رهف
وكده نضمن سكوتها
فكرت رضوى قليلا لتهز رأسها موافقة وخلال أقل من نصف ساعة كانت الطبيبة صديقة سعاد في منزل رضوى تؤكد رهف
لطمت رضوى خديها وبعدها بدأت بصفع ابنتها وهي تصرخ وتبكي
عادت سعاد لها وابعدتها عنها وهي تقول ابعدي عنها هتموتيها
التصقت رضوى بالحائط تحاول التقاط أنفاسها
زاغت عيني رضوى فمن سيقبل بأن يتزوج من فتاة
اومأت رضوى برأسها غير مدركة لما تتفوه به سعاد لتغادر الأخرى والسعادة تغمرها
ولكن بقيت رضوى تتخبط بأفكارها لتتناول هاتفها وتطلب عاصي
نظرت هناء لرهف وقالت عاصي عارف طبعا
هزت رأسها رهف ماما كلمته وطبعا هو لم الڤضيحة
ابتسمت رهف بمرارة وهي تتذكر كم الإهانات وأنها مجرد سلمت لأحد ما دون أي
هبطت دمعاتها على وجنتيها لتقربها هناء منها
هناء بحړقة وزعل على ما حدث لازم كلهم يعرفوا انك بريئة وانهم ظلموكي
رهف وهي تتصنع البرود ومن داخلها ڼار مشتعله لا يا هناء مش دلوقت ومش كده انا عاوزة اخد حقي من كل حد ظلمني
هناء بابتسامة لو عرف ده اكيد عرف وتلاقيه مستنيني عشان يهني ويذلني
بعد وقت وصلت إلى الفيلا صعدت مباشرة لجناحهما ولكنها لم تجده دلفت للحمام لتغتسل وابدلت ثيابها وتمددت على الكنبة وهي تفكر بكل ما حدث لها وكيف كانت تتناول مانع
ان فعلت ذلك فهي محقه ولكن هل هو مستعد لخسارتها
يكاد يجن مما حدث فلم يجد امامه سوى تلك الطبيبة
بعد ثلاث ساعات تقريبا صعد الجناح بقلق واضح عليه دلف بهدوء ليجدها تغط بنوم عميق
نعم كانت دائما خجلة من وجودهما معا ومن كلماته حتى حين كان يخرج من الحمام كانت تغض بصرها وتتورد وجنتيها كيف لم يلاحظ كل هذا عليها كان يعتقد انها كاذبة امرأة لعوب ترسم البراءة لتوقعه بشباكها كيف كان يتجاهل نظراتها وهي تلومه على ظنه
لام نفسه كثيرا ولكن لم يعد كل هذا مهما فالآن عليه ان يستعد للمواجهة
وان يبذل قصارى جهده لكي ينتصر حبه والأهم ان يعرف حقيقة ما مرت به
تذكرت دوائها الذي اهملته منذ شهر تقريبا فهي تعاني من انيميا و تأخذ له علاج ولا بد ان شحوبها بسببه
أسرعت إلى إحدى الدواليب وأخرجت علبة الدواء تنظر لها بتمعن فتحتها وجدت بها حبتين فقط
دقائق وكانت قد ابدلت ملابسها وهمت بالخروج ولكن صوته الذي وصل لها جعلها تتسمر مكانها
استدارت ببطء نحوه ليقول بعيون نصف مقفلة لابسة ورايحه فين
رهف بتلعثم وهي تشدد بيدها على علبة الدواء انا انا كنت نازلة الصيدلية
فتح عينيه يتأملها ونازله الصيدلية ليه استقام ووقف أمامها بطوله الذي يضاهي طولها كثيرا واكمل بنبرة حادة وخدتي الاذن من مين
كلمة كان يهيئ نفسه لها ولكنها خرجت منها كالسم القاټل كالړصاص الذي اخترق قلبه قبل
يستمتع بذلك الشعور الذي تخلفه مكانها من دفء وحب
حاولت سحب يدها ولكنه شدد عليها ولكنها انتفضت و ابتعدت عنه
فهذه اول مرة تكون بهذا القرب من أي شخص فهي من اعتادت منذ صغرها ان يكون هنالك حدود بالتعامل ولا تسمح لأي أحد بالاقتراب منها
شعر بخۏفها وخجلها وتاه بملامح وجهها الخجول ولكن خرج من شروده حين انزلقت علبة الدواء من يدها لينظر لها متسائلا ايه الدوا ده
لتمسكها ولكن يده كانت الأسرع فالتقطها ورفعها امامها نظر لها وقال انتي تعبانه
هزت رأسها نفيا وقالت لا حاولت ان تاخذ العلبة منه ولكنه سحبها سريعا وقال اومال عاوزاها ليه
رهف بضيق ده علاج الانيميا هز رأسه وقال تمام انا هديها لواحد من الحرس يروح يجيبلك علبة جديدة
قالت بنبرة عالية لا نظر لها لتكمل فقالت انا يعني انا عاوزة اروح عشان هجيب شوية حاجات خاصة ومينفعش حد غيري يجيبها
صمت قليلا يفكر ثم قال تمام استني عشر دقايق وانا هروح معاكي
رهف بس
عاصي قلت استني مش هتأخر عليكي
بعد قليل في الصيدلية كان يقف بمحاذاة الباب يراقبها وهي تتحدث إلى الفتاة العاملة هناك ولاحظ ان الحديث قد طال وملامح الذعر بدت واضحة على وجه رهف تكاد ان تبكي
وقفت كالمغيبه تنظر له كمن تشكو له ضعفها وتلومه وتعاتبه شعر پألم يغزو قلبه من نظراتها ولكنها نظرت نحو الفتاة بامتنان واخذت ما اشترته وخرجت دون أن تتحدث
مرت بضعة أسابيع وكان يلاحظ تغيرها و عصبيتها على والدتها لدرجة انها قد قاطعتها ولا تحدثها الا باقتضاب
اما هو فكانت تتصرف معه باستعلاء و تمرد
على كل ما يلقيها على مسامعه
جلس يتذكر لقاؤه بتلك الطبيبة التي أكدت له ما سمع وشرحت له الأمر برمته بشأن زوجته ة
صعد لجناحه ليجدها
كانت تجلس تنتظره وحين سمعت خطواته تقترب عدلت من جلستها وفتحت اللاب توب أمامها تتصنع الانشغال وعدم النظر له تشعر بأنها على وشك أن تفقد الوعي
كانت تلوم نفسها على سماع نصيحة هناء بأن تنهي مرحلة التجاهل والتمرد وتبدأ بمرحلة التلاعب به فنفذت خطتها دون أن تفكر بالعواقب
في المشفى كانت تقف رضوى و سناء بتوتر ينظران لباب غرفة العمليات في انتظار خروج احدهم
يطمئنهم
اما عاصي فكان يقف في ركن بعيد قليلا يحاول السيطرة على مشاعره وهو يراقبها
سناء الحقني يا عاصي اختك شكلها بتولد وحمدي بمأمورية
عاصي طب يلا بينا
دلف للداخل التقط مفاتيحه وهاتفه من جانبها وهي ما زالت تقف مكانها ويهمس لها لما ارجع نكمل كلامنا
وتركها وخرج مسرعا مع والدته التي قالت لرضوى احنا رايحين ل هناء ناخدها للدكتور
رضوى هغير هدومي واحصلكم انا ورهف
نظر لها ليتذكر
بعد أن وصل إلى المشفى بدقائق دلفت هي ووالدتها لتمر من امامه بخطى سريعة ود لو يخطفها ويعود بها لجناحهم ليخبرها كم يعشقها ويريها فنون العشق تذكر تصرفاتها البريئة
رسم ابتسامة على محياه وهو يراها تنظر له
ظنا منها انه لا يراها فتصنع الانشغال بهاتفه حتى لا ترتبك وتبعد نظراتها عنه
بعد وقت قصير خرجت الطبيبة لتقترب منها سناء و رضوى
سناء طمنيني يا دكتورة ربنا يطمن قلبك
الطبيبة بابتسامه الحمد لله مدام هناء كويسة والطفل بخير شوية وننقلها للأوضه بتاعتها
تهللت اساريرهم فاقترب عاصي من والدته لتقول سناء عقبال عندكم يا حبيبي
ابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول باذن الله يا ماما قريب اوي قال كلماته وهو يرمق رهف بنظرات عشق
اما هي فشعرت بغصة قسمت قلبها وهي تضع يدها على بطنها تتذكر قبل أسبوعين تقريبا ة
ابتسم وعاد للسرير يتمدد عليه هو أرادها ان تخبره أنها ليست حامل وان اتهامهم باطل ليخبرها انه يصدقها ويعترف بحبه ولكنها عنيدة لا يعلم لما تخطط
هبطت دمعة من عينيها لتقترب منها والدتها ولكنها ابتعدت عنها