ۏجع الفراق بقلم حنان اسماعيل
صديقتها بجريدة عربية تحمل خبرا هاما يهمها .مدت بها اليها بالجريدة قائله
نهى شوفى ياصافى الخبر ده .عن جوزك
نظرت صافى فى الجريدة فوجدت نعى الاربعين لزوجه سارى الايهم .
بادرتها نهى اهو طلع عنده عذر اهو ياصافى مراته ماټت ربنا يرحمها يارب ويصبر ولاده
اجابتها صافى پقهر ماټت من اربعين يوم !!!ولا يوم منهم فكر يكلمنى .يشاركنى حزنه .يدخلنى معاه فى مشاكله واحزانه .اربعين يوم مالقاش فيهم خمس دقايق لاتصال واحد يانهى
زمت نهى شفتيها قائله معلشى ياحبيبتى المهم انك اتطمنتى عليه واكييد هيكلمك قريب
مر عليها اسبوع اخر .حين وجدته يدخل الجريدة فجأة والجميع يلتف حوله يرحبون به تارة ويعزونه تارة اخرى .وقف فى صاله التحرير يبحث عنها بعيناه والجميع حوله بينما وقفت هى بعيدا تنظر اليه فى صمت قبل ان تلتقة عيناهم .كانت ذقنه قد طالت بغير تشذيب وعيناه اصبحت غائرة من قله النوم .
اغلقت الباب ورائها وعيناه تنظران اليه مدت يدها اليه قائله بمشاعر مضطربه
صافى حمدلله على سلامتك ...والبقاء لله
ركبا سيارتها بعدما اصر على ان يقود هو رغم الارهاق البادى على وجهه .اشار اليها ان تذهب لفندق شهير فخم ففعلت .نزلا فأمسك بيدها ودخل بها .مر بالاستقبال يسأل عن اى شخص قد يكون سأل عنه فاجابوه بالنفى .كادر ان يغادر هو وهى للاعلى فناداه موظف الاستقبال فى حرج كى يسأله عن صله القرابة باسلوب مهذب
قائلا بهدوء معلشى ياحبيبتى مكانشى ينفع عشان الولاد
صافى طب حتى مكالمه
صافى عامة مش مهم .المهم انك جيت وهتفضل معايا ولو حتى مجرد كام يوم
نهض معتدلا قائلا بحرج لا ياحبيبتى انا للاسف مسافر النهاردة الفجر
سألته بحزن يعنى انت جاى تشوفنى كام ساعه بس
سارى حبيبتى معلشى اعذرينى انتى متعرفيش كم المصاېب اللى وقعت على دماغى .عامة يومين وهتلاقينى هنا وهقعد معاكى انا وانتى لوحدنا وبراحتنا ولا شغل ولا تليفونات
اجابته ساخرة فى فنادق برضه وتضطر تغمز الموظف عشان يعدينى
اجابته بإقتضاب طب مش لما تشترى دبله الاول تثبت انى متجوزة
رفع حاجبيه بإندهاش وهو يتجه ناحيه بدلته اخرج دفتر شيكاته .وخط فيه رقم قائلا
سارى طب مش تقولى كده .خدى الشيك ده
تقطعه وتضعه على المنضدة امامها .نزلت باكية للاسفل .وجدت موظف الفندق ينظر اليها نظرات ذات مغزى فهمتها خاصة عندما همس لاحد زملائه لينظرا اليها وهى تشد قدمها بصعوبة للخارج
اتصل بها عدة مرات لعدة ايام بعد سفره الا انها لم تجب .بعث لها برساله على الهاتف كتب فيها
مر اسبوعان لم تسمع منه شئ .استدعاها عبدالحميد لمكتبه ذات يوم فذهبت اليه .نهض من خلف مكتبه قائلا لها بعدما رحب بها
عبدالحميد بخبث هو سارى مكلمكيش يا سارى
اجابته بعفوية لاء يااستاذ عبدالحميد .اكييد مشغول الفترة دى
رفع حاجبيه قائلا مشغول ايه !!! ده هنا فى الغردقه هو والولاد ومراته
صعقټ قائله مراته !!استاذ عبد الحميد حضرتك مستوعب بتقول ايه زوجه سارى الله يرحمها
ضحك قائلا لا ماانا عارف ده اكييد .انا قصدى زوجته الجديدة مدام هيفاء اخت زوحته الراحله ايه هو مقالكيش ولا ايه
الجزء السادس عشر
اهتزت من المفاجأة الا انها تماسكت .لمحت نظرة الشماته فى عينيه وهى تستأذن منصرفه .جرت نحو الحمام .اغلقت الباب ورائها واڼهارت باكية پقهر .لم تدرى كم مر من الوقت عليها قبل ان تخرج بعينان متورمتان من اثر البكاء .خطفت حقيبتها وخرجت من الجريدة .قادت سيارتها كثيرا حتى وصلت لمكان امام كورنيش النيل .نزلت ووقفت امامه تتطلع لتلك المياه الراكده امامها قبل ان تأخذ نفسا قويا .عدلت من منظر شعرها بيدها واستدارات عائدة للجريدة .انكبت على عملها فى الايام الثلاثه الاخيرة بحماس محاوله اخراجه من رأسها .وجدت رقمه يرن عليها فأجابت ببرود .اخبرها بوجوده فى القاهرة وانه سينتظرها فى الفندق الاخير الذى التقا فيه المرة الاخيرة .وافقت بعدما طلبت منه ان ينتظرها حتى تنهى عمل هام معها .
مرت ساعات كثيرة وهو يطلبها على الهاتف الا انها لم تجبه .تجاهلت مكالماته ورسائله فى برود
حل المساء وهى ماتزال بالجريدة .طلبها للمرة المائة تقريبا فأجابت فى النهاية بأنها لن تذهب الى الفندق وان يبعث لها بعنوان شقته القديمه