اخطائي الجزء الثاني
بخوفه وقلقه عليك
مطت ميرال فمها واجابتها بعفوية
بحاول بس هو صعب اوي زي مادة المحاسبة المالية كده اللي كنا بنتهزء فيها
حانت من نادين بسمة عابرة وقالت
لسة فاكرة
اه فاكرة وفاكرة أنك كنت اشطر مني علشان يامن كان بيذاكرلك
وعند ذكره جمدت معالم وجهها لتتلعثم ميرال
هيرجع...هو صحيح احنا لغاية دلوقتي منعرفش حاجة وكل محاولاتنا اننا نلاقيه مجتش بفايدة بس انا متأكدة أنه مهما بعد هيرجع علشان بيحبك ومستحيل هيقدر ينساك بالسهولة دي
طب يلا نطلع لماما ثريا ونغم
أومأت لها نادين واتبعتها للخارج إلى أن وصلوا لحديقة المنزل التي أشرفت ميرال ونغم على تزينها بالورود والكثير من البالونات الملونة...اقتربوا ثلاثتهم منها وعايدوها بود وبمحبة خالصة لها ولكن هي كانت تبادلهم المعايدة ببسمة باهتة لم تصل لعيناها وكأنها فقدت معه سعادتها وكافة سبل الحياة...
دي رقية يا ولاد شيف بريمو وهي اللي عملت تورتة نادين
حيوها الجميع لتدعوها ثريا للجلوس بمقعدها جانب نادين وتنشغل بأخراج قالب الحلوى من علبته و وضعه على الطاولة
كل سنة وحضرتك طيبة
اجابتها نادين بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل رقية
هو حضرتك مش فكراني
لم تجيبها نادين لتسترسل هي ببسمة هادئة
أحنا اتقابلنا في مطعم مستر يامن
تجمدت نظراتها في العدم عندما تذكرت ذلك اليوم التي احتد الحديث بينهم بسببها وتعمدت أن تثير اعصابه كي تفض غليلها منه كونه مدح تلك ال رقية أمامها ودب بحديثه نيران مستعرة بقلبها وحقا لم تجد مبرر للأمر حينها ولكن الأن هي تعلم علم اليقين أنها كانت تغار عليه منها ولذلك أخذت موقع هجوم.
ماما ثريا وصتني على التورتة بتاعة عيد ميلادك واصريت اجيبها بنفسي بتمنى تعجبك
ابتسمت نادين بمجاملة وشكرتها ثم تساءلت بفضول
المطعم اخباره ايه في غياب يامن
ابتسمت رقية بثقة واجابتها دون أي نوايا سيئة
ماشي زي الساعة انا بشرف على كل حاجة بنفسي ومستر يامن بيديني التعليمات أول بأول
بيكلمك وبتكلميه!
اجابتها بتلقائية دون أن تنتبه لأثر حديثها على تلك البائسة من دونه
اه...بيكلمني هو وكلني بإدارة المطعم في غيابه وبجد انا ممنونة اوي لثقته وببذل أقصى جهدي علشان اكون أدها
تقلصت معالم وجهها وذات النيران اشتعلت بقلبها وكم شعرت حينها برغبة قوية بالبكاء ولكنها صمدت وتحاملت حتى لا ټنهار من جديد أمامهم.
قالتها ثريا وهي تجذبها من يدها لتنهض قرب قالب الحلوى
الذي نقش عليه اسمها مثل الحزن الذي نقش تماما على وجهها لبقية اليوم وحمدت ربها أنه انتهى وقد كان ختامه أنها انفردت بذاتها وخاضت في نوبة بكاء هستيرية تنعي به ما توصلت له حياتها.
هناك دائما المزيد من الفرص للتصحيح لصياغة حياتنا بالطرق التي نستحق أن نعيش بها. لا تبددي وقتك تلعنين الفشل. إن الفشل معلم أعظم من النجاح. أنصتي تعلمي انطلقي.
اصطحبت أطفالها بيوم العطلة لشراء الكثير من لوازمهم وهاهي عادت بهم بعد يوم مليء بضحكاتهم و حافل بصخبهم المعتاد...
فقد تدلوا من سيارتها التي ابتاعتها في الأونة الأخيرة وحققت تلك الرغبة المكبوتة التي كان يعارضها بها دائما ويفرض عليها أن لا تخطوا خطوة واحدة سوى معه.
فقد حملوا مشترياتهم وسارو لمدخل البناية حين تسمر شريف في الأرض وعينه شخصت بعيد لتدفعه رهف برفق
حبيبي يلا مالك
اجابها الصغير بحيرة
هااا أصل...
مالك يا حبيبي اتكلم
نفى الصغير برأسه وركض للداخل يلحق مربيته وشقيقته استغربت رهف من فعلته وجالت بعيناها محيط المكان ولكن لم تجد شيء يثير الريبة لذلك لم تعطي اهمية للأمر ودلفت للداخل وما أن وصلت لشقتها ساعدوها في ضب الأشياء ثم بدلوا ملابسهم وها هي تدثر اطفالها بأحضانها تحاول جاهدة أن تستسلم للنوم دون ان تسمح لذكرياتهم المؤلمة أن ټقتحم عقلها ككل يوم وتورق مضجها فبرغم ذلك الصمود الذي نراها عليه بعد نكبتها إلا أن بداخلها هشيم يصعب ترميمه فرفات الذكريات الأليمة مازالت تطاردها وكأن ذلك الچرح الغائر بقلبها يرفض الالتئام انتشلها من أعاصير افكارها صوت صغيرها هامسا
مامي أنت لسة صاحية
هااا اه يا حبيبي منمتش ليه !
اجابها الصغير وهو يعتدل بنومته ويتنهد بقوة
مامي انا بيتهيألي شوفت بابي واقف قدام البيت عند الشجرة
زفرت رهف بقوة ونفت برأسها لاتصدق حديث الصغير فمن المستحيل أن يأتي إلى هنا ويتوارى عن انظارهم ف حسن التي تعرفه متبجح و أطفاله هم أخر همه ولديه أولويات أخرى غارق بها مع تلك الخبيثة المتلاعبة لذلك هدرت بنبرة ساخرة وهي تربت على خصلات الصغير
صح يا حبيبي اكيد بيتهيئلك بابي مسافر
هز الصغير رأسه واخبرها بحيرة
ممكن يكون بيتهيألي فعلا بس...
قطع الصغير حديثه ونكس رأسه خوفا أن يحزن والدته لتحسه رهف على الاستئناف
بس ايه اتكلم يا شريف!
تلعثم الصغير قائلا
انا عارف انه هو أخر مرة كان مزعلني ومزعلك بس وحشني ونفسي اشوفه
طعڼة سکين بصدرها شعرت بها فور حديث صغيرها جددت ألمها وكأن كان ينقصها فنعم تلك الحقيقة التي لامفر منها فرغم كافة افعاله المشينة لا تغير كونه والد ابنائها ارتعش فمها وحاولت الثبات قائلة دون أن تسمح لعقلها أن يذكرها بكم الخذلان الذي اغدقها به في كنفه
أول ما يرجع اكيد هيجي يشوفكم
هنا قالت شيري بنبرة ناعسة للغاية بعدما استيقظت على همسهم
هيجي ازاي انت قولتيله متجيش هنا تاني يا مامي
اغمضت رهف عيناها وذكرى ذلك اليوم تمر أمام عيناها كأنها اليوم وليست من ثلاث شهور منصرمة ثم قالت بصمود تحاول التحلي به كلما تذكرته
كنت متعصبة يا ولاد وهو لو عايز يشوفكم انا عمري ما همنعه عنكم ده باباكم واكيد بيحبكم هو بس مسافر وأول ما يرجع اكيد اول حاجة هيعملها أنه هيطلب يشوفكم
هز شريف رأسه وقال بفطنة
انا عارف يا مامي أنكم سبتوا بعض وعلشان كده انت مبقتيش ټعيطي وانا مش عايزك تزعلي تاني ولا عايز نرجع هناك علشان كان بيزعقلك و مش بيرضى يخرجنا وعلطول عنده شغل... بس هو بابي ومعنديش بابي غيره وبحبه
وانا كمان ...
قالتها شيري لتشارك شقيقها الرأي
بينما هي قاومت وقاومت ولكن دون قصد ولوهلة من الزمن تنحى صمودها و فرت دمعاتها تفضح هشاشتها...
ميرااااااااال
قالها فاضل پحده مبالغ بها تنم عن ڠضب عظيم حين دلفت هي من باب القصر...لتهرول إليه قائلة بلهفة وهي تحتضنه
بابي أنت رجعت من السفر امتى وحشتني اوي
أخرجها من بين يديه وهدر بجمود غريب
رجعت من شوية و ملقتكيش كنت فين
أجابته هي ببسمة هادئة
النهاردة كان عيد ميلاد نادين صاحبتي وكنت عندها
هز رأسه وتساءل پحده
عايز اعرف...ازاي بتمدي ايدك على دعاء بغيابي هو للدرجة دي أنا معرفتش اربيك
توسعت عين ميرالوتعالت وتيرة انفاسها حين أدركت أن دعاء حاكت الأمر لصالحها وأثرت عليه كعادتها لذلك حاولت التبرير
بابي هي اللي استفزتني واتكلمت عن أمي...وكمان اتدخلت في حياتي و......
قاطعها فاضل وهو يزجرها بنظراته قائلا بإنحياز لطالما كان بغير محله
هي هنا مكاني وعايزة مصلحتك
غامت عيناها من شدة خذلانها ولكنها تعودت منه على ذلك ومع ذلك دافعت عن ذاتها قائلة
بس أنا معملتش حاجة غلط يا بابي هي اللي....
قاطعها من جديد پحده وهو تحت تأثير ذلك السم التي ملئت به تلك الصفراء رأسه
ولما تهينيها وتتهميها وتهدديها علشان خاطر واحد كان شغال عندنا ده اسمه ايه
أنا متأكدة أن مراتك هي اللي بعتت بلطجية ضړبوه وكسروا العربية علشان يبعد عني.
ضيق فاضل عينه وتساءل بريبة
يبعد عنك...هو ايه اللي يربط بينك وبينه اصلا
هنا تدخلت دعاء ببسمة
متخابثة وقالت بتهكم وهي تتدلى الدرج تحت نظراتهم
قوليله يا ميرال من حق باباك يعرف ايه اللي بينك وبينه...
نظر لها ابيها بترقب أجابتها بينما هي زاغت نظراتها بينهم بشيء من الأرتباك تغلبت عليه سريعا واجابته برأس مرفوعة
انا ومحمد بنحب بعض
صړخ ابيها مستنكرا
افندم بنتي أنا تحب سواق...
دافعت ميرال
بابي الشغل مش عيب وبعدين هو مؤدب ومحترم وعنده طموح هو اشتغل محاسب في شركة كبيرة وشاطر في شغله وليه مستقبل
انا مش مصدق أنت اكيد اټجننت...
أكدت بثقة
لأ انا اول مرة اكون واثقة من اختياراتي انا بحبه ومش فارق معايا أي حاجة
ليعترض فاضل بنبرة منفعلة للغاية
انت مش مدركة اكيد عواقب اللي بتقوليه!
لتستمر هي على دفاعها
يا بابي افهمني ارجوك الشغل مش عيب والفقر كمان مش عيب أنت راجل عصامي وكنت في يوم من الأيام عندك طموح زيه
تأففت دعاء بسخط
انت ازاي تقارني باباك بالجربوع ده...وبعدين أنت عايزة تخلي ڤضيحتنا على كل لسان...
هاجمتها ميرال بشراسة
اظن انت اخر حد ممكن يتكلم يا دعاء ومتنسيش أنت كنت ايه قبل ما بابي يتجوزك
زمجرت دعاء بغيظ
قصدك ايه أنت بتعايريني يا ميرال
افهمي زي ما تفهمي انا مش فارق معايا المهم عندي انك متتدخليش في حياتي وخليك متأكدة أن حقه هيرجعله واللي عملتيه مش هيعدي
صړخت دعاء تحرضه عليها
سامع يا فاضل بنتك بتتهمني و بتهددني تاني وانت واقف تتفرج
نظر لها نظرة عميقة مشككة استقبلتها هي بنظراتها الخادعة حين تساءل
انت عملتي كده فعلا
أصرت على موقفها قائلة ببراءة ليست ابدا من شيمها
لأ...
لتصيح ميرال تكذبها
كدابه...كدابه متصدقهاش يا بابي
انا مش كدابه ومفيش دليل واحد ضدي واظن عيب أوي لما تشكي فيا أنا...علشان حتة سواق جربوع طمعان فيك و عملك غسيل مخ
محمد مش جربوع ومش طمعان فيا ولو في حد الطمع عامي عينه فهو أنت...
شايف بنتك بتتهمني بأيه...أتكلم يا فاضل و وقفها عند حدها... انت وعدتني هترجعلي حقي وتردلي اعتباري اتصرف
هز فاضل رأسه متأثرا بحديثها وقال بانحياز مغيظ
هي كلمة واحدة مش هكررها...الولد ده تبعدي عنه نهائي وتقطعي كل صلة ليك بيه
واتفضلي اعتذري ل دعاء
نفت برأسها وبالسخرية جاء قوله الأخير بمثابة الشرارة التي أشعلت أتون الڼار بداخلها لتثور ثورتها قائلة بإصرار وبتمرد استشفه ابيها بنبرتها بكل وضوح
مش هعتذر لحد والقلم اللي خدته هي تستحقه...
ومش هبعد عن محمد أنا بحبه وأنت بتطلب مني المستحيل...
قاطعها پحده
اخرسي خالص واياك اسمعك تقولي كلام من ده مرة تانية واتفضلي اطلعي على اوضتك ومن بكرة مفيش خروج وكل خطوة هتخطيها هتبقى بحساب
نظرة شامتة لمعت بعين دعاء حين دفع ميرال أمرا إياها من جديد
اتفضلي ولازم تعرفي أن ده قرار قطعي مفيش فيه مجادلة...
أنا بنتك ولازم تسمعني وتفهمني
لم يعير ابيها رجاءها أي اهمية بل كان فكرة واحدة هي ما تسيطر عليه وبثتها دعاء بعقله بكل براعة أن ابنته ستتركه كما فعلت أمها وتفضل عليه رجل