غرام بقلم ولاء رفعت
علي أي حال كنت هامشي عشان أطمن علي أختك ابتسام أشوفها رجعت من الدرس و لا لسه و أخوكي سعيد اللي زمانه من الصبح وهو في الشارع
طب استني خدي ده لماما ولأخواتي
ذهبت إلي البراد و أخذت منه علبة بها الكثير من الحلويات وضعت العلبة داخل كيس وتعطيها إلي غرام التي امتنعت عن أخذها
عندنا و خير ربنا كتير خليهم ليكي أنتي وميدو و أهم حاجة خلي بالك من نفسك
سلام
مع السلامة أبقي سلميلي علي ماما و ابتسام وسعيد
يوصل
تنزل الدرج وفي الفناء وجدت زوج شقيقتها يدخل وينظر إليها بتوتر
سلام عليكم يا غرام
حدقت إليه بازدراء و لم تبادله التحية وكأنه شيء مقزز تتجنبه مما جعله يستشيط من الغيظ أسرع في الصعود وقام بالضغط علي الجرس باستمرار دون انقطاع
قامت بفتح الباب فوجدت زوجها يقف أمامها والشړ يتطاير من عينيه
ابتلعت
لعابها وتتراجع إلي الوراء خوفا من نظراته المرعبة لديها
أزيك يا سمير مالك فيه حاجة
أختك العقربة أرمي عليها سلام ربنا تقوم تبصلي من فوق لتحت و ماتردش كأني
لوح خشب واقف قدامها!
معلش حقك عليا بالتأكيد ما تقصدش أو ماخدتش بالها
قصدك إن أنا بتبلي عليها و لا إيه
ترتجف من الخۏف وتخبره
ما أقصدش والله بس بس
قام بهزها قائلا
أنا ممكن كنت مسكتها و أديتلها حتة علقة بس أنا بقول عيب ياض يا سمير دي أخت مراتك و خالة ابنك
رفعت يدها في وضع الدفاع علي وجهها حتي لا تتلقي منه لطمة مفاجئة كالعادة
أنا آسفة وحقك عليا أنا هعاتبها لما أشوفها
عايزاني أنسي اللي عملته أختك
سألته بعدم إدراك منها أو ربما الطيبة الزائدة لديها تجعلها لا تبصر الأمور جيدا
أكلمها تعتذر لك
ابتسم علي صفاء ونقاء زوجته جذبها بين أوقفته لتخبره
أستني بس هنيم ميدو الأول
جذبها خلفه كالشاه
ما هو قاعد يلعب أهو أنا أهم
و ولج إلي داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه انتبه الصغير وشعر بالخۏف عندما اختفي أبويه من أمامه ذهب اتجاه الغرفة ووقف أمامها أخذ يطرق الباب بكفيه الصغيرين ويبكي مرددا
تخرج الفتيات من بوابة هذا البناء بتدافع و ذلك بعد انتهاء المحاضرة لمادة اللغة الإنجليزية تحتضن ابتسام المذكرة و الدفتر وتسير بمحاذاة زملائها أخبرتها التي علي يمينها
ابتسام كلمي
وأشارت إليها نحو شاب في بداية العشرين من عمره يستند بساعده فوق دراجة ڼارية
ابتعدت عن الفتيات وذهبت إليه وتتلفت
من حولها لتطمئن أن لا يراها أحد من أهل الحارة ويبلغ شقيقتها
إيه رأيك في المفاجأة دي
وقفت أمامه وتحدق إليه پغضب
أنت أتجننت يا عثمان! جاي لحد السنتر في وسط أصحابي وافرض حد من الحارة شافني معاك
إيه اللي هيجيب بتوع حارتنا لحدايق المعادي أنا خلصت شغل في الورشة بدري النهاردة روحت استحميت و لبست طقم شيك و قولت أجيلك عشان وحشاني علي الأقل تشوفيني من غير شحم و لا ريحة جاز اللي علي طول بتعايريني بيهم
أنا عمري ما عايرتك بس ما ينفعش لما تحب تشوفني تيجي لي بهدوم الشغل المبهدلة لو مش عشاني علي الأقل عشان نفسك يارب تكون فهمتني
هز رأسه بسأم وأجاب هازئا
أنا فاهمك طبعا
ما قولتليش جيبت الموتوسيكل ده منين
ضحك وأخبرها
ده اسمه يا حبيبتي بتاع عيل فرفور من المعادي اتخبط منه وجابوا علي الورشة نظبطه قولت أجربه و أخدك ونلف بيه شوية
تراجعت بتردد
أنا بخاف أركب الحاجات دي
ما تخافيش و أنا معاكي هاتركبي ورايا و تمسكي فيا بس تمسكي بضمير
غمز بعينه لتدرك إنه يقصد ان تحتضنه من ظهره
بلاش يا عثمان أنا
طيب والملزمة والكشكول احطهم فين
أقعدي عليهم
فعلت كما قال ووضعت يديها علي كتفيه
جاهزة
اه بس سوق براحة بالله عليك عشان بټرعب من البتاعة ده
ضحك و قبل أن ينطلق رأت معلم الإنجليزي يقف لدي سيارته السوداء وينظر إليها غاضبا
شهقت ورددت دون أن يسمعها عثمان
مستر حسن!
انتفضت عندما أنطلق عثمان بقوة فجعلها تتشبث به أكثر و تخفي وجهها عن نظرات معلمها و بداخلها تخشي أن يخبر شقيقتها بما رآه
علي موسيقي أشهر أغاني كوكب الشرق ترقص وتميل جذعها إلي الأمام تارة و إلي الخلف
الستيني يحدق إليها بفرح عارم لم يصدق حاله إنه أخيرا نال قسطا من الراحة هربا من ضغوط العمل وتعويض
إهمال وتقصير زوجته تجاهه فهذا سبب وعذرا يأخذه في كل زيجة سرية له لكن تلك المرة هي الأفضل إليه استطاع في خلال أسبوعين أن يقع بها ويجعلها أن توافق علي الزواج منه في السر و عرفيا أيضا فهو لا يريد أن تختلط نزاوته بحياته الشخصية أو أن يشارك أحدا ابنائه في إمبراطورية رأفت الشريف الذي بناها من الصفر حتي هذا الوقت الحالي
انتهت الموسيقي و اكتفت هي بهذا القدر من الرقص جلست جواره بدلال
إيه يا فوفو بعرف أرقص
تعرفي إيه بس ده أنتي أستاذة ومعلمة
قامت بتناول علبة السچائر و أخذت واحدة فقامت بإشعالها أخذها من أناملها
انتي بتعملي إيه هاتي البتاعة دي إذا كان أنا بطلتها أنتي هاتشربيها
الله يا بيبي أنت پتخاف عليا
احتضنها بين ذراعيه و اخبرها
اه طبعا بخاف عليكي مش بقيتي مراتي!
قامت بتقبيل خده ثم نهضت من جواره
لما أروح أصب لنا كاسين وراجعة لك
ما تتأخريش عليا
عينيا
واطلقت ضحكة جعلته يصيح بسعادة
الله أكبر دي ليلتنا هتبقي أحلي ليلة
أخرج من درج الكمود علبة مليئة بالأقراص تناول منها حبة زرقاء و ابتلعها و تجرع معها الماء
بعد قليل
نهضت من جواره تسأله پخوف
مالك يا رأفت فيه إيه
يضع كفه علي موضع قلبه يخبرها بصعوبة
قل بي ألح قين
الفصل الثالث
يجلس الطبيب بجواره ويمسك معصم يد رأفت لقياس نبض قلبه متابعا علي العداد في هاتفه بينما الأخر يفتح عينيه كل فينه والأخرى والوهن جلي علي ملامح وجهه علي الجانب الأخر من السرير تقف وتراقب الفحص وتبكي في آن واحد بكائها بدافع الخۏف أن يحدث مكروها لزوجها وتضع في محل الاتهام أمام زوجته منيرة و ولديها نور ويوسف
لاحظ الطبيب بكائها الصامت فأخبرها ليطمئنها
اطمني يا مدام سوزان رأفت بيه بخير هو بس اللي حصله إنه قلبه ما استحملش المنشط اللي خده
ونظر الطبيب إلي رأفت وتابع
مش من اسبوع كنت عندي يا رأفت بيه وحذرتك أنك لو هتاخد أي منشط تيجي قبلها تستشرني!
أجاب الأخر بصعوبة
ده مستورد يا دكتور
مستورد