رواية ياسمين الفصول كامله
زيك يا أيمن ويا بختها اللي هتكون من نصيبها
انتبه أيمن لأول مرة للدبلة التى تحيط باصبع صديقه قائلا
ايه ده انت خطبت
قال كرم بسخريه
لا لابس الدبلة يتصور بيها
لكمه أيمن فى كتفه قائلا
يا اخى بطل أم الغتاته بتاعتك دى
رد له كرم اللكمة قائلا
اااه .. ايدك تقيله يا بنى آدم
نظر اليهما عمر
والله أنا حاسس انى آعد مع اتنين فى الروضة
قال أيمن موجها حديثه ل كرم
طيب ادى عمر خطب وأنا أهو شوية وهخطب أنا كمان .. سيادتك بأه مش ناوى تتأهل انت كمان
عمر ضاحكا
بصراحة انا معنديش استعداد اتدخله فى جوازه يعني مقدرش أعمل كده فى بنات الناس
قال أيمن بجدية
اعملوا حسابكوا لو فى خطوبة ان شاء الله وقبلوا بيا .. انتوا الاتنين معزومين مفيهاش كلام انتوا عارفين انى مقطوع من شجرة وانتوا اكتر من الاخوات بالنسبة لى
قال له عمر
طبعا يا أيمن من غير ما تقول .. وان شاء الله تكون الخطوبة تكون قريب أوى
خيم الحزن على الجميع وانبعث من المسجل صوت الشيخ المنشاوى وهو يتلو يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
السلام عليكم
هبت ياسمين واقفة وجرت عليها وعبراتها تتساقط على خدها .. حضنتها سماح وهى لا تستطيع كبح جماح عبراتها هى الأخرى .. هتفت ياسمين وهى تبكى فى حضڼ صديقتها
ماما ماټت يا سماح .. ماما ماټت
الفصل 13-14
الټفت العائلة حول احدى الطاولات الكبيرة فى حديقة الفيلا , استقبل "عمر" ووالده ووالدته عمة عمر وأبنائها "علاء" و "ايناس"
كانت عمة "عمر" السيدة "ثريا" فى العقد الخامس من العمر يبدو عليها علامات القوة والصرامة , سيدة نحيفة قصيرة القامة ترتدى السواد وحجاب أسود اللون .. يظن الناظر اليها أنها امرأة لم تعرف الإبتسامة طريقا الى ثغرها .. توفى زوجها منذ زمن بعيد.. أما "علاء" فكان الابن الصغير لها فى الثلاثينات من عمره طبيباً بيطرياً يعمل فى احدى شركات الأدوية الكبرى فى مصر .. وسيم رياضى البنية كانت نظراته للحاضرين تتسم بالبرود ولا المبالاة , أما "ايناس" فهى الابنة الكبرى هيفاء ممشوقة القوام صاړخة الجمال فى التاسعة والعشرون من عمرها تعمل فى شركة "عمر" مديرة للعلاقات العامة .. لم تكن محجبه كوالدتها بل كانت تقل عنها التزاما باللباس المحتشم .. تحدثت الى "عمر" السيدة "ثريا" :
رد "عمر" على عمته وهو يخرج هاتفه من جيبه :
- ثوانى ان شاء الله يا عمتو ويكونوا هنا
هم بأن يتصل بـ "نانسي" عندما وجد والدته ووالده يقفان ليرحبان بـ "نانسي" ووالدها ووالدتها .. شعر "عمر" بالڠضب يتصاعد داخله عندما نظر الى ما كانت ترتديه خطيبته .. وقف وحاول السيطرة على غضبه أمامهم وسلم عليهم ومد يده ليسلم على خطيبته ببرود دون أن ينظر الى وجهها
.. رحب الجميع ببعضهم البعض وتبادلوا عبارات المجاملة ثم جلس الجميع ينعمون بتجاذب أطراف الحديث وبالنظر الى روعة ما يحيط بهم من خضره .. شخص واحد فى الحاضرين كان يجلس متبرماً ألا وهو "عمر" كان يكتفى بالرد عليهم بابتسامه صغيرة يرسمها بصعوبة .. كانت تراقبه منذ البداية عينان عسليتان .. كانت تصوب اتجاهه نظرات حب ممزوجة بالحسړة والألم .. عينا "ايناس" .. ما لم تبح به "ايناس" لأحد إلا "عمر" .. هو حبها الشديد له منذ الصغر فلقد تربوا معاً , من صغرهم كانت مشاعر "عمر" تجاهها لا تتعدى مشاعر الأخ الكبير اتجاه أخته الصغيره أما هى فلقد تجاوزت مشاعرها كل الحدود وكل القيود .. حملت سرها فى صدرها ولم تكشف النقاب عنه إلا لـ "عمر" ليلة خطبته صارحته بمشاعرها التى طالما عذبتها وأحرقت قلبها .. لكن رد "عمر" كان (انتى مش أكتر من أختى يا ايناس) حاولت استجدائه بكل الطرق لكنه لا يرى فيها إلا الأخت الصغيره .. حانت التفاته من "نادين" الى "عمر" ولاحظت ما يبدو عليه من عبوس فالتفتت الى "نانسي" قائله :
- ماله يا مامي ؟
- من ساعة ما جينا وهو مركب الوش الخشب
- وأنا أعرف منين !
- طيب ما تتحركى وتشوفيه ماله !
قامت "نانسي" وقالت لـ "عمر" :
- مش هتفرجنى على الجنينة يا "عمر"
قام "عمر" معها وسارا معاً بعيدا عن الجميع غير منتبهين لعينا "ايناس" التى كانت ترمقهما فى حقد
بعدما ابتعدا عن أنظار الجميع أوقفته "نانسي" قائله :
- مالك يا "عمر" فى ايه ؟
التفتت اليها ينظر الى وجهها وهو يشير بإصبعه على ملابسها من فوق لتحت قائلاً :
- مش عارفه في ايه ؟ .. ايه الزفت اللى انتى لابساه ده
بدأت "نانسي" بالشعور بالڠضب والعصبيه هى الأخرى فتحكماته كانت أكثر مما تستطيع تحمله فتاة مدلله مثلها لم تعتاد على تحكمات الآخرين فى تصرفاتها .. قالت له فى عصبيه :
- ايه ماله لبسي .. فستان برقبة طويله وتلت تربع كم ..
أكمل "عمر" قائلاً فى ڠضب :
- وقصير فوق الركبة
- قولتلك 100 مرة انت عرفتنى كدة وحبتنى كدة وخطبتنى وأنا كده ليه بأه عاوز تتحكم فيا بالشكل ده وعايزنى اغير من نفسي ؟
ندمت لتسرعها فيما قالت وتذكرت تحذيرات أمها جيداً .. فحاولت امتصاص غضبه قائله :
- حبيبى أنا بس كنت حابه ان شكلى يكون حلو أدام أرايبك .. وبعدين ما فيش هنا حد غريب و "علاء" ابن عمتك يعني مش غريب
كان ينظر اليها فى صمت لم تستطع استنتاج ما يفكر فيه اقتربت منه محاوله عناقه قائله :
- وبعدين انت مسلمتش عليا كويس ولا قولتلى كلمة حلوة من ساعة ما وصلت
أزاح عمر ذراعيها اللاتان الټفتا حول عنقه .. وقال بهدوء :
- يلا عشان منتأخرش عليهم
عاد بها الى حيق يجلس الجميع , عندها تقدمت والدة "عمر" داعيه الجميع الى الدخول لتناول طعام الغذاء
وجهت والدة "سماح" حديثها الى "أيمن" قائله :
- "سماح" دى بنتى الوحيده يا "أيمن" وأنا وباباها مكناش هنوافق نديهالك لو مكناش متأكدين من أخلاقك وحسن سلوكك
قال "أيمن" فى خجل :
- متشكر جدا يا دكتورة
- "سماح" دى بنتنا الوحيدة يا "أيمن" أتمنى انك تحافظ عليها وتصون الأمانة
- حضرتك متقلقيش ولا عمى كمان يقلق "سماح" هتكون دايماً فى عنيا وان شاء الله مش هتكون هى بنتكوا الوحيدة أنا كمان هكون ابنكوا .. أنا يتيم زى ما شرحت ظروفى لعمى وأنا شايف فيكوا العيلة والجو الأسري اللي اتحرمت منه
قال والد "سماح" :
- طبعاً يا ابنى انت خلاص غلاوتك من غلاوة "سماح" بنتى
قالت والدة "سماح" له :
- مفيش أى طريقة يا "أيمن" تنقل شغلك هنا القاهرة
- للأسف يا دكتورة المزرعة اللي هشتغل فيها ان شاء الله فى قرية جمب المنصورة وهناك هتكون اقامتى ان شاء الله .. وكمان المزرعة دى بتاعة واحد صحبى وأنا حابب الشغل معاه خاصة انه اتفق معايا ان شغلى مش هيكون بأجر .. هيكون بنسبه يعني أكنى بشتغل فى مكان بتاعى مش بشتغل عند حد
- ربنا يوفقك يا ابنى ويقدم اللى فيه الخير .. وزى ما اتفقنا ان شاء الله الخطوبة بعد اسبوع
قال وقد اتسعت ابتسامته :
- ان شاء الله
****************************
- بس وقعت واقف يا "عمر" .. "نانسي" زى القمر
قال "علاء" هذه الجملة وهو ينقل بصره من "نانسي" التى يرمقها بظزرات اعجاء جريئة وبين "عمر" الذى يجلس أمامه مباشرة على طاولة الطعام .. وجه "عمر" حديثه الى "علاء" بنبره محذرة :
- "علاء"
قال "علاء" على الفور :
- ايه أنا مش بعاكسها أنا بقول الحقيقة بس
اتسعت ابتسامة "نانسي" لهذا الإطراء فهى لطالما أحبت سماع تلك الكلمات من أفواه الرجال .. التى تشعرها بالزهو .. تضايق "عمر" كثيرا من تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتى "نانسي".. ألقت عليها "ايناس" نظرة حاقدة قائله :
- بس "عمر" عرف بنات حلوة كتير .. يعني مفيكيش حاجة مميزة عنهم
التقت أعين الفتاتان فى تحد صارخ .. كان "عمر" مدرك لدوافع "ايناس" ولمشاعرها لذلك آثر الصمت وغير مجرى الحديث قائلاً :
- ها يا "علاء" أخبار شغلك ايه؟
قالت عمته :
- شغله كويس أما حياته الخاصة هى اللي مش كويسه أبداً
ضحك "علاء" قائلاً :
- ليه بس مش كويسه يا ماما
- عشان مش عايز تتجوز , رجاله فى سنك ومعاهم أطفال دلوقتى
قال "علاء" بخبث موجها نظراته الى "نانسي" :
- أنا مبحبش حد يقيد حريتي .. ايه اللى يخلينى أقطف وردة واحدة فى حين ان أدامى جنينه بحالها أستمتع بيها
تلاقيت عين "علاء" بعين "عمر" فى تحدٍ .. فما لا يعرفه البعض هو أن "علاء" و "عمر" بينهما الكثير من المشاحنات التى سببها الأكبر هو شعور "علاء" منذ صغره بتفوق "عمر" عليه وبالغيرة منه فقد كان "عمر" مميزاً فى العائله وهذا ما دفع "علاء" لأن يكن لابن خاله حقد دفين
انتهى الجميع من تناول الطعام وتفرق الجميع حيث جلس والد "نانسي" ووالدتها مع عمة "عمر" ووالده .. أما والدة "عمر" فذهبت الى المطبخ لإعطاء الخدم بعض الأوامر .. وذهب "عمر" الى مكتبه داخل الفيلا ليجري اتصالا هاماً .. أما ايناس فكانت تتمشي بلا هدف فى الحديقه
عندما خرجت "كريمة" والدة "عمر" للبحث عن "علاء" وجدته واقفا فى الحديقة مع "نانسي" يتضحكان معا وټضرب بكفها على كفه ويبدو عليهما الاستمتاع .. اقتربت منهما فانتبها لوجودها رسمت ابتسامه صغيرة على شفتيها وقالت لـ "علاء" :
- خالك بيدور عليك يا "علاء"
اعتذر "علاء" من "نانسي" ودلف لداخل الفيلا .. وهمت "نانسي" بأن تدخل هى الأخرى عندما استوقفتها "كريمة" قائله :
- "نانسي" عايزاكى شويه
- ايوة
- بصى يا "نانسي" انتى خلاص شويه وهتكونى مراة "عمر" ابني وعشان حياتكم يا بنتى تمشي كويس مع بعض لازم تفهمى طبع "عمر" كويس
عقدت "نانسي" ذراعيها أمام صدرها وقد ارتسمت عليها علامات التبرم .. فأكملت "كريمة" قائله :
- "عمر" طبعه حامى من صغيره .. بيغير على أى حاجة يحبها أو أى حد يحبه .. كان بيغير عليا أنا من باباه .. كان بيغير على لعبه .. ممكن يخلى الأطفال يلعبوا معاه بلعبه لكن دايما كانت له لعبه مميزه جدا وبيحبها جدا وميحبش حد يلعب بيها غيره و دايما مهتم بيها وبيحافظ عليها .. "عمر" كده مع الناس اللي يخصوه وانتى تخصيه يا "نانسي"
- وبعدين ..
تجاهلت "كريمة" ضيق "نانسي" قائله :
- عشان متحصلش مشاكل بينك وبين "عمر" يا "نانسي" افهمى طبعه ده انه بيغير عليكي لأنه بيحبك فمتحاوليش تضايقيه يا بنتى بتصرفاتك
استشاطت "نانسي" غضباً قائله :
- مالها تصرفاتى .. كل ده عشان كنت واقفه بتكلم مع "علاء" .. انتوا بجد ناس غريبة أوى .. أكنكوا عايشين فى كوكب تانى
قالت "كريمة" بهدوء لكن بحزم :
- مفيش داعى للكلام ده يا بنتى انا بنبهك بس عشان مش عايزه مشكله تحصل بينك وبين "عمر"
- لا اطمنى مفيش مشاكل هتحصل بيني وبينه ريحي نفسك ولو سمحتى متدخليش تانى فى حاجة خاصه بيا خليكي بس في اللى يخصك أنا مش صغيره ومش محتاجه نصايح من حد
وفجأة سمعا صوتاً يهتف من خلفها فى ڠضب :
- "نانسي"
أقبل "عمر" وهو يشتعل غضباً .. كانت أمه تفهمه جيداً ولم ترد حدوث مشكله بينهما فقالت له :
- خلاص يا "عمر" مفيش حاجه حصلت
قال لها :
- لو سمحتى يا أمى ادخلى دلوقتى وسبيني مع "نانسي" شويه
حاولت "كريمة" التحدث لكنه قاطعها قائلاً بحزم :
- امى لو سمحتى
دخلت "كريمة" الفيلا ووقف "عمر" ينظر الى "نانسي" التى تحاول التفكير فى طريقه لامتصاص غضبه
قال "عمر" بحزم شديد:
- أمى فى حياتي خط أحمر لو اتعديتي حدودك معاها فأنا من سكه وانتى من سكه
قفز قلب "نانسي" من مكانه وحاولت التحديث :
- "عمر" أنا مكنش قصدى .. أنا بس ...
أوقفها وهو يرفع أصبعه محذراً قائلاً :
- شششش .. اسمعيني كويس
نظر لها قائلاً بهدوء ممزوج بالڠضب وهو يضغط على الحروف جيداً :
أمى .. ما أسمحش لا ليكي ولا لأى واحدة غيرك مهما كانت هى مين بالنسبه لى انها تتكلم معاها بالشكل ده نهائي ..لو اتكرر الموضوع ده يا "نانسي" يبقى انتى بتنهى علاقتنا بإيدك
حاولت "نانسي" السيطرة على الموقف واحتوائه قائله :
- انا بجد مكنش قصدى دى مامتك زى مامى بالظيط .. أنا هروح دلوقتى واعتذرلها يا حبيبى .. ها
حاولت ه فأبعد وجهه عنها
فأسرعت الى الداخل تبحث عن "كريمة" لتعتذر عما بدر منها
*******************************
تدثرت "ياسمين" بغطائها وأولت ظهرها الى أختها تاركه العبرات تنساب على وجنتيها فى صمت .. أخذت تحدث نفسها قائله ( آآآآآآه يا ماما .. وحشانى أوى .. وحشنى حضنك وحشتنى ريحتك .. مش عارفه ازاى هعيش من غيرك انتى كنتى الحضن الحنين اللى بيحميني من الدنيا .. فى حضنك مكنتش بخاف وكنت بحس بأمان .. سبتيني فى اكتر وقت انا محتجاكى فيه .. وحشتيني اوى .. نفسي ارمى نفسى فى حضنك .. انا جوايا كتير يا ماما كتير اوى وتعبانه اوى .. ) .. سمعت "ياسمن" شهقات صغيرة فالتفتت الى حيث تنام "ريهام" فوجدت جسدها ينتفض فى خفوت فمسحت دموعها وحاولت التماسك وتوجهت الى أختها قائله :
- "ريهام" حببيتى انتى كويسه ؟
جلست بجوار "ريهام" التى أولتها ظهرها .. فأدارتها "ياسمين" من كتفها لترى العبرات وقد تساقطت على وجنتيها فأخذت رأس أختها فى حضنها وقالت لها :
- حبيبتى متعيطيش .. وادعيلها بالرحمه والمغفره
قالت "ريهام" من بين شهقاتها :
- انا مش متخيله ان ماما ماټت يا "ياسمين" .. مش قادرة أصدق انى خلاص مش هشوفها تانى .. هنعمل ايه من غيرها ؟ .. دى كانت كل حاجه لينا يا "ياسمين"
ثم ازدادت حدة بكائها قائله :
- وشوية وانتى كمان هتسبيني وهبقى لوحدى
رفعت "ياسمين" وجه "ريهام" بيدها ونظرت اليها قائله :
- انتى عبيطه يا "ريهام" مين قال انى هسيبك .. انتى عارفه ان "مصطفى" بيسافر 3 اسابيع وبيرجع اسبوع واحد .. ان شاء الله بعد ما نتجوز هستأذنه ان ال 3 أسابيع هقفل فيهم الشقة واجى اعد معاكى هنا انتى وبابا
نظرت اليها "ريهام"وقالت بلهفه :
- بجد يا "ياسمين" .. يعني وهو "مصطفى" تفتكرى يوافق ؟
طمأنتها أختها قائله :
- وايه هيخليه يرفض .. ان شاء الله هيوافق
اعتدلت "ريهام" جالسه وحضنت أختها قائله :
- يا حبيبتى يا "ياسمين" ربنا ما يحرمنتيش منك .. انتى الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا فراق ماما الله يرحمها .. انا بحس انك أمى يا "ياسمين" مش بس أختى الكبيره
مسحت "ياسيمن" على شعر أختها قائله :
- وأنا بحبك اوى يا "ريهام" وفعلا بحس انى أمك وانك بنتى .. بحبك أوى وبخاف عليكي اوى أكتر ما بخاف على نفسي ..ربنا ما يحرمنا من بعض أبداً
**************************
فى احد المطاعم الفاخرة جلس "عمر" مع "كرم" يتحدثان عن أمور العمل .. عندما قال "كرم" :
- وانت ناوى على امتى ان شاء الله ؟
قال "عمر" بعدم فهم :
- مش فاهم ناوى على ايه ؟
- الجواز يا ابنى .. ناوى تتجوز امتى .. قولت شهرين بس مش شايفك يعني بتاخد خطوات فى الموضوع ده .. عشان كدة بسألك انت غيرت المعاد ولا ايه
شرد "عمر" قليلا ثم قال لصديقه:
- لا المعاد زى ما هو متغيرش
- مالك يا "عمر" فى حاجه حصلت .. شكلك فى عاجبنى .. انت متخانق مع "نانسي"
- لا مش متخانق ولا حاجه
- امال ايه .. على بابا يا "عمر" .. أنا عارفك كويس فى حاجه مضايقاك أو شغلاك
تنهد "عمر" تنهيده صغيره ثم قال :
- لا متحطش فى بالك .. كله تمام
- خلاص برحتك مش هضغط عليك .. بس لما تحب تتكلم .. انت عارف انى موجود
ابتسم "عمر" ابتسامه صغيره قائلا :
- عارف يا "كرم"
**************************
أنهت "ياسمين" اعداد طعام الغداء وذهبت كى توقظ زالدها من نومه .. عندما اقتربت من الغرفه سمعته يبكى فى الداخل .. اغرورقت عيناها بالدموع ووقفت قليلاً ثم تركته وذهبت .. فى الداخل كان والدها يمسك صورة صغيره بالأبيض والأسود تجمعه مع والده "ياسمين" والعبرات تتساقط على وجنته .. ضم الصورة الى صدره .. ورفع رأسه الى السماء وقال :
- يارب ارحمها برحمتك .. أنا قلبي راضى عنها .. أنا قلبي راضى عنها يارب
رن جرس الهاتف فأسرع "عبد الحميد" بمسح عبراته جيداً وفتح الباب وخرج لكى يرد على الهاتف :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا عمى أنا "مصطفى"
- أهلا بيك يا "مصطفى" يا ابنى
- البقاء لله يا عمى
- البقاء لله يا يا بانى
تنحنح "مصطفى" قائلاً :
- أنا اسف يا عمى انى اتأخرت فى الاتصال والتعذيه بس الشغل كان لخمنى جداً .. وكنت فى مأموريه تبع الشغل .. معلش أنا آسف
- ولا يهمك يا ابنى ربنا يعينك ويوسع رزقك
- احم احم .. عمى أنا كنت حابب أتكلم معاك يعني فى معاد الفرح .. حضرتك عارف اننا حجزين القاعه من شهرين ودخنا على ما لقينا المعاد ده .. يعني أنا بس أقصد أقول ان لو المعاد اتلغى صعب نلاقى معاد تانى دلوقتى .. وكمان كل حاجه جاهزة خلاص مفضلش حاجه ناقصة فى الشقة .. انا حبيت أتكلم مع حضرتك قبل ما أعمل أى حاجه وأشوف رأي حضرتك ايه
صمت "عبد الحميد" قليلاً ثم قال :
- الفرح ان شاء الله فى معاده يا ابنى
شهقت "ياسمين" رغماً عنها والتى سمعت ما قاله والدها دون قصد .. كيف يفكر والدها هكذا كيف يصر على عدم تأجيل معاد الفرح .. أى فرح هذا ووالدتها لم يمضى على مۏتها الا اسبوع واحد .. أخذت العبرات تنساب على وجنتها فى صمت
بعدما أنهى "عبدالحميد" المكالمة .. خرجت من المطبخ وواجته قائله :
- بابا ازاى تقول ان الفرح فى معاده .. بابا ازاى ده ماما الله يرحمها مافتش على ۏفاتها الا اسبوع واحد .. ازاى انا اتجوز يا بابا فى الظروف دى
اتسمت على ملامحه الجديه وقال بتماسك :
- زى ما سمعتى الفرح فى معاده بعد اسبوع مفيش داعى يتأجل والحى أبقى من المېت
بكت "ياسمين"بقوة .. ازاى يا بابا ازاى ؟ .. ليه ما نأجلش الفرح .. لسه لازم أتجوز دلوقتى ؟؟ أنا مش مستعجله
قال لها فى ڠضب :
- انتى سمعتى اللى أنا قولته هى كلمة واحدة الفرح فى معاده مفيش داعى للتأجيل
وفجأه انهار تماسكه أمام حدة بكائها وجذبها الى حضنه قائلاً :
- يا بنتى أمك ماټت فجأه .. كانت نايمه جمبي على السرير وهى كويسه مفيهاش حاجه أبدا وصحيت لقيتها مېته .. أنا مش ضامن عمرى.. خاېف أموت من غير ما اسيب معاكوا راجل .. انتوا بنتين .. انتى شايفه الزمن اللي احنا فيه يا بنتى .. أنا نفسي أطمن عليكوا قبل ما أموت .. أنا لو أطول أجوز "ريهام" كمان كنت جوزتها .. عشان خاطرى يا بنتى متحرقيش قلبي أكتر ما هو محروق .. عايز أسيبك فى الدنيا دى وأنا عارف ان معاكوا راجل يحافظ عليكوا .. انتى واختك ملكوش حد بعد ربنا .. أنا خاېف عليكوا يا بنتى
حاولت "ياسمين" تفهم مشاعر والدها .. التى دفعته فى البدايه للموافقه على الزواج السريع من "مصطفى" وعدم الانصات الى رغبتها فى اطالة فترة الخطوبة والآن يريد اتمام هذه الزيجة خوفاً عليها .. رغم تفهمها لمشاعره ونيته الحسنه الا أنها لم تستطع تقبل الأمر .. لكنها رضخت لما أراده والدها فهذه هى المرة الأولى التى ترى والدها يبكى أمامها .. فشعرت أن الأمر جلل خطېر .. أرادت اراحته وازاحه هذا الحمل الثقبل عن صدره :
- خاص اللى تشوفه يا بابا
"عبد الحميد" فى جبينها وقال لها :
-ربا يكملك بعقلك يا بنتى
تراجعت "ياسمين" قليلا لتنظر الى والدها جيداً وقالت فى جديه :
- بس بشرط يا بابا .. أنا مش عايزة فرح ..مش ممكن أعمل فرح وأمى لسه مېته .. وكمان مش عايزة ألبس فستان فرح.. هلبس فستان عادى .. لكن مش فستان فرح
قال لها بتأثر :
- ليه يا بنتى عايزه تحرميني انى أشوفك عروسه
قالت وقد شعرت أن هذا الحديث أرهقها كثيراً:
- أرجوك يا بابا أنا هنفذ رغبتك وأتجوز فى المعاد ..بس أنا لا عايزه فرح ولا عايزه فستان فرح .. أرجوك يا بابا متضغطش عليا أكتر من كدة .. لانى بجد مش هقدر أتحمل أكتر
قالت ذلك وأسرعت بالجري وألقت نفسها على سريرها وتركت لدموعها العنان
**************************
"سماح" عبر الهاتف : بكرة خطوبتى أنا عارفه ظروفك بس منتظراكى
"ياسمين": انتى أختى و ده يوم مش ممكن أفوته
- "ياسمين" لو بضغط عليكي خلاص متجيش يا حبيبتى وأنا هعذرك
- "سماح" انتى ملكيش صحاب ولا اخوات بنات .. وأنا مش بس صحبتك أنا كمان أختك ازاى مش عيازانى آجى وأقف معاكى فى اليوم ده
- يا حيبتى يا "ياسمين" أنا عارفه انك بتيجي على نفسك أوى عشان ترضى اللى حواليكي .. بجد أنا كنت خاېفه أوى متجيش .. زى ما قولتى مليش غيرك وأنا حسه اني قلقانه ومتلخبطه على الآخر .. كان نفسي أأجل الخطوبة عشان ظروفك بس لولا ان "أيمن" مضطر يسافر عشان شغله وعايز نلبس الدبل والشبكة قبل ما يسافر لانه هينشغل أوى الفترة الجايه
قالت لها "ياسمين" فى حنان :
- متقلقيش يا حبيبتى هاجى من الصبح وهكون جمبك انتى وطنط
- بجد انتى ونعم الأخت ربنا يفرح قلبك دايماً زى ما بتفرحى اللى حواليكي
***********************
"أيمن" وهو يجلس مع صديقه فى مكتبه بالشركة
- بكرة الخطوبة ومستنيك عشان نروح سوا
- "عمر": طبعا يا أيمن ومبروك يا عريس
- والواد "كرم" أنا كلمته وعزمته هو كمان
- متقلقش يا عريس أنا و"كرم" هنكون هنا فى الشركة وهنخرج سوا نعدى عليك ونطلع على بيت العروسة ان شاء الله
- ان شاء الله
*********************
قالت "ريهام" وهى تنظر لأختها التى ترتدى ملابسها :
- هتروحى الخطوبة
- أها .. متيجي انتى كمان على الأقل تغيري جو انتى حتى مبتروحيش الكليه يا "ريهام"
- لا مليش نفس
- ليه .. انتى عارفه ان "سماح" ملهاش حد وهتفرح أوى لما تلاقينا احنا الاتنين معاها
- بجد يا "ياسمين" مش حسه انى عايزه أخرج ولا أعمل أى حاجه
- براحتك يا حبيبتى بس لو غيرتى رأيك عرفيني وأنا أستناكى فى المترو
- خلاص ماشي
- بس انتى ليه رايحه بدرى كدة
- عشان أساعد طنط وكمان "سماح" حساها قلقانه أوى فحابه انى أكون معاها ونظبط كل حاجه مع بعض
- ماشي
- مع السلامه .. ولو غيرتي رأيك كلميني
- ماشي .. مع السلامة
************************
نظرت "سماح" اللى نفسها فى المرأة والتفتت الى صديقتها قائله :
-ايه رأيك يا "ياسمين" شكلى حلو ؟
- زى القمر يا "سماح" ما شاء الله لا قوة الا بالله
- ولفة الحجاب حلوة
- أيوة حبيبتى منورة وشك أوى
- أنا حسه انى قلقانه
- القلق والتوتر ده عادى انتى فاكره أنا كنت فى خطوبتى عامله ازاى
- ده انتى كنتى فظيعه
ضحكت الاثنتان معا ورن هاتف "ياسمين" فردت قائله :
- السلام عليكم يا "ريهام"
- وعليكم السلام
- خير يا حبيبتى فى حاجه
- آه يا "ياسمين" أنا حسه انى مخنوقه أوى ومش طايقه البيت .. لو أعدت فيه ثانيه واحده كمان ھموت
قالت لها "ياسمين فى حنو:
- عشان كده قولتلك تيجي معايا
- ينفع اجى دلوقتى ؟
أخذت "سماح" الهاتف من "ياسمين" وقالت لـ "ريهام"
- ايوة يا "ريهام" أنا "سماح"
- ازيك يا "سماح" وألف مبروك
- الله يبارك فيكي يا قمر عقبالك .. أنا منتظراكى يلا تعالى بسرعه
- مش هسببلكوا ازعاج
- ده على أساس اننا هنشيلك ونقف بيكي فى وسط الصاله
ضحكت "ريهام" قائله :
- خلاص ماشي أنا هنزل حالا
- متتأخريش
أخذت "ياسمين" الهاتف من صديقتها وقالت لأختها :
- أول ما تنزلى من المترو كلمينى وأنا أنزل أخدك
- خلاص اتفقنا سلام
- سلام
******************************
جلس "عمر" و"كرم" فى السيارة منتظرين صديقهم الذى أتى يرتدى حلة رمادية اللون وعلامات السرور والفرح ترتسم على محياه فتح باب السيارة الخلفية ودلف قائلاً :
- السلام عليكم يا شباب
- وعليكم السلام
- وعليكم السلام يا عريس
انطلق "عمر" بسيارته الى بيت "سماح" ..مروا أولا على محل زهور وابتاع "أيمن" باقى كبيرة حمراء وأحضر سلة من التشوكليت الفاخرة .. وصلوا الى حيث تقطن "سماح" وأهلها .. وركن "عمر" سيارته واستعدوا للنزول عندما رن هاتف "عمر" فرد قائلاً :
- ألو
- أيوة يا باشمهندش أنا "حنان" مديرة مكتبك
- أيوة يا "حنان"
- الملف يا فندم بتاع انتاج اللحوم اللى هندخل بيها المناقصه
- آه ماله ؟
- مش موجود ومندوب اللجنة عندى ومنتظر الملف
قال "عمر" پغضب:
- ازاى يعني مش موجود
- حضرتك يا فندم خدته منى امبارح عشان تراجعه لأخر مرة ولأن الملف سري أكيد حضرتك حطيته فى الخزنه بتاعة المكتب
ضړب عمر بيده على جبيته قائلاً:
- آخ .. فعلا الملف فى الخزنة
- طيب أقول ايه للمندوب ؟
- ما تقوليلوش حاجه .. قدميله حاجه لحد ما آجى أنا فى الطريق
أغلق "عمر" هاتفه والټفت الى صديقيه قائلاً :
- لازم أرجع المكتب دلوقتى .. بس مش هتأخر عليكوا هدي المندوب الملف واجى على طول
قال له "كرم" وهويخرج من السيارة :
- طول عمرك فالح
نبه "أيمن"قائلاً :
- اوعى تتأخر يا "عمر"
- لا متقلقش يا "أيمن" هروح وآجى بسرعة
- تمام
أدار "عمر" سيارته وانطلق فى طريقه
************************
رن جرس الباب فقفز قلب "سماح" من مكانه .. فابتسمت "ياسمين" قائله :
- ايه من أولها كده .. اجمدى
- أجمد ايه أنا حسه ان ركبي بتخبط فى بعضها
سمعت صوت "أيمن" وصوت آخر لم تتعرف عليه كان والدها ووالدتها يرحبان بهما , وبعد قليل دخلت والدتها قائله :
- بسم الله ما شاء الله زى القمر يا حبيبتى .. ربنا يتم عليكي بخير
والتفتت الى "ياسمين" قائله :
- وانتى يا "سمسم" ربنا يباركلك يا حبيبتى مسبتيش "سماح" فى اليوم ده لوحدها هى كانت متوتره جدا وانتى عارفه انها بتحبك جدا وملهاش صاحبه غيرك تثق فيها وتعتبرها زى اختها
- طبعا يا طنط وربنا عالم أنا بحب "سماح" أد ايه ومبفرقهاش عن "ريهام" أختى
- ربنا يخليكوا لبعض ويوفقك انتى وأختك أمال هى فين "ريهام" مجتش ليه
- هتيجي يا طنط شوية وهنزل أجيبها من المترو
فى هذه الأثناء دخل والد "سماح" قائلاً :
- يلا العريس بره
أقبل على ابنته وقبلها من جبينها قائلاً :
- مبروك يا حبيبة قلب بابا .. ربنا يسعدك يارب
قالت "سماح" :
- خلاص يا جماعة بأه هتخلونى أعيط
فى هذه الأثناء رن هاتف "ياسمين" وكانت المتصله "ريهام" فالتفتت لـ "سماح" قائله :
- أنا هنزل أجيب "ريهام"
- خلاص ماشي بس متتأخريش
نزلت "ياسمين" وأسرعت الخطى .. كانت سعيده لسعادة "سماح" وتمنت لها الخير والتوفيق .. وفكرت فى حالها وفى نفسها .. تمنت أن تستطيع إدارة حياتها ومستقبلها كيفما تريد .. قالت فى نفسها :
( يا ربي انت عالم بحالى .. قدرلى الخير .. أنا مش عارفه فين الخير وفين الشړ .. أنا قلبي مش مرتاح .. ومش فى ايدي حاجه أعملها .. يارب أنا عارفه انك كريم أوى وعند حسن ظن اللى يحسن الظن بيك .. يارب أنا بحسن الظن بيك وعارفه ان أى حاجه هتختارهالى هيكون فيها الخير ليا حتى لو انا مش شايفاه .. يارب فوضت أمرى اليك).
Part 14
انطلق "عمر" بسيارته عائداً الى بيت "سماح" بعدما أنهى مهمته فى مكتبه .. رن هاتفه فأخرجه من جيب ونظر اليه فوجد "كرم" المتصل :
- أيوة يا "كرم"
- ايه يا "عمر" انت فين ؟
- خلاص أنا فى الطريق أهو
- طيب يلا بسرعة شهل شويه
- خلاص أنا أهو دقيقتين وأبقى أدام البيت سلام
- سلام
أغلق "عمر" هاتفه" وزاد من سرعة سيارته وفجأه ..............
انطلق فى الشارع صوت فرامل السيارة وهى تكبح جماحها بشدة .. بعدما صدم شخصاُ ما ظهر أمامه من العدم فلم يستطيع تفادى الإصطدام به .. سقط الشخص أمامه على الأرض بعدما دفعته السيارة عنها بضعه خطوات أوقف سيارته ونزل بسرعة ليجد فتاتنا وقد ارتسم على ملامحها الألم الشديد .. لم تستطع "ياسمين" تحمل الألم الذى كانت تشعر به فى ساقها فسقطت مغشياً عليها .. اقترب منها "عمر" وجثا على ركبتيه قائلاً :
- يا آنسه .. يا آنسه
لكن "ياسمين" كانت فى عالم آخر
تجمع بعض الماره من الناس مرددين :
- لا حول ولا قوة الا بالله
- مش تفتح يا أخينا
- حد يسوق العربيه بالسرعه دى
وجه اليهم "عمر" حديثه وهو ينظر الى "ياسمين" قائلاً :
- هى اللى ظهرت أدامى فجأه
فقال له أحد الماره :
- يعني ايه ظهرت فجأه طلعت من تحت الأرض يعني .. أنا شايفك بعيني وانت سايق بسرعه والبنت ملهاش ذنب انت الغلطان .. اتقى الله يا شيخ هو عشان ما انتوا أغنيه هتيجوا على الفقرا اللى زينا .. اه ما احنا أرواحنا فى البلد دى رخيصه ملهاش تمن
انفعل عليه "عمر" قائلاً :
- لزمته ايه الكلام ده دلوقتى .. المهم دلوقتى أوصل البنت دى المستشفى
- اه توصلها المستشفى !! .. رجلى على رجلك يا بيه .. معلش بس ولاد الحړام كتير .. ومنضمنش نسيبك توصل البنت دى لوحدك خاصة وانت خابطها والموضوع ده لازم يتبلغ عنه ويكون في محضر عشان حق المسكينة دى ميضعش
قال "عمر" فى ڠضب :
- اعمل اللى تعمله أنا مش هخاف منك ..
حمل "عمر"جسد "ياسمين" بخفه ووضعها فى المقعد الخلفى لسيارته .. ووجد الرجل الذى تشاجر معه يركب فى المقعد الأمامى وهو يخرج هاتفه ليتصل بالشرطة .. أدار "عمر" السيارة وتوجه الى المستشفى .
*********************
تعالت الزغاريد فى بيت "سماح" بعدما ألبستها والدتها الشبكة .. كانت تعلو شفتيها ابتسامة سعاده ممزوجه بالخجل .. قبل والدها رأسها قائلاً :
- مبروك يا حبيبة قلبي
وسلم على "أيمن" قائلاً :
- مبروك يا ابنى عقبال الفرح ان شاء الله
وقف "أيمن" وحضنه قائلاً :
- الله يبارك فيك يا بابا .. واسمحلى انى أقولك بابا
ابتسم الأب قائلاً :
- طبعاً يا ابنى انت خلاص بقيت ابنى .. ده انت واخد حته من قلبي
وجهت "سماح" حديثها الى والدتها الجالسه بجوارها قائله:
- ماما فين "ياسمين"؟
- والله يا "سماح" ما أعرف .. هى قالت هتروح تجيب أختها من المترو بس اتاخرت أوى
- طيب معلش يا ماما اتصلى بيها
اتصلت الأم بـ "ياسمين" ثم قالت :
- ما بتردش
شعرت "سماح" بالقلق قائله :
- ربنا يستر
طمئنتها أمها قائله :
- متخفيش زمانها جايه ان شاء الله
وفى هذه الأثناء قال "أيمن" لـ "كرم" :
- فين سي "عمر" باشا ؟
- والله يا ابنى ما أعرف قالى دقيقتين وهكون أدم البيت الكلام ده من ساعة الا ربع .. مش عارف بيت مين اللي يقصده بالظبط !! .. شكله بيتكلم عن بيت "نانسي" !!
- طيب اتصل بيه
اتصل "كرم" بـ "عمر" قائلاً :
- ايه يا ابنى انت فين .. كل ده الدقيقتين مخلصوش .. ولا انت بتمشى جوه الجزمة الأول
تنهت "عمر" قائلاً :
- أنا فى المستشفى يا "كرم" عملت حاډثه بالعربيه
قام ليبتعد عن "أيمن" ثم قال :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. انت كويس ؟ طمنى عليك
- اه كويس بس خبطت بنت بالعربيه وكانت مغمى عليها معرفش جرالها ايه .. الممرضة بتقولى انهم عملولها اشاعه وبيجبسولها رجلها
- لا حول ولا قوة الا بالله
- ودلوقتى فى ظابط عندها بياخد أقوالها
- ظابط ؟؟ وايه اللى وصل الموضوع لكده
قال "عمر" فى ضيق :
- واحد من اللى كانوا ماشيين اتدخل فجأة وقعد يبرطم بالكلام ومرتحش الا أما بلغ البوليس وجم وبياخدوا أقوالها دلوقتى .. استنى أهو الظابط خارج من عندها
قال "كرم" بسرعة :
- "عمر" اوعى تتكلم مع الظابط أو تقول أى حاجه اتصل بسرعة بأستاذ شوقي المحامى بتاع الشركة وما تتكلمش مع حد قبل ما يوصل
- هو ده اللي أنا عملته وآديني اعد مستنيه .. "كرم" اقفل دلوقتى المحامى جه .. سلام
- سلام بس قولى الاول انت فى مستشفى ايه ؟
- مستشفى ....
- طيب أنا جايلك سلام
أغلق "عمر" هاتفه وقال للمحامى الذى أقبل عليه :
- استاذ شوقى كويس انك جيت بسرعه
- خير يا "عمر" ان شاء الله اطمن .. البنت حالتها ايه دلوقتى ؟
- سألت الممرضة قالتلى ان رجلها اتجبست وفى كدمات فى جسمها
- مين اللي بلغ .. أهلها ؟
- لا أهلها لسه مظهروش .. اللي بلغ واحد شاف الحاډثه وشهد اني كنت سايق بسرعه عاليه
- انت فعلا كنت سايق بسرعه
ارتبك "عمر" قائلاً :
- ايوة كنت سايق بسرعه
ثم أردف بسرعه :
- بس هى ظهرت أدامى فجأه
- طيب اتكملت مع حد .. حد خد أقوالك
- لأ حاولت أتجنب الظابط عشان ميشوفنيش وانتظرتك تيجي عشان نشوف هنعمل ايه .. ايه الحل دلوقتى أنا مش عايز قضية عايزها تخلص ودى
- ان شاء الله تخلص ودى .. هنديها مبلغ مقابل انها تتنازل عن القضية الموضوع بسيط متقلقش
- أخرج "عمر" دفتر شيكاته وقلمه الأنيق وقال :
- مفيش عندى أى مشكلة .. عشر تلاف كويس
- زودهم شويه يا "عمر" عشان تملى عينيها ومتديهاش فرصه للرفض
- تمام آدى شيك بعشرين ألف .. وكل مصاريف العلاج والمستشفى أنا هدفعهم .. بس عايز الموضوع يخلص دلوقتى
أعطى الشيك للمحامى الذى أخذه منه قائلاً :
- متخفش .. هى فى انهى اوضه
أشار له "عمر" على الغرفة المجاوره قائلاً :
- دخلوها هنا
طرق المحامى الباب وفتحت له الممرضه ثم دخل وأغلق الباب
جلس "عمر" قلقاً متوتراً
**********************
أتصلت "ريهام" بأبيها فرد قائلاً :
- ايوة يا "ريهام" وصلتى ؟
- لا يا "بابا" أنا لسه فى الطريق
- محدش كلمك تانى ؟
- لا يا بابا الممرضة متصلتش تانى .. أنا خلاص عشر دقايق وأكون فى المستشفى
- أنا كمان تقريبا أدامى عشر دقايق ربع ساعه .. جيب العواقب سليمه يارب
- متقلقش يا بابا الممرضة طمنتنى ان شاء الله خير
أغلقت الهاتف فى المترو وهى تبكى فى صمت و تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ أختها
**********************
خرج المحامى من غرفة "ياسمين" فهب "عمر" واقفاً فوقف الرجل أمامه ومد يده له بالشيك .. نظر "عمر " الى الشيك فى يد المحامي فڠضب وأخرج دفتر شيكاته مرة أخرى وقال پحده :
- مفيش مشكلة هزودلها المبلغ .. هى طالبه كام؟
- مش طالبه حاجة مفيش قضية أصلاً
قال "عمر" بدهشة :
- ازاى يعني مفيش قضية
ابتسم المحامى قائلاً :
- زى ما بقولك كده .. قالت فى أقوالها للظابط انها هى اللى غلطانه وانها كانت ماشيه مش مركزه وانها مش عايزة تقدم ببلاغ ولا تشتكيك
صمت "عمر" وهو مندهش .. فقال له المحامي:
- طيب بما ان مهمتى انتهت أستأذن أنا
- معلش تعبتك معايا يا أستاذ شوقى
- مفيش مشكلة يا "عمر" أشوفك فى الشركة .. مع السلامة
- مع السلامة
ظل "عمر" واقفاً وهو يفكر فيما فعلته الفتاه .. فى تلك اللحظة خرجت الممرضة من غرفتها فقال لها "عمر" :
- هى عامله ايه دلوقتى ؟
- كويسه .. عندها كسر فى رجلها والدكتور حطهالها فى الجبس وان شاء الله الجبس هيتفك بعد اسبوعين .. وفى شوية كدمات بسيطه هتاخد وقتها
- طيب متشكر أوى
انصرفت الممرضة فتوجه "عمر" الى الغرفة التى ترقد فيها "ياسمين" وطرق الباب بضع طرقات ثم فتحه ودخل.
رفعت "ياسمين" نظرها لتجد رجلاً غريباً أمامها كان يرتدى بدلة سوداء عليها معطف أسود اللون .. رفعت يدها لتتأكد من ضبط حجابها .. قال لها بصوت رخيم :
- ازيك دلوقتى ؟
قالت وقد شعرت بالخجل من نظراته المتفحصه فأطرقت بوجهها :
- الحمد لله
- أنا اطمنت عليكي انك ان شاء الله هتشيلي الجبس بعد اسبوعين
أومأت برأسها وهى مازالت لا تدرى من هو وماذا يفعل فى غرفتها .. فسألته قائله :
- حضرتك ظابط ولا محامى ؟
ابتسم "عمر" ابتسامه زادته وسامه وقال :
- لا أنا لا ظابط ولا محامى أنا مهندس
شعرت "ياسمين" بجاذبيه عينيه السوداويين وكأنهما مغناطيس .. فأبعدت عينيها بسرعه واحمرت وجنتاها لهذا الوضع الذى تبدو فيه أمام هذا الزائر الغريب فلم تعتد أن يراها رجلا ً غريبا وهى ممده هكذا فى فراشها فشعرت بالارتباك وحاولت جذب الغطاء عليها أكثر ودت لو طلبت منه الانصراف .. شعر "عمر" بتوترها فلم يزيده هذا الا تفحصاً فيها .. ثم استطرد بجديه قائلاُ :
- أنا آسف على اللى حصل .. بس بجد مشفتكيش انتى ظهرتى أدامى فجأه
نظرت اليه "ياسمين" بدهشة قائله :
- حضرتك اللي خبطنى ؟
تنحنح قائلاً :
- ايوة .. بس بجد مشفتكيش
أطرقت "ياسمين" برأسها وقالت :
- أصلا أنا اللي كنت ماشيه ومش مركزة لو كنت انتبهت مكنش ده حصل
- وأنا كمان كنت سايق بسرعة لو كنت بطئت شوية كنت عرفت أتفاداكى
- قدر الله وما شاء فعل .. نصيبي كده
- أنا متشكر أوى انك ما اشتكيتيش عليا
- زى ما قولت لحضرتك وللظابط وللمحامى دى غلطتنى أنا
أخرج الشيك من جيبه واقترب من فراشها ومد يده به قائلاً :
- طيب لو سمحتى اقبلى المبلغ الصغير ده
رفعت "ياسمين" نظرها اليه قائله :
- قولت لحضرتك أنا اللي غلطانه وخلاص حصل خير
- بس أنا حاسس بالذنب لاني فعلا كنت سايق بسرعه فلو سمحتى اقبليه
احتدت "باسمين" قائله :
- لا طبعا مش هقبله
- ليه
- لأنه مش من حقى .. وحتى لو كنت انت اللي غلطان أنا مش بقبل عوض
- طيب أنا آسف أنا مكنش قصدى أضايقك
حاولت السيطرة على ڠضبها وقالت :
-حصل خير .. ولو سمحت ممكن بعد اذنك تتفضل لأن مفيش ممرضة معانا وميصحش كده
اندهش "عمر" مما قالته فقال :
- انا اسف مرة تانية أنا بس كنت عايز أطمن عليكي وأشكرك يا انسه ....
سكتت ولم تجيبه .. فحثها قائلاً :
- لحد دلوقتى معرفتش اسمك
قالت بصوت خاڤت :
- أنا اسمى ياسمين
- وأنا اسمى عمر.. وبشكرك مرة تانية .. ولو احتجتى حاجه أنا .....
قاطعته قائله دون أن تنظر اليه :
- شكراً
هز "عمر" رأسه وتوجه الى الباب وفتحه وخرج .. وجد أمامه رجلا يرثى لحاله وبجواره فتاة باكيه , جرى ناحيته وقال له بلوعه :
- بنتي كويسه ؟ "ياسمين" جرالها ايه ؟
ربت "عمر" على كفته قائلاً :
- متقلقش حضرتك هى كويسه
- هى جوه فى الاوضة دى ؟
- ايوة جوه اتفضل
دخل والدها وأغلق الباب .. وقف "عمر" قليلا ثم انصرف
***********************
خرج "عمر" من المستشفى ليجد "كرم" أمامه , توجه ناحيته قائلاً :
- خير يا "عمر" طمنى ايه اللي حصل ؟
- لا خير الحمد لله تعالى نعد فى أى مكان ونتكلم
- طيب هات عربيتك وتعالى نروح الكافيه بتاعنا
- طيب تمام
توجه كل منهما الى سيارته وغادرا المستشفى
*********************
- كده يا "سمسم" تخضينا عليكي
- معلش يا "ريهام" مكنش قصدى .. أنا أول ما فوقت قولت للمرضه تكلمك عشان عارفه انك واقفه مستنيانى فى المترو
- ده أنا كنت ھموت لما اتصلت بيا وقالتلى ان عربيه خبطتك
قال لها والدها وهو يجلس بجوارها على الفراش :
- الحمد لله يا بنتى جت سليمه قدر ولطف
- الحمد لله يا بابا
- والجبس محدش قالك هيتفك امتى
- اه الدكتور قالى هيتفك كمان اسبوعين ان شاء الله
- ان شاء الله
سكت الأب قليلا ثم قال :
- مين الجدع اللي كان خارج من اوضتك ده
ارتبكت "ياسمين" قليلا ثم قالت :
- ده الراجل اللي خبطنى بالعربيه
انفعل الأب قائلاً :
- وله عين كمان .. أنا لو أعرف كنت مسكت فى زمارة رقبته
أسرعت "ياسمين" قائله :
- هو ملوش ذنب يا بابا أنا اللي مكنتش مركزه وكنت ماشيه سرحانه
- وليه يا بنتى كده مش تركزى يعني كنت هعمل ايه أنا دلوقتى لو كان حصلك حاجة
تدخلت "ريهام" قائله :
- خلاص يا بابا حصل خير
- أنا قايم أشوف حساب المستشفى .. شكلها مستشفى غالية أوى ربنا يستر
شعرت "ياسمين" بالذنب لما كبدته لوالدها من مصاريف .. خرج الأب فجلست "ريهام" بجوارها وأخرجت قلما وبدأت فى الكتابه على ساقها المتجبره .. ضحكت "ياسمين" قائله :
- بتعملى ايه يا بت انتى
- بكتبلك ذكرى على الجبس بتاعك
- على أساس انى هفضل متجبسه طول عمرى يعنى
- بس ايه الواد المز ده يا "ياسمين" يا خراشي ده يحل من على حبل المشنقة .. ده نضيف نضافه .. بياكل ايه ده
ضحكت "باسمين" قالئه :
- يخربيت عقلك هو انتى كنتى فى ايه ولا فى ايه
- اه أنا صحيح كنت قلقانه عليكي ومفطوره من العياط بس ده ميمنعش انى أخدت بالى من لهطة القشطة اللى كان عندك
ازدادت ضحكات "ياسمين" من اسلوب أختها قائله :
- اه لو ابوكى سمعك
- أبويا مين ده أنا مستعده أخسر أهلى كلهم .. ده ريحة البرفيوم بتاعه لسه معبأه الأوضة .. ايه الناس دى
سمعا طرقا على الباب فقالت "ياسمين" :
- طيب اخرسى بأه أبوكى جه
دخل "عبد الحميد" وقد ارتسمت ابتسامه على محياه .. لاحظتها "ياسمين" فقالت له :
- خير يا بابا ؟
- والله جدع ابن حلال دفع مصاريف المستشفى واقامتك فيها اسبوعين
قالت "ياسمين" بدهشة :
- اسبوعين ؟! .. بس الدكتور قالى انى ممكن أروح كمان يومين
أخذت "ياسمين" تفكر فى كرم هذا الرجل الغريب
*************************
أحضر النادل الطعام ووضعه أمام الصديقان, ثم انصرف .. قال "كرم":
- هاا وبعدين ؟
- مفيش شكرتها ولما جيت أخرج قابلت باباها على الباب ومعاه بنت بټعيط وكان واضح انهم قلقانين عليها أوى
سكت قليلا ثم قال :
- الراجل كان شكله بسيط أوى .. اللى أنا مستغربله انها رفضت تماما انها تاخد الفلوس رغم ان واضح جدا انهم ناس على أد حالهم
- عشان هى قالتلك انها هى اللى غلطانه
- حتى لو هى اللي غلطانه فى حد فى الزمن ده يجيله فلوس كده لحد عنده ويرفضها .. ومش بس كده ده أنا لما أصريت عليها حسيت انها هتقوم تضربني
ضحك "كرم" قائلاً :
- ياريتها كانت عملتها
قال "عمر" بجديه :
- بصراحه لما المحامى قالى انها مشتكتش ضدى استغربت لأن أى حد مكانها كان اشتكى عشان يساومنى على تعويض .. وكمان هى غريبه أوى تصور لقيتها بتطلب منى أخرج من الأوضة عشان الممرضة مش موجوده ومفيش حد فى الاوضة الا أنا وهى
نظر اليه "كرم" وهو يبتسم
أكمل "عمر" قائلاً :
- ولا لما ببصلها كل ما عيني تيجي فى عينها ألاقى وشها يحمر وتبعد عينيها
- شكلها خجوله أوى
ابتسم "عمر" قائلاً :
- هو لسه في بنات كده
****************************
- ألف سلامة عليكي
قال "مصطفى" هذه العبارة عبر الهاتف , فقالت "ياسمين" :
- الله يسلمك
- أنا زعلت عشانك أوى وزعلت أكتر ان فرحنا هيتأجل اسبوع كمان يعني بدل ما كان أدامنا اسبوع بأوا اسبوعين
أطرقت "ياسمين" فى خجل ولم تجب
- أنا نفسي الوقت يمر بسرعة عشان أنــ ...
قاطعته "ياسمين" بسرعة قائله :
- لو سمحت .. مينفعش حضرتك تكلمنى كده
احمرت وجنتاها بشده من الخجل ومن الڠضب
أتاها صوته وهو يتحدث ببرود قائلاً :
- ليه مينفعش خلاص كلها اسبوعين وتكونى مراتى
- أما ابقى مراتك
- طيب براحتك سلام
- مع السلامه
أغلقت "ياسمين" وهى تشعر پغضب شديد من جرأته فى الكلام معها .. ومن قلة ذوقه عندما أسرع بإنهاء المكالمة ..
************************
أثناء جلوس "عبد الحميد" على المقهى وهو شارد يفكر فى حاله وحاله بناته أقبل عليه شاب وقف أمامه ويبدو عليه علامات التردد .. نظر اليه "عبد الحميد" مستفهما فلم يتحدث الشاب .. فقال له "عبد الحميد ":
- خير يا ابنى فى حاجه ؟
عدل الشاب من وضع عويناته التى يرتديها وقال فى ارتباك :
- حضرتك أستاذ " عبد الحميد منصور"
- أيوة يا ابني أنا
- أنا .. يعني .. حضرتك .. أنا "وائل"
انتظره "عبد الحميد" ليكمل كلامه لكن الشاب صمت .. فقال له :
- أهلا بيك يا ابنى .. اتفضل اعد
فجلس الشاب وقد ازداد ارتباكه قائلاً :
- أنا .. كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع .. يعني .. أنا .. يعني .. بنتك .. "ريهام"
قال "عبد الحميد" بسرعة :
- مالها "ريهام" بنتى جرلها حاجة فى الكليه ؟
أسرع الشاب قائلاً :
- لأ لأ هى كويسه أنا لسه شايفها من شويه
تصاعد ڠضب "عبد الحميد " قائلاً :
- يا ابنى اتكلم مش فاهم منك حاجه
- احم احم .. يعني .. أنا كنت عايز .. أقول لحضرتك .. انى عايز "ريهام"
قال الأب فى ڠضب :
- اللهم طولك يا روح يعني ايه عايز "ريهام" ؟
- قصدى يعني أنا عايز .. يعني أنا وهى نتجوز
هدأ "عبد الحميد" قليلاً وهو يرمق الشباب بنظرات غيظ .. فقال الشاب :
- بصراحة يا أستاذ "عبد الحميد" ماما قالتلى انى أجى لحضرتك عشان أقول لحضرتك اننا عايزين نزوركوا فى البيت
- طيب يا ابنى .. يشرفنى ده طبعا .. بس فرح بنتى الكبيره كمان أربع أيام فلما يخلص الفرح الأول وأطمن عليها نبقى نشوف موضوع "ريهام"
- طيب يا أستاذ "عبد الحميد" ياريت تحدد معاد عشان أقول لماما عليه
نظر اليه "عبد الحميد" شزراً وقال له :
- قولها اسبوع كده وان شاء الله تشرفونا فى البيت
قام الشاب ومد يده وسلم عليه وقال بفرح :
- متشكر جدا لحضرتك .. ومبروك لبنتك الكبيرة .. السلام عليكم
- وعليكم السلام
Part 17
كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقما غريبا فردت قائله
السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا
وعليكم السلام
أيوة .. مين حضرتك
انا واحدة متعرفيهاش
شعرت ياسمين بالدهشة و قالت
طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت
اسمي نهلة
ثم ساد الصمت مرة أخرى .. فقطعته ياسمين قائله
حضرتك تعرفينى وجبتى رقمى منين
لأ معرفكيش معرفة شخصية .. أما جبت رقمك منين فأنا جبته من موبايل جوزك
قالت ياسمين بدهشة
مصطفى
ايوة مصطفى
قالت ياسمين بنفاذ صبر
لو حضرتك ما قولتيش عايزة ايه أنا هقفل
اللى عايزاه هو انك تعرفى جوزك على حقيقته .. لو قولتلك ان جوزك خانك وبيخونك تصدقيني
قالت ياسمين ببرود وقد شعرت بالخۏف يدب فى أوصالها
لا طبعا مش هصدقك .. مع السلام ومتتصليش بيا تانى
انهت ياسمين المكالمة وهى تفكر من هذه الفتاه . وما مصلحتها فى الإيقاع بينها وبين زوجها .. وما هى إلا لحظات حتى رن الهاتف مرة أخرى لكن هذه المرة صوت نغمة الرسائل .. وجدت رسالة من نفس الرقم فتحتها وهى تشعر بالتوتر وقرأتها
كنت متوقعة انك مش هتصدقيني ده ايميل وباسوورد بتاع أكاونت جوزك على الفيس بوك ادخلى واقرأى رسايل بينه وبين nona star
ازدادت خفقات قلبها وحاولت تجاهل الرسالة وطرد هذه المحادثة من رأسها .. أكملت عملها بنصف عقل ..ماذا لو كانت الفتاة صادقة .. لماذا لا تلقى نظرة لتتأكد مما قالت بالتأكيد هذه دعابة سخيفة أو شخص حقود أراد الوقيعه بينها وبين زوجها ... لا يمكن أن يكون مصطفى بهذه الصورة البشعة لا يمكن أن تكون هذه هى أخلاق زوجها .. لن تسمح للشك بأن يدخل قلبها .. حاولت اقناع نفسها بكل ذلك لكن الفضول كان قد تملك منها فتركت المطبخ مسرعة وتوجهت الى الحاسوب القابع فى أحد أركان غرفة المعيشة .. فتحت المتصفح وأدخلت الايميل والباسوورد وأغمضت عينيها وهى تقول لنفسها دى أكيد واحدة كدابة .. أكيد كدابة ..فتحت عينيها لتصطدم بصورة زوجها مصغرة .. ضغطت على اسمه لتجدها فعلا صورته .. ارتجف قليها بشدة تطلعت الى بياناته .. نعم هى بيانات زوجها .. أسرعت بالدخول الى الرسائل والبحث عن الإسم الموجود فى الرسالة بأصابع مرتجفة .. جحظت عيناها من هول ما رأت .. وضعت كفها على فمها وكأنها تكتم صړخة كادت أن تخرج من أعماق قلبها المطعون .. جالت بعينيها فى الحوار الذى أقل ما يوصف به هو البذاءه .. كانت تنظر الى الحوار ثم تلقى بنظرها الى التاريخ .. أدركت أن هذه الفتاة ليست مجرد ماضى فى حياة زوجها بل موجودة فى حاضره أيضا فتاريخ آخر محادثة بينهما قبل يومين فقط .. يتواعدان باللقاء فى مكانهما المعتاد
!! .. لم تشعر إلا بالدموع وهى تنساب ساخنة على وجنتيها فى صمت .. شعرت بالغثيان فأغلقت الشاشة بسرعة فلم تعتاد مثل هذه البذاءات .. دخلت الحمام مسرعة لتريح معدتها التى تقلبت عليها بشدة .. نظرت الى وجهها فى مرآة الحمام فترة طويلة مصډومة مطعونة مچروحة .. غسلت وجهها وأسرعت الى غرفة النوم ارتدت ملابسها وأخذت حقيبتها وهاتفها وأسرعت بمغادرة البيت .
فلاش باك قبل ساعتين من الآن
نانسي انتى مدركة للى بتقوليه
ايوة يا كرم أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده .. أنا مبحبش عمر .. وبحبك انت .. وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال
منكرش اللى قولتيه بس عمر هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه
مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى .. أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى .. وبكره عمر ينساني .. وساعتها نرتبط احنا الاتنين
نظرت له قاله بنعومه
قولت ايه يا كرم.. عايزنى ولا لأ ....
صمت كرم وصمتت نانسي منتظره جوابه ... عندها جحظت عيناها بشدة وهى تنظر الى نقطة ما خلف كرم الټفت كرم ليلقى نظره على صديقه ثم ينظر الى نانسي مرة أخرى قائلا بصرامة
متخلقتش البنت اللى تخليني أخون أخويا وصاحبي عشانها .. ده ردى يا نانسي
قال ذلك ثم حمل معطفه وفتح باب البيت وخرج ...ران الصمت طويلا .. كانت نانسي فى موقف لا تحسد عليه حاولت تشغيل عقلها لتبحث عن مخرج لهذا المأذق .. تقدم عمر منها ووقف أمامها وترك مسافة بينهما ونظر اليها قائلا
على فكرة أنا ايدي ان شاء الله هترجع طبيعيه تانى .. مش هتشل زى ما قولتلك
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا
والمزرعة الحمد لله بفضل الله ثم أيمن قدرنا ننقذ جزء كبير جدا من المحصول والطلبيه هتتسلم فى معادها وبالجودة اللى اتفقنا عليها كمان
ازدادت دهشتها فعقد لسانها ولم تستطيع التفوه