بقلم لولا نور
يجلس خلف مكتبه قائلا بجمود يا تري ايه الحاجه المهمه اللي عاوزه تقوليها وتخاليكي تدخلي عليا مكتبي بالطريقه دي ...وبعدين ازاي سلمي سابتك تدخلي كده !!!
جلست علي المقعد المواجهه لمكتبه اولا سلمي ملهاش ذنب انا اللي استغليت
انها مش علي مكتبها ودخلت ..واسفه علي الطريقه اللي دخلت بيها بس انت اللي خاليتني اعمل كده...
مش فاهم !!
علشان مش عارفه اوصلك .. كل ما احاول اكلمك او اقابلك مش بترضي وبتتهرب مني علي طول...
اتهرب منك!!! قالها باستنكار شديد
طبعا اومال تسميه ايه!!! اجابت قاصده استفزازه ليخرج عن جموده معها...
اسميه عادي يا مدام سوار ...انا مديرك وانت موظفه عندي...فعادي اني اتعامل معاكي كده ..تعمد استخدام نفس كلماتها في وصف علاقتهم...
صدمت من جفاؤه معها !! رغم انها كانت تتوقع انه لن يعاملها كما السابق .. الا انها جرحت بشده !! تعلم انها اخطأت وجرحته بكلامها ولكنها لم تعتاده بتلك القسۏه...
ابتلعت غصتها ولملمت الباقي من كرامتها وقالت ما جاءت من اجله....حتي وان خسرته !!!
حاولت اخراج نبره صوتها قويه الا انها خرجت مهزوزه حزينه رغما عنها احممم .. انا كنت عاوزه اعتذر لحضرتك عن الكلام اللي قلته اخر مره...انا اسفه!!! ما كنتش اقصد اغلط في حضرتك او اجرحك...عن اذنك وسوري ان كنت اخذت من وقت حضرتك....قالتها وهي تستدير مغادره سريعا حتي لا يلمح الدموع التي ملئت عينيها...
وقبل ان تفتح باب المكتب ... كان خلفها !!!!اسند احدي يديه علي الباب مانعها من فتحه واليد الاخري ادارها لتصبح في مواجهته وظهرها مستند علي الباب خلفها....
نظرت له بعدم استيعاب ..رفعت نظراتها المرتبكه نحوه تساله علي ما حدث.. ولكن عقد لسانها وضاعت منها الكلمات ...
كان .
رائحه عطره القويه التي اخترقت انفها ..الرجولي الضحم الذي يخفيها خلفه ...وعيناه التي نربكها بنظراتها القويه
اما هو فحاله لا يختلف عنها كثيرا ... هذه المرأه اشد خطۏرة
مما توقع !!! تقلب كيانه وتزعزع ثباته في لحظه..
سالت بتوتر في ايه !!! لو سمحت افتح الباب عاوزه اخرج...
احنا لسه مخلصناش كلامنا علشان تمشي...انت قلتي اللي عاوزاه بس انا لسه مردتش علي كلامك....
كام مره قلتلك لما نبقي لوحدنا تقوليلي عاصم من غير حضرتك ...
كل مره لازم تنسي علشان افكرك ... بعد كده لو نسيتي هزعل منك وانا زعلي وحش ......
ما انا شوفت زعلك وجربته..قالتها بوجه عابس
لا ... المره دي انا زعلت علشان موثقتيش فيا وانت خلاص اتاسفتي... ثم مرر نظراته علي كل انش من ملامح وجهها الجميل المشتعل احمرارا من خجلها ومن حراره الموقف الذي هم فيه وقال
بنبره ماكره لكن زعلي المره الجابه مش هيروح الا لما تصالحيني !!!
اصالحك ازاي بقي...
لما تغلطي ساعتها هتبقي تعرفي... قالها وهو يغمز بطرف عبنه
ابتسمت علي طريقته وسالته يعني انت خلاص مش زعلان مني !!!
انا مش عارف ازعل منك اصلا ...انت جننيتي يا سوار ...خالتيني مش عارف انا عاوز ايه!!! بس كل اللي اعرفه دلوقتي اني عاوزك تبقي جنبي وقريبه مني وتكوني واثقه فيا زي ما انا واثق فيكي... قالها متنهدا وهو ينظر لعينيها بتيه ...
بدون تردد وبخجل اضافت وانا بثق فيك يا عاصم ...
اتسعت ابتسامته بتلفظها باسمه مجردا دون القاب قلتي ايه
فهمت ما يريده ولكنها راوغته بدلال قلت بثق فيك..
زجرها بزيف هااااا قوليها ....
ضحكت بصوت رقيق ونظراتها تلمع بسعاده بثق فيك ياااا عاصم
جننتي عاصم يا بنت الناجي.....
الفصل الثاني عشر ....
بعد حديثهم الطويل في مكتبه سارت الامور ببنهم طبيعيه وهادئه فقد اتفقتا علي ان يصبحوا اصدقاء ويعطوا انفسهم فرصه للتعرف علي يعضهم خارج نظاق الاسره والعمل . ومن قوتها وكلاهما بشعر بسعاده وراحه .. فعاصم اصبح هاديء الطباع دائم الابتسام وهي اصبحت مشرقه اكثر من قبل...
دلفت سلمي السكرتيره الي مكتبه تريد محادثته في امرا هام بينما يقوم بمراجعه بعض اوراق العمل مستر عاصم كنت عاوزه حضرتك في موضوع مهم...
تعالي يا سلمي.. ثم رفع نظره من علي الاوراق نظرا لها في اهتامام.. خير في ايه .. موضوع ايه المهم ده..
تنحنحت سلمي محرجه مما سوف تقول بصراحه يا مستر عاصم مش عارفه اقول لحضرتك ايه ... حضرتك عارف ان وخطيبي المفروض بنجهز لجوازنا في خلال كام شهر..
بس الظروف اتغيرت فجاه وجاله عقد عمل باره مصر ولازم يسافر في خلال شهر علشان يستلمه ... فكل حاجه اتلغبطت وخصوصا انه مصمم اني اسافر معاه فهنكتب الكتاب ونسافر علي طول ونكمل بيتنا مع بعض علي مهلنا... فانا كنت يعني حابه ابلغ حضرتك اني هسيب الشغل علشان الحق اخلص الاوراق بتاعه السفر والجواز وكده ...بس ڠصب عني والله لولا
الظروف يعني عمري ما كنت اسيب الشغل مع حضرتك ابدا....
عاصم مبتسما الف مبروك يا سلمي ولو اني زعلان انك هتمشي
وتسببنا بس مش مهم ربنا يوفقك في حياتك انت تستاهلي كل خير
سلمي ربنا يخاليك يا مستر عاصم وعموما انا مش هسيب الشغل قبل اسبوعين تكون حضرتك قدرت تلاقي حد بدالي ...
عاصم متفهما ربنا يسهلها ..بس عاوزك تنزلي اعلان عن طلب سكرتيره وطبعا انت عارفه انا محتاج ايه في السكرتيره بتاعتي !!تكتنبي الاعلان وتنزليه علي النت وفي الجرايد ...
وقبل ما تمشي ابقي عدي علي الحسابات علشان تاخدي بقيه حقوقك وكمان في مكافأه كويسه علشانك...
سلمي بابتسامه شاكره متشكره جدا جدا يا عاصم بيه وبنا يخالي حضرتك .. عن اذن حضرتك هروح اكمل شغلي....
اذن لها بالخروج وهو يتناول هاتفه لمهاتفه عدي... ايوه يا عدي عملت ايه في موضوع السواقين بتوع شركه النقل الي عاملين اضراب... صمت بستمع لرد عدي ثم اضاف بعدها... تمام اهم حاجه لو ليهم حق ياخدوه وزياده كمان انت عارف انا مش باكل حق حد ... المهم اشوفك بعد ساعه في البريك نتغدي سوا....
اغلق الهاتف وعاد لمتابعه عمله....
كانت تعمل علي الحاسوب تنقر باصابعها الصغيره بسرعه ومهاره علي لوحه المفاتيح تدون بعض الارقام والبيانات الخاصه بالعمل وفي نفس الوقت تتابع حديثها مع زميلتها نور والتي تحسنت قليلا...انت الي غلطانه يا نور ولازم تعتذزي له .. احمد بيحبك بلاش تزعليه منك...قالت بصدق ناصحه اياها
نور ما انا عارفه بس هو بيستفذني ومش بعرف امسك لساني بصراحه...
سوار بتاكيد وبنيره ذات مغدي لسانك ده اللي جايك ورا!!
نور ما يبقاش قلبك اسود بقي .... المهم انا هقوم امضي الورق ده من الاستاذ عبد العزيز تكوني خلصتي شغلك علشان نلحق تتغدي في البريك ويكون احمد ويونس رجعوا ...
اومأت سوار براسها موافقه نور وهي لازالت علي جلستها تعمل علي الحاسوب معطيه ظهرها لنور ولباب المكتب ...
بعد فتره كانت سوار ونور يتجهون الي خارج الشركه لتناول الغذاء في مطعم قريب منهم ..واثناء خروجهم قابلوا يونس واحمد وتحركوا جميعهم نحو وجهتهم واصر احمد علي ان يذهبوا جميعهم بسيارته فالمطعم قريب ولا حاجه للذهاب باكثر من سياره خاصه عندما رغبت سوار بالذهاب بسيارتها ... تقدمهم احمد ونور نحو السياره وتبعهم سوار ويونس... فتح يونس باب السياره لسوار في حركه ذوقيه منه عله يحظي باعجابها!! ثم ركبت سوار ونور في الخلف واحمد يقود السياره وبجانيه يونس...
حدث كل ذلك امام زوج من العيون السوداء المشتعله بنيران قاتله تود حرقهم احياء...كيف لها ان تذهب معهم آلم يحذرها من يونس كيف تسمح لنفسها ان تركب برفقتهم السياره حتي وان كانت صديقتها معها !!! هناك رجلين تجلس برفقتهم وحدها!!! تتحدث معهم .. تبتسم لها ابتسامتها الرائعه... ستظهر غمازاتها الساحره... وتبتسمالمهلكه!!!!
لا لا لا لن يستطيع سيقتلهم التي جعلتها تخرج معهم التي تبتسم بها حتي لا تستطيع الابتسام لاي مخلوق غيره...
صبرا سوار صبرا....
ذهب برفقه عدي لاحد المطاعم ...با عاصم اهدي مش كده ... انت من ساعه ما شوفتها معاهم وانت مولع كده ... فيها ايه بعني لما خرجت تتغدي مع زمايلها....
رشقه عاصم بنظره ناريه من عينيه المشتعله...اهدي !!! عاوزني اهدي وانا شايفها خارجه مع الۏسخ الي اسمه يونس وانا محذرها منه قبل كده وقايل لها تخالي بالها منه ... والهانم ولا هي هنا وعادي خرجت ومش في دماغها حاجه ... والبيه بيرسم وبيفتح لها الباب علشان تركب وهي زي الهبله ركبت معاه!!!
ثم صمت لثواني وقال بنبره خطيره ولا يكونوا خارجين مع بعض كابلزز!!! نور واحمد ...وهي والزفت ... عند هذه الفكره احس ببركان ينفجر داخله ... اطاح بكوب المياه من امامه نافسا فيه غضبه المشتعل....
ايه يا عاصم .. انت اټجننت .. اهدي الناس ابتدت تاخد بالها مننا والكل عارفين احنا مين ... اهدي علشان منظرنا بقي زفت!!!
طاب ما تتصل بيها وتكلمها اهو علي الاقل تهدي شويه علي ما نرجع المكتب تاني!!!
وانا مستنيك تقولي اتصل بيها !!! ما انا بتصل بيها بقالي ساعه والهانم تليفونها خارج الخدمه ... قالها بنبره ساخره مغلوله...
وبعدين بدل ما انت عامل في نفسك كده ما تروح تقولها انك بتحبها وتتجوزها وساعتها محدش هيجي ناحيتها ... وتبقي ريحت نفسك وريحتنا من ۏجع القلب ده!!! قالها عدي ضاغطا عليه لجعله يعترف بعشقه لها الواضح وضوح الشمس ورغم ذلك ينكره وينكر وجوده بشده....
توترت نظرات عاصم من حديث صديقه
وقال بارتباك حب وجواز ايه يا عدي الموضوع مش كده ... الموضوع انا خاېف عليها من الي اسمه يونس ده ... ما انت عارف هو اللي لعب في دماغها وقالها ايه عني .. ما انت سمعته بنفسك لما فصلنا الصوت من كاميرات المراقبه...وبعدين انا مش بتاع لا حب ولا جواز انا كده مرتاح ومېت فل...
لا واضح بصراحه انك مرتاح علي الاخر
وواضح اكتر انك مش بتاع حب...قالها متهكما من عند وغباء صديقه....
بعد قليل كانوا جميعهم وصلوا لمقر الشركه ...
لمحته سوار يترجل من سيارته برفقه عدي .. ابطئت خطواتها حتي يتسني لها رايته والحديث معه فهي لم تراه من الصباح ...
ابتسمت ما ان ا الا انه مرق من جانبها كالاعصار العاصف دون ان ينظر لها .... نظرت في اثره باحباط وقد فشلت خطتها ... قال