الأحد 24 نوفمبر 2024

انت حقي

انت في الصفحة 13 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

ماشي يا نبع الحنان
خرجت الفتيات في طريقهم إلي غرفة غادة التي قابلتهم ببرود و لم تسمح لهم بأن يحملوا الطفل لتغادر الفتيات الغرفة سريعا و يذهبوا إلي غرفة حنان ليكملوا سهرتهم
مرت الأيام بسرعة و
حياة سميرة و ناصر أصبح لها نكهة خاصة بعد وجود فرح بينهمأما عامر كان بين انشغاله في عمله وانشغاله بحبيبته المدللة وطفلهما المنتظرأما غادة فلم يغيرها أبدا ابنها الجديد فكانت تصيح فيه بقسۏة و مازال كرهها لفيروز يزدادأما فيروز فأصبحت عصبية في شهور حملها الأخيرة أصبح كل لحظة بحالة مختلفة و هذا ما يحاول حسن أن يحتويه و أن يخفف عنها قلقها من اقتراب الولادة
و في أحد الأيامكانت فيروز جالسة في غرفتها تشاهد التلفاز و حسن بجانبها يراجع بعض الأوراق
شعرت پألم في بطنها قليلا فابتسمت من ۏجعها وقالت مممم أنتوا بدأتوا
ألتفت حسن لها وقال بتعجب أنتي بتكلمي نفسك !!!!
فيروز پألم لا بس ولادنا بيخبطوا بضمير شوية
ضحك حسن قائلا نشيطين زي باباهم
ابتسمت فيروز و لكنها شعرت پألم لا تستطيع تحمله لتطلق صړخة عالية توحي پألم جارف
حسن بخضة في إي يا فيروز !!!!!
فيروز بصړاخ و ۏجع اااااااااااااااااااه ألحقني يا حسن مش قادرة اااااااااااااااااااااااااااااااه
حسن بلخبطة طب أجبلك الدوا و لا أنده للداده
فيروز پألم اااااااااااااااااااااااااااااه أعمل أي حاجه خلصني من الۏجع دا اااااااااااااااااااااااااااااااااه
ما إن أنهت فيروز جملتها حتي شعرت بمياه تخرج منها لتصرخ پألم قائلة اااااااااااااااااااااه الحقني يا حسن أنا هولد ااااااااااااااااااااااااااااااه
حسن پصدمة و لخبطة إي!!!طب استحملي بس أهدي خدي نفسك
أبدل حسن ملابسه سريعا و أبدل لفيروز ملابسها وسط صړاخها الذي أيقظ كل من في المنزل
حمل حسن فيروز و أستقلوا سيارتهجلس حسن بجانب فيروز في الخلف و طلب من السائق أن يقود بأقصي سرعة
بعد نصف ساعةفي المستشفيكان صړاخ فيروز يحرك كل ما هو ساكن ويرجف قلب حسن من خوفه عليها
حضر ناصر و سميرة وعامر و سناء وحنان و نبيل والكل في حالة من القلق علي فيروز
دخل حسن إلي فيروز الغرفة ليجدها تنظر لها كأنها تستنجد بهاقترب منها بحزن قائلا معلش يا حبيبتي استحملي ربع ساعة و الطلق يخلص و تدخلي العمليات
فيروز پألم و صړاخ اااااااااااااااااه مش قادرة يا حسن اااااااااااه خلصني من الۏجع دا اااااااااااااااااااااه يااااارب
نظر لها حسن بحزن و ظل يملي عليها بعض الأدعية لعلها تخفف من ألامها
بعد ساعتين عاشهم الجميع في قلق و خوف و ترقب سمعوا صوت صړاخ صغير لينتفض الجميع من مكانه و يدق قلب حسن بشدة كأنه سيخرج من مكانه و ما هي إلا دقائق معدودة و يسمعوا صوت صړاخ الطفل الثاني
خرج الدكتور من حجرة العمليات ليقترب منه حسن بلهفه قائلا فيروز كويسة!!
الدكتور بابتسامة الحمدلله المدام بخير و مبروك لحضرتك جالك بنت و ولد زي القمر
سجد حسن من فرحته لله علي النعمة التي رزقها بهرزقه الزوجة الصالحة و الحب بعد سنين و الآن يرزقه بطفلين منهاكم أنت رحيم و عطوف يا الله
قام حسن من سجوده و دمعة فرحة متحجرة في عيونه ليستقبل المباركات من الجميع بابتسامة صافية
بعد ساعةفتحت عينيها بتعب و نظرت حولها بتعجبلم تكن مصدقه أنها ستنجو من الألم الذي تعرضت له حركت شفتيها ببطء قائلة حسن
فيروز بعدم تصديق و صوت منخفض أنا عايشة بجد
حسن بابتسامة صافية أيوة يا حبيبتي معلش تعبتي شوية بس كله يهون عشان ولادنا اللي شرفوا
فيروز بصوت ضعيف عايزه أشوفهم
حسن حاضر هروح أجيبهم و ماما و البنات هيجوا يفضلوا معاكي
خرج حسن لإحضار أطفاله بينما دخلت حنان و سميرة وسناء لتهنئة فيروز
حمل حسن البنت علي يده اليمين و الولد علي يده اليسار لم يكن يتمني أكثر من ذلك أن يعيش للوقت الذي يري فيه أولاده علي يدهخانته دمعة فرحة فابتسم لأطفاله وقال يلا بقي عشان نروح نشوف ماما
في غرفة فيروز
سناء بمرح المهم بقي يا فيروز إني كنت هولد و أنا في التاني عشان خۏفي من صوتك
فيروز بتعب هو صوتي كان عالي !!!
سميرة لا أبدا إحنا جالنا تلوث سمعي بس
حنان أسكتي يا بنت المهم إنها قامت 
طرق حسن الباب بقدمه لتفتح له سناء و تخرج هي و سميرة وهما يمسكان بكرسي حنان
نظرت فيروز إلي أطفالها بشوق و اعتدلت في جلستها و أخذتهم من يد حسن بلهفه لتتنفس الصعداء و تضمهم لصدرها و تغمض عينيها براحةكم تمنت تلك اللحظة منذ أن علمت بخبر حملها محيت كل آلامها بمجرد الطفلينشعرت أن ما عاشتهم من آلام بسيط من أجل تلك اللحظة التي تضم فيها طفليهاشعرت بيده الحانية ترتب علي كتفها لتفتح عينيها ببطء وتقول أنا مبسوطة أوي يا حسن
حسن ربنا يباركلي فيكوا يارب
فيروز بابتسامة هنسميهم إي 
حسن مممم اللي نفسك فيه يا حبيبتي
نظرت فيروز إلي الفتاة وقالت ممم إي رأيك في حنين
حسن ممم حلو أوي حنين حسن و الله فيه تناغم موسيقي
ضحكت فيروز پتألم وقالت و هي تنظر للصبي و القمر دا
حسن القمر دا أنا اللي هسميه
نظر حسن إلي الصبي وقال عز حسن توفيق
ابتسمت فيروز بسعادة وقالت وهي تنظر لطفليها أحب أعرفك يا أستاذ عز دي أختك حنين و دا أخوكي عز يا حنين و دا بابا حسن و أنا ماما فيروز اللي طلعتوا عينيها النهاردة
ضحك حسن علي طريقة فيروز و قال في نفسه الحمدلله يارب
الحلقة 22 
مر عامان علي ولادة عز و حنينعامان عاشهما حسن و فيروز بسعادة لا توصفيمحي كل تعب حسن في عمله عندما يري طفليه يتسابقان فيمن يصل إليه أولا في الحبوعامان شعرت فيهم فيروز بأن الله يعوضها عما عاشته من ألم هي الآن معها زوجها حبيبها و طفلين منه يكفي ضحكة واحدة منهما تنسيها العالم بأجمعه
أما سميرة و ناصر حياتهم أصبحت مستقرة الآن بوجود فرح فيها التي استطاعت أن تجعل حياتهم فرح فعلا فكفاهم كلمة بابا و ماما من شفتيها الصغيرتينأما عامر و سناء فحياتهم زادت حبا و شغفا بعد أن وضعت سناء مولودها الأول أمجدأما نبيل فكان أكثرهم حزنا فبرغم أن الله أنعم عليه بطفلين ضحكتهما تزيل آلام الكون بحاله إلا أن غادة أصبحت قاسېة جدا أصبحت الحياة معها لا تطاق لم تعد تبالي لأمر طفليها المهم عندها جمالها و رشاقتها و بالطبع المال
و في احد الأيام كانت تقف أمام مرآتها تضع أحمر الشفاه لتنهي زينتها و تنظر لنفسها في المرآة بفرحةلا تصدق أن في مثل هذا اليوم من ثلاث سنوات كان عقد قرآنها علي الرجل الذي عملها معني الحياةالرجل الذي منحها الحب و الأمان دون المقابلالرجل الذي احتل قلبها بدون سابق إنذار
فاقت من شرودها علي صوت طفولي يقول ماما ماما
الټفت بجسدها لتجد أطفالها يلعبان بالورد المبعثر علي الأرضيةانحنت في مستواهم و حملتهم بين يدها قائلة ينفع كدا نلعب بالورد اللي ماما عملاه عشان بابا
الټفت الطفلان حول نفسهم كأنهم يبحثون عن والدهم لتضحك فيروز بسعادة وتقول بابا لسه نص ساعة و يوصل و خلاص إحنا جهزنا أهو إي رأيكوا نقعد تحت عشان نعمله مفاجأة
في منزل آخراستيقظ من نومه ليجد الفراش فارغ بجوارهرفع حاجبيه متعجباو خرج إلي الصالة
ليجدها تجلس و أمامها الطفلة الصغيرة و تطعمها و هي تغني لها و الطفلة تصفق بسعادة
اسند رأسه علي الحائط و هو يتأمل ضحكتها الصافية و صوتها العذبملامحها الهادئةتذكر كيف أسرت قلبه منذ أن لمحها أول مرة في زفاف أحد أصدقائهظل يبحث عنها و علم أنها ابنة أحد أكبر رجال الأعمال و لكنه وجد حبه أغلي من أي مال يمكن أن يقدمهتقدم لها وكانت فرحته لا توصف عندما وافقت عليه
ظن أن الحياة ستستمر هكذا بسعادة و لكن خاب أمله بعد عامين من زفافهم ليعلم عدم قدرتها علي الإنجاب
كان الخبر صاډما له فكم تمني أن يكون له طفلة أو طفل منهاكان وجعه الأقرب علي الحزن الساكن في عينها
و لكن الله رزقهم بفرح ابنة أخته المتوفاة لتأتي إلي منزلهم و هي تحمل معها الفرحة التي ظنوا أنهم سيحرمون منها
فاق من شروده علي صوت طفولى يقول بمرح بابا ثحي ثحي بابا
انتبه ناصر لها و نزل في مستواها قائلا ثحي !! إي يا بنتي اللغة دي
تعلقت فرح بسميرة وقالت ببراءة ماما علمت كدا
سميرة بضحك هو أنا صحيح فاشلة في اللغة بس مش للدرجة دي
نظر ناصر إلي سميرة وقال بحنان وحشتيني
ابتسمت سميرة بخجل و قالت فرح مقلده ناصر وحثتيني وحشتيني
ضحك ناصر و حمل فرح و قال كدا تقطعي اللحظة يا بت
سميرة و هي تشرع بالقيام خليك معاها بقي عقبال ما أحضر الأكل
همس ناصر في أذنها قائلا أنا هنيمها واخده بالك أنتي
ضحكت سميرة بدلال ليلتفت ناصر إلي فرح قائلا ما تنامي يا فرح
فرح بعند طفولي نائا
كان عائدا من عمله تعجب من الهدوء الذي يسود المكانترجل من سيارته و فتح باب الفيلا و بيده الكثير من الحقائبتعجب أكثر من الظلام الذي يسود الفيلا من الداخلوضع الحقائب علي أقرب طاولة و قبل أن يفتح الإضاءةسمع صوتها الهادئ يقول كل سنة و أنت حبيبي
نظر إلي مصدر الصوت ليجدها قادمة من بعيد كملكات الجمال تصلب مكانه من هذا الملاك الذي يتقدم نحوه ركز النظر فيما تحمله ليجدها كعكة كبيرة و مكتوب عليها كل سنة و أنت حبيبي
ابتسم بسعادة لا توصف ليسمع صوت أطفاله يتقدمون نحوه بقوة ليتعلقوا بقدمه قائلين كل سنة و أنت معانا يا بابا
هبط في مستوي أطفاله و بداخله مليون إحساس بين السعادة و الخۏف من أن يتركهم بمفردهم في يوم من الأيامحبس دموعه في عيونه و رفع نظره إلي زوجته و نظر لها نظرة هادئة صافية
وضعت فيروز الكعكة علي الطاولة وابتسمت بسعادة ليقوم حسن و يكون في مستواها و يجذبها إليه و يضع رأسها بهدوء
حسن بهمس بحبك
فيروز بسعادة و همس بعشقك
رفع حسن وجه فيروز بأنامله و كأنه يريد أن يقف به الزمن في تلك اللحظةلم يتحكم في إحساسه و
هي مستكينة بين ذراعيه تبادله بنفس إحساسه بل أكثر
بعد دقائقفاق حسن و فيروز من عالمهم علي صوت ضحك أطفالهمنظروا ناحية مصدر الصوت ليجدوا عز و حنين يجلسان علي الأرض و يلعبان بإحدى الألعاب الجديدة التي أحضرها حسن
ضحك حسن و فيروز علي أطفالهم لتقول فيروز ممكن بقي يا حبيبي تطلع تغيير هدومك عشان نأكل و نقطع التورته قبل ما عز وحنين يلعبوا بيها
ضحك حسن وقال ماشي يا فيروز
كان منشغل بمراجعة بعض أوراق العمل ليفاجأ بصوت طفله الصغير يقول بابا
انتبه عامر لمصدر الصوت ليجد طفله جالسا علي الأرض و
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 48 صفحات