حكاية البنت اليتيمه بقلم انيس بن علي
قال سأتركها بشرط أن تكون لها دارها وأن لا تخدم أهلك هل فهمت أجاب الرجل وهو يرتجف نعم يا سيدي سأخرج من حيني وأكتري لها دارا تليق بمقامها أخذ الملك من جيبه صرة دنانير وقال له إشتر لها ما تشتهيه من اللباس والعطور وويلك إن رجعت ووجدتها بذلك الثوب القديم !!! أجاب الرجل سأفعل كل ما تطلبه ولن تر مني إلا ما يسرك .والآن سأدعو وجهاء قبيلتي ليتعرفوا عليكم ويعلم القاصي والداني أن لشيماء أهلا من كرام الناس .
وبعد قليل جاء الوجهاءوتكلموا مع الملك وأعجبتهم هيبته وعقله وحضر الطعام وأكلوا معا وأصبحت شيماء تدور في البيت كالأميرة لا يجرأ أحد أن يرفع عينيه فيها وزاد حقد الأخوات وأمهن عليها لكنهن سكتن وقالت إحداهن سترين ما سنفعله بعد أن يذهب القوم سنغري بهم بعض صعاليكنا لينهبوا جمالهم وثيابهم وسيسخر منهم كل القبيلة لما يروهم حفاة عراة ...
حكاية شيماء البنت اليتيمة
من أحلى حكايات زمان
مکيدة الأخوات حلقة 3
وبينما هم كذلك جاء أحد الرعاة يجري وصاح سمعت أن أعيان قبيلتنا مجتمعين هنا فجئت لأخبركم بما حصل!!! نظر إليه مختار سيد القبيلة وقال له ويحك ألا ترى أنه عندنا ضيوف أجاب الراعي الأمر لا يحتمل الانتظار لقد أغار علينا قطاع الطريق وأخذوا كل ما في المرعى من أغنام وإبل وماټ من ماټ وهرب من هرب من الرعاة .وجم أعيان القبيلة ولم يتكلم منهم أحد أما مختار فضړب كفا بكف وقال خليفتنا على الله قال له الملك لماذا لا تخرج لهم في قومك وتسترد مالك أجاب مختار ياليت فهؤلاء من الأعراب الذين لا شفقة لديهم ولا رحمة وقد حاولنا محاربتهم لكنهم في كل مرة يهزموننا ويعودون للإنتقام صاح الملك في رجاله خذوا سيوفكم واتبعوني كان قطاع الطرق يجمعون الماشية ويدفعونها أماهم حين طلعت عليهم غبرة فقال زعيمهم يبدو أن مختار وجماعته لم يستوعبوا الدرس هذه المرة سنحرق قريتهم وسار في خيله لملاقاة الفرسان القادمين لكن فوجئوا بقوتهم وشراستهم في وماهي إلا دقائق حتى فروا وتركوا قتلاهم وچرحاهموأسروا زعيمهم ورجعوا إلى القرية مع المواشي المنهوبة فعلت الزغاريد وقرعت الطبول ورقصت الفتيات وزاد مقام شيماء في القبيلة وأحس زوجها بالزهو لقوة أصهاره وشجاعتهم في الحړب .
نفذ زوج شيماء وعده وخرج من دار أبيه وأجر له مختار سيد القبيلة أحد دياره الجميلة بثمن بخس وأعطاه الأعيان الأثاث والهدايا وتحسنت حال الرجل وصار الجميع يتقرب منه ويسعى لصداقته حتى من القبائل المجاورة ولما سمعت الأم وبناتها لم يعدن يتحملن سعادة شيماء وبدأن في نشر الإشاعات حولها وبمرور الوقت تضخمت وانزعج الرجل وهدد بقطع لسان كل من يذكر إمرأته بالسوء لكن ذلك لم يزد إلا الأمر سوءا فجاء إلى شيماء يوما وقال لها لا بد أن تحضري أباك ومعه أمك لأنهم يقولون أنك شقراء