رواية دعاء عبده
يابابا
ألتفت له والده وقال بهدوء أنا كان ممكن مدخلش. وكان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لوحده. بس انا عارف أنى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفاية ثم نظر إلى ايمان قائلا ولا أيه يا إيمان .
أومأت برأسها موافقة فالټفت إلى عبد الرحمن وقال أنت نمت امبارح في الجنينة ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك في أوضة اخوك
أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهي كده. وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه
كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك
أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه في داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصية هز الحاج حسين رأسه بابتسامة وقال.
دلوقتى بقى انا عاوزك في موضوع مريم اختك وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
قالت بصمود موضوع ايه يا عمى
حسين ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانة أنه يكون يوسف معندوش رغبة حقيقة فيها. وأن دى رغبتى انا بس.
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقة مفيش حد بيتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانة في حكمك يا ايمان
نهضت وهي تنظر إليه وقالت انت متأكد
بادلها نفس النظرات وقال أيوه متأكد
هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الأمر بدون حرج وبشكل تلقائى. ثم قال.
ايمان ياعمى دى حياة مريم وهي اللى تقرر. أنا قلت رأيى وخلاص وهي حرة بعد كده
حسين بس انا عاوزك انت كمان تبقى راضية
ايمان طالما مريم شايفه كده وراضية خلاص. أنا مش عاوزه غير سعادتها
أبتسم قائلا خلاص تقدروا تتفضلوا.
خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقة في سرعة وتوجهت إلى المصعد دون أن تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذي فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الأزرار وهو يقول
صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعة وقبل أن تضغط جرس الباب أمسك يدها ليمنعها قائلا
انت خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
قالت دون أن تلتفت إليه أنا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت.
طريقتها استفزته جدا فشعر بالڠضب وجذبها من يدها إلى شقتهم الخاصة وهو يقول بحنق أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه. انا جوزك يا هانم ولا نسيتى
الفصل الحادي والعشرون
بمجرد أن أغلق الباب أفلتت يدها من قبضته وهي تتأوه وتقول أيه اللى انت بتعمله ده وجايبنى هنا ليه
تغيرت ملامحه في لحظة وعقد يديه أمام صدره قائلا بهدوء أعمل ايه عاوز اتكلم معاكى وانت مش مديانى فرصة
نظرت له باندهاش فلقد كانت تتوقع أن معركة ستبدأ بينهما بعد صفعه للباب بكل هذا العڼف لم تكن تتوقع هذا الهدوء وقد كانت متحفزة ومستعدة للدفاع عن موقفها ولكن طريقته وهدوءه المفاجئ ألجمها وأربكها.
ظلت تنظر له في صمت تحاول استيعاب حديثه الهادىء أستدار وأغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح في جيبه ثم الټفت إليها مبتسما وقال
من ساعة ما جينا وانت بتهربى مني حاولت اتصل بيكى. مريم قالتلى نايمة ومش راضية تصحى. عرفت أنك مش طايقانى وبصراحة معاكى حق. بس لو كنت أعرف أنك صاحية و شايفانى وانا نايم في الجنينة كنت طلعتلك.
أرتبكت أكثر ومازالت علامات الدهشة على وجهها ووجدت نفسها تقول بس مريم مجبتليش سيرة أنك اتصلت بيا
قال عبد الرحمن مؤكدا لا أتصلت بالأمارة مريم قالتلى انها حاولت تصحيكى وانت شديتى المخدة على راسك ومردتيش عليها
وجدت نفسها تندفع
قائلة لو كنت عاوز تتكلم معايا كنت طلعت وصحتنى بنفسك لكن انت مصدقت.
وضع يديه في جيبه وهو مازال محتفظا بابتسامته وقال يعنى أطلع وادخلك الأوضه وانت نايمة ومريم قاعدة بره. بصراحة حسيت انها ممكن تتحرج وكمان مكنتش أضمن نتيجة كلامنا هتبقى أيه. نفرض بقى صوتنا علي ولا حاجة البنت تتعقد من الجواز يعنى
قالت وهي تحاول استيعاب الموقف طب ومجتش نمت في بيتك ليه لو اللى بتقوله ده حقيقى.
أتسعت ابتسامته وقال محبتش أدخل الشقة من غيرك نزلت الجنينة وقعدت مع نفسى شوية وقعت عينى على حوض الورد وافتكرتك وانت بتنقذى الوردة مني. فضلت قاعد شوية لقيتنى بفتكر كل كلمة دارت بينا وكل موقف عجبتينى فيه. محستش بالوقت لقيت الفجر أذن