الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه اخطائ بقلم شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 2 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

جلوسه على طاولة الطعام ليتسأل مستفهما 
مالك يا استاذ مكشر ليه كده على الصبح
صدر صوت شريف المتذمر 
الباص هيفوتنا ....وانا جعان
ليبعثر حسن خصلات الصغير ويسأله في عتاب 
طيب حقك علينا أخرنا معاليك مفيش بقى صباح الخير الأول
صباح الخير يا مامي
قالها الصغير وهو يوجه نظراته لوالدته دون أن يعير ابيه اهمية مما جعل حسن يستغرب فعلته ويتسأل من جديد 
انت لسة زعلان علشان مرحناش الساحل
هز الصغير رأسه بنعم ليبرر حسن 
بس أنا وعدتك إني.....
قاطعه الصغير بتذمر 
انت بتكدب و مامي قالت الكداب بيروح الڼار
نزل قول الصغير عليه كدلو ماء بارد مما جعله يتناوب معها النظرات كي تنوب عنه وتدخل ككل مرة التقطت نظراته و وجهت الصغير 
عيب كده بابا مينفعش يتقاله كده اتأسف فورا
سوري يا بابي
أومأ له تزامنا مع رنين هاتفه وكعادته نظر لشاشته بعيون زائغة وببديهية قام برفض المكالمة و نهض من مقعده قائلا 
انا لازم اجهز عندي اجتماع مهم
مش هتفطر يا حسن 
هز رأسه ب لا وهو ينظر لها نظرة غريبة لم تستنبط منها شيء وتوجه لغرفة النوم دون ان يتفوه ببنت شفة وكأن تأثير تلك الجملة التي صدرت بكل براءة من صغيره حركت شيء ما بداخله وجعلت ضميره يتأكله
نظرت هي لظهره بضيق واسترسلت بنبرة حانية معاتبه وهي تكوب وجه صغيرها 
كده برضو ياشريف تزعل بابي
ده بيحبك وملوش في الدنيا غيرنا وبعدين هو عنده شغل ولازم نعذره ....بابي اول ما يفضى هياخدنا في المكان اللي تشاوره عليه هو وعدنا بكده وبابي عمره ما وعد وخلف وعده غير لو حاجة ڠصب عنه
أومأ لها الصغير في تفهم واعتذر مرة آخرى لتهدر رهف بنبرة آمرة غير قابلة للحياد كأي أم 
طب يلا كل واحد يخلص طبقه بسرعة علشان منتأخرش
إنصاعوا لها لتنظر لهم بعيون ساهمة تفكر به وبذلك التغير الذي طرأ عليه في الآونة الأخيرة 
جلست بين أصدقائها بكل زهو منفردة بتلك الأضواء التي تسلط عليها بغياب نادين تلك المتبجحة من وجهة نظرها التي تستحوذ على اهتمام
كل من حولها
أوعوا متجوش يا شباب هزعل منكم ده بابي عامل بارتي يجنن هيفوتكم نص عمركم لو مجتوش
قالتها بتفاخر واضح لهؤلاء الذين يجلسون متراصين حولها على الطاولة
لترد أحدى صديقاتها وتدعىمنه بمجاملة 
أكيد يا ميرال هنحضر نادو قالت انها جاية كمان والبارتي أكيد هيبقى يجنن
أبتسمت ميرال ببهوت وقالت بغيظ 
نادو ....متأكدة انها مش هتيجي أصل بيقولوا خطيبها رجعي متخلف ومش بيرضى يخرجها لوحدها
قهقهوا جميعا على حديثها لتتسأل أخرى ساخرة 
ايه الجو القديم ده ...معقول لسه في رجاله كده!!
مفيش ياقلبي وعلشان كده يستحق يبقى مع نادين الراوي 
فاجأتهم جميعا بعدما قطعت حديثهم بكل غرور وكأن لا يوجد أنثى على وجه الأرض غيرها
أبتسمت ميرال بسمة مغتاظة وهمهمت پحقد
متتكسفيش وقولي أنه مش بيثق فيك.... عااااادي يعني
قهقهت بكامل صوتها الأنثوي المفعم بالفتنة كأنها تخبرها سر من أسرار الحړب 
عذراك يا بيبي اصلك معډومة الثقة وفاكرة كل الناس شبهك.....مش كده يا طارق
باغتته بجملتها ذلك الذي كان يجلس يشاهد ما يحدث بثبات رغم تلك النيران المستعرة بداخله لينظر لها نظرة قاټلة ثم دون مقدمات نهض تاركهم ومعالم وجهه قد تجهمت بشكل واضح مما جعل ميرال تزوغ نظراتها وتتناوبها بين الجميع الذين كانوا يتهامسون ويعتلي وجوههم بسمة ساخرة تعلم المغزى منها
بينما هي ابتسمت بأنتصار بعدما وجدت أنها بتلك الجملة أربكتها و اشعلت النيران بقلبها وجعلت عيناها تقدح لتوها وتهز ساقيها بطريقة هستيرية كي تكبح ڠضبها لتضيف نادين بمكر وهي تضع يدها على فمها مدعية البراءة 
أيه ده هو انا ضايقتك ...........سوري يا ميرال بجد
جزت ميرال على نواجزها وتمنت لو ومرغتها بالأرض ولكن نادين دائما ما تكون ردود أفعالها أسرع 
طب يا جماعة أنا لازم أمشي ومتقلقيش انا
هكون اول الحضور في عيد الميلاد لتميل على إذن ميرال هامسة بخبث تجيده 
وهجيب الرجعي المتخلف بتاعي معايا علشان أثبتلك العكس
ذلك آخر ما تفوهت به تاركة ميرال تلعنها بسرها و تستشيط ڠضبا وتقسم انها سترد لها الصاع صاعين
لحقت به للغرفة لتجده يتحدث بالهاتف بصوت
خفيض للغاية وما أن رآها توتر وبسرعة البرق كان ينهي محادثته اوقفها الأمر لبرهة عاندت فيها أفكارها وسألته 
هتتأخر يا حبيبي
هز رأسه وهو يرتدي
ملابسه وقال بتبرير 
انت عارفه انه ڠصب عني المشروع أخد
كل وقتي ولازم يتسلم كمان اسبوعين وخاېف ملحقش وادفع الشرط الجزائي
وقالت داعية كي تخفف عنه 
هتلحق يا حسن ربنا يقويك معلش هانت بكرة ربنا اكيد هيكافئك على تعبك
استدار لها وكوب وجنته الممتلئة قائلا بأمتنان 
والله يا قلب حسن مش عارف من غيرك ومن غير فلوسك اللي ادتهالي كنت هعمل ايه ....
انا اللي من غيرك ولا حاجة يا حسن ربنا يخليك لينا وبعدين فلوسي هي فلوسك
تنهد بعمق و وعدها 
أدعيلي يا رهف ....وإن شاء الله اول ما اسلم المشروع هرجعلك كل فلوسك وكمان هعملك كل اللي نفسك فيه
اعترضت هي بكل سلام نفسي 
انا مش عايزة حاجة غير إني أشوفك مبسوط وبتحقق احلامك انت أهم عندي من نفسي يا حسن
جعد حاجبيه ورفض 
بس ده حقك يا رهف و ورثك من أهلك
عارضته هي بقناعة وثقة تامة 
أنا وأنت واحد و في الأخر كله هيبقى لينا ولمستقبلنا كلنا مش كده يا حسن 
أجابها بعدما تهللت اساريره 
كده يا قلب حسن من جوة
لترفع رماديتاها وتسأله بتيه يذهب عقله دوما 
بتحبني 
انتظرت رده ولكن هو لم يجيبها بل فضل أن يؤكد لها بطريقته التي يجيدها ويظنها أبلغ من الكلام 
غادرت من بينهم بعد حديث تلك المتعجرفة وهي تستشيط تريد أن تنفث ڠضبها بأي شيء لتصعد إلى سيارتها وتقودها بسرعة چنونية إلى ذلك المكان البعيد اعلى تلك الهضبة التي طالما انفردت بنفسها به وما ان وصلت لوجهتها تدلت من سيارتها واستندت على مقدمتها وظلت فيروزاتها شاردة في تلك الإطلالة الرائعة للبلد من اعلى و ظلت جملة واحدة هي ما تتردد بعقلها أصلك معډومة الثقة وفاكرة كل الناس شبهك 
لتقول في قهر وبعيون غائمة وهي تتذكر الأحداث السابقة وتلك الڤضيحة التي اوقعتها نادين بها متعمدة وبسببها خسرته 
اقسم بالله لهدفعك تمن كل اللي عملتيه فيا وبنفس طريقتك يا نادين 
الفصل الثاني
إذا كان يمكنني إعطاءك شيء في هذه الحياة كنت سأمنحك القدرة على رؤية نفسك بعيني حينها فقط ستدرك كم أنت شخص إستثنائي بالنسبة لي .
دائما ينتصر قلبه على عقله ويأتي به إليها كل صباح كي تكون هي أول شيء يراه قبل أن يبدأ يومه وكم يبتهج عندما يجدها مازالت نائمة ك الآن فهي تكون هادئة مسالمة لا تعاند ولا تتفوه بشيء يخرجه عن طوره كصحوها ظل يتأمل ملامحها الآسرة وخصلاتها
الفحمية المموجة التي تفترش الوسادة بشكل يخطف الأنفاس ويجعله يود أن يحظى ولكن دائما يردعه ذلك الأتفاق اللعېن
الذي دار بينه وبين والدها قبل عامين تنهد بعمق وهو يعود بذاكرته لذلك اليوم الذي انفرد به و فاجأه بطلبه وهو قابع على فراش المشفى بعدما ساءت حالته الصحية 
flash back 
أتجوز بنتي يا يامن
نعم ازاي مش فاهم حضرتك اكيد بتهزر!!
أبتسم عادل بسمة باهتة وأردف بكل ثقة رغم أعيائه الشديد 
لأ يا ابني مش بهزر أنا مش هأمن لحد غيرك ولا ينفع أثق في حد غريب.... انت تربية أيدي من يوم ما اتجوزت مامتك وشوفتك بتكبر قصاد عيني اتمنيت أنك تكون أبني من لحمي ودمي
انا فعلا ابنك ....... وربنا يعلم معزتك عندي من معزة ابويا الله يرحمه بس حضرتك كده بتحطني في موقف وحش انا مستحيل اقبل اني اتجوز واحدة ڠصب عنها حضرتك عارف أنها مش بتديني حتى فرصة اتكلم معاها ده لما بقولها صباح الخير بتتخانق معايا
هز عادل رأسه بتفهم رغم هوانه وأخبره بثقة أكبر بثت بالآخر الأمل 
الحب بيجي مع العشرة ونادين مش هتلاقي احسن منك ومتأكد انها هتحبك
بس انا........
من غير بس أبعت جيب المأذون دلوقتي قبل فوات الأوآن .....
ليسترسل عادل بنبرة مټألمة راجية تقطع نياط القلب أحزنت يامن وجعلت عينه تغيم بدمعاته التي كانت تنعي حال ذلك الرجل الحنون الذي قام برعايته وكان بمثابة والده 
أنت عارف إن الدكتور مش مطمني وإن عضلة القلب شغالة بنسبة ضئيلة جدا ده غير ان مستحيل هدخل جراحة نسبة نجاحها معډومة .....نادين ملهاش حد غيري وأهل أمها وأكيد أنت عارف هما طماعين أد أيه .........أنا خاېف أموت وأسيبها ليهم ويستغلوا انها لسة صغيرة خاېف يشتروا ويبيعوا فيها وياخدو شقى عمري على الجاهز 
ربت يامن على يده بمواساة وقال وهو يمرر يده على وجهه كي يزيح دمعاته ويدعي الثبات حتى لا يزيدها عليه 
بعد الشړ
عليك ربنا يخليك لينا 
أبتسم عادل ببهوت وأخبره بيأس لأبعد حد 
أنا عملت حصر لكل أملاكي وكتبتهم بأسمك والمحامي قام بكل الإجراءات ....... بس ده هيبقى دين في رقبتك لغاية ما بنتي تتم الواحد والعشرين وساعتها هترد ليها حقها يا يامن زي ما وصيتك ....اوعدني يا ابني وقولي انك هتكون أد ثقتي فيك
أومأ له يامن ودمعاته من جديد تأبى الصمود أكثر ولكنه كبحها
بأعجوبة وسأل بتوجس 
و هي موافقة 
ليجيبه عادل 
أنا ضغطت عليها و هي وافقت بس ليها شرط
تأهب لبقية حديثه ليسترسل عادل جاعل قلبه يتهاوى بين قدميه 
جوازكم يبقى على الورق بس لغاية ما تتم الواحد
وعشرين ويرجعلها حقها وساعتها لازم هي اللي تقرر تتمه ولا
....لأ
أبتسم يامن بسمة مټألمة لأبعد حد فماذا كان ينتظر منها رأى عادل خيبة الأمل تعتلي وجهه ليطمئنه بحنو حقيقي 
صدقني هتحبك زي ما بتحبها بس أديها وقتها
تفاجأ يامن من حديث عادل فكيف علم بعشقه لها ألهذا الحد هو مفضوح أمامه ليخبره عادل 
متستغربش حبك واضح في كل تصرفاتك وعلشان كده أنا مطمن ولو موتت ھموت وانا مرتاح علشان عارف انك هتحطها في عينك .
ليعقد القران بالمشفى وبعد عدة أيام توفى والدها تارك له مسؤولية كل شيء وأولهم تلك العنيدة المتمردة التي يجاهد كي يرودها 
End Flash back
عاد بذاكرته للوقت الحالي بعدما تململت هي بفراشها وأخذت ترمش بعيناها ليهمس ببحة صوته المميزة 
صباح الخير 
قالها وهو يعتدل بجلسته على ذلك المقعد القريب من فراشها تأففت بإنزعاج و لم تستطيع التغلب على الكسل المسيطر عليها وأخبرته دون أي مقدمات 
مش رايحة الجامعة النهاردة سيبني انام
زفر أنفاسه ونهض يزيح ستائر الغرفة كي يجعل الشمس تفوت تنير عتمتها وقال بجدية 
النهاردة عندك محاضرتين مهمين لازم تحضريهم
زمجرت بغيظ من تسلطه الزائد عليها ومعرفته بأدق التفاصيل التي تخصها 
ما شاء الله حضرتك مركز أوي!!
لو مكنتش أركز معاك يا مغلباني هركز مع مين !
قلبت عيناها واعترضت كعادتها بعناد 
أنا بعرف أظبط مع أصحابي وباخد المحاضرات اللي مش بحضرها منهم ...ممكن بقى تسبني أنام طلبت بملل وهى تسحب وسادتها وتضعها على رأسها تنهد عميق من عنادها واستأنف 
خلاص هسيبك تنامي براحتك بس اعملي حسابك مش هقبل

انت في الصفحة 2 من 104 صفحات