روايه للكاتبه الرائعه
علطول.
و بعد كثير من الجدال بينهم رضخوا أخيرا لرغبة يحيى و إوصلهم و عاد مرة أخرى و انتظر شقيقه أمام غرفة العناية وقف أمام الشباك الزجاجى و أخذ ينظر لأخيه بشوق جارف و هو يقول وحشتني اووي يا يوسف... ربنا ما يحرمنى من نعمة وجودك فى حياتى يا حبيبى.. ثم مسح الدمعة التى فرت من عينه و عاد مرة أخرى الى المقعد يقوم من الحين للآخر ليراه من النافذة و يحدثه قليلا ثم يعود مرة أخرى الى المقعد و ظل على هذا الحال الى أن حل الصباح.
عند زينة...
غادر جلال فى الصباح الباكر بعدما ودعها و بالطبع أعطاها الوصايا العشر تنفست الصعداء و أسرعت بتبديل ملابسها فقد بلغ منها الشوق منتهاه ارتدت الفستان الرمادى مرة أخرى مع الحجاب و تأكدت من رحيل جلال تماما ثم استقلت سيارة أجرة إلى الشركة و لكنها نسيت أن تفتح هاتفها.
زينة كنت تعبانة شوية يا أستاذ رامز و أنا هدخل حالا لمستر يوسف أعتذرله.. و همت بالمغادرة الا ان رامز قال لها استنى بس انتى متعرفيش اللى حصل و لا ايه!
زينة بقلق ايه اللى حصل!
زينة پصدمة يالهوى... طبب بالله عليك ادينى عنوان المستشفى بسرعة.
رامز بتعجب انتى هتروحيله دلوقتى! ... استنى لما يفوق و ابقى تعالى معانا.. موظفين الشركة هيقسموا نفسهم و هيزوروه.
زينة بنفاذ صبر لا انا مش لسة هستنى.. الله يخليم ادينى العنوان بسرعة.
أخذت منه الورقة المسجل بها عنوان المشفى و انطلقت اليها و هى فى حالة ترثى لها عينيها لا تكف عن زرف الدموع فعلمت الآن أنها لا تستطيع أن تحيا بدونه .
و فى نفس الوقت كان راشد و سهيلة قد وصلوا مبكرا للمشفى فوجدوا أن يوسف قد نقل لغرفة عادية فاطمئنوا قليلا فهذا مؤشر جيد.
كان يجلس الثلاثة راشد و سهيلة و يحيى على مقاعد بجوار سرير يوسف فى انتظار إستفاقته من الغيبوبة المؤقتة كان راشد يتنفس بصعوبة و ووجهه أحمر من شدة التعب و الارهاق فلاحظه يحيى فقال له مالك يا عمى شكلك تعبان
سهيلة اه والله يا بابا و أنا كمان.
يحيى طب قوم معايا يا عمى أنا حاجز قوضة هنا جمب اوضة يوسف.. تعالى ريحلك فيها شوية.
راشد باعتراض لا لا يابنى.. انا مش هرتاح غير لما يوسف يفوق.
يحيى انا مش عقعد اتفرج على حضرتك كدا و انت تعبان بالشكل دا... قوم يا عمى معايا بس و
راشد انا عارف دماغك ناشفة و مش هتسكت غير لما اسمع كلامك.
ضحك يحيى بخفوت و قال طب اتفضل معايا أوريك الاوضة.
راشد ماشى.. يلا بينا.. ثم قال لسهيلة أول ما يفوق تيجى تصحينى.. ماشى!
سهيلة اوكى يا بابا متقلقش.
ذهب يحيى بعمه الى الغرفة المجاورة ثم عاد مرة أخرى لغرفة أخيه
وصلت زينة للمشفى فسألت موظف الاستقبال لو سمحت يوسف بيه صاحب شركة آل سليمان محجوز هنا!
الموظف ايوة يا فندم.. ثوانى هشوفلك رقم الغرفة
أماءت له بالايجاب فقال لها غرفة رقم ١٠٥ بالدور الثالث.
زينة شكرا.. ثم هرولت نحو المصعد و ركبته حتى وصلت للدور المنشود و بحثت بين الغرف الى أن وجدتها فطرقت الباب و لم تنتظر الاذن بالدخول و لكنها فتحت الباب و دخلت مباشرة فهى لم يعد لديها صبر على الانتظار.
فتحت فوجدت سهيلة جالسة على يمين السرير و شخصا آخر يجلس على اليسار و بينهما يوسف ممدد على السرير رأسه ملفوف بالشاش و ذراعه مجبر أيضا.
صاحت بها سهيلة فور أن تذكرتها ايه قلة الذوق دى...حد أذنلك تدخلى!
قالت بحزن و انكسار انا آسفة.. انا كنت عايزة أطمن ع المستر يوسف.
سهيلة بصياح و تطمنى عليه ليه ان شاء الله.. دا انتى حيالله حتة فراشة شغالة عنده ف الشركة.
انتفض يحيى من مقعده و نهر سهيلة قائلا سهيلة عيب ميصحش كدا... ايه المشكلة يعنى ما تتطمن عليه..ثم توجه بالحديث لزينة اتفضلى اقعدى يا آنسة.
سهيلة تقعد فين يا يحيى.. ثم نظرت لها قائلة زى ما انتى شايفة كدا مستر يوسف فى غيبوبة... أظن كدا خلاص اطمنتى!.. مع السلامة بقى.
تجاهلتها زينة و نظرت ليحيى مباشرة قائلة بعد إذن حضرتك هاجى أطمن عليه تانى يمكن يكون فاق!
يحيى بأدب طبعا زى ما تحبى.
ردت عليه بابتسامة ودودة قائلة متشكرة جدا لذوق حضرتك.... ثم نظرت لسهيلة بتحدى قائلة عن إذنك.
ردت عليها بعدما خرجت فى داهية.
رد عليها يحيى فى ايه يا سهيلة مالك مستلمة البنت تهزيق من أول ما جات!
ردت اصلك متعرفش.. دى ضاربة ف العالى اوى و حاطة عينها على يوسف شكلها غارت منى لما شافتنى و حبت تقلد لبسى عشان تعجبه أساسا مكنتش محجبة.
فغر فاهه من الدهشة و بدأت الأمور تتضح له فقال يحيى فى نفسه معقول يا يوسف هى دى اللى بتحبها.. عشان كدا كنت حاسك مهموم و انت بتحكيلى و كلامك كان كله ألغاز.. دا احنا داخلين على أيام فل... ربنا يستر.
غادرت المشفى بقلب مټألم لأجل حبيبها و توجهت مرة أخرى للشركة تنوى اكمال دوامها على أن تذهب لرؤيته مرة أخرى بعد انتهاء الدوام عساه ان يكون قد قام من غيبوبته.
فى غرفة يوسف...
بعد مرور أكثرمن ساعتين بدأ يوسف بتحريك يديه و قدميه فانتبه له يحيى و من ثم سهيلة و اقترب منه و أخذ يمسد على ما يظهر من شعره المضمد و هو يقول يوسف... فوق يا حبيبى أنا يحيى.
بدأ يوسف يهمهم بكلمات غير مفهومة كان من ضمن هذيانه مناداته لاسم زينة لم تنتبه سهيلة للاسم لأنها لا تعرف إسم زينة بينما يحيى بدأ يخمن أن ذلك اسمها فأسرع بتشتيت انتباه سهيلة و قال لها روحى بسرعة شوفى الدكتور و صحى عمى راشد عشان ميزعلش.
سهيلة حاضر حاضر.
بعدما ذهبت بدأ يوسف يسترد وعيه تدريجيا و بدأ يفتح عينيه ببطئ فعندما رأى شقيقه قال بصوت متعب يحيى.. زينة
يحيى اهدا يا حبيبى.. حمدالله على سلامتك.
يوسف زينة كانت هنا يا يحيى..صح!... انا كنت سامع صوتها و حاسس بيها... صح يا يحيى و لا انا كنت بحلم!.
يحيى صح يا يوسف كانت هنا.
يوسف هى عاملة ايه!.. كويسة!
فى ذلك الوقت دخل الطبيب و من ورائه سهيلة ثم راشد فنظر له يحيى نظرة مطمئنة و تابعوا جميعا الطبيب أثناء الكشف.
الفصل الثالث و العشرون
فى شركة آل سليمان....
انتهى الدوام بالشركة و كانت زينة تلملم أغراصها عازمة على التوجه للمشفى مباشرة فأقبل عليها العم ابراهيم قائلا هتيجى معانا يا زينة نزور الأستاذ يوسف ف المستشفى!
زينة انتو هتروحو
دلوقتى يا عم