روايه للكاتبه الرائعه
ليه !
يحيى باستنكار سوسن... بقى انا سوسن يا چو!... ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس.
يوسف و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه!
يحيى بمرح و لا حاجة يا باشا..دا انا بوق ع الفاضي.. انت متعرفش و لا ايه
يوسف هههههه.... ايوة كدا اتعدل.
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض.
مر أسبوع آخر على الأبطال فيوسف قد تحسنت حالته و خرج من المشفى و عاد الى الشركة و لكن ذراعه الأيسر مازال يحمله بحمالة ذراع.
أنهت زينة دورتها التدريبية فى المحاسبة باقتدار و من المفترض أن تنقل اليوم الى قسم الحسابات
فى مكتب يوسف....
تجمع عدد من موظفى الشركة لكى يهنئوه على شفائه و عودته سالما للعمل و بعدما انصرفوا استدعى زينة..
طرقت زينة الباب فأذن لها بالدخول فدخلت و جلست فى المقعد المقابل لمكتبه فأدار هو دفة الحديث بملامح حاول أن يظهرها جامدة فقال الأستاذ عا....
فهم ما ترمى اليه فجف حلقه و ابتلع ريقه بصعوبة من نظراتها و طريقتها فى الكلام و من كلامها ذاته الذى يحمل بين طياته شوقا بالغا فقال لها بثبات زائف متشكر.. احم... انتى هتتنقلى قسم الحسابات النهاردة.
أحس پسكين انغرست بقلبه عندما رأى دموعها التى أبت النزول و ود لو قام من مكانه و احتضن وجهها بين كفيه و قال لها لا تتركينى.. سأفتقدك.. سأشتاق إليكى.. ستأخذين روحى معكى و لكنه قال لها لكى يخفف عنها قليلا لو احتاجتى أى حاجة أنا موجود متتكسفيش.. تمام!
حال يوسف لا يقل ألما عنها فنهض سريعا من مقعده و أولاها ظهره فهو لم يعد يتحمل رؤية الدموع الجامدة فى عينيها و قال لها تقدرى تتفضلى دلوقتى.
فرت سريعا من أمامه و كأنها كانت أسيرة و أطلق سراحها و خرجت من الشركة بأكملها لا تعلم أين ستذهب و لكنها تريد أن تختفى فى هذا الوقت لكى تتخلص من كل ما بداخلها من مكبوتات.
جاء اليوم المحدد لاتمام عقد قران لينا و رأفت.. كان حفلا بسيطا أقيم فى شقتهم الصغيرة اقتصر على حضور اسرة لينا و اعمامها و أسرة رأفت المكونة من طفليه و والدته و شقيقتان متزوجتان.
كانت لينا تحاول ان ترسم السعادة على ملامحها علها تستعيد رضاء أبيها مرة أخرى فذلك اصبح كل ما ترنو اليه طيلة الفترة الماضية تفكر فى تدابير ربها لها فهى التى رفضت مصطفى ذلك الشاب الذى
لم يسبق له الزواج وستكتب على اسم رافت الذى سبق له الزواج و الانجاب ايضا.. و لكن عزائها الوحيد أنها تتوسم فيه الطيبة و الصلاح فلعله خيرا و ليس عقاپا..
تم عقد القران و تعالت الزغاريد و تلقى رأفت و لينا التبريكات و التهاني من أفراد العائلتين ثم امسك طفليه و توجه بهما ليعرفهما على لينا.
رأفت بسعادة ألف مبروك يا عروسة.
لينا بخجل حقيقى الله يبارك فيك.
جلس بجانبها و اجلس طفليه على فخذيه و قال لها اعرفك بقى دى ريم الكبيرة فى اولى ابتدائى و دا رامى فى اولى حضانة.
نظرت للطفلين فرأت فيهم براءة و خجل لم تعهدهما من قبلرغم كل ما اقترفته من موبقات و قالت له ان شاء الله.. ربنا يخليهم لنا و يباركلنا فيهم.
كاد عقله ان يطير من كلماتها المعبرة فهى قد نصبت نفسها اما لهما بعد هذا الكلام فحمد الله انه رزقه أما كهذه.
كان الاب يراقب المشهد من بعيد و دموع الفرح تملأ عينيه لا يصدق ان الجالسة أمامه الآن هى ابنته لينا العنيدة المتكبرة المغرورة فحمدالله أنه وفقه و هداه لهذه الزيجة و انه لم يستمع لوساوس الشيطان التى كانت تلح عليه بضربها و طردها من المنزل فأخذ يردد فى نفسه الحمد لله... الحمدلله.. و ما توفيقى إلا بالله
فى فيلا راشد سليمان......
اجتمعت العائلة فى المساء فى غرفة الصالون يحتسون الشاى بعدما تناولوا وجبة العشاء.
غمز يوسف لاخيه باحدى عينيه يحثه على بدأ التحدث فأماء له بالايجاب و اتجه بنظره الى عمه و قال احمم... عمى كنت عايز ابلغك انى كنت نازل اساسا عشان أخدكو معايا لندن عشان عايز أخطب بنت اتعرفت عليها هناك.
اندهش عمه من هذه المفاجأة و لكن انفرجت أساريره و هنئه قائلا دا أحسن خبر سمعته بعد خروج يوسف بالسلامة من المستشفى.. الف الف مبروك ياحبيبى.. تعالى يبنى ف حضنى تعالى.. و فتح له ذراعيه فنهض يحيى و بادله الاحتضان قائلا الله يبارك فيك يا عمى.. ربنا يخليك لينا يا رب.
العم يااااه.. إخيرا هشوف حد فيكم عريس!
سهيلة بفرح ألف مبروك يا يحيى.. هنشوف العروسة امتى بقى!
يحيى أطمن على يوسف و يخف خالص و بعدين هحجز لينا كلنا تذاكر للندن... دا بعد اذن حضرتك طبعا يا عمى.
العم اللى تشوفوه يا حبيبى.. دا اليوم اللى كنت بتمناه من زمان انى أشوفك انت و أخوك عرسان.
انتاب يوسف حالة من الارتباك على اثر كلمات عمه فأراد أن يغير مجرى الحديث فقال بمرح مش هتصدق يا عمى ان العروسة فلسطينية!
العم معقول!
يحيى أيوة يا عمى فعلا
ردت سهيلة بمرح لااااا.. دا انت تحكيلنا كل حاجة من الألف للياء
قص عليهما بداية معرفته بديما و كل ما مر بهما من مواقف انتهاء بطلبه خطبتها من والدها.
بعدما انتهى يحيى قال له عمه خلاص يا يحيى على بركة الله.. ثم نظر ليوسف نظرة ذات مغذى و قال عقبالك يا يوسف.. كان المفروض نفرح بيك انت الأول... انت الكبير.
فهم يوسف جيدا نظرة و مقصد عمه فرد بمراوغة كل شيئ بأوان يا عمى و أنا و يحيى واحد.
العم ربنا يخليكو لبعض يبنى.
رد الجميع اللهم آمين.
فى منزل لينا....
انتهى حفل عقد القران و ذهب كل الى منزله بينما والد ديما جلس على احدى المقاعد بشرفة شقته يحتس الشاى و تراوده الأفكار بأن يصفح عن ابنته بعدما رأى منها حسن النية و التصرف مع زوجها و بينما هو فى خضم شروده دخلت اليه بالشرفة و حمحمت بتوتر قائلة احم...