يا ليتني كنت الجزعه يارسول الله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
هؤلاء الأبرياء... ألا يكفي أن أمهم تركتهم وأنهم عاشوا معي وبالكاد كانوا يرون أباهم
وليس ذنبي أيضا! ماذا تريدين مني
لاشي... كان علي إخبارك.
أريدك أن تتركيني لوحدي... أنا بحاجة إلى استعاب ما علمت به الآن أي أن زوجي المحترم كان خائڼا... عرضت عليه أن يطلقني ويبحث عن امرأة باستطاعتها الإنجاب ولكنه رفض وفضل أن ېكذب علي طوال سنين... الماكر!
كان يحبك... لم يكن باستطاعته العيش من دونك.
لم يحبني كفاية للعيش معي بدون أولاد... ماذا لو كان هو العاقر هل كنتما ستقبلان أن أنجب من آخر بالطبع لا! أتركيني يا كاذبة! مثلت علي دور الحمى المحبة... إعتبرتك أمي الثانية وكنت أزورك كل يوم حتى قررت العيش في الجبل البعيد... آه... فهمت الآن سبب انتقالك إلى هناك! هربت لتخفي عني هؤلاء الأولاد! أخرجي من بيتي!
وحصلت على حصتي في الميراث وقررت بيع المنزل والسفر بعيدا عن كل ما يمكنه تذكيري بعزيز. وجاءت شركة مختصة وضبت كل ما كنت أنوي أخذه معي وأصبحت جاهزة لحياتي الجديدة.
ولكن قبل أيام قليلة من رحيلي سمعت جرس الباب يقرع وعندما فتحت رأيت أمامي ثلاثة أولاد ينظرون إلي الواحد پخوف والثاني بحشرية والصغير بفرح. وبالطبع علمت أن هؤلاء كانوا أولاد زوجي. وللحقيقة. إحترت لكيفية التعامل مع هذا الوضع غير المنتظر.
من قادكم إلى هنا
قال كبيرهم
جدتنا... طلبنا منها أن نتعرف إليك بعدما أخبرتنا أن والدنا لديه زوجة... وقالت لنا إنك سيدة جميلة وطيبة.
وأضاف الثاني
وكانت على حق... أنت فعلا جميلة!
أما الثالث فسألني
هل لديك حلوى
عندما سمعت ذلك لم أتمكن من الحفاظ على جديتي وأبتسمت
أجل لدي حلوى... إنتظروني هنا.
ولكنهم دخلوا ورائي وجلسوا في الصالون بعدما أزالوا الغطاء عن المقاعد.
منزلك جميل! أين كان يجلس البابا
هناك.
وانهالت الدموع على خدي لأنني لمست براءة هؤلاء الصغار ولأنني تذكرت كنبة عزيز المفضلة.
وقال لي الصغير
أجل... ولن أعود.
ستتركينا كما تركتنا أمنا
وركض المسكين إلى أخويه وبدأ بالبكاء. نظر إلي الكبير
لم يعد لدينا أحد.
لديكم جدتكم... هي تحبكم كثيرا.
إنها مريضة وعجوز... ستموت يوما.
وعند ذلك قررت تغيير الأجواء بتقديم العصير والحلوى لهم. ولأنهم كانوا صغارا نسوا حزنهم بسرعة. وأخبروني عن المدرسة وعن رفاقهم وعن أبيهم الذي كان يزورهم من
وقت إلى آخر. ولم أشعر بالوقت وهو يمر إلا عندما رأيت الصغير نائما فسألت الكبير
متى ستأتي جدتكم لأخذكم لقد جاء المساء.
قالت لنا إننا سننام هنا الليلة.
غرفتي لأنام بدوري فلاحظت أنني أبتسم. لم تكن بسمة عادية والحق يقال إنني لم أبتسم هكذا يوما بهذا الكم من الحنان. والحب كله الذي أحببته في حياتي لم يكن يوازي الحب الذي كان في قلبي في تلك اللحظة. ووضعت رداء على كتفي وذهبت إلى غرفة الأولاد. أخذت كرسيا وجلست عليه وقضيت الليل بأسره أنظر إليهم وهم نيام. وعندما طلع الضوء كنت متأكدة من أنهم سيبقون معي وأنهم كانوا ميراثي الحقيقي من عزيز.
النهايه
لاتنسى ان تصلي على النبي