محمد لحق به وقال راجيا پخوف حقيقي وبأهتمام أثار دهشة فاضل
فاضل بيه...هخرج بس لو سمحت بلاش تقسى عليها هي ملهاش ذنب لو عايز تعاقب حد عاقبني انا بس بلاش تحبسهاميرال مينفعش تفضل لوحدها
ضيق فاضل عيناه مستغربا من ذلك الأهتمام والقلق الذي يقطر من حديثه ويظهر جلي بداخل عيناه...مما جعله يشكك قائلا
يظهر أنك تعرف حاجات كتير عن بنتي!
اجابه محمد بنوايا بريئة لا يكمن خلفها سوى خوف عظيم على مالكة قلبه
اعرف اللي حضرتك متعرفهوش علشان كده بترجاك بلاش تقسى عليها و تحبسها
نظر له فاضل نظرة عميقة يستنكر ثقته التي تحدث بها فلا لا أحد يعلم عن ابنته اكثر منه أو هكذا يظن بينما في ظل تلك الأفكر التي تداهم فاضل كان محمد لا يستطيع تفسير نظراته إلا حين قال فاضل بإصرار 
ميرال بنتي الوحيدة ومش من حق أي حد يقولي اعاملها ازاي
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يتركه ويدخل غرفة مكتبه 
ليزفر محمد مستغفرا بسره ويكسو الحزن معالم وجهه ويقف ينظر

لآثاره بخيبة أمل شديدة اكتملت بأقترابها من جديد و قولها پشماتة وكيد لا مثيل له
مستني ايه.....براااااااااااااااا
قالتها بطريقة مهينة وهي تؤشر على الباب بكل عجرفة...مما جعل دمائه الحامية تتدفق لرأسه ويكاد يفعل ما يخشى عقباه ولكنه تماسك وظل محتفظ برزانته المعهودة حتى لا يفسد الأمر أكثر ثم غادر بخطوات ثابتة للخارج وهو يجر خلفه اذيال الخيبة تاركها تربع يدها ويعتلي ثغرها بسمة منتشية متشفية. 
اتفضلي...
قالتها رهف وهي تضع عدة رسومات وملف مرفق معهم على مكتب سارة التي قالت مستفسرة
ايه ده يا رهف
ده مخطط عيادة الدكتور ودي تكلفة الخامات محتاجة توقيع حضرته
طيب وجيبهالي انا ليه...ده Client بتاعك وانت اللي مسؤولة عن شغله
سارة الله يخليك اعفيني...الدكتور ده غريب اوي وطريقته اغرب والنهارده بالذات انا اعصابي مشدودة ومضمنش نفسي
تركت سارة مقعدها وجلست مواجه لها تربت على ساقها متسائلة
اعصابك مشدودة ليه
تنهدت هي بضيق واخبرتها
الولاد راحوا يشوفوا ابوهم النهاردة وبصراحة متوترة خاېفة يبوظ الدنيا زي عوايده ويقول كلام ميعرفوش يستوعبوه ويأثر عليهم بالسلب
رهف أكيد هو عنده عقل وبعدين أنت قولتي أن خالته قالتلك انه ندم واتغير وأنهم وحشوه وعرف قيمتهم...متقلقيش وسيبيها على ربنا
هزت رهف رأسها بينما استأنفت سارة
نرجع لسيرة الدكتور قوليلي عملك ايه
زفرت رهف انفاسها وبررت
كل كلامه هزار ومبيتكلمش كلمتين جد وانت عارفة مبحبش الاستظراف ومبحبش حد يتعدى حدوده معايا تحت أي ظرف
تنهدت سارة وداعبتها
أنت هتقوليلي عقد من يومك يا حبيبتي
رفعت رهفحاجبيها مستاءة لتستأنف الأخرى بتراجع
خلاص...خلاص هتكتم
اتصلي بيه انت وخدي توقيعه وانا بعد كده هشرف على الشغل وامري لله
تقلصت معالم سارة وقالت متحججة
يا رهف علشان خاطري انا الشغل متلتل فوق راسي... والله ده الدكتور زي العسل وعلى فكرة هو طريقته كده مع الكل مش معاك بس...وبعدين انا شايفة ان زي ما حكتيلي هو متعداش حدوده ولا حاجة انت بس اللي بقيتي حساسة اوي تجاه الرجالة ومش بطيقي حد يوجه ليك كلام بعد طلاقك
زاغت نظراتها لثوان وتسائلت معاتبة وهي تفرك يدها بشيء من الأرتباك
قصدك إني بقيت معقدة مش كده يا سارة
نفت سارة برأسها مستنكرة وردت 
والله ما اقصد يا رهف انا عارفة أنك قوية و بتحاولي تتخطتي الأزمة بطريقتك وعلشان كده كارهة كل حاجة بتفكرك بكسرتك وباللي حصلك وانا عذراك... بس لو عايزة رأي طالما قررتي تشتغلي وتحتك بالناس يبقى لازم يكون عندك مرونة أكتر من كده
زفرت هي بضيق وقالت حقيقة تهربها
يمكن عندك حق...الدكتور ده كان شاهد على اكتر وقت كنت مکسورة فيه وبصراحة فكرة أنه شالني وانا بڼزف ولحقني بتخليني عايزة الأرض تنشق وتبلعني من الأحراج...
نظرت لها سارة بتعاطف و واستها قائلة
هو كان مضطر لكده يومها وانت مكنتيش في وعيك وبعدين كتر خير الراجل انه ساعدك يا رهف أنت مفروض تشكريه مش تعامليه بقلة ذوق في كل مرة ويمكن الصدفة الغريبة دي حصلت علشان تردي جميله اللي في رقبتك
تنهدت بقوة مقتنعة بعض الشيء بحديثها الذي يشابه حديث سعاد لحد كبير ثم قالت بحيرة
كلامك نفس كلام سعاد... بس مش عارفة انا متلخبطة... لتغمض عيناها تستعيد شيء من شجاعتها قائلة
بصي انا هكلمه بس مضمنش نفسي
ابتسمت سارة بسمة هادئة تنم عن ثقتها بتقديرها للأمور ثم شجعتها قائلة وهي تتناول هاتفها وتخرج رقمه من قائمة الأسماء
تمام خدي رقمه وكلميه
تنهدت هي واخرجت هاتفها تسجل رقمه ناقله اياه من على شاشة الهاتف الأخر ثم اعطتها اياه لتقول سارة راجية
رهف علشان خاطري وخاطر مصلحة الشركة طولي بالك وحاولي متبقيش قليلة الذوق معاه
تنهدت رهف حانقة من تلك السيرة بأكملها ثم عقبت
هحاول...
أما عن تلك الصفراء التي يقطر الخبث من عيناها فقد استغلت الأمر وباشرت في تنفيذ خطتها حين صدح صوتها مناديا على محبة وجاءتها قائلة
أأمري يا هانم
تصنعت دعاء الاهتمام قائلة
طمنيني على ميرال يا محبة دي صعبانة عليا مۏت
حركت محبة شفتيها يمينا ويسارا واجابتها متهكمة
لما فاضل بيه بيفتحلي الباب علشان أشقر عليها بلاقيها قاطعة الزاد ودمعتها منشفتش من على خدها...بس هقول ايه منه لله المؤذي اللي كان السبب..
قصدك ايه ! انا مقلتلوش يحبسها وبعدين هي غلطت فيا ومدت ايدها عليا ومع ذلك علشان أنا قلبي طيب سامحتها واخدت من فاضل المفتاح علشان أخرجها
جحظت عين محبة بعدم تصديق ولكن دعاء مدت لها المفتاح مؤكدة
خدي طلعيها وبتمنى تعقل وتعرف أن أنا و باباها عايزين مصلحتها
احتضنت محبة المفتاح بين راحتها وعقبت بتوجس مستغربة ما يبدر منها
ربنا يهدي
ابتسمت دعاء بإصفرار وراوغتها لعدة دقائق أخرى لحين أتت خادمتها التابعة لها التي تنقل لها كل شيء بغيابها داخل القصر
لتسمح ل محبة بالمغادرة بينما الأخرى اقتربت منها قائلة بطاعة
عملت اللي قولتيلي عليه يا هانم
حانت من دعاء بسمة متخابثة ثم قالت بسعادة كونها ستنفذ غايتها التي طال انتظارها
برافو عليك
هاتفته وحاولت قدر المستطاع أن لا تكون فظة معه فقد اخبرته بإقتضاب شديد أن يحضر لمقر الشركة لأمر هام وبالفعل هاهو يصل لتوه وتنهض مصافحة اياه

بتحفظ شديد قائلة
اهلا يا دكتور اتفضل
جلس نضال بالمقعد المواجه لمكتبها بملامح بشوشة قائلا
خير يا بشمهندسة
اجابته هي بعملية وهي تمد المخطط له والملف المرفق معه
ممكن تطلع على الملف ده هتلاقي الميزانية التقريبية للتنفيذ بتمنى تناسبك
ظل محتفظ ببشاشته وأومأ لها ثم سحب الملف يطلع عليه بعيون مدققة... بينما هي انتظرت
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 60 صفحات