السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات

رواية عشتار وجلجامش
رواية عشتار وجلجامش

سامد: جواسيسنا متمركزون داخل قلعة جلجامش وأقرب الظن يامولاي أن هذا النسر هو جلجامش نفسه كان قد تحول عند قتاله مع طنطل لنسر وهو جريحٌ وفاقدٌ الوعي منذ المعركة

عيقم: وهي تأخذه لأرض الجن حتى يتعافى ويستعيد قواه إما أن تكون هذه الفتاة مجنونة أو ساحرةٌ عظيمة

سامد: إنها فرصتنا يامولاي إن استطعنا القبض عليها فتكنا بها وبجلجامش وانتصرنا على قبيلته دون إزهاق روحٍ واحدة

لاسيما أن جلجامش فاقدٌ للوعي إنها فرصة لاتعوض إن قتلنا آخر قائد لهم ستستسلم قبيلتهم بأكملها لنا

عيقم: بسرعة أرسل أقوى فرساننا ليأتوني بها ولكن ماذا لو حل بهم كما حل بطنطل

سامد: لاعليك يامولاي لقد تدبرت هذا الأمر
أرسلت لها ثلاثمئة جني وأمرتهم ان يقتلوها دون ان ينظروا لعينيها ووضعت جائزة نصف ما أملك لمن يقتلها ويقتل جلجامش معها

سحر الكنز لاشك أقوى من سحر هذه الإنسية

عيقم: أحسنت لكن ماذا عن طنطل؟

سامد: لم انسه ايضا أرسلت الغراب الأسود لأرض الإنس مرةً أخرى وأمرته أن يتشكل بصورة عشتار هذه المرة
وينام في سريرها
وسأذهب بطنطل حالًا ليقتله ظنًا منه أنه عشتار

عيقم: أخشى أن يكتشف الخدعة ياسامد

سامد:لهذا سأذهب معه بنفسي لاتخف

عيقم: حسنًا اذهب حالًا

بدت أسوار القلعة تتضح لعشتار التي أحست أنها اقتربت من مبتغاها أخيرًا

” أخيرًا سأصل مبتغاي
أخيرًا سيتعافى زوجي
أخيرًا سأقابل ابنتاي لقد افتقدتهما كثيرًا
لك الحمد يا إلهي”

كان في نهاية الجسر قلعة لها سورٌ عظيم وبها بابٌ كبير جدًا على جانبي الباب يقف حارسان ضخمان كبيران جدًا بدا انهما قويان ومخيفان

كانا يقفان بثقة لدرجة توحي انه مامن احد باستطاعته اقتحام هذا الباب لكن كل هذا لم يثني عشتار عن التقدم فإن نجحت خطتها لن تخاف من أي جني فزوجها أمير الجن

فجأةً أحست بالجسر يهتز اهتزازًا عنيفًا
وصوت دوي مخيف كأنه قطار قادم
نظرت أمامها كنا الحارسان واقفان من بعيد كأنهما تمثالان لايتحركا
نظرت ورائها لم ترى غير الضباب

عشتار: ماهذا الصوت ياكابوس

كابوس: لا أعلم لكن انتظري سألقي نظرة

ارتفع كابوس عاليًا جدًا ليرى ماسبب هذا الاهتزاز
ثم هبط بسرعة
كابوس: عشتااااااار اهربي كثير من الجن يركضون ورائك ويبدو انهم غاضبون جدًا وهم من القبيلة المعادية لقبيلة جلجامش

ما إن سمعت عشتار كلام كابوس حتى ارتعدت فرائصها واخذت تركض بسرعة رهيبة

لقد احست بخطورة الامر الآن، ان استطاعوا الإمساك بها لن تكون حياتها في خطر فقط بل جلجامش وقبيلته بأكملها فيما لو قتل جلجامش

ازداد الاهتزاز وبدا قويًا جدًا حتى بدأت تسمع صوت عدو أقدامٍ وحوافر

احست بهلع شديد

ودوى في السماء صوت بوقٍ كان مصدره إحدى الحراس الذي كان يراقب في إحدى الأبراج لسور القلعة

أخيرًا تحرك أحد الحارسين الواقفين بالباب ببطء
كان صوت خطواته أقوى من صوت الاهتزاز المريع الذي خلفها

أحست بالأمل مازالت المسافة بعيدة ولكن لاشك أن صرخت سيسمع صوتها

صرخت عشتار وهي تركض: ساعدني ايها الجني العملاق انني احمل جلجامش اميركم

لكن بدا ان الحارس العملاق لم يكن يسمعها
مشى إلى أن وصل لحافة الجسر
وطوق طرف الجسر بكلتا يديه ونفضه نفضةً قويةً جدًا جعلت الجسر وكأنه موجةٌ عملاقة
رمت بكل من كان فوق الجسر

هوت عشتار وأفلتت جلجامش من يدها
أغمضت عشتار عينيها وقالت: إنها النهاية لقد فعلت كل مابوسعي سامحني ياحبيبي

أما الجن الذين سقطوا معها فخرجت لهم أجنحة وكانوا يتسابقون للإمساك بعشتار
ويتعاركون فيما بينهم

قبض عليها جني وطار بها عاليًا
لكن جني آخر طار فوقه بسرعة وضربه بمطرقةٍ فوق رأسه جعلته يفلت عشتار وأخذت تهوي من جديد والجن جميعهم خلفها

كان صوتهم كأنهم قطيع ذئاب أحاط بأرنبٍ صغير يتعاركون فيما بينهم لنهشه من كل جانب

فجأةً اختفت جميع الأصوات
وهي مازالت تهوي وتسقط
مازالت مغمضةً عينيها
ولاتسمع سوى صوت حفيف الرياح
قبض عليها جني بدا انها كبير جدًا
وتوقف في الهواء
عم سكون غامض وهي معلقة في السماء

“لماذا توقف ماذا يحدث ياترى”

فتحت عشتار عينيها بخوف

“أنه جلجامش.. أنه جلجامش.. يالله أفاق جلجامش أخيرًا
أفاق حبيبي نور عيني منقذ حياتي
أنه يحتضنني إنه ينقذني لا أصدق
الشكر لك يارب
الشكر لك يارب
الشكر لك يارب”
الصقت رأسها بصدره واخذت تبكي بشدة

فرحة عشتار برؤيتها جلجامش انستها رهبة الموقف والجن التي تحيط بهم من كل جانب في الهواء

أخذت تنظر لجلجامش الذي كان ينظر للجن والشرار يتطاير من عينيه لم ترى زوجها مخيفًا بهذا القدر من قبل لكن هذا غضب تحتاجه الآن لاشك

نظر جلجامش لعينيها اللتان كانتا مليئتان بالدموع وضع يده على جبينها وقال: ارتاحي ياحبيبتي لقد عانيتي الكثير الآن جاء دوري

ما إن وضع يده على جبينها حتى احست بالدفء والامان وسط الجن المتوحشون من حولهم لكن لم يهمها كل ذلك فمن كان في حضنها طول تلك المسافة المرعبة أضحت في حضنه الآن أخذت تغلق عينيها شيئًا فشيئًا حتى غابت عن الوعي

نظر جلجامش مرةً أخرى للجن من حوله كانت الجن ترتعد وكأنه كان محيطٌ بالجن وليست الجن محيطةً به

اتجه الجني ذو المطرقة مسرعًا باتجاه جلجامش وهوى بالمطرقة يريد ضرب رأس جلجامش

إلا أن جلجامش أمسك بالمطرقة وبقوة انتزعها من يد ذلك الجني ورماها من يده ثم لطم الجني على وجه لطمةً فقأت عينه ورمته بعيدًا

هجمت عليه الجن هجمةً واحدة فمد يده للخلف باتجاه القلعة وبسرعة انبثق شيءٌ قادم من القلعه باتجاه جلجامش بسرعةٍ رهيبة إلى ان سقط في يده

كان هذا هو سيفه الذي توارثه عن اجداده جيلًا بعد جيل وهو سيف بلوري تخاله ثلجيًا ويحيط به رعدٌ أزرق مخيف هذا السيف أقوى سلاح في قبيلتهم يسمى بالسيف الصاعق

ما أن سقط السيف في يد جلجامش حتى انتفضت الجن وارتعدت واخذت تهرب من كل جهة

إلى ان اختفوا جميعهم من وجه جلجامش ولم يبقى سوى جني واحد

كان هذا هو الأجهش وهو جني أبيض وشعره طويل وأبيض أيضًا خطير وقوي سمي بالأجهش لأنه يعذب عدوه ويجعله يجهش بالبكاء قبل قتله وقيل أنه سمي بذلك لأنه حين ماتت عشيقته أخذ يجهش بالبكاء سنينًا طويلة
لم يهزم قط وكان من صعاليك الجن ومرتزقتها لاقبيلة له وسلاحه عبارة عن سيف طويل جدًا ومرن مربوطٌ به خيط ليصبح كسنارة عرف عنه أنه سلاحٌ قوي وفتاك

جلجامش: أيها الأجهش ماذا جاء بك إلى هنا أنت لست من قبيلة عيقم

ضحك الأجهش وقال: وضعت جائزةٌ مغرية على رأس هذه الإنسية وقد أتيت لخطفها ونيل هذه الجائزة

أدرك جلجامش أن هذا المرتزق لن ينثني عن نيته ولابد من قتله

نزل جلجامش لباب القلعة ووضع عشتار على الأرض لكن الأجهش تبعه
أصبح الاثنان متقابلان وسكنت الريح

في نفس الوقت وصل سامد وطنطل لعالم الإنس ودخلا بيت عشتار إلى أن وصلوا لغرفتها فوجدوها نائمةً على سريرها( عشتار المزيفة)

همس سامد: هيا ياطنطل اقتلها
اطعنها بهذا الرمح اثبت لابيك انك لم تتأثر بسحر هذه الإنسية وأنك كفؤ أن ترث عرشه

امسك طنطل بالرمح واتجه الى ان وقف فوق رأسها نظر إليها
وقال في نفسه
” إنها نائمة ياله من وجه جميل لقد سحرتني فعلًا بجمال عينيها كم اتمنى لو اراهما ولو لآخر مرة”

سامد: هيا ياطنطل اطعنها

أخذت يدا طنطل ترتجف وهي ترفع الرمح
ثم سقط الرمح من يده

بسرعة بادر سامد للرمح قبل ان يستفيق الغراب الأسود وتنكشف الخطة طعنه طعنةً اخترقت صدره

طنطل: لااااالما فعلت ذلك ياسامد لماذا ياسامد كنت أريد رؤية عيناها فقط لمرةٍ واحدة

سامد: كان على احدنا فعل ذلك

أشاح طنطل بوجهه عن سامد ودمعةٌ قد سالت على خده وحرقةٌ في قلبه

خرج الاثنان من بيت عشتار متجهين لعالم الجن
كان طنطل يرتعش من كثرة الحزن ووجهه اصفر ومحطمٌ جدًا
أراد سامد أن يخفف عنه بقليل من الكلمات ولكنه آثر احترام هذه اللحظة الحزينة فلاتوجد فعليًا كلمات تخفف على العاشق مoت معشوقته خصوصا إن قتلت برمحه

حين اقتربا من قصر عيقم كان طنطل مايزال على حالٍ يرثى لها

قال سامد مشجعًا: لن يعلم أحدٌ بما حدث سأقول للملك أنك أنت من قتلها لاتخف سيبقى ماحدث سرٌ بيننا يامولاي

أشاح طنطل بوجهه عن سامد واعطاه ظهره مبتعدًا واختلا بنفسه في جناحه الخاص

كان السكون مسيطرًا حين التقى الجبلان جلجامش والأجهش في وقت غير هذا كان سهلًا على جلجامش التغلب على جنيٍ مثل الأجهش ولكن جراحه مازالت لم تلتئم تمامًا وهذا ماكان الاثنان يراهنا عليه في هذه المعركة

أمر جلجامش الحارسان بحماية عشتار وانطلق لمجابهة الأجهش

رفع جلجامش السيف للسماء فتجمعت حوله السحب وأخذت تبرق وترعد مجمعةً الرعد في السيف وكأن السيف يسحب الرعد من السحب ويستمد طاقته منها

أما الأجهش فأخذ يلوح بسيفه في الهواء بشكل دائري حتى تكونت زوبعة عظيمة

أطلق جلجامش الصاعقة الرعدية باتجاه الأجهش فما كان من الأجهش إلا وأن القى بزوبعته تجاه جلجامش هو الآخر

اصطدمت الزوبعة بالصاعقة والتحمتا
حتى غدت زوبعةً رعدية

انتهز جلجامش الفرصة وارتفع عاليًا وهوى بسيفه متجهًا للأجهش من فوق الزوبعة الرعدية

رغم قوة جلجامش الجبارة كان يفتقد لخبرة الأجهش في القتال

رمى الأجهش بسنارته على الزوبعة وسحبها ملقيًا إياه باتجاه عشتار

ارتد جلجامش مسرعًا باتجاه عشتار
إلا أن الأجهش القى بسنارته التي تعلقت على رقبة جلجامش مكان جرحه القديم وأخذ يسحبه بقوة وهو يضحك

اقتربت الزوبعة من عشتار كثيرًا
فاستسلم جلجامش واصبح سهلًا على الاجهش
سحبه بسرعة الى ان أصبحا قريبين من بعضهما البعض
بسرعة اطلق جلجامش رعدةً من سيفه باتجاه الزوبعة واصبحت الزوبعة متصلةً بسيفه فقام بسحبها بقوة

إلى أن سقطت عليه وعلى الاجهش
صعق الاثنان من الرعد بقوة
وسط الدوران الهائل داخل الزوبعة
حتى انفلتت السنارة من رقبة جلجامش
فصرخ صرخةً عنيفة واتجه مسرعًا للاسفل بكل ما أوتي من قوة وضرب قعر الزوبعة بسيفه فبددها واختفت هي والأجهش

سقط جلجامش على الأرض ونهض بسرعة
وجسمه مليء بالبرق وهو يلهث ممسكًا بسيفه ينظر يمنة ويسرة يبحث عن الأجهش

اختفت الزوبعة واختفى معها الأجهش

جلجامش: لنا لقاءٌ آخر أيها الأجهش

هدأ جلجامش أخيرًا فاتجه مسرعًا لعشتار
أخذ القارورة التي كانت مربوطةً في خصرها وبل وجهها بقليل من الماء

أفاقت عشتار وأخذت تنظر لجلجامش

جلجامش: كم اشتقت لهذه العينين..آه لقد ذهبت كل آلامي نجحتي ياحبيبتي أخيرًا أنت في بر الأمان ياشجاعتي الجميلة

عشتار: الحمدلله لقد اشتقت لك ولابنتاي أين ابنتاي قلبي متفطر عليهما

جلجامش: هما بخيرٍ لاتقلقي ستريهما

عشتار: لن أعود لعالم الإنس إلا بكم جميعًا

جلجامش: لكني لا استطيع العودة الآن وأنت أيضًا خطرٌ عليك العودة

عشتار: سأبقى معك سنواجه الأعداء معًا

جلجامش: لكني أخاف عليكِ من مشاهدة
الجن داخل القلعه

عشتار: هه لقد تعود قلبي انت لاتدري بالصعاب وبالجن الذين قابلتهم

جلجامش: انك لم ترى شيئًا
فالجن بيض وسود وصفر وشقر وعلى صورة الخيول والبغال والسباع ولها خراطيم وأذناب وحوافر وقرون ومنهم من يمشي على أربع ومنهم من له رأسان ومنهم من رأسه أسد وجسمه فيل
ومنهم من نصفه كلب والنصف الآخر قط وله خرطوم وقرد أظافره كالمنجل والحيايي والعقارب أشكال مرعبة لاطاقة لبنو البشر برؤيتها

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات