رواية شروق
أكثر مما تحتاج هي إليه..
ولكن الواقع الأكثر حقيقة من ذلك أن كلاهما يحتاج إلي الآخر كلاهما يتشبث بالآخر كلاهما ملجأا للآخر وملاذه..
ف جميعنا في الحقيقة مهما بدت قوتنا وقوة تحملنا لأي شئ ومواجهته بمفردنا مهما واجهنا يومنا الصعب وحدنا ف نحن نحتاج لآخر يومنا إلي ملاذا نسكن بداخله ملاذا نهرب إليه وبداخله نحتاج إلي منقذا ينقذ روحنا من الداخل نحتاج إلي نصفا آخر يكون هو المنقذ والملاذ نصفا نهرب إليه من قسۏة العالم ونلجأ لداخله دون أن نشعر بتعرية روحنا بل إن كانت روحنا كادت أن وتتعرى يغطيها هو بروحه حميعنا نحتاج إلى ملاذا يا عزيزي جميعنا مشتتا من الداخل ولا بد من وجود نصفا ينقذه من ذاك التشتت وننقذ أيضا نحن ذاك النصف حتى نكمله ويكملنا ونكتمل ببعضنا البعض..
إستيقظت من نومها وهي تشعر بأن روحها عادت إليها للتو ف نومها ليلة أمس ليست كباقي الليال بل كانت وكأنهم يكملون أرواحهم حتى يستطيع الإثنان مواجهة ما يحدث معهم بحياتهم..
شعرت بتلك البرودة بجانبها ف نهضت وهي تتمنى أن لا يكون قد رحل حقا...
نظرت حولها بتوجس وهي تتمنى أن يكن بداخل المرحاض أو يفعل أي شئ ولكن لا يتركها ويرحل.
من رجلا ترعبها مجرد نظرة غاضبة منه إلي طفلا يبكي أمه!
كم اعجبها ولاقها كأنثى ذاك الشعور شعورا رائعا حقا يرضي جميع حواسها الأنثية يرضيها ويرضي جراح وقلبها منه تشعر وكأن ما حدث رمرم چروحها وكأنه ضمادا وضع على چراحها بحنو وعناية شديدة..
كانت تجلس أمام التلفاز وهي تمسك بذاك الصحن المملوء بالتساللي وتطالع إحدى المسلسلات التي بدأت متابعتها منذ فترة ليست بكثيرة..
في شركة ماجد..
رفع ماجد أنظاره بحدة وأردف هو مش فيه باب يتخبط عليه
غادة بتوتر وخوف من نظرته آ انا آسفة ب.. بس أنا كنت أنت وحشتني وجيت أشوفك.
أرجع ماجد رأسه للوراء وهو يتنهد بضيق شديد وأعاد نظره إليها وأردف وأنا كويس يا غادة بس لو سمحتي عندي شغل دلوقت.
ذهبت غادة ناحيته و وقفت خلفه
لم يستمع إليها ف قد شرد بشروق معشوقته وطفلته تلك كم اشتاقها ..
شرد بذاكرته لإحدى الأيام التي عاد بها من عمله و وجدها بإنتظاره يوما صافيا قبل أن يحدث ما يحدث الآن..
Flash back..
دلف للمنزل بخطى ثقيلة وهو مرهقا للغاية و اتجه ناحية غرفته حينما لم يجد شروق بالاسفل ف عرف أنها بالغرفة..
بينما في الأعلى كانت تقف وهي تنظر لنفسها بالمرآة بتوتر شديد تنظر إلى ما ترتديه بخجل وهي تحادث نفسها كيف ستجلس يوما أمامه هكذا
تحولت نظراتها إلي إعجاب وانبهار شديد بنفسها وأخذت تدور حولها نفسها بسعادة..
شروق لنفسها يخربيت جمال القميص ده! هو الي حلو ولا أنا الي حلوة يمكن هو حلو وانا حلوة ف بان أحلى ولا هو الي مش حلو وأنا مبهورة على مفيش اوووف لأ هو تحفه.. أه لازم اغيره قبل ما ماجد يجي..
استدارت بنفسها لتتجه للخزانة لإحضار شيئا آخر ترديه وتصنمت قدميها حينما
وجدته واقفا ينظر إليها أحمر وجهها بخجل من نظراته المتفحصة لها بجرأة شديدة..
لم يسعفها تفكيرها سوى أن تجري من أمامه بداخل المرحاض وما إن كادت قدميها أن تخطو حتى قبض على ذراعها وهو يجذبها إليه وكأنه عرف ما ستفعله تلك الفتاة..
شروق بتوتر آ.. أنا كنت بقيسه و.. ورايحة أغير.
لم يجيبها بل كان تائها عينيه تنظر لها نظرة أخجلتها اكثر و أكثر..
ظل يقترب وهو لازال ممسكا بذراعها وهي تبتعد عنه إلي أن اصطدمت بالحائط خلفها..
شروق بتوتر من نظراته وصمته آ.. حمدالله على سلامتك. توقف عما كان يفعل وابتعد عنها مسرعا وأردف بصوت حاول خروجه طبيعيا روحي غيري.
لم يكمل كلمته حتى جرت مسرعة من أمامها لداخل المرحاض اغلقته خلفها وإبتسم هو على صوت اغلاقها للباب من الداخل وكأنها تظن أنها بذلك تحمي نفسها منه! غبية!
ماجد بتسلية بس أنا غيرت!
شروق لأ قصدي لسة ملبتسش.
ماجد لأ ما أنا هنام كده.
فتحت عينيها پصدمة وأردفت هتنام قالع!
ماجد وهو ينظر حوله هو فيه حد غريب ف الاوضة معانا عشان منمش قالع
شروق أه أنا
ماجد بضحك إنت إيه
شروق بتلعثم هه ولا حاجة براحتك ع..عادي.
نام ماجد وهو يردف ماشي يا شروق واطفي النور لأني تعبان أوي وعاوز أنام ويلا إنت كمان عشان تنامي ف .
شروق وإنت كدة
نهض من مكانه ف هو غير قادرا على الضحك وهو نائما هكذا وأردف وسط ضحكاته الذي أصبح غير قادرا على السيطرة عليها شروق إنت مراتي يا روحي في إيه
شروق م..مفيش هو إنت تعبان مالك فيه حاجة تروح للدكتور
ألقى ماجد بجسده مرة أخرى وأردف لأ مرهق بس ومحتاج أنام.
أعملك تدليك
لم يجيبها بل أغمض عيناه وهو يستمتع بينما
فكرت هي أنه لم يحب ما تفعله ف إبتعدت عنه..
فتح عيناه بانزعاج وأردف وقفتي ليه
شروق فكرتك مش حابب.
أبتسم ماجد وأردف كملي يا شروق.
إبتسمت بخجل ومدت يدها مرة أخرى وشرعت في تدليك ظهره..
Back..
فاق من ذكرياته على صوت غادة الهامس بجانب أذنه التي لا زالت تدلك كتفيه روحت فين يا روحي
ماجد معاك أهو..
أبعد يديها عنه وأردف بإبتسامة شكرا يا غادة خلاص بقيت كويس..
جلست غادة أمام مكتبه وأردفت بتردد ممكن أسألك سؤال
ماجد نفس السؤال يا غادة ليه يوم الخطوبة خدت شروق ومشيت ومن يومها مجتش!
يوم الخطوبة خدتها لأنها تعبت بسبب خطوبتنا ومشيتها ليه لأنها كل ما هتشوفنا سوى هتتعب وأنا مش عاوز كده.
غادة پغضب خاېف عليها أوي كده
ماجد بحدة صوتك يوطى يا غادة ميعلاش وإنت بتكلميني ثانيا شروق حامل والي ف بطنها ده إبني وأنا مش مستعد اخاطر بيه مستني بس تولد يا غادة وبعدها الأمور هتتغير.
غادة إنت مش هتطلقها غير أما تولد صح
ماجد ببرود أه يا غادة.
غادة وجوازنا
ماجد مش فاضل على عدتك شهرين يخلصوا وهنتجوز.
غادة بفرحة ماشي يا ماجد برغم إني مضايقة أن شروق لسة هتكون على ذمتك بس أنا واثقة فيك وانك هتطلقها.
ماجد طبعا يا شروق.
غادة أنا خلاص ادربت وفهمت كل حاجة ف الشركة ماشية إزاي.
ماجد تمام مبروك عليك منصبك الجديد ف الشركة.
غادة الله يبارك فيك يا ماجد وأنا كنت حابة أعمل اجتماع أعرف واتعرف على الي ف الشركة.
ماجد مش دلوقت.
ليه
الشركة داخلة مناقصة مهمة دلوقت وكل الجو فيه توتر ومش حمل أي إجتماع خالص الفترة دي إن شاء الله تعدي على خير وبعدين أبقي اعملي الاجتماع.
نهضت غادة وأردفت ماشي يا ماجد عن اذنك دلوقت رايحة مكتبي.
إكتفى ماجد بالإماءة لها فقط ورحلت هي بينما شرد هو مرة أخرى بشروق كم اشتاق لها حقا وتمنى أن تكون مغه الآن وتواسيه بتوتره ذلك وتمتصه كما اعتادت معه أن تفعل حينما كان يمر بأي أزمة بعمله ف كانت هي من تخفف عنه حتى حتى تمر على خير..
في مكان آخر تحديدا الدوار..
كان يقف أمام المرآة يعدل من ملابسه و وقفت مروة خلفه واحتضنته من الخلف وأردفت مش مصدقة إنك قولت مش هتطلقني وهتخلي جوازنا عند المأذون فعلا..
استدار لها هشام وأردف بإبتسامة لأ صدقي يا مروة أنا قررت ابدا بصفحة جديدة ودي هبدأها معاك.
قبتله وأردفت بحبك يا هشام.
هنسافر القاهرة بكرة..
ليه
عشان أعرفك على عيلتي وهما كمان يعرفوك
مروة بفرحة بجد يا هشام
هشام أه.
مروة مرة أخرى بفرحة لم تستطع إخفائها ف ما كانت تتمنى شيئا سوى أن يحدث من يحدث معها الآن تمنت أن ينسى هشام ما بداية جوازهم ويساعدها على بدء حياتها من جديد يساعدها على تنظيف حياتها ونفسها من كل ما حدث ويبدء معها ما كانت تحتاج شيئا يوما سوى أن تمتد إليها يدا لتأخذها إلي طوق النجاة لم تحتاج سوى إلي فرصة ثانية بحياتها
والآن هشام قدمها لها..
الفصل_الرابع_عشر.
مر شهرا يتلوه آخر عليها من دونه تسأل نفسها يوما بعد يوم ألم يشتاق إليها أليس عنده قلب ألم يخبرها كم يحبها إذن كيف الحب دون اشتياق أهو يشتاق ويكتم بداخله أم أنه لا يحب من الأساس ف لا يشتاق الآن!
في مكتب ماجد..
دلف سكرتيره عمرو وأردف ماجد باشا هشام برة.
ماجد وهو ينظر للأوراق بين يديه ډخله.
دلف هشام ورفع ماجد نظره ليتقابلا الإثنان بنظرات لا يفهمها سواهم..
ماجد هشام بنفسه
جلس هشام أمامه وأردف شوف الزمن!
أبتسم ماجد بمرارة واردف الزمن يا هشام عمل من الاخوات دلوقت أعداء! تخيل
نظر له هشام لفترة واردف والاخ جاي لأخوه دلوقت وطالب بداية جديدة معاه.
اڼفجر ماجد ضاحكا أثر كلمات هشام بينما طالعه هشام بڠصب ايستهزأ بكلماته له
ماجد لأ بجد! بس قولي يا هشام كنت مختفي الشهرين الي فاتوا ف إيه بتحضر للخطة الي جاي تنفذها من دلوقت عايز تعرفني إن هشام المهدي نسي حقه الي هو وهم من الأساس عند إبن عمه وجاي دلوقت يبدأ بصفحة جديدة معاه
هشام بهدوء أنا اتجوزت.
ماجد ده مش رد على سؤالي وأنا عارف إنك متجوز مش اتجوزت إنت متجوز من بعد جوازك بغادة بأسبوع.
هشام پصدمة إنت مراقبني
ماجد مش مراقبك يا هشام بس واخد بالي
منك بدل أبوك والي مبقاش قادر يقوم من سريره حتى!
هشام بحزن هو عامل إيه
ماجد كويس الحمدلله بدأ يبقى كويس ويرجع زي الأول بالظبط..
هشام الحمدلله..
صمت الإثنان لبعض الوقت ماجد بإنتظار هشام بالحديث وهشام لا يعلم كيف يبدأ حديثه!
من سنين طويلة أوي كان وقتها عمري لسة 8
سنين وإنت 12 سنة.
صمت هشام مرة أخرى بينما نظر له ماجد بإنتباه شديد وأكمل هشام مرة أخرى بعد صمته كنت شايفك واخد كل الأنظار عليك واخد حب الكل أكتر مني بس كنت فرحنالك يا ماجد كنت شايفك بتنجح ف دراستك وكنت واخدك قدوتي ف دراستي ومحبت الكل ليا كنت عاوز أبقى زيك ف كل حاجة كنت مرافقك زي ظلك مكنش حقد كان حب ليك