مريم
و علق روب الاستحمام ثم وقف أمامها و بدأ يفرك شعرها و جسمها بالشامبو حممها بنفسه ثم أحضر الروب و ألبسها إياه و ربط المنشفة حول رأسها
و هو أيضا كان قد ارتدى الروب الخاص به لف ذراعه حول خصرها و قادها معه إلى الخارج و قبل أن يفتح باب الشقة لذويهم همس لها زاجرا
اعدلى وشك ده. مافيش عروسة تكشر كده في صباحيتها. ابتسمي شوية يا.. عروسة !
صباحية مباركة يا عرسان ! .. هتفت أمينة بسرور
ليرد سيف و هو يحاوط خصر إيمان و يميل صوبها بمودة
الله يبارك فيكي يا مرات خالي. ادخلوا طيب.
توردت كلا من أمينة و عائشة خجلا من مشاهدتهم بألبسة الاستحمام و قالت أمينة
مافيش فرق يا طنط أمينة. طيب اتفضلي !
و أفسح لها لتلج
فدخلت و وضعت الصينية من يديها فوق السفرة كذلك فعلت عائشة.. ثم توجهت نحو ابنتها و هي تهدل
بسم الله الله أكبر. عيني عليكي باردة يا إيمان يابنتي.. هو الجواز بيحلي كده. تعالي في حضڼي وحشتيني.
و انتي كمان وحشتيني يا ماما !
و لم تعد ساقاها تقو على حملها أكثر فسقطت مغشيا عليها بين أحضان أمها ...
انطلق صړاخ أمينة في الحال و انسحبت الډماء من وجه سيف.. أما عائشة فهرولت تنادي على أخيها لتخبره اتباعا لأمر والدتها
لم تمر دقيقتان إلا و حضر أدهم حاملا حقيبته الطبية دخل الشقة صائحا
كانوا الآن بالصالون و قد رفض سيف أن يطلع أحد على أسرار غرفة النوم فأراح جسد زوجته فوق الآريكة الواسعة هناك.. كانت أمها فوق رأسها تذرف الدموع و هي تخبر ابنها
ماعرفش يابني.. أغم عليها فجأة. حبيبتي يابنتي. إيه إللي صابك !
فتح أدهم حقيبته و أخرج سماعته يقيس النبض في صدرها ثم استل جهاز قياس الضغط و لفه حول ذراعها.. انتظر لحظات قبل أن يقرر بصوت أجش دون أن يحيد عن وجه أخته الشاحب
ضړبت أمينة على صدرها
يا لهوي محاليل. ليه و تنزل من البيت يوم صباحيتها على المستشفيات !!!
أدهم بصرامة ماتقلقيش يا أمي أنا هاتصرف خمس دقايق بالتليفون كل إللي محتاجه هايكون هنا ...
ثم إلتفت نحو زوج أخته و ابن عمته حدجه بنظرة عدائية تعبر عن عدم الوفاق الدائم بينهما و قال مشككا فيه
استعادت إيمان وعيها أخيرا ...
كان الأمر أشبه بحالة من الديجافو.. شعرت بأن الموقف يتكرر مرة أخرى
إذ ترى وجهي أمها و أخيها يطلان عليها بقلق و تشعر بوخز في يدها تأوهت و هي تحاول رفع معصمها فبادر صوت أدهم مستبقيا يدها كما هي
لأ يا إيمان. سيبي إيدك زي ما هي.. لسا المحلول ماخلصش !
محلول ! .. رددت إيمان بوهن
هو إيه إللي حصل !
و أخذت تتلفت حولها فتبينت بأنها قد نقلت إلى غرفتها بينما تجاوبها أمينة
أغم عليكي يا حبيبتي. بس انتي كويسة دلوقتي الحمدلله.. ضغطك كان شوية.
تساءلت إيمان بتلهف
فين لمى.. بنتي فين !
طمأنها أدهم على الفور
ماتخافيش يا حبيبتي. لمى نزلت مع مراد أنا بعته يجيب لك شوية أدوية.. و هو كمان إللي نزل جاب لوازم المحلول.
احتجت ليه نزلت البنت معاه يا أدهم
أجاب بمنطقية البنت كانت خاېفة عليكي و مڼهارة. أكيد ماكنتش هاخليها تشوفك كده.. و في نفس الوقت ارتاحت و سكتت معاه. إيه المشكلة !
لم تجد ردا
فصمتت و أشاحت بوجهها للجهة الأخرى شعرت بيد أمها تربت على قدمها و سمعتها تقول بحنان
خوفتيني عليكي يا حبيبتي. ربنا ما يوريني فيكي وحش أبدا.
إحم إحم ! .. صدرت تلك النحنحة من جهة باب الغرفة
و تعرفت إيمان على صوته فورا قبل أن ينادي من عند العتبة
أدهم !
رد أدهم و هو يثب واقفا
أيوة يا مراد جايلك أهو ...
بقيت إيمان راقدة مكانها تشد الحجاب الذي حلته أمها قليلا عن رأسها ثم بقيت تنصت و تترقب
دي كل الأدوية إللي كتبتها. جبتهم كلهم.
ألف شكر يا سيدي.
العفو.. المهم إيمان تبقى كويسة بس.
الحمدلله بقت أحسن. حتى فاقت جوا أهيه.
بجد الحمدلله ...
و علا صوت في اللحظة التالية
سلامتك يا إيمان. ألف سلامة عليكي !
سمعته جيدا و اخترق صوته حواسها المټألمة لكنها لم تمنحه ردا فلم يبدو أنه تأثر بذلك.. بل سرعان ما انسحب و ترك الأسرة على حدة و قد أعاد الصغيرة إلى خالها
ولج أدهم حاملا لمى على ذراعه سلمها إلى أحضان أمها التي ضمتها إلى صدرها بشدة و قبلتها على رأسها بقوة
انتي لسا تعبانة يا مامي
ترقرقت الدموع بعيني إيمان و هي ترد عليها بتأثر
لأ يا حبيبتي أنا كويسة. أنا كويسة خالص.. بس ماكلتش كويس انهاردة. شوفتي بقى إللي مش بياكل بيجراله إيه. عشان تبقي تسمعي كلامي و تخلصي الأكل بتاعك كله.
أومأت الصغيرة محتضنة أمها بذراعيها القصيرين
هاسمع الكلام و هاخلص أكلي كله.. بس تبقي كويسة تاني يا مامي !
تنهدت إيمان بحرارة و هي تمسح على شعرها الكستنائي برفق متمتمة
أنا هابقى كويسة يا لمى.. هابقى كويسة عشانك ! ...................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5
أنا أحبك... أنت لا تعرف كم !
سلاف البارودي
جلس يهز قدمه اليمنى بعصبية واضحة بينما أدهم أمامه يمسك بهاتفه يضعه على أذنه بعد أن دون رقم المدعو عثمان البحيري من هاتف ابن خالته ها هو يخابره.. يتحدث على مرآى و مسمع من مراد الذي كان أشبه بالقدر المسود من شدة الغليان ...
أستاذ عثمان البحيري معايا.. أنا أدهم عمران. مراد صديقك يبقى ابن خالتي.. أهلا بيك.. هو عندي هنا و أنا عارف كل حاجة يا أستاذ عثمان.. أكيد عاوزين نحل.. بس مش هاينفع الكلام على التليفون كده.. أنا بدعيك تشرفني هنا في القاهرة. أرض محايدة بينكم و بين ابن خالتي. إذا ماعندكش مانع.. تمام. إن شاء الله بكرة الساعة 8 مساء هاكون في انتظارك.. العنوان ...
و أنهى المكالمة معه على عجالة ثم إلتفت نحو مراد هاتفا
خلاص يا عم. أديني هاجيبه لحد عندك نتفاهم و كلمته بنفسي و عافيتك من المهمة دي.. مستريح
تنهد مراد بثقل و مد جسمه للأمام ممسكا رأسه بكلتا يديه
مافيش راحة يا أدهم.. أنا تعبان جدا. عشان كده مش هقدر أحملكوا تعبي ده. أنا مش عارف أشكرك إزاي على استقبالك ليا هنا. أنا قايم أغير هدومي و ماشي ...
بطل هبل ياض إنت ! .. زجره أدهم و هو يشير له بالبقاء جالسا بمكانه
مافيش الكلام ده. انت مش هاتتحرك من هنا طول فترة وجودك في القاهرة. خلص الكلام.
أصر مراد على موقفه بجدية
يا أدهم من فضلك. مش هاينفع. أنا مقدرش أقعد و أقيد حرية خالتي و إيمان لا أنا و لا هما هانكون مرتاحين !
أدهم رافعا حاجبه
و مين قالك أصلا إني كنت هاسيبك تقعد هنا مع خالتك و إيمان يمكن كان يحصل لو كانت إيمان متجوزة مثلا. كنت هاتقعد مع خالتك عادي. لكن في وجود إيمان.. زي ما انت عارف جوزها ماټ و قاعدة هنا مع ماما ...
عبس مراد متمتما
أمال انت تقصد إيه يعني مش هامشي إزاي كده !
شرح له أدهم و هو يعبث بهاتفه
انت هاتقعد في شقة عمتي راجية.
مراد بغرابة الله. و أنا أقعد عند عمتك ليه بس يا أدهم !!
تأفف أدهم بسأم و صاح بنفاذ صبر
يابني الشقة فاضية. عمتي سابتها هي و عيالها بعد مۏت سيف علطول. سابتها و مش هاترجع تاني.
إممم فهمت !
الحمدلله إنك فهمت ياخويا ...
ثم أضاف يحثه
يلا بقى
قوم معايا نطلع نوضب لك أمورك. زي ما قلت لك الشقة فاضية. بس لحسن الحظ مراتي حبت تغير أوضة ولادنا بعد ما خلفنا انت عارف إنهم تلاتة ما شاء الله. ف احنا كنا جايبين سرير واحد ماكنش هاينفعهم. نقلنا الأوضة كلها شقة عمتي. هو السرير صغير شوية. بش معلش دبر نفسك الليلة دي بس و بكرة هاننقل أوضتي إللي في شقة أمي هنا عشانك فوق.
لم يتحمل مراد كل ما سمعه فحاول الاعتراض
لأ أرجوك يا أدهم كده كتير. أنا مش جاي أتعبكوا. ماتخلنيش أندم إني جيت !!
أدهم بصرامة مراااد. أنا مابحبش الكلام الكتير. انت لو وجودك مش مرغوب فيه هاقولك في وشك. عيب عليك إللي بتقوله. إحنا أهل يا محترم.. و لا انت شايف إيه !
ابتلع مراد ريقه و هو يتطلع إليه و لا يرى بعد كلماته سوى فعلته القديمة تتجسد أمامه تحول بينه و بين ابن خالته تشعره بفداحة غلطته الآن.. الآن ...
كانت لا تزال راقدة بفراشها حزينة مكتئبة تحتضن طفلتها الغافية على صدرها
بينما زوجة أخيها تلج إلى الغرفة حاملة صينية الطعام و هي تهتف معتذرة للمرة العاشرة
حقك عليا يا إيمي. و الله الولاد مش عارفة جرالهم إيه إنهاردة. شابطانين فيا بطريقة غريبة. ما صدقت نايمتهم و نزلت لك.
تبسمت إيمان و هي تقول بوهن
طيب سبتيهم و نزلتي ليه يا سلاف. اطلعي أحسن يصحوا و مايلاقوكيش يتخضوا.
جلست سلاف و أسندت الصينية فوق الطاولة المجاورة للسرير تنهدت و هي تسحب هاتفها مشيرة لشقيقة زوجها قائلة
ماتقلقيش. لو همسوا بس هاعرف ! .. ثم تناولت صحن الحساء و بدأت تطعم الأخيرة
يلا بقى كلي عشان تعوضي الضعف ده. بالهنا و الشفا يا حبيبتي.
استجابت إيمان لها و أنهت الطعام على مهل.. فاطمأنت سلاف لاستقرار حالتها بحلول الآن و بدأت تتحدث بحذر
قوليلي بقى. إنتي حصل لك إيه فجأة حد ضايقك
سألتها بوضوح أكثر
مراد ضايقك !
لعلها لم تتوقع ردة فعلها لكن حرفيا عينا إيمان امتلأتا بالدموع بغتة و صارت غير قادرة على النطق.. توترت سلاف و هي تقول مجفلة
في إيه بس يا إيمان. إيه إللي وصلك للحالة دي.. ما كنا كويسين إنهاردة و أنا سايباكي زي الفل !
لا إراديا بدأت تجهش بالبكاء فذعرت سلاف و اقتربت لتحضنها على الفور
بسم الله عليكي.. إيه ده كله. ليه. ليه يا إيمان !
تركت إيمان طفلتها و تشبثت بأحضان سلاف منتحبة بحرارة
مش طايقاه. مش طايقة أشوفه و لا أسمع صوته.. هو جه ليه رجع ليه يا سلاف أنا بموووت. مش قادرة أستحمل خلاص !!!
أخذت تربت عليها و تهدئها قدر ما استطاعت
طيب اهدي. لا حول و لا