التفاح الذهبي
الموضع مشى الثعلب ووراءه الأمير وهما يحاذران أين يضعان أقدامهم
وبعد مسيرة طويلة بين الأشجار والنباتات الكثيفة ظهرت لهما ثلاثة أعمدة من الصخر المنحوت وقربها كانت توجد شجرة ضخمة تغطيها الأوراق الخضراء
قال الثعلب أنا متأكد أنها أم كل النباتات المفترسة فجذورها تخرج من القپور ولا شك أن الصندوق في بطنها وسنرى إن كنت على حق
_التفاح_الذهبي_الجزء_الخامس
...... بعد مسيرة طويلة بين الأشجار والنباتات الكثيفة ظهرت لهما الامير والثعلب ثلاثة أعمدة من الصخر المنحوت وقربها كانت توجد شجرة ضخمة تغطيها الأوراق الخضراء
قال الثعلب أنا متأكد أنها أم كل النباتات المفترسة فجذورها تخرج من القپور ولا شك أن الصندوق في بطنها وسنرى إن كنت على حق إختفى قليلا ثم عاد وفي فمه أرنب ضخم فرماه وسط الأوراق سمعا صړخة ثم ساد الهدوء من جديد
أجاب الأمير والآن كيف سنخرج الصندوق
ثم ضحك وقال للثعلب قد يكون أرنبك رديء الطعم وتلفظه الشجرة مع صندوقنا المسحور
لكن ذلك الحيوان الصغير لم يضحك وبقي يفكر
نظر إليه الأمير بأسف وقال أعترف أني في بعض الأحيان أبدو سخيفا
لكن الثعلب رفع رأسه وقال إذن بسخافتك وجدت الحل كنت أفكر ما الذي يجعل الشجرة تلفظ ما في بطنها وقلت في نفسي لا يصلح لذلك سوى القنفد
فهيا بنا نبحث عن أحدها وبعد قليل أمسكا واحدا كثير الأشواك رماه الأمير فإبتلعته الشجرة ثم جلس مع الثعلب ينتظران ما سيحدث لم يمض وقت طويل حتى بدأت الشجرة تتململ وأوراقها تتحرك ثم قذفت بالقنفد والأرنب وقطعا من العظام وفي الأخير صندوقا صغيرا من الخشب المنقوش
رد الأمير من المؤكد أننا سنلتقي مجددا فأنت صديق مخلص ولما وصل إلى حافة الغابة وجد الشيخ الذي تحول إلى فرس أبيض وركض به إلى ملك الجن
ولما وصل أراه الصندوق الغريب
فقال له سأذهب معك إلى قصر الغول ولو كان كلامك صحيحا وزال السحر عن نور الندى سأعطيه مفتاح الكنوز بنفسي والآن هيا بنا
ولما وصلا إلى القصر سلما عليه ولكن الغول واسمه أبو الأسود لم يرد السلام على ملك الجن وقال له لا أزال أذكر ما كان بيننا من أحقاد
كن الأمير قال علينا أن ننسى ما جرى فنور الندى لا تستحق ما يحصل لها سأحرق الآن الصندوق وأرد لها صورتها الجميلة ثم رماه في المدفأة فإنتشر ضباب كثيف في القصر
لما إنقشع الضباب كانت الفتاة مستلقية على الأرض يغطي وجهها خصلات من شعرها الذهبي فأسرع الجميع إليها وهم يشعرون بالفزع لكنهم ما كادوا يقتربون منها
حتى فتحت عينيها ونظرت حولها بعيونها الخضراء ولما رأت أباها أسرعت بالإرتماء في حضنه وهي تبكي وتشهق وبكى الملك حتى تبللت لحيته وهو لا يكف عن ترديد عبارات الإمتنان ثم سألته ماذا حصل يا أبي وكيف زال عني هذا السحر اللعېن
فهم الملك أن إبنته ستحب ذلك الفتى لكنه صمت ثم سحب من جرابه منديلا من الحرير وقال للغول أبي الأسود هذا مفتاح الكنوز وكما تعلم هناك شيئ أثمن من الذهب والفضة والزمرد وهو لك هذه المرة لن أخلف وعدي
مد الغول وأخذه ثم قال أرجو أن لا يكون في الأمر خدعة فأنا أعلم الناس بك وإذا لم أحصل على ما أريد فستسمع بأخباري
أجاب ملك الجن لا داعي لهذا الكلام غدا إذهب لتلك المغارة وسيفتح لك المفتاح الباب وأنت أول من سيدخلها منذ مئات السنين وما فيها حلال لك
ثم رجع مع إبنته والأمير إلى مملكته وأمر الجن أن يستعدوا للحرب ويصعدوا فوق الجبال ويملؤوها بآلات القتال
ثم قال للأمير ستستريح إبنتي هذه الليلة وغدا ستراها
لما طلع الصباح لم يأت إليه أحد فخرج ودار في القصر
لكن أحد الحرس طلب
منه الرجوع إلى غرفته وسيحمل له طعامه وشرابه مر الوقت و بدأ الأمير يقلق فلقد أدى معروفا كبيرا للملك وكان ينتظر أن يستدعيه