رواية دعاء عبده
تفتحى. في حاجة مهمة عاوز اخدها من جوه.
أنا نقلتلك كل حاجتك في الأوضة التانية
قال وهو يتصنع الجدية لاء في فردة شراب مش لاقيها. أكيد في الدولاب عندك
صدقته وذهبت تنظر في خزانة الملابس للتأكد ولكنها لم تجد شىء عادت مجددا قائلة ملقتش حاجة
تحدث بنفس النبرة قائلا أزاى يعنى. أنا متأكد انها جوه. أنا محتاجها بكرة ضرورى. لو سمحتى افتحى.
مش معقول كده. أقف ساعة برة علشان شراب. أومال لو كانت فانلة كنت وقفتينى قد أيه!
قالت على الفور أنا دورت كويس وملقتش حاجة ولو مش مصدقنى شوف بنفسك
وقف أمام خزانة الملابس ينظر بعبث ثم قال مش موجودة ودتيها فين
عبد الرحمن طبعا مش مصدقك. شكلك كده طمعتى فيها. طب كنت قوليلى وانا كنت هجبلك
شعرت بنبرة المزاح بدأت تتسلل في صوته فعلمت أنه اخترع قصة الجوارب ليدخل ويتحدث معها فقالت بجدية
لو سمحت اتفضل عاوزه انام
كتف ذراعيه فوق صدره وقال بابتسامة على فكرة لو بقيتى على طبيعتك هيبقى احسن. وانا يا ستى مش هادخل الأوضة من غير ما استأذن. لكن تقفلى الباب والحركات دى. مش حلوة. بحس كده انك خاېفة مني.
قالت وهي تشيح بوجهها أيوه دعتلك ربنا يرزقك بزوجة تحبها
أقترب وهو يقول طب ماهو ربنا رزقنى بيها خلاص الحمد لله.
أبتسمت بسخرية مريرة وقالت بجدية كل اللى بتعمله ده مالوش لازمة. وفر على
نفسك مجهود انك تحاول تقنعنى بحاجة مش موجودة أنا قلتلك انى قررت ومش هرجع في قرارى. ولعلمك انا من بكره هلم حاجاتى كلها وارجع اقعد مع مريم. أنا مش هقبل على نفسى ولا على كرامتى اكتر من كده.
سيطر عليها الإنفعال وهي تقول بعناد أنا قررت وخلاص. وكلامى ده مفيهوش راجعة يا عبد الرحمن
بادلها نفس النبرة العنيدة قائلا قرارك ده تبليه وتشربى مېته
قالت بدهشة يعنى ايه.
قالت بانفعال يعنى أيه هو بالعافية
أغلق الباب وهو يقول أيوه بالعافية. أنا مش هصبر عليكى اكتر من كده. انت دماغك ناشفة وبعدين انا عاوز افهم انت ليه بتلبسى اسدال الصلاة قدامى. هو انا مش جوزك ولا أيه.
أتجه إلى خزانة ملابسها واخرج منامة قصيرة تخصها ومده يده به أمامها وهو يقول ده بيعمل أيه في الدولاب. مبشوفش يعنى الحاجات دى.
لم تصدق إيمان ما يحدث لم تكن تتوقع بأنه سيثور لهذه الدرجة وينفعل هكذا حتى يخرج عن أطار هدوءه المعتاد بهذه الطريقة ظلت تنظر في ذهول وصمت فوضع المنامة على المقعد وأمسكها من يدها وأوقفها أمام المقعد وأشار إليها محذرا.
أنا هخرج بره خمس دقايق. لو رجعت لقيتك مش لابساه هلبسهولك انا
نظرت له وهو يغلق الباب خلفه ولا تكاد تصدق ما يحدث لم تمضى ثوان حتى طرق الباب بقوة أفزعتها
ها خلصتى ولا آجى اساعدك
قالت پخوف حاضر حاضر. هخلص اهو
تناولت المنامة ونظرت إليها بارتعاش و تقول لا مش ممكن البس ده. مش ممكن أعمل ايه بس ياربى.
هوت إلى المقعد وهي تنظر لصورتها في المرآة بحيرة وخوف حاولت أن تبكى لعله يرأف بحالها ويتركها ولكنها تعجبت من نفسها وهي تقول
هو مفيش دموع بتنزل ليه
أعتصرت عيناها كالأطفال دون جدوى حاولت أن تتذكر اسوء ذكرى في حياتها لعلها تبكى ولكن لا دموع أيضا خفق قلبها على صوت طرقاته القوية وصوته الجهورى من الخارج صائحا
الخمس دقايق خلصوا يا آنسه!
أنتفضت وهي تبدل ملابسها بسرعة وتقول حاضر حاضر.
الفصل الثاني والعشرون
أنتهت في سرعة من أرتداءه ونظرت مرة أخرى في المرآه وقالت ينهار مش فايت. أنا مش ممكن اطلع كده أبدا
مټخافيش انا هتجوزك مش هتخلى عنك أبدا
قالت بحنق دون أن تنظر إليه حرام عليك عامل فيا كل ده وواقف تهزر
تصنع الدهشة قائلا أنت هاتتبلى عليا ولا أيه هو انا لسه عملت حاجة
وأخذ يدور حولها وهو يقول بس انا مكنتش اعرف انك حلوة أوي كده.
خفق قلبها بشدة عندما شعرت بيده توضع على كتفها وهو يقول تعالى
تصورت
انه سيأخذها في اتجاه ولكنه خيب ظنها وأخذها خارج الغرفة حتى وصل للمائدة التي وضعت عليها طعام العشاء وقال بلهجة آمره
اقعدى
جلست وهي تنظر له بدهشة وقالت جايبنى هنا ليه
جلس أمامها على طاولة الطعام وبدأ في تناول طعامه وهو يقول جايبك تاكلى معايا. أصلى نفسى بتتفتح وانت قاعدة قدامى وانا باكل.
تملكتها الدهشة وهي تقول يعنى رعبتنى كل الړعب ده علشان آجى